أحداث وتقارير اخبارية

احداث الثلاثاء 16 حزيران 2015

 

الأكراد يسيطرون على تل أبيض والمعبر مع تركيا

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

أحكم المقاتلون الأكراد مدعومين من مقاتلين من «الجيش الحر» وغارات التحالف الدولي- العربي سيطرتهم على مدينة تل أبيض شمال سورية ومعبر حدودي مع تركيا بعد انسحاب عناصر تنظيم «داعش» منها، في وقت اتهمت كبرى الفصائل السورية المعارضة أمس «وحدات حماية الشعب الكردي» التابعة لـ «حزب الاتحاد الكردي الديموقراطي» برئاسة صالح مسلم بشن «حملة تطهير عرقي وطائفي» ضد العرب السنة في شمال شرقي البلاد. وأبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا خلال لقائهما في دمشق أمس «دعم التوجه نحو حل سياسي وضرورة متابعته لضمان نجاح لقاء جنيف3».

وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن مقاتلي «غرفة بركان الفرات» أحكموا سيطرتهم على مدينة تل أبيض بعد انسحاب تنظيم «داعش» منها، مشيرة إلى أن السيطرة جاءت بعد معارك عنيفة خاضها كلٌّ من لواء ثوار الرقة والأحزاب الكردية على أطراف المدينة، انتهت بالسيطرة عليها». وأفاد مصور وكالة «فرانس برس» بأن المقاتلين الأكراد استولوا على المعبر الحدودي بين مدينة أقجه قلعة التركية وتل أبيض السورية من عناصر «داعش».

وأضاف أن العديد من المقاتلين التابعين لـ «وحدات حماية الشعب» تمركزوا عصر الإثنين في القسم السوري من المعبر، بعد أن كانوا أعلنوا قطع طريق الإمداد الرئيسية لـ «داعش» بين تل أبيض والرقة معقل التنظيم.

وكانت تل ابيض التي يقطنها عرب وأكراد تخضع لسيطرة «داعش» منذ حوالى سنة وهي تشكل نقطة مهمة لعبور أسلحة ومقاتلين إلى سورية من تركيا. ويأتي هذا التقدم بعد سيطرة المقاتلين الأكراد الإثنين على ضاحية في جنوب شرق المدينة بدعم من التحالف الدولي- العربي.

وقال ناشط من تل ابيض لـ «الحياة»، إن «قرى تل أبيض الجنوبية شهدت عملية تهجير واسعة من عناصر وحدات حماية الشعب التي قامت بتهجير أهالي قرى عدة، بشكل كامل تحت تهديد السلاح وإطلاق النار على كل من يقترب من تلك القرى. كما طرد عناصر الوحدات من بقي من الأهالي لحراسة منازلهم وهم من كبار السن»، لافتاً إلى أن «الوحدات» قصفت قرية خربة الرز غرب نهر البليخ.

في المقابل، انتقدت «وحدات حماية الشعب» الاتهامات الموجهة إليها بارتكاب «انتهاكات وتعديها على الآخرين». وقالت في بيان: «من يلقي بهذه الاتهامات إنما يحاول تجميل صورة تنظيم الدولة الإسلامية والتهوين من إرهابه وشرعنة بقائه في المنطقة».

وقال شهود عيان إن السلطات التركية سمحت أمس بدخول حوالى ألف لاجئ، ما رفع إلى 16 ألفاً عدد الذين هربوا من المعارك بين مقاتلين أكراد و «داعش» قرب تل أبيض.

 

أقوى ضربة لـ”داعش” منذ سنة تقطع إمداده تل أبيض تحت سيطرة الوحدات الكردية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

في تطور عسكري من شأنه توجيه ضربة قوية الى تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، تمكنت “وحدات حماية الشعب” الكردية تحت غطاء من الغارات الجوية المكثفة لمقاتلات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، من السيطرة على مدينة تل ابيض في محافظة الرقة ومعبرها مع بلدة اقجه قلعة على الجانب التركي من الحدود.

 

وصرح الناطق باسم “وحدات حماية الشعب” ريدور خليل بأن تل ابيض “هي الآن تحت السيطرة الكاملة”.

ولتل أبيض أهمية بالنسبة الى التنظيم لكونها أقرب مدينة حدودية تحت سيطرته من مركز عمله مدينة الرقة.

الى ذلك، افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”، الذي يتخذ لندن مقراً له، أن “وحدات حماية الشعب” الكردية سيطرت على معظم تل أبيض وأجبرت مقاتلي “داعش” الذين كانوا يسيطرون عليها على التراجع إلى مركزهم الرئيسي في الرقة. وأضاف أن حفنة من مقاتلي التنظيم الجهادي وحلفاءهم من القبائل العربية لا يزالون في بضع جيوب داخل المدينة الاستراتيجية.

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان “المقاتلين الاكراد باتوا يسيطرون على شريط حدودي بطول 400 كيلومتر، يمتد من ريف حلب الشمالي الشرقي في شمال سوريا وصولا الى مثلث الحدود السورية – التركية – العراقية، باستثناء معبر القامشلي” في محافظة الحسكة.

ورأى ان هذه الخسارة تعد “الانهيار الاكبر للتنظيم منذ اعلانه دولة الخلافة في شهر حزيران الماضي، اذ تقطع سيطرة الاكراد على تل ابيض خط امداده الرئيسي الى مدينة الرقة، مركز المحافظة التي تعد معقله الابرز في شمال سوريا”. واشار الى مقتل ما لا يقل عن 40 جهادياً لدى محاولتهم الفرار من تل ابيض الى بلدة عين عيسى المجاورة والواقعة شمال غرب مدينة الرقة، وتمكنت مجموعات صغيرة من الوصول اليها.

 

اتهامات بالتطهير العرقي

واتهم 15 فصيلاً من المعارضة السورية بينها “حركة احرار الشام” و”جيش الاسلام”، المقاتلين الاكراد بممارسة تطهير عرقي في مدينة الحسكة وفي تل ابيض. وقالت في بيان “إن قوات وحدات حماية الشعب (الكردية)… نفذت حملة تطهير طائفي وعرقي جديد في حق العرب السنة والتركمان تحت غطاء من الغارات الجوية للتحالف الذي ساهم بالقصف الجوي وترهيب المدنيين ودفعهم الى الفرار من قراهم”.

لكن الناطق باسم “وحدات حماية الشعب” نفى بشدة هذه الاتهامات، واصفاً فصائل المعارضة بأنها “أناس يستخدمون لغة طائفية”. واكد ان “وحدات حماية الشعب” هي جماعة سورية وطنية تخوض معاركها فقط ضد “داعش”.

وتجدر الاشارة الى ان نحو 16 الف سوري لجأوا في الايام الاخيرة من تل ابيض والقرى المحيطة بها الى تركيا التي تنظر بعين القلق الى سيطرة “وحدات حماية الشعب” على الجانب السوري من الحدود وتعتبر ان هذا التنظيم هو الفرع السوري لـ”حزب العمال الكردستاني” التركي. وعلى رغم ان تركيا كانت تقفل من جانبها رسمياً معبر اقجه قلعة – تل ابيض منذ سيطرة “داعش” عليه قبل اكثر من سنة، فإن التنظيم الجهادي كان يستخدم هذا المعبر لاستقدام المقاتلين الاجانب الى سوريا والعراق.

 

دو ميستورا

 

ومع التطورات الميدانية المتسارعة في شمال شرق سوريا، اجرى المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا محادثات في اليوم الاول من زيارته لدمشق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وصرح الناطق باسم الامم المتحدة ستيفان دو جاريك بأن دو ميستورا يتطلع الى سماع وجهة نظر المسؤولين السوريين الكبار في طريقة تنفيذ بيان جنيف لعام 2012 والذي ينص على انتقال سياسي في سوريا. وأضاف ان دو ميستورا يعتزم ايضاً ان يثير قضية مسؤولية الحكومة في حماية المدنيين، في اشارة الى استخدام النظام البراميل المتفجرة في اماكن سكنية، والحاجة الى ايصال المواد الغذائية الى المناطق المحاصرة.

وبعد ساعات من وصول دو ميستورا الى دمشق ، قال المرصد السوري ان 23 مدنياً بينهم اطفال قضوا في قصف للمعارضة على أحياء يسيطر عليها النظام في حلب.

 

الأكراد قطعوا طريق الإمداد لـ”داعش” من الرقة إلى تل أبيض دو ميستورا قدّم إلى المعلم “عرضاً عن مشاورات جنيف

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

تمكن المقاتلون الأكراد امس من قطع طريق امداد لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) يربط مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا بمدينة الرقة، المعقل الابرز للتنظيم الجهادي، فيما أجرى المبعوث الخاص للامم المتحدة محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق.

 

قال القائد في “وحدات حماية الشعب” الكردية حسين خوجر :”قطعنا طريق امداد تنظيم الدولة الاسلامية الى الرقة”، في اشارة الى طريق تمتد من تل ابيض في اتجاه الجنوب الى الرقة. واوضح ان المدينة “باتت محاصرة تماما”، مضيفاً ان “وضع مقاتلي داعش بات صعبا وهم لا يستطيعون ان يهربوا”.

وأكد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، تقدم المقاتلين الاكراد الى الاطراف الجنوبية الشرقية للمدينة. وتحدث عن اشتباكات يخوضها مقاتلون أكراد قدموا من الجزيرة (منطقة الحسكة شرقا) ومن مدينة عين العرب (كوباني بالكردية غربا) الى تل ابيض ضد المقاتلين الجهاديين، والتقوا عند اطراف المدينة الجنوبية.

وصرح شرفان درويش الناطق الرسمي باسم قوات “بركان الفرات” المعارضة التي تقاتل الى جانب الوحدات الكردية، بأن “اشتباكات عنيفة مستمرة بين الطرفين، وهناك 19 جثة على الاقل لتنظيم داعش على اطراف تل ابيض”. وقال إن اكثر المدنيين الذين كانوا يقيمون جنوب تل ابيض نزحوا من منازلهم تحت وطأة الاشتباكات بين الطرفين.

وتخضع تل أبيض التي يقطنها عرب وأكراد لسيطرة التنظيم المتطرف منذ نحو سنة وهي تشكل نقطة مهمة لعبور اسلحة ومقاتلين الى سوريا من تركيا، علما ان السلطات التركية تقفل المعبر رسمياً.

ولاحقاً، أفاد مصور من “رويترز” قريب من الموقع إن أفراداً من “وحدات حماية الشعب” الكردية اتخذوا مواقع على أطراف تل أبيض. وقال إنه يمكن بوضوح رؤية مقاتلي الوحدات الكردية يصلون من شرق البلدة بعضهم مع شاحنات تحمل أسلحة رشاشة ثقيلة ويتخذون مواقعهم.

ويأتي هذا التقدم بعد سيطرة المقاتلين الاكراد على ضاحية جنوب شرق المدينة بدعم من الائتلاف الدولي الذي يستهدف مواقع الجهاديين.

وأعادت السلطات التركية ظهر امس فتح معبر اقجه قلعة – تل ابيض امام مئات من السوريين الهاربين من المعارك الجارية. واصطف نحو الف سوري قرب المعبر في انتظار ان تسمح لهم قوى الامن التركية بالدخول. ووفقا للتقديرات، اجتاز نحو 16 الف سوري الحدود انطلاقا من هذا المعبر بسبب المعارك.

وكانت تركيا منعت أساسا دخول سوريين اراضيها قائلة إنها لن تسمح بذلك الا في حال حصول مأساة انسانية.

 

مقتل 20 مدنياً في حلب

على صعيد آخر، أعلن المرصد السوري مقتل 20 شخصا على الاقل وجرح مئة آخرين، نصفهم من الاطفال، نتيجة سقوط قذائف صاروخية استهدفت أحياء عدة خاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب بشمال سوريا.

وتحدث التلفزيون في شريط عاجل عن “مجزرة ارتكبها الارهابيون في حلب” تسببت بسقوط “20 شهيدا بالاضافة الى اكثر من مئة جريح نصفهم من الاطفال”. وقال ان القذائف استهدفت أحياء عدة بينها “منطقة جامع الرحمن ومساكن السبيل والراموسة والاشرفية” في غرب المدينة.

وأدى قصف منطقة جامع الرحمن، استنادا الى التلفزيون، الى “انهيار مبنى سكني كاملا”، مشيرا الى “عمليات انقاذ جارية لإخراج المواطنين من تحت الانقاض”.

وبث التلفزيون السوري صوراً من داخل احد المشافي تظهر مصابين وقتلى ممددين على حمالات ومضرجين بالدماء بينهم أطفال.

وأحصى المرصد “سقوط اكثر من 250 قذيفة خلال أربع ساعات على أحياء خاضعة لسيطرة قوات النظام، مصدرها مواقع قوات المعارضة في الاحياء الشرقية لمدينة حلب”.

 

دو ميستورا

في غضون ذلك، وصل دو ميستورا الى دمشق في زيارة تتركز على مشاورات جنيف التي يقوم بها مع اطراف معنيين بالنزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات، سعيا الى ايجاد تسوية.

وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان دو ميستورا التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وقدم اليه “عرضا عن المشاورات التي أجراها في جنيف اخيراً في شأن ايجاد حل سياسي للازمة في سوريا”. ونقلت عن المعلم “دعم جهود المبعوث الخاص من اجل التوجه نحو حل سياسي مع التأكيد على أهمية ما تم انجازه في لقاءات موسكو وضرورة متابعتها لضمان نجاح لقاء جنيف”.

وعقدت جولتا مشاورات في موسكو في كانون الثاني ونيسان الماضيين شارك فيها ممثلون للحكومة والمعارضة المقبولة اجمالا لدى النظام.

ونشرت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات ان زيارة دو ميستورا ستستغرق ثلاثة أيام.

 

دمشق والأمم المتحدة: جهود لعقد «جنيف 3»

زياد حيدر

جددت دمشق دعمها لاستمرار عمل المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الهادف إلى عقد «جنيف 3»، لا سيما من خلال مشاوراته الطويلة التي يجريها في العاصمة السويسرية.

وذكرت الخارجية السورية، في بيان، ان هذه المشاورات يمكن أن «تمهد لمؤتمر جنيف 3»، في حال راعت ما تم إنجازه في مؤتمري موسكو هذا العام، واللذين تؤيدهما دمشق بقوة.

واستقبل وزير الخارجية وليد المعلم، في دمشق دي ميستورا، واستمع منه إلى عرض «عن المشاورات التي أجراها في جنيف مؤخراً، بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا».

وذكرت الخارجية، في بيان، إن المعلم استعرض من جانبه «تطورات الأوضاع في سوريا»، وعبر عن «دعم جهود المبعوث الخاص من أجل التوجه نحو حل سياسي، مع التأكيد على أهمية ما تم إنجازه في لقاءات موسكو، وضرورة متابعتها لضمان نجاح لقاء جنيف 3».

ويلتقي دي ميستورا صباح اليوم الرئيس السوري بشار الأسد، حيث من المتوقع أن يغادر بعدها البلاد. ووفقا لمعلومات «السفير»، يبني المبعوث الأممي مشاوراته للوصول إلى إمكانية تحديد موعد لعقد مؤتمر «تسوية سياسية» في جنيف قبل نهاية العام الحالي.

وسيحيط دي ميستورا الرئيس السوري بهذا التصور، علماً أن الأمم المتحدة ترغب في رؤية حلفاء دمشق حول الطاولة لا سيما إيران، كما لا تضع شروطاً تجاه نوعية المشاركة السورية ومستواها.

وسبق لدي ميستورا أن التقى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف حسام آلاء، خلال بداية مشاوراته في جنيف منتصف أيار الماضي.

وكانت المتحدثة باسم المبعوث الأممي جيسي شاهين قالت، في بيان أمس الأول، إن دي ميستورا «يعتزم أن ينقل قناعته العميقة إلى المسؤولين السوريين، وهي أنه لا يمكن فرض حل للصراع بالقوة، وأن هناك حاجة ماسة إلى تسوية سياسية شاملة، تكون ملكاً لكل السوريين، وتتمثل بقيادة سورية». وأضافت ان دي ميستورا ينوي «التطرق مع الحكومة السورية إلى مسألة حماية المدنيين».

ووصل المبعوث الأممي إلى طريق مسدود ربيع العام الحالي، حيال مشروعه الأساسي «تجميد القتال في مدينة حلب»، والتي خطط لجعلها «نموذجا» قابلاً للتكرار في مناطق أخرى من سوريا لاحقاً.

وأعلنت الفصائل المسلحة المعارضة رفضها خطته في أوائل آذار الماضي، ورفضت لقاء ممثلين عنه في سوريا. كما تجاهل «الائتلاف الوطني» المعارض جهوده، وفعلت الأمر ذاته كل من تركيا وقطر والسعودية، علما أن دمشق كانت أعلنت «استعدادها المشروط» لوقف الهجمات الجوية والقصف المدفعي على بعض أحياء حلب، في حال تمكن الوسيط الدولي من «ضمان التزام الطرف الآخر» بوقف القصف على الأحياء التي تسيطر عليها الدولة.

واستند دي ميستورا، بعد فشل خطته الأولى، إلى نصائح أميركية وروسية للتركيز مجدداً على الديبلوماسية العامة، ضمن إطار ترتيب «تسوية سياسية كبرى» استنادا لبيان «جنيف 1». وأطلق في الخامس من أيار محادثات واسعة في جنيف مع عدد من الأطراف الإقليمية والمحلية المعنية بالأزمة السورية، بينها إيران، في محاولة لاستئناف المفاوضات السياسية الهادفة إلى إنهاء الأزمة.

واتبعت دمشق، حتى اللحظة، «سياسة تعاون مدروس» مع فريق المبعوث الأممي. ومؤخرا أبدت الحكومة السورية حماساً أكبر للتقدم في العملية السياسية «لكن من دون تنازلات»، فطلبت من الروس تنظيم لقاء ثالث لـ «اجتماع موسكو» مع وعود «بمرونة ملحوظة سياسيا»، كما أبدت استعداداً «لفتح النقاش مجددا» على جلسة ثالثة في جنيف لبحث «أفق تسوية سياسية سورية».

من جهة أخرى، رحب المكتب التنفيذي لـ«هيئة التنسيق الوطنية»، في بيان، باجتماع القاهرة التشاوري، الذي عقد في 24 كانون الثاني الماضي. وأثنى على «عدم تشكيل جسم سياسي جديد، لأن الكثير من القوى الديموقراطية في الداخل والخارج، لم يتح لها المشاركة فيه، مع أنه كان أكبر حشد وأوسع تمثيل من اللقاء التحضيري في بداية العام الحالي».

واعتبر أن «مخرجات مؤتمر القاهرة إنجاز نوعي يتمثل بوثيقتي الميثاق الوطني وخريطة الطريق، حيث انه، وللمرة الأولى، تستطيع أطراف من المعارضة القول إنها تملك تصوراً انتقالياً نحو سوريا ديموقراطية، وإنها أعطت رؤية مستقبلية لما بعد المرحلة الانتقالية، وهي تتطابق مع رؤيتنا الواضحة للحل السياسي، منذ بداية الأزمة حتى اليوم ومقدمات للحوار والبناء عليها مع قوى المعارضة التي لم تشارك في المؤتمر ممن تتبنى التسوية السياسية والحل السياسي».

 

هل يخطّط التحالف الدولي لتسليم الحدود للأكراد؟

عبد الله سليمان علي

تواصل «وحدات حماية الشعب» الكردية «حملة الشهيد كلهات»، التي أطلقتها في الثاني عشر من حزيران الحالي، والتي تهدف الى تحرير مدينة تل ابيض الواقعة عند الحدود السورية – التركية من مسلحي «داعش».

ويسعى المقاتلون الأكراد للسيطرة على تل أبيض، التي يقطنها سكان من العرب والأكراد والواقعة تحت سيطرة «الدولة الاسلامية» منذ حوالي سنة، بهدف حرمان التنظيم المتشدد من نقطة مهمة لعبور أسلحة ومقاتلين إلى سوريا من تركيا، علما أن تركيا تقفل المعبر رسمياً، فيما تتردد معلومات عن تلقي مسلحي «داعش» دعماً عسكرياً عبر الحدود التركية.

وأمس تقدمت «وحدات حماية الشعب» باتجاه معاقل «داعش» في تل ابيض، من الجنوب والشرق، بعد وصول تعزيزات كردية من الجزيرة وعين العرب (كوباني). وسيطر المقاتلون الاكراد على المعبر الحدودي بين مدينة اقجه قلعة التركية وتل ابيض السورية من مسلحي التنظيم التكفيري.

وبحسب مصدر ميداني فإن الوحدات الكردية وقوات غرفة عمليات «بركان الفرات» التي تضم فصائل عربية معارضة تمكنت من السيطرة على قرية جيسيرية، وقطعت الطريق الواصل بين الرقة وتل أبيض. وأضاف المصدر ان عدداً كبيراً من مسلحي «داعش» فروا من تل ابيض إلى الرقة قبل السيطرة على القرية.

ويأتي تقدم الوحدات الكردية تحت غطاء جوي من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، حيث سيطرت القوات الكردية على أكثر من 20 قرية في منطقة تل ابيض بريف الرقة في الساعات الأخيرة من المعارك.

لا تدخل مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا ضمن كانتونات «الإدارة الذاتية» التي أعلن عنها «حزب الاتحاد الديموقراطي» منذ مطلع العام السابق، والتي تشمل كلاًّ من القامشلي (الجزيرة) وعين العرب (كوباني) وعفرين.

لذلك فإن تقدم «وحدات حماية الشعب» الكردية تحت غطاء كثيف من القصف الجدّي لطائرات التحالف الدولي، حتى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على المدينة، يحمل العديد من الدلالات العسكرية والسياسية، لاسيما على ضوء افتراضات سابقة بأن التنسيق بين التحالف الدولي وبين الأكراد يشمل مناطق الإدارة الذاتية فقط ولا يتعداها إلى غيرها.

وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى الدور الذي يعطيه التحالف الدولي للمقاتلين الأكراد في إستراتيجية محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» وأين يمكن أن يتوقف؟ وعما إذا كان «الدولة الإسلامية» سيستمر في تكتيك الانسحاب الذي اتبعه منذ خسارته في معركة عين العرب، أم لديه خطة بديلة لمواجهة هذا التقدم، لاسيما أن معقله في الرقة بات مهدداً بشكل جدي؟.

وسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية على مدينة تل أبيض، في ما لو تحققت كما هو متوقع، تعني أن ثمة مخططا مدروسا بعناية، يقضي بعدم الاكتفاء بالتنسيق مع الأكراد لبسط سيطرتهم على الكانتونات الثلاثة التي تشكل مناطق «الإدارة الذاتية»، وإنما توسيع هذا التنسيق إلى مداه الأقصى، على نحو يؤدي إلى تحقيق الربط الجغرافي بين هذه الكانتونات، وتحويلها إلى شريط متصل من المدن والبلدات على طول الحدود التركية، عوضاً عن أن تظل منفصلة ومتباعدة يفصل بين الواحد منها والآخر جيب جغرافي. حيث تفصل مدينة تل ابيض بين رأس العين وبين عين العرب، ويفصل الجيب الممتد بين جرابلس وإعزاز بين عين العرب وعفرين. ويفترض أن هذا الشريط يمتد من القامشلي في الشمال الشرقي إلى عفرين في الشمال الغربي.

ومن شأن هيمنة «وحدات حماية الشعب» الكردية على هذا الشريط كاملاً أن تُبعد «الدولة الإسلامية» نهائياً عن الحدود التركية، وبالتالي خسارته المعابر وخطوط الإمداد والتهريب التي كان يستخدمها في استقدام «المقاتلين الأجانب»، أو إدخال شحنات الأسلحة وكافة المواد التي يحتاجها لإدارة مناطق سيطرته، مدنياً وعسكرياً، وبالمقابل إخراج النفط والآثار وغيرها من المواد الثمينة التي يبيعها إلى الطرف التركي، عبر وسطاء وتجار وعصابات مافيا مختصة بالتهريب.

لكن من شأنه أيضاً أن يضع تركيا أمام أسوأ كابوس قد يواجهها في تاريخها، وهو أن ترى مقاتلين أكرادا يسيطرون على كامل شريطها الحدودي مع سوريا، في خطوة قد تكون تمهيداً لإعلان دولتهم المستقلة فيما لو سمحت التوازنات الإقليمية والدولية بمثل هذا الإعلان.

وبصرف النظر عن ذلك، فإن مجرد سيطرتهم وتواجدهم على حدودها ستقرؤه أنقرة على أنه تهديد وجودي لها، وربما هذا ما يفسر التصريحات النارية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول قيام الأكراد بتهجير العرب والتركمان من تل أبيض بمساعدة التحالف الدولي، متسائلاً، في تصريحات أدلى بها أثناء عودته من أذربيجان، «كيف لنا أن ننظر بإيجابية لما تقوم به قوات التحالف في هذه المنطقة. كيف لنا أن نثق بالغرب. إنّها مستجدات لا تبشّر بالخير». وقد تلعب تركيا دوراً في منع تحقيق هذا المخطط، مدفوعة بعدائها التاريخي للأكراد، من دون أن يكون واضحاً ما يمكنها القيام به على الأرض.

وليس الرفض التركي العقبة الوحيدة التي ستواجه مثل هذا المخطط، فهو سيصطدم بعقبات عديدة قد تحول دون وصوله إلى خواتيمه، يأتي في مقدمتها أن الشريط الحدودي لا يقع كله تحت سيطرة «الدولة الإسلامية»، فالقسم الأكبر الممتد من جرابلس إلى دوديان هو بيد التنظيم، وبالتالي يمكن للتحالف الدولي والمقاتلين الأكراد استكمال الهجوم عليه بالذريعة المعتادة وهي محاربة «داعش». أما القسم الممتد بين حوار كلس وإعزاز فهو ما يزال بيد «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» وبعض فصائل «الجيش الحر»، ومن المستبعد أن يشمله الهجوم لانعدام الذريعة على الأقل.

لكن هنا لا يمكن إغفال نقطة في غاية الأهمية، وهي أن تنظيم «الدولة الإسلامية» بدأ منذ حوالي ثلاثة أسابيع هجوماً عنيفاً على ريف حلب الشمالي، يستهدف من خلاله السيطرة على مدن مارع وتل رفعت وإعزاز الحدودية. وقد يكون هذا الهجوم محاولة منه لتعويض هزيمته المحتملة في تل ابيض، وتدارك خسارته لمعبرها الحدودي من خلال السيطرة على المعبر الحدودي في إعزاز. غير أن هذه الخطوة، خاصة في ما يتعلق بالسيطرة على مارع وتل رفعت، من شأنها أن تشكل في الوقت ذاته تهديداً حقيقياً على مدينة عفرين (الكانتون الثالث في الإدارة الذاتية). وهو ما يفسر أمرين اثنين، الأول التصدي الشرس الذي تجابه به «جبهة النصرة» وحلفاؤها هجوم «داعش»، لأنها لا تريد أن تخسر المعبر الحدودي الوحيد الذي يؤمن لها الإمدادات إلى معاقلها في حلب، والثاني الغارات التي تنفذها طائرات التحالف الدولي على محيط صوران لمنع «داعش» من التقدم في المنطقة. ورغم أن هذه الغارات، التي تكررت للمرة الثانية أمس الأول، تحقق مصلحة كبيرة لـ «جبهة النصرة»، إذ تعرقل تقدم خصمها، إلا أنها في الحقيقة تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الهدف النهائي هو تنفيذ المخطط السابق القاضي بربط الكانتونات الثلاثة مع بعضها، وتسليم الشريط الحدودي بكامله من القامشلي إلى عفرين إلى المقاتلين الأكراد.

وسيلعب الوقت دوراً كبيراً في تحديد مصير هذا الشريط، خاصةً في محيط إعزاز، حيث قد تتغير أولويات الفصائل المتواجدة هناك من محاربة «داعش» إلى الضغط على مدينة عفرين.

وقد يكون البيان الذي أصدره، أمس، خمسة عشر فصيلاً من كبار الفصائل الإسلامية، على رأسها «أحرار الشام» و «جيش الإسلام» و «جيش المجاهدين» و «تجمع فاستقم كما أمرت»، حول تطورات تل ابيض دليلاً على أن هذه الفصائل قد لا تسكت أكثر من ذلك، مع عدم استبعاد وجود إيحاء تركي لهذه الفصائل بضرورة التحرك.

واعتبر البيان أن ما يحدث هو «حملة تطهير عرقي وطائفي بغطاء جوي من طائرات التحالف»، لافتاً إلى أن «هذه الخطوة تأتي استكمالا لمخطط تقسيم تعمل عليه أطراف محددة، على رأسها حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية، بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية، في خطوة ستكون كارثية على مستقبل سوريا والمنطقة».

وإذ شدد البيان على «وحدة سوريا وأراضيها ورفض التقسيم»، وعلى «الروابط الدينية والتاريخية بين الأكراد والعرب»، فإنه لوّح بالتهديد «بأن قوى الثورة السورية المدنية والعسكرية سترد بحزم على كل المتورطين في هذا العمل الإجرامي».

وفي حال كان التهديد جدياً، فإنه لا مجال أمام هذه الفصائل للتحرك إلا في محيط مدينة عفرين، وقد يكون ما له دلالته أن «جبهة النصرة» بدأت بمنع الأكراد من الخروج من عفرين عبر الأراضي التي تسيطر عليها بحسب شهادة بعض المواطنين هناك. وهو ما يرشح هذه المنطقة لاحتمالات التصعيد، كما يفسر غارات التحالف الدولي، بأنها ضربات استباقية تهدف إلى خلط الأوراق في المنطقة قبل التفرغ لها.

فهل يتوقف الاعتماد على «وحدات حماية الشعب» الكردية عند حدود هذا المخطط أم أن محافظة الرقة داخلة فيه أيضاً؟ وهل سيستمر تنظيم «الدولة الإسلامية» في إتباع سياسة الانسحاب على إيقاع قصف طائرات التحالف أم أنه عند خط معين سيغير من تكتيكه ويقرر خوض معارك المدن المتبقية بيديه حتى النهاية، وبغض النظر عن الخسائر؟

والأهم من هذا وذاك، ألا تشير التطورات المتسارعة إلى أن ثمة من يعمل على دق إسفين بين الأكراد والعرب، وبالتالي إشعال جبهات قتال بينهم، تتويجاً لحالة الفوضى السائدة في عموم البلاد؟ وفي حال انسحاب «داعش» من الشريط الحدودي على وقع التقدم الكردي، المدعوم بالتحالف، فما هي المنطقة التي ستدفع ثمن هذا الانسحاب ويختارها «داعش» لتعويض هزائمه؟

أسئلة قد يبدو من المبكر طرحها والتفكير فيها، لكن الساحة السورية، بما هي مقبلة عليه من تطورات دراماتيكية خلال هذا الصيف، قد لا تحتمل تأجيل طرح هذه الأسئلة أو سواها.

 

المقاتلون الاكراد يسيطرون على مدينة تل ابيض بالكامل بعد طرد آخر الجهاديين

بيروت- (أ ف ب): سيطر المقاتلون الاكراد فجر الثلاثاء بشكل كامل على مدينة تل ابيض السورية على الحدود مع تركيا، بعد طرد اخر مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية منها، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الثلاثاء “سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلو الفصائل على مدينة تل ابيض بالكامل، بعد طرد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الذين فروا باتجاه القرى الغربية والجنوبية الغربية للمدينة، بعد اشتباكات ليلا بين الطرفين” مؤكدا انه “منذ هذا الصباح لم تطلق رصاصة واحدة في تل ابيض”.

 

نائب داود أوغلو: ما يجري شمال سوريا تطهيرعرقي يهدف للتوحيد بين كانتونات متفرقة

أنقرة- الأناضول: قال نائب رئيس الوزرء التركي بولنت أرينج، إن ما يجري في شمال سوريا من اشتباكات وأحداث هو “بمثابة تطهير عرقي يرمي إلى التوحيد بين كانتونات (مقاطعات) متفرقة – خاصة بـحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري-”.

 

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المسؤول التركي، مساء الاثنين، بالعاصمة أنقرة، عقب انتهاء أول اجتماعٍ لمجلس الوزراء بعد الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في السابع من الشهر الجاري.

 

وأضاف أرينج قائلا: “هناك علاقات غريبة بين تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية (PYD) وحزب الاتحاد الديمقراطي”، لافتًا أن تركيا ترى أن “هناك مؤشرات ودلائل توضح أنهم – وحدات PYD، والاتحاد الديمقراطي – يعملون على طرد العرب والتركمان من بعض المحافظات وتعبئتها بآخرين، في مسعى منهم لتوحيد الكانتونات الخاصة بهم”.

 

وأوضح نائب داود أوغلو أن رئاسة الوزراء التركية حذرت من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب قصفها المتزايد للمنطقة الشمالية بسوريا، مشيرًا أن ما يحدث يُظهر سير الأوضاع بشكل مختلف، خاصة أن هناك توافق مع تركيا على الأقل في مسألة تدريب وإعداد المعارضة.

 

وأكد أرينج على ضرورة عدم السماح لتشكّل مكونات تهدد الأمن القومي التركي في شمال سوريا، مضيفا “نظام الأسد وجّه سلاحه نحو شعبه منذ انطلاق الأزمة قبل 5 سنوات، سوريا تعيش مأساة كبيرة، ونتيجة ما حدث في سوريا دخل أراضيها قوى مختلفة نشرت الفوضى، وكل جماعة تريد أن تكسب أرضا في هذه الفوضى على حساب الشعب الذي لا يجد سبيلًا غير الهروب واللجوء إلى دول أخرى”.

 

وحمّل أرينج مسؤولية ما يجري في سوريا من قتل وتشريد، لـ”النظام السوري الملطخة يداه بالدماء، النظام الذي يقصف بالمروحيات والطائرات ويلقي القنابل على شعبه وقتل منهم أكثر من 300 ألف شخص حتى الآن”.

 

وسيطرت القوات المشتركة (وحدات حماية الشعب الكردي، والجيش الحر)، عصر الاثنين، على مدينة “تل أبيض” المحاذية للحدود التركية، بعد معارك مع داعش، بحسب “لواء التحرير” (أحد فصائل الجيش السوري الحر).

 

ولقد أدت الاشتباكات بين الأطراف المختلفة خلال اليومين الماضيين، إلى نزوح ما يقرب من 10 ألاف شخص، وعبورهم إلى الأراضي التركي، بحسب بيان صادر عن إدارة الكوارث والطوارئ التركية، (آفاد)، أمس.

 

وأعربت الإدارة الأمريكية، الجمعة الماضية، عن قلقها من تقارير تحدثت عن استغلال حزب “الاتحاد الديمقراطي”، الذي تتبع له وحدات الحماية، للدعم الجوي لقوات التحالف، في تهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.

 

وكان حزب الاتحاد الديمقراطي، قد أعلن في كانون الثاني/ يناير 2014، تشكيل كانتونات “كوباني” و”عفرين” و”الجزيرة”، كمناطق حكم خاصة به.

 

سوريا: الأكراد يهجّرون العرب والتركمان لإقامة إقليم مستقل

بدعم جوي من «التحالف الدولي» وتركيا تستنفر أمنيا وسياسيا

إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: تتصاعد حالة الاستنفار التي تعيشها تركيا سياسيا وأمنيا مع تصاعد الاشتباكات الجارية بين القوات الكردية وتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» في مدينة تل أبيض السورية المتاخمة للحدود التركية، وسط تنامي هواجس أنقرة من مخطط لإقامة إقليم كردي مستقل على حدودها عبر تهجير العرب والتركمان من سكان هذه المناطق بدعم من طيران «التحالف الدولي» وبحجة محاربة «داعش».

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن ما يدور من اشتباكات عنيفة وهجمات على منطقة تل أبيض السورية القريبة من الحدود التركية، «لا يبشر بالخير»، معتبرا أن محاولة السيطرة على منطقة تل أبيض من قِبل عناصر حزب «الاتحاد الديمقراطي (PYD)» بالتعاون مع عناصر تنظيم حزب «العمال الكردستاني (PKK)» «يهدد أمن المناطق الحدودية لتركيا وأن على المجتمع الدولي إدراك حساسية الوضع هناك بالنسبة للدولة التركية».

ورأى أردوغان أن هذه الهجمات «تستهدف إزاحة سكان المنطقة الأصليين من عرب وتركمان»، مشيرا إلى أن ما يقارب من 15 ألف نازح فروا من تلك المنطقة باتجاه الأراضي التركية.

وقالت منظمة إدارة الكوارث والطوارئ التركية «آفاد» التابعة لرئاسة الوزراء في بيان لها، الاثنين، إن تركيا استقبلت مساء الأحد 2800 لاجئ سوري جديد هربوا من الاشتباكات الدائرة في محيط مدينة تل أبيض على الحدود السورية.

وفي وقت سابق، أعربت الولايات المتحدة، عن قلقها من تقارير تكشف عن استغلال حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري الذي تتبع له وحدات الحماية، للدعم الجوي لقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، في تهجير أعداد كبيرة من العرب والتركمان السوريين خارج مناطقهم.

وفي أول اجتماع له عقب الانتخابات البرلمانية، عقد مجلس الوزراء التركي، الاثنين، اجتماعا برئاسة أحمد داود أوغلو بحث الأحداث الأخيرة في المناطق الحدودية مع سوريا، حيث قدم كل من نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي الجنرال نجدت أوزال، وقائد القوات البرية التركية الجنرال هولوسي أكار، خلال الاجتماع معلومات عن التطورات الأخيرة على الحدود السورية.

عدد من كبرى الصحف التركية نشرت خلال الساعات الأخيرة العديد من التحليلات السياسية والأمنية لما يحدث في تل أبيض السورية، في حين تحدثت صحف أخرى عما يدور داخل دوائر صنع القرار الأمني والسياسي في أنقرة.

وتقول صحيفة «ستار» إنه ومع انشغال تركيا بقضية تشكيل الحكومة الجديدة عقب الانتخابات البرلمانية ، يقوم عدد من القوى العالمية ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة إقامة الدولة الكردية في مناطق الشمال السوري المحاذية لتركيا.

وترى الصحيفة أن هذه الهجمات تتم بهدف تغيير الشكل الديموغرافي لهذه المنطقة، حيث تقوم عناصر الـ (PYD) بالسيطرة المباشرة على كل نقطة تم إخلاؤها من قبل سكانها الأصليين، وتنقل عن مصادر سورية قولها إن العمليات الجارية تهدف إلى توحيد منطقة عين العرب (كوباني) مع محافظة القامشلي.

وكتب الصحافي التركي محمد زاهد غُل في تغريدة له: « دعشنة العرب جارية في تل أبيض وهناك قلق تركي حقيقي من مشروع تدعمه قوى إقليمية وعالمية شمال شرقي سوريا (زرع كيان كردي).

وقالت صحيفة أخرى إن عددا من القادة العسكريين والأمنيين الأتراك عقدوا اجتماعات متتالية لمناقشة أخر التطورات الجارية في المناطق الشمالية لسورية، مشيرة إلى أن تركيا ترى أن ما يحدث في شمال سوريا يهدف إلى ربط المناطق التي يسيطر عليها تنظيم حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)» ببعضها البعض، وذلك من أجل فتح ممر آمن باتجاه الساحل السوري وتحضير الأرضية لإعلان «الدولة الكردية المزعومة».

ورأت الصحيفة أن الذين يقومون بدعم تنظيم (PYD) لتحقيق هذا الهدف، إنما يسعون إلى تغيير وجهة تصدير نفط شمال العراق، على اعتبار أن رئيس الإقليم مسعود البارزاني وقع اتفاقية يتم بموجبها تصدير نفط الإقليم إلى الخارج عبر الأراضي التركية.

واعتبرت أن الهجوم المدعوم جويا من التحالف الدولي على تل أبيض ذات الأغلبية التركمانية والعربية، بحجة محاربة عناصر «تنظيم الدولة» هناك، يهدف لإجبار سكان المنطقة الأصليين على النزوح باتجاه الأراضي التركية كي تسنح لهم الفرصة في تغيير التركيبة الجغرافية للمنطقة، على اعتبار أن تل أبيض تعتبر من المناطق الفاصلة بين بلدة «جزرة» التركية وعين العرب «كوباني» السورية، ومن أجل تسهيل عملية السيطرة على هذه المناطق من قِبل تنظيم (PYD) وربط منطقة عفرين بمنطقة كوباني، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصدر تركي وصفته بالمسؤول.

وتقول مصادر تركية إن قوات تنظيم (PYD) تمكنت من تفريغ 28 قرية تركمانية تابعة لمنطقة تل أبيض، كما أنها تمكنت إلى الآن من بسط سيطرتها على 4 قرى تركمانية (دادالار، باب الهوا، سرت، بلال جيتي)، وفي حال تمكنت هذه القوات من السيطرة الكاملة على منطقة تل أبيض وإجبار سكانها الأصليين إلى النزوح تجاه الأراضي التركية، فإن التنظيم يخطط لجلب 9 آلاف شخص من أكراد كوباني وشمال العراق وإسكانهم في هذه المنطقة.

وتعتبر القرى الأربع التي تمت السيطرة عليها من قبل عناصر تنظيم (PYD) بمثابة أولى المناطق الجديدة التي يتم إلحاقها بمناطق نفوذ التنظيم في الشمال السوري منذ بدء الأحداث السورية عام 2011، الأمر الذي أدى إلى توسيع التنظيم لرقعة مساحة بلدة كوباني لمسافة 10 كيلومترات.

وتنقل صحيفة تركية عن من قالت إنها «مصادر استخباراتية» أن الهدف الرئيسي لما يجري الآن هو ملء الفراغ الذي سينجم عن نزوح العرب والتركمان من هذه المناطق نتيجة شدة الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي، وبالتالي توحيد مناطق عفرين وكوباني وجزرة مع بعضها البعض وإعلان هذه المناطق مناطق نفوذ كردية.

 

معركة الساعات الست إنجاز عسكري جديد للمعارضة السورية المسلحة في درعا

جبهة حوران ـ «القدس العربي»: بعد هدوء طويل ساد حوران واستمر نحو ثلاثة أشهر من أجل تنظيم الصفوف وتجهيز العمليات، شنت فصائل المعارضة السورية المسلحة هجوماً مباغتاً على اللواء 52 ميكانيكي، أهم ألوية الفرقة التاسعة، والذي تحول إلى أكبر الوحدات العسكرية في جنوب دمشق بعد التحاق القطع العسكرية المنهزمة به.

ويمتد اللواء 52 جنوب محور العرض الحراك -المليحة الغربية – المليحة الشرقية، ويصل إلى رخم جنوباً بمساحة تبلغ1200 دونم.

شاركت في العملية سبع غرف عمليات للثوار، هي أسود الحرب، جيش الإسلام، الجيش الأول، الفاتحون، الحراك، جند الملاحم، وأحرار الشام، وأعلن الجيش الأول عن مشاركة 55 فصيلاً عسكرياً من الفصائل العاملة بالجبهة الجنوبية، وجاء في بيان بدء «معركة القصاص» تحديد أهداف العمليات في ريف درعا الشرقي:»اللواء 52 ميكا – المليحة الغربية -بلدة الدارة -بلدة رخم حاجز ساكرة».

ويعد الهجوم، الذي استغرق نحو ست ساعات واستهدف قطعة عسكرية كبيرة بهذا الحجم لجيش النظام، ثاني أسرع انتصار للمعارضة المسلحة بعد إنجازها الكبير في مدينة أريحا شمال غرب البلاد.

وصرح فايز عبد الغني، نائب قائد فوج المدفعية والصواريخ في درعا، لـ«القدس العربي»: «قمنا بعمليات الاستطلاع وتحديد الأهداف، وقصفنا مقر قيادة اللواء والعمليات وقيادات الكتائب بمئات قذائف مدافع الميدان والهاون وراجمات الصواريخ».

ويعتبر فوج المدفعية والصواريخ الذراع الطويلة في المعارك التي تشنها وحدات «الجبهة الجنوبية» ضد قوات النظام، حيث يقوم الفوج بتمهيد ناري كثيف يسهل عمليات الاقتحام لباقي الفصائل.

وعن الأهمية الاستراتيجية والعسكرية للواء 52 قال وليد الغانم، قائد تجمع العزة التابع للجبهة الجنوبية، لـ«القدس العربي»: «تحول اللواء إلى أكبر ألوية جيش النظام بسبب انتقال عدد من قطع الفرقة التاسعة إليه، ويضم كتائب شيلكا ومدرعات. وتأتي أهميته من كونه يحمي مدينتي ازرع وخربة غزالة من الجهة الجنوبية الشرقية، ويفصل محافظة درعا عن محافظة السويداء، وتقع كل بلدات وقرى ريف درعا الشرقي تحت نيران مدفعيته».

الهجوم السريع لقوات «الجبهة الجنوبية» أجبر جيش النظام على الانسحاب شرقاً باتجاه السويداء ومطار الثعلة العسكري، لتسيطر المعارضة السورية المسلحة على كامل مساحة اللواء. ويضيف الغانم: «سيطرنا على مستودعات الذخيرة وبعض الآليات والمدرعات، وسقط 120 قتيلاً في صفوف النظام، وجُرح 150 آخرون، كما وقع عشرة من جنود اللواء في الأسر».

وبعد السيطرة على اللواء وبلدتي المليحة ورخم، تقدمت قوات الجبهة الجنوبية لتحكم السيطرة على بلدة الدارة المحاذية شمالاً لمطار الثعلة، ولتبدأ بعدها معركة كرّ وفرّ لتحرير هذا المطار، بقيادة جيش اليرموك.

وكانت قوات المعارضة قد طاردت فلول قوات النظام المنسحبة إلى داخل محيط المطار، وأحكمت السيطرة على تل حديد والسرية الرابعة في المطار بعد هجوم عنيف من ثلاث جبهات. وأكد بشار الزعبي، قائد جيش اليرموك، لـ«القدس العربي» أن «معركة السيطرة على المطار مازالت مستمرة ولم تنته بعد، ونأمل من الله النصر القريب».

وكان النظام السوري قد دفع بتعزيزات كبيرة إلى المطار من طريق السويداء، وقصف محيطه بالصواريخ الفراغية ليحد من تقدم المعارضة المسلحة.

ورداً على ما تبثه وسائل إعلام النظام وشبيحته في محافظة السويداء من تحريض تجاه تقدم المعارضة المسلحة إلى الحدود الغربية لمحافظة السويداء، أصدر العقيد مروان الحمد رئيس المجلس العسكري في محافظة السويداء التابع للمعارضة المسلحة بياناً يدحض ادعاءات النظام. وخاطب البيان، الذي تلقت «القدس العربي» نسخة منه، أهل السويداء من أبناء الطائفة الدرزية، قائلاً: «الأحرار في محافظة درعا لا يرون فيكم إلا نعم الأهل والأخوة، ولا يهدفون إلا لبناء دولة لكل السوريين».

وعن خطر تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقترب إلى الحدود الشرقية للسويداء قال الحمد:»إن أهلكم في سوريا هم سندكم لمواجهة الإرهاب الأسدي الداعشي، فلا تنجروا وراء ما يروجه نظام القتل ولا تكونوا في مواجهة أهلكم». ونوّه إلى تاريخ أهالي السويداء، قائلاً:» كلنا ثقة بالحكمة والرجولة والوطنية الموروثة في أرض الجبل لدرء فتنة لا سمح الله إن وقعت ستكون هزيمة تاريخية في حق الوطن، والتاريخ لن يرحم، وقاموسنا لا يعرف كلمة هزيمة، إما نصر أو استشهاد».

من جانب آخر، أعلنت فصائل معارضة اسقاط طائرة حربية للنظام، وهو ما أكده إعلام النظام الذي ذكر إنها طائرة مقاتلة من نوع «سوخوي 22». ويثير الفيديو، الذي بثته الجبهة الجنوبية، تساؤلاً حول كيفية إسقاط الطائرة التي تهاوت في السماء وقد انفصلت قمرة قيادتها عن جسد الطائرة، مما يطرح سؤالاً جدياً حول حيازة وحدات هذه الجبهة على صواريخ مضادة للطائرات.

وصرح محمد قداح، نائب الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، لـ«القدس العربي»، أنّ «انتصاراتنا في إدلب ودرعا ستجبر في نهاية المطاف بشار الأسد على التنحي، وعلى الجميع أن يعلم أن الحديث عن بقاء الأسد أصبح من ماضي سوريا منذ لحظة اعتقال أطفال حوران، ومع اقتراب الثوار من دمشق سيعلم الجميع أن الأسد انتهى، وسوريا ستعود لأهلها».

ومع تحرير اللواء 52 يصبح شرق درعا محرراً بالكامل، ويبقى على الثوار تحرير درعا البلد والطريق الفرعي الذي يصل درعا بدمشق ليبدأوا معركة التقدم باتجاه مدينة إزرع، وتصبح المعارضة المسلحة فعلياً على أبواب ريف دمشق الجنوبي، لتغيّر الواقع الاستراتيجي والميداني في معركة دمشق الحاسمة.

 

مساع لطمأنة دروز جبل العرب من قبل تكتل عسكري يجمع 23 فصيلاً مسلحاً من المعارضة السورية في سهل حوران

هبة محمد

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: تنشط المساعي المبذولة من قبل التشكيلات العسكرية المعارضة المناوئة لنظام حكم بشار الأسد، والعاملة في محافظة درعا جنوبي سوريا، لطمئنة جوارهم من أهالي جبل العرب أبناء طائفة الموحدين الدروز متعهدين لهم بعدم التعرض للأرض أو العرض من المدنيين، وتأطير الدخول العسكري إلى أراضي السويداء ضمن العمل على تحرير الثكنات العسكرية في المحافظة، والتي ستبدأ بمطار الثعلة العسكري الواقع بريف المحافظة، وإفشال مخطط الاقتتال الذي يحاك لدروز سوريا في السويداء ومحيطها السني، وذلك في حال نجح مخطط فصائل الجيش الحر التي عاودت الحشد من جديد في محيط المدينة وريفها، بعد انسحابها من المطار ظهر الخميس 11 حزيران/يونيو الحالي، عقب تعاضد أهالي بلدة الثعلة مع قوات النظام السوري، ومنعهم من الانسحاب، وإجبارهم على البقاء ضمن حرم مطار ثعلة العسكري لمقارعة المعارضة المسلحة جنوب البلاد.

وبناء على ذلك وقّع 23 فصيل عسكري عامل في سهل حوران، وفي مقدمتهم الجيش الأول، وجيش اليرموك، على بيان موجه لأهالي منطقة جبل العرب دروز سوريا في السويداء، يبينون خلاله بأنه «لا نية لهم في قتالهم أو الاعتداء عليهم»، ووصفت القيادة المشتركة للمعارضة، أهالي السويداء بـالجيران، وأضاف البيان: «نعلمكم أننا منذ بداية مواجهتنا مع هذا النظام كان هدفنا ومازال هو القضاء على هذه العصابة التي بطشت بالوطن، وليس كما يروّج أزلام هذا النظام بأننا دعاة قتل وإرهاب واعتداء».

واختتم البيان الممهور بتوقيع القيادي العسكري لكل من الفصائل المشاركة، أهمها « الجيش الأول، وجيش الإسلام، وجيش اليرموك، وألوية الفرقان، ولواء المهاجرين والأنصار، وألوية العمري، ولواء توحيد وكتائب حوران، ولواء أحرار حوران» وغيرها من الكتائب.

وتحدث الناشط الإعلامي من محافظة السويداء عابد في اتصال مع «القدس العربي» أن مشايخ الكرامة بزعامة فهد البلعوس أصدروا قراراً يلغي الخدمة الخدمة الإجبارية في السويداء، ويمنع سحب الشباب إلى جيش النظام منعاً باتاً، بعد أن كانوا قد هددوا بإغلاق شعب التجنيد الثلاث في المحافظة، وأرسلوا تحذير إلى موظفي تلك الشُعب من أجل الامتناع عن مواصلة الدوام فيها.

ويأتي هذا رداً على توجيهات أحد مشايخ الدروز يدعى الهجري، بعد أن طمئن بعض الشيوخ المناصرين للهجري شبان السويداء وطالبوهم بالإسراع إلى الانضمام لقوات النظام، وفعلاً انضم بعض المتخلفين لقوات بشار الأسد، لكنهم اكتشفوا أنه فخ شارك في نصبه المخابرات العسكرية بالتعاون مع بعض الشيوخ، حيث وجد الشبان أنفسهم ضمن صفوف التعبئة، والمرسلة إلى درعا لاستعادة اللواء 52 الذي تحرر قبل أيام، فانسحبوا مباشرة.

وكان شيخ العقل الأول للطائفة الدرزية حكمت سلمان الهجري والمتزعم لما يسمى «الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين» الموالي للنظام السوري، قد أصدر بيانا موجها لأبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء، تحت عنوان نـداء وطـني، وباسم النخوة العربية وغيرة الدين وأهله والذي صدر بتوجيه من بشار الأسد، ويقضي باستدعاء شبان المحافظة القادرين على حمل السلاح، لتسوية أوضاعهم، والالتحاق بالقطع العسكرية ضمن صفوف قوات النظام، منعا لتحرير مطار الثعلة العسكري على يد كتائب المعارضة، وخاصة بعد مسلسل الهزائم التي لحقت بنظام بشار الأسد وخروج اللواء 52 من سيطرته.

وجاء في بيان الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين والمنشورة عبر وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري: «تلبية لنداء الوطن والواجب وتوجيهات سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد، فإن الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين ومن خلال أمانة المسؤولية التاريخية والوطنية في الدفاع عن قدسية ترابنا وأوطاننا فأننا نتوجه بالنداء الوطني والديني لجميع أبنائنا الشرفاء الغيارى القادرين على حمل السلاح وشبابنا المخلصين في المحافظة ممن لم يلتحقوا بالخدمة الإلزامية، أو كانت لديهم ظروف حالت دون التحاقهم أو من المطلوبين للخدمة الاحتياطية أو لم يسووا أوضاعهم، آملين منهم باسم النخوة العربية وغيرة الدين وأهله ألا تتقاعسوا عن هذا النداء وان تتوجهوا إلى شعب تجنيدكم في المحافظة على أن تكون خدمتكم العسكرية ضمن حدود محافظة السويداء التي يتهددها الخطر الداهم والإرهاب المحدق بنا، ولنا وطيد الأمل والثقة بنخوتكم وأصالتكم في الدفاع عن وجودنا وتاريخنا وأعراضنا».

وتقول مصادر مطلعة من أتباع الطائفة الدرزية، إن النظام السوري يخشى دخول السويداء، ولا يجرؤ على ضربها مباشرة كي لا يثقب حجة حماية الأقليات، لكنه لن يعفيها من الخراب.

 

الكونغرس يخفض ميزانية تدريب المعارضة السورية وواشنطن تخشى مرحلة ما بعد الأسد وماذا سنفعل لو نجا «تنظيم الدولة» وتحدى حملات سحقه… هل نعترف بدولته؟

استطلاع يظهر معارضة نصف البريطانيين استقبال اللاجئين السوريين… والسبب معاداة الإسلام

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: تشير نتائج استطلاع بريطاني إلى المدى الذي يهتم فيه الرأي العام بالأزمة السورية. فقد أظهر استطلاع أجراه معهد «يوغوف» لصالح المؤسسة الخيرية «منظمة الإغاثة الإسلامية- فرع بريطانيا» أن نصف البريطانيين لا يؤيدون استقبال اللاجئين السوريين في بلادهم. وهذا يفسر العدد القليل الذي تم استيعابه من المهاجرين السوريين في بريطانيا 187 حسب صحيفة «إندبندنت».

ونقلت الصحيفة عن مدير المؤسسة في بريطانيا جهانغير مالك قوله إن «نتائج التقرير مثيرة للقلق لأنها تظهر مواقف سلبية للرأي العام البريطاني وأن مواقفهم تجاه اللاجئين أصبحت متشددة أكثر».

وتتزامن نتائج الاستطلاع مع التقارير التي تحدثت عن قيام لاجئين سوريين بخرق الأسلاك الشائكة عند بلدة أكاكالي التركية القريبة من سوريا. وشارك في الاستطلاع 6.000 شخصا ووجد أن نسبة 42% من البريطانيين لا يدعمون استقبال اللاجئين الفارين من مناطق الحرب.

وأظهر إنه عندما يتعلق الأمر بالسوريين فالموقف يصبح أكثر تشددا حيث لا ترحب نسبة 47% باستقبالهم. فيما أعربت نسبة 29% من المشاركين عن دعمها استقبال السوريين الفارين من الحرب في بلادهم. ويبلغ عدد اللاجئين السوريين الآن حوالي 4 ملايين نسمة موزعين في الأغلب على خمس دول وهي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.

وفي تفسير لمنظمة الإغاثة الإسلامية لنتائج الإستطلاع ترى أن الموقف من السوريين مرتبط في جزء منه بالمواقف العامة من المسلمين.

وقال مالك إن الوقت قد حان للتركيز على المشاركة الإيجابية للمسلمين في المجتمع البريطاني.

ولكن الاستطلاع أظهر مخاوف الرأي العام من الإسلام والمسلمين. فعندما سئل المشاركون عن العبارات والمصطلحات التي يربطها الناس بكلمة «مسلمين. كشف الإستطلاع عن ميول مثيرة «للقلق» حيث قالت نسبة 12% إنهم يربطون المسلمين بـ»الإرهاب».

 

«سي آي إيه» تخفض

وبعيدا عن معاناة المهاجرين ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن المخابرات الأمريكية «سي آي إيه» التي تشرف منذ سنوات على برنامج سري لتدريب المعارضة السورية قررت تخفيض التمويل لبرنامج تدريب أفرادها وتمويلهم وتسليحهم وسط ما قالت الصحيفة أن هناك شكوكا متزايدة حول السياسة الأمريكية بالمنطقة.

وقررت لجنة في الكونغرس مختصة بالميزانية الأمنية صوتت لتخفيض الدعم المخصص لبرامج تدريب المعارضة السورية.

ورغم رفض المسؤولين التعليق على البرنامج السري إلا أنه كان مصدر إحباط. وبدأت الولايات المتحدة بإرسال أسلحة للمقاتلين السوريين في عام 2013 إلا أن البرنامج كان مصدر إحباط للطرفين.

واشتكى أحد القياديين السوريين من أن الدعم العسكري الذي تلقوه لم يكن يتجاوز 16 طلقة في الشهر، فيما انشق آخرون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» حيث الرواتب أحسن والسلاح متوفر بكثرة.

وتقول الصحيفة إن هناك إشارات عن تحضير الرئيس السوري بشار الأسد لتقسيم سوريا فعليا فانسحاب قواته إلى دمشق والمعاقل القوية للنظام يعني ترك بقية سوريا لتنظيم «الدولة» وبقية فصائل المعارضة تتقاتل فيما بينها للسيطرة عليها.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» قبل يومين في تقرير لها إن تخفيض الدعم لبرنامج «سي آي إيه» يعكس شكوك النواب الأمريكيين من فعالية البرنامج ومن استراتيجية الرئيس باراك أوباما في الشرق الأوسط. وقررت لجنة الأمن في الكونغرس تخفيض نسبة 20% من البرنامج الذي تحول لواحد من أكثر برامج المخابرات الأمريكية السرية ويكلف حوالي مليار دولار في العام.

ونقل عن آدم شيف، النائب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا «هناك قلق كبير وعلى قاعدة مشتركة فيما يتعلق بالإستراتيجية في سوريا» ولم يقدم تقارير حول الموضوع ولكنه قال إن الولايات المتحدة ستكون في وضع «لمساعدة وتشكيل الوضع فيما بعد الحرب الأهلية» في سوريا. وعبر المسؤولون الأمريكيون من تأثير القرار على وضع المعارضة السورية خاصة أن التخفيض يأتي في وقت بدأت فيه المعارضة المعتدلة والقوى المتشددة تحقق تقدما في شمال وجنوب سوريا.

وتشير التقييمات الأمريكية الأخيرة أن الحرب في سوريا بدأت تدخل مرحلة حرجة ويخسر فيها الرئيس السوري مناطق وقد يجبر على التخلي عن معظم البلاد باستثناء منطقة صغيرة من البلاد. ونقلت عن عضو في لجنة الأمن قوله إن «خسائر النظام على جبهات القتال تدفع الحرب قريبا إلى باب الأسد» وأضاف «هذا لا يعني أنه على حافة الهزيمة» مشيرا إلى أن الروس والإيرانيين لا يزالون ملتزمين بدعم النظام وقد يحاولون منع انهياره.

وبسبب خسارته إدلب ومناطق أخرى قال المسؤول إن «الكثيرين بدأوا يتحدثون علنا عن قرب نهاية اللعبة بالنسبة للأسد».

 

ما بعد الأسد

وتقول الصحيفة إن التكهنات قد أدت لسلسلة النقاشات داخل البيت الأبيض و»سي آي إيه» والبنتاغون ووزارة الخارجية بشأن ترتيبات ما بعد الأسد، وفيما إن كانت المعارضة السورية المعتدلة في وضع لمنع سيطرة الجماعات المتطرفة بمن فيها تنظيم «الدولة الإسلامية» على البلاد بعد رحيل الأسد.

وكان الرئيس الأمريكي قد وسع الأسبوع الماضي من دور الولايات المتحدة العسكري في الحرب ضد تنظيم «الدولة» وأمر بنشر قوات إضافية ومستشارين في العراق.

فيما أعلنت وزارة الدفاع عن برنامج منفصل لتدريب المعارضة من أجل قتال تنظيم «الدولة الإسلامية».

وترى أن الضعف المفاجئ للنظام السوري أجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في برنامج التدريب حيث يعتبر من أهم ملامح المشاركة الأمريكية المباشرة في الحرب السورية. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن «سي آي إيه» قامت بتدريب 10.000 مقاتل وأرسلتهم إلى سوريا خلال السنوات الماضية ما يعني أن الوكالة تنفق حوالي 100.000 دولار أمريكي على كل مقاتل سوري درب ودرس عبر البرنامج. ويقول مسؤولون أمريكيون إن حجم النفقات يذهب في اتجاه الرواتب والأسلحة وبعضها جزء من الهجمات التي تقوم بها السعودية وقطر وتركيا لتعزيز مستوى الجماعات المعارضة في جنوب سوريا.

كما أن معظم الأموال التي تنفقها المخابرات الأمريكية تذهب في اتجاه إدارة المعسكرات في الأردن وجمع المعلومات وإدارة الشبكة اللوجيستية لإدخال المقاتلين والذخيرة والأسلحة إلى داخل البلاد.

ويرى مسؤولون أمريكيون أن هناك مخاوف داخل الإدارة من الفراغ الذي سيخلفه الأسد حالة رحيله ومن سيشغره خاصة أن مهمة سي آي إيه في الماضي، خاصة أن مهمة «سي آي إيه» تغيرت من مساعدة المعارضة على الإطاحة بالأسد إلى مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يحتل حسب بعض التقديرات نصف الأراضي السورية.

وبحسب آدم شيف «لسوء الحظ، أعتقد ان تنظيم «الدولة الإسلامية» و»النصرة» وبعض الفصائل المتشددة في وضع جيد لاستثمار الفوضى التي قد ترافق التراجع المتزايد للنظام». وحتى المدافعون عن برنامج «سي آي إيه» يعترفون أن المعارضة المعتدلة في سوريا لم يكن أداؤها جيدا وقد تهزم في آية مواجهة بينها وتنظيم «الدولة الإسلامية».

ورغم ذلك يعترف مسؤولون آخرون بأن المعارضة المعتدلة حققت تقدما في الأيام الأخيرة عندما سيطرت على قاعدة عسكرية كبيرة تابعة للنظام. وبحسب مسؤول أمني «فهذا صحيح في الجنوب السوري حيث تظهر (الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة) كقوة مهمة وتسيطر على قواعد عسكرية مهمة للنظام». ويضيف إن «الدعم الأمريكي للمعارضة يثمر وإن كان ببطء ولكن بحزم».

وأصبحت المعارضة السورية في جنوب البلاد أكثر تنظيما وفعالية من ذي قبل وحصلت على أسلحة ثقيلة منها صواريخ «تي أو دبليو» المضادة للدبابات. ويقول أبي الشهبندر، المستشار السابق للمعارضة السورية «أصبحت أكثر انسجاما ولديها قيادة للتحكم».

ورغم الإنجازات التي حققتها المعارضة في الجنوب إلا أن الضغط يظل على الأسد من الشمال حيث يقوم تنظيم «الدولة» بحملة للهجوم على النظام، فيما يخوض «جيش الفتح» حربا مستفيدا من الأسلحة التي حصل عليها من قطر وتركيا والسعودية. وتواجه المعارضة السورية تحديين، الأول يمثله النظام والثاني من جهاديي تنظيم «الدولة».

 

تل أبيض

ومثل النظام السوري يواجه هذا معارك على عدد من الجبهات. وفي ظل تقدم المقاتلين الأكراد نحو تل أبيض بدعم جوي من طيران التحالف أصبح التنظيم في حالة دفاع.

ولو سقطت بلدة تل أبيض فسيغلق طريق الإمدادات الآتي من تركيا. وستمثل خسارة تل أبيض ضربة للتنظيم لأنها تعتبر طريقا للتجارة وتهريب المقاتلين الأجانب وبيع النفط الخام. وتعتبر أيضا الخط الذي يربط ما بين الرقة وتركيا.

ويمثل تقدم قوات الحماية الشعبية نحو مناطق تنظيم «الدولة الإسلامية» تطورا مهما من ناحية اعتماد الولايات المتحدة عليهم كحلفاء يوثق فيهم على الأرض وتجنب التعامل مع المعارضة السورية المعتدلة.

وهو ما يثير قلق الحكومة التركية، خاصة أن معظم مقاتلي الحماية مرتبطون بحزب «العمال الكردستاني (بي كي كي)» الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة جماعة إرهابية. وتقدمت قوات الحماية منذ شهر أيار/مايو في عدد من المناطق حيث استعادت عددا من القرى والبلدات الكردية والمسيحية التي كانت تحت سيطرة الجهاديين. وكانت القيادة المركزية الأمريكية قد أكدت أن قوات كردية وآشورية ومسيحية وقبائل تشارك في العملية.

 

ماذا لو انتصر «تنظيم الدولة»

وكما أظهرت تجربة العام الماضي فلدى الجهاديين القدرة- على الأقل في المدى القريب على الرد السريع مثلما حدث في السيطرة على مدينتي الرمادي في الأنبار وتدمر في سوريا.

وهنا يتساءل ستيفن وولت في مجلة «فورين بوليسي» عن سيناريو ينتصر فيه «تنظيم الدولة الإسلامية». وقال «حان الوقت لطرح سيناريو إشكالي: ماذا سنفعل لو انتصر «تنظيم الدولة»؟ وبالنصر لا يعني انتشار الجهاديين وتوسعهم مثل النار في الهشيم ويقيمون دولة إسلامية تمتد من بغداد إلى الرباط بل ونعني الحفاظ على المكتسبات التي تحققـت حتـى الآن. وبهذه الطريقة يتحـدوا الجهـود الخـارجية لإضعـافهـم. ومن هنا فالسؤال مـاذا نعمـل في حـالة تحـول «تنظيـم الدولـة» إلى دولـة حقيقيـة.

ولا يستبعد الكاتب هذه الإمكانية في ظل ضعف الحكومة العراقية القيام بهجمة مضادة ضد الجهاديين. مضيفا أن الباحث في معهد «أم أي تي» المعروف باري بوسين محق عندما قال إن «الجيش العراقي لم يعد موجودا» كقوة قتالية ذات معنى.

وهذا لا يكشف بالضرورة عن فشل الإدارة الأمريكية في تدريب وتسليح الجيش العراقي من جديد فقط، ولكن يعني أن التخلص من تنظيم «الدولة الإسلامية» لن يتم بدون قوة خارجية ضخمة.

ولن يحدث هذا إلا في حالة موافقة الدول العربية على إرسال أعداد كبيرة من قواتها إلى العراق لأن أمريكا لن تقوم ويجب أن لا تقوم بإرسال قوات عسكرية. وعند تحول «الدولة الإسلامية» لحقيقة واقعة يقترح بوسين على أمريكا التعامل معها بنفس الطريقة التي تعاملت مع دول ثورية.

ويوافق الكاتب ولكن علينا أولا النظر للعوامل التي تقف أمام استمراريته. فرغم تعطش وفظائع «التنظيم» إلا أنه ليس قوة دولية كبيرة وعادة ما يجذب أعدادا من الشباب المعزولين من دول أخرى عددهم لا يتجاوز الـ25.000 ولديه ميزانية 7 مليارات دولار وهي ليست كافية لإدارة دولة. وقد تدفع وحشية هذه الدولة المتطوعين الأجانب للعودة إلا بلادهم وسيعيش البقية معزولين.

وفي النهاية لا يمثل المتطوعون الأجانب الذين يتدفقون إلى صفوف تنظيم «الدولة» إلا جزءا بسيطا من سكان العالم الإسلامي ورسالتهم الجهادية ليست منتشرة أو مقبولة بين السكان. ويؤكد الكاتب أنه واع لإمكانية قيام عدد من المقاتلين العائدين بهجمات إرهابية لكن هذا أقل خطرا من انتشار «التنظيم» وبشكل واسع في كل أنحاء العالم الإسلامي.

صحيح ان «التنظيم» لديه الإمكانية لإحداث فوضى خارج حدوده إلا أنه لم يظهر قدرة واضحة على الإنتشار خارج المجتمعات السنية المهمشة في غرب العراق وشرق سوريا. ويضيف الكاتب عاملا آخر يؤثر على بقاء «الدولة» هذه وهو متعلق بقلة المصادر الطبيعية ولكونها محاطة بأعداء مستعدين لمواجهتها كلما حاولت التمدد خارج حدود السنة. فهناك الأكراد في شمال العراق والشيعة في بغداد.

ويواجه تنظيم «الدولة» عائقا آخر لاستمراريته لأنه فقد عنصر المفاجأة. فالتنظيم نشأ داخل الفوضى التي حدثت في العراق بعد الغزو وهو عبارة عن مزيج من العناصر الإسلامية المتطرفة والبعثية.

ونجح بسبب فساد المؤسسة العراقية الحاكمة وعليه فستحاول الدول العربية من المحيط إلى الخليج التأكد من عدم ظهور نموذج مماثل له في أي بقعة من العالم العربي على ما يقول الكاتب.

ولو سلمنا جدلا بأن تنظيم «الدولة» ونموذجه استمرا بطريقة أو بأخرى، وهو على ما يبدو الواقع حيث أصبح لديه شكل من أشكال الإدارة ويمارس عمل الحكومة ويفرض الضرائب ويصدر التشريعات ويدير تجارة خارجية.

في ضوء هذا الوضع هل نعترف بدولته، يبدو السؤال منافيا للتفكير لكن المجتمع الدولي عادة ما يحاول نبذ الحركات الثورية ثم يعود ويعترف بها عندما تؤكد نجاعة في الحكم.

ويشير الكاتب إلى الثورة البلشفية التي لم يعترف المجتمع الدولي بها عام 1917 وجمهورية الصين الشعبية التي لم يعترف بها إلا عام 1979 أي بعد 33 عاما من نشوئها.

وقد يقول البعض أن تنظيم «الدولة» بأفعاله البربرية يمنع من الإعتراف به ومن الأفضل رؤية قادته أمام المحكمة الجنائية الدولية.

ورغم أن هذا تفكير جيد إلا أن التاريخ له رؤيته المختلفة. فكل الثورات شهدت قتلا واغتصابا ورقا من الثورة الأمريكية إلى البلشفية والماوية. طبعا هذا لا يعني بالضرورة تبرير ما يقوم به «تنظيم الدولة» اليوم في العراق وسوريا ولكن التاريخ الطويل يذكرنا بأن المنظمات التي تعتبر إرهابية وخارج الاعتراف قد تنتهي جزءا من العالم.

وهذا لا يحدث أتوماتيكيا فحتى تصبح هذه الحركات جزءا من مجتمع الأمم عليها التخلي عن كل ممارساتها الفظيعة.

وفي العادة لا يحدث التحول سريعا ويجب والحالة هذه على الولايات المتحدة العمل وتنسيق حملة دولية لاحتواء «التنظيم» ودولته يقوم فيه اللاعبون المحليون مثل السعودية والأردن وتركيا وإيران بلعب دور رئيسي.

ويجب أيضا مساعدة الآخرين لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» وجهوده لنشر رسالته واحتوائها بطريقة تؤدي إلى انهيار «الدولة» من الداخل.

 

أبناء السويداء يهجرون قوات النظام بعدما نكث بعهده

دمشق ـ ريان محمد

غداة الجريمة التي ارتكبتها “جبهة النصرة” في قرية قلب لوزة بريف إدلب، استنفر مئات من شباب الطائفة الدرزية والتحقوا بالقوات النظامية، مشترطين عدم خروجهم من المحافظة، لتقتصر مهمتهم على الدفاع عنها، إضافة إلى من التحق بمليشيات مسلحة أخرى داخل المحافظة.

ولم تمض أيام قليلة، حتى امتنع العشرات ممن التحقوا بالقوات النظامية، تاركين المعسكر الذي تجمعوا فيه، بحسب ما قال أحدهم لـ “العربي الجديد”، مضيفاً أنّ “النظام خدعهم ولم يفِ بوعده الذي قطعه على نفسه، بأن تكون خدمة الشباب داخل حدود المحافظة للدفاع عنها”.

ويوضح أنّ الشباب امتنعوا ليس خوفاً من المعارك أو الموت، “إلا أننا علمنا أنه تم فرزنا على جبهات القتال في محيط اللواء 52 بريف درعا، وهذا مخالف لما تم الاتفاق عليه، ونحن لا نريد أن نقاتل أحداً ولا نريد أن يقاتلنا أحد”.

وعلمت “العربي الجديد”، من مصادر أهلية في المحافظة، أن “عدداً من الممتنعين توجهوا إلى قائد مليشيا “شيوخ الكرامة”، وحيد البلعوس، وهو من أبرز قادة المليشيات في محافظة السويداء، مبدين استعدادهم للقتال في صفوف فصيله المسلح.

ويعرف عن البلعوس سوء علاقته مع النظام، فقد أصدر أخيراً بياناً دعا فيه إلى اعتقال رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، وفيق ناصر، محمّلاً إياه مسؤولية قصف مدينة السويداء، الأسبوع الماضي، بقذائف هاون، تسبّبت في مقتل مدني وجرح آخرين. كما أنه منع خروج عدة قوافل عسكرية محمّلة بالأسلحة الثقيلة، كانت القوات النظامية تحاول إخراجها من المحافظة، ضمن ما قيل إن النظام يعمل على إفراغ المحافظة من الأسلحة الثقيلة، بعدما أفرغ المتحف من محتوياته، والبنوك من القطع الأجنبي، والصوامع من الحبوب.

كما أصدر بياناً مشتركاً بين الفصائل المسلحة في السويداء، باسم “رجال المقاومة في السويداء”، قالوا فيه “إنكم في جبهة النصرة، قد تعدّيتم الحدود في الماضي بالهجوم على قرية داما، وقمنا بتحويل جموعكم إلى أشلاء”، مهددين بالتصعيد، في حال قامت “جبهة النصرة بأي اعتداء آخر.

كما أصدر العديد من الفصائل والتشكيلات المقاتلة المعارضة في درعا، بيانات مكتوبة ومصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت فيها عدم وجود نية لديهم لدخول محافظة السويداء أو قتال الموحدين الدروز، إلّا من قاتلهم، وأن الهجوم الأخير على مطار الثعلة العسكري، ما كان إلا دفاعاً عن المدنيين الذين يقصفون من قبل قطعات المدفعية والطائرات المتمركزة في المطار خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وقال الناطق باسم الجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريس، في تصريح صحافي، إن “لا نية لدى الجيش الحر لدخول المناطق السكنية في محافظة السويداء، وأن الهجوم على مطار أو ثكنة عسكرية فيها مجرمون يلقون البراميل على المدنيين، هو أمر مشروع. فالعمل هو باتجاه دمشق، لكن لن نسمح ببقاء مطار موجود للنظام تخرج منه طائرات لكي تؤمن غطاء جوياً لقوات النظام أو تلقي براميل على المدنيين”.

يشار إلى أن السويداء نأت بنفسها عن الصراع المسلح الدائر في البلاد منذ نحو أربع سنوات، رافعة شعار “دم السوري على السوري حرام”، في وقت استضافت به مئات آلاف النازحين معظمهم من درعا، في حين يتخلّف عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية ضمن القوات النظامية أكثر من 16 ألف شاب من السويداء، في وقت تقول مصادر من المحافظة أن “الرقم يصل إلى 22 ألف شاب، إذا ما أضفنا دعوات الخدمة الاحتياطية”.

 

واشنطن تعترف: داعش تربح الحرب الإلكترونية

العربي الجديد

يبدو أن حماسة الإدارة الأميركية لمحاربة داعش إلكترونياً، والزخم الذي بدأت فيه حملتها الإلكترونية المضادة قبل عام تقريباً، وصلت إلى حائط مسدود، بل إلى إحباط واضح. إذ أكدت وثيقة داخلية في وزارة الخارجية الأميركية أنّ تنظيم “داعش” يكسب الحرب الإعلامية، مقابل ضعف إعلامي أميركي واضح.

وتقول الوثيقة إنّ آلاف الرسائل والتغريدات التي يغرق فيها “داعش” مواقع التواصل، تمكن من “خداع” وتضليل الجهود التي تقوم بها “دول تعتبر من الأغنى والأكثر تطوراً حول العالم”.

وكشفت الوثيقة عن “اجتماعات العمل المكثفة” التي عقدت بين الولايات المتحدة وحلفائها العسكريين، الذين يشاركون معها في الضربات الجوية على التنظيم، لمحاولة مواجهة “داعش” إعلامياً، وتحديداً على مواقع التواصل. لكن هذه الاجتماعات لم تؤدِّ إلى أي نتيجة، تحديداً بعد مشاورات مع بريطانيا والإمارات بشكل رئيسي، “الإمارات حافظت على موقف صامت، والبريطانيون كانوا متحمسين جداً، وطريقة العمل كانت غير واضحة”، تقول الوثيقة.

وتكشف الوثيقة نفسها، بعد تسريبها أن أميركا راهنت منذ البداية على الحرب المضادة في الإعلام، تماماً كما حصل عند مواجهة تنظيم “القاعدة”، لكن يبدو أن إدارة الرئيس باراك أوباما اكتشفت الفرق الهائل بين محاربة “القاعدة” ومحاربة “داعش” فقبل أكثر من عشر سنوات، لم تكن مواقع التواصل بهذا الزخم وهذا التأثير، “كما أنّ “داعش” لديه قدرة فائقة على نشر الرسائل، قدرة أكبر بكثير من قدرة أميركا على إخفاء وتكذيب هذه الرسائل”، كما جاء في صحيفة “نيويورك تايمز”.

الوثيقة المسربة كتبت من قبل أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية وهو ريتشارد ستانغل، وهي موجهة إلى وزير الخارجية جون كيري، بعد الاجتماع الأميركي العربي الأخير في باريس. ونتج عن هذا الاجتماع بيان يؤكد ما جاء في الوثيقة عن توسع “داعش” إلكترونياً.

وفي تعليق أولي على تسريب الوثيقة قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية، جون كيربي، إن “ما ورد في هذا النص يكشف ما كنا نعرفه من قبل: يجب علينا أن نقوم بجهد أكبر لمحاربة “داعش” على صعيد الإعلام ونشر المعلومات”.

ويأتي تسريب هذه الوثيقة في وقت تعمل الإدارة الأميركية على توسيع مكتبها الخاصة بالدعاية المضادة ومواجهة الإرهاب، مع توظيف أشخاص يتكلمون اللغة العربية والصومالية، والأوردو للمساعدة في هذه الحملات الإعلامية.

لكن يبدو أن كل هذه الجهود لن تجدي نفعاً، وانّ الطريقة التي اتبعت مع “القاعدة” مطلع الألفية الجديدة لا تطبق على تنظيم الدولة الإسلامية. وهو التنظيم الذي يبدو أنه أتقن لعبة الإعلام منذ ظهوره الأول، واستعان بخبراء فنيين وتقنيين وإعلاميين للخروج على العالم بهذه الصورة المنظمة والمتقنة. بهذه البساطة تعجز الولايات المتحدة، عن مجاراة تنظيم “داعش” على مواقع التواصل، في عملية يبدو أنها هذه المرة ستحتاج إلى مجهود أكبر بكثير.

 

40 قتيلاً للنظام السوري و”فتح حلب” تتقدم في المدينة

حلب ـ وفا مصطفى

أعلنت غرفة عمليات “فتح حلب”، أمس الاثنين، بدء عملية عسكرية للسيطرة على مواقع في أحياء الراشدين وجمعية الزهراء، الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، غربيّ حلب.

وقال مصدر في حركة “نور الدين الزنكي” لـ”العربي الجديد”، إنّ “مقاتلي الحركة سيطروا ظهر اليوم، على عدة مبان في حيّ الراشدين الشمالي، وقتلوا ما لا يقل عن 40 عنصراً لقوات النظام وعناصر الميليشيات الإيرانية التي تدعمها، إثر هجوم واسع شنّته الحركة، على ما تبقى من مباني في الحيّ، حيث استطاعوا اختراق تحصينات النظام”.

وأضاف المصدر، أنّ “كتيبة الـ “م د” التابعة للحركة، دمّرت بالاشتراك مع لواء صقور الجبل، سيارتين لمليشيا الشبيحة، ودبابتين ومدفعين عيار 57 و37″، مشيراً إلى “تواصل الاشتباكات بين الطرفين، للسيطرة على حيّ الراشدين بكامله”.

بدورها، أعلنت الصفحة الرسمية لغرفة عمليات “فتح حلب” على “فيسبوك”، سيطرة مقاتلي المعارضة، على الدوّار الأول في حيّ الأشرفية، وتدميرهم طائرتين للنظام، في مطار حلب الدولي، بعد قصفه بمدافع محلية الصنع، في وقت توقف فيه مشفى الرازي، عن استقبال قتلى وجرحى النظام، بسبب الضغط الكبير عليه، ليتم تحويلهم إلى مشفى الجامعة.

وأشارت شبكة “المحتلة نيوز” المعارضة، إلى ارتباك كبير في صفوف قوات النظام، وإرسالها تعزيزات إلى حيّ السريان الجديدة، في ظل طلبها مؤازرات عبر القبضات من الطيران، دون تلقي استجابة، الأمر الذي أدى إلى استياء كبير بين عناصرها.

وحول الوضع الميداني والأمني في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة النظام، أوضحت الشبكة، أنّ “قصفاً عنيفاً طاول أحياء حلب الغربية، كالأشرفية والخالدية والسريان الجديدة والسكن الجامعي وشارع النيل وجمعية الزهراء والجميلية، ما أسفر عن نحو 25 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً، وسط استنفار كبير وإعلان حالة الطوارئ لمنظومة الإسعاف تزامناً مع إغلاق العديد من الطرق في معظم الأحياء”.

وكانت فصائل (الجبهة الشامية، أحرار الشام الإسلامية، فيلق الشام، ثوار الشام، جيش الإسلام، تجمع فاستقم كما أمرت، كتائب فجر الخلافة)، أعلنت في السادس والعشرين من نيسان الفائت، تشكيل غرفة عمليات “فتح حلب”، لتنضم إليها لاحقاً كل من (حركة نور الزنكي، جيش المجاهدين، جيش السنة، كتائب أبو عمارة، لواء الفتح، لواء السلطان مراد، لواء فرسان الحق، لواء صقور الجبل، لواء الحق، ألوية الفرقان، حركة بيارق الإسلام، الفرقة 101، الفرقة 16 مشاة، والفرقة 13).

 

دي ميستورا في دمشق..التي تود تحريك وساطته

وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الإثنين، إلى دمشق، بعد موافقته على دعوة الحكومة السورية، حسبما قال متحدث باسمه. وتتناول الزيارة مشاورات جنيف التي يقوم بها المبعوث الدولي مع أطراف معنية بالنزاع المستمر في البلاد منذ أربع سنوات، سعياً إلى إيجاد تسوية. وتأتي هذه الزيارة، بعد توتر بشأن تصريحات للمبعوث الدولي، قال فيها إنه “لا مكان” للأسد في مستقبل سوريا، وإنه “ليس جزءاً من العملية السياسية”.

 

وذكرت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري، أن الزيارة “تستمر ثلاثة أيام”، وتهدف إلى “وضع المسؤولين السوريين بصورة المشاورات التي أجراها وأسباب تمديدها في جنيف حتى نهاية حزيران/يونيو، والاستماع من القيادة السورية إلى ملاحظاتها حول هذه المشاورات والنتائج التي قد تخرج منها”. وأشارت الصحيفة إلى أنه “على الرغم من أن دي ميستورا لم ينف ما نقل على لسانه، إلا أنه قرر زيارة دمشق وطلب لقاء رئيس الجمهورية العربية السورية، لإطلاعه على سير المشاورات وربما تقديم توضيحات حول الكلام الذي نقل عنه”. وذكرت الصحيفة أن “مراقبين” في دمشق يرون أنه “في حال صح الكلام الذي لم ينفه دي ميستورا، فهذا يعني أنه خرج عن مهمته كمبعوث أممي وانقلب على المؤسسة التي توظفه وتجاوزها بطلب من واشنطن، وأنه لم يعد أهلاً لهذه المهمة التي تهدف إلى تنظيم مفاوضات بين الأطراف السورية كافة ورعاية حوار دون تدخل خارجي ودون آراء لدي ميستورا”.

 

والتقى دي ميستورا بعد وصوله العاصمة السورية، صباح الإثنين، وزير الخارجية وليد المعلم، حيث أكد الأخير دعم جهود المبعوث الأممي من أجل التوجه نحو حل سياسي، وشدد على أهمية ما تم إنجازه في لقاءات موسكو وضرورة متابعتها لضمان نجاح “جنيف 3”. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن دي ميستورا قدم خلال اللقاء عرضاً عن المشاورات التي أجراها في جنيف مؤخراً، بحثاً عن حل سياسي للأزمة في سوريا. وحضر اللقاء نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، ومستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس، إضافة إلى أعضاء الوفد المرافق لدي ميستورا. ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الدولي الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء.

 

وأشارت الناطقة باسم المبعوث الأممي جيسي شاهين، في بيان أصدرته الأحد، إلى أن دي ميستورا “يتطلّع خلال زيارته إلى الاجتماع مع كبار المسؤولين السوريين بهدف الاستماع إلى وجهات نظرهم حول مشاورات جنيف التي بدأت في أوائل آيار/مايو 2015، وستستأنف في تموز/يوليو”. وأضاف البيان أن دي ميستورا “يعتزم نقل قناعته العميقة إلى المسؤولين السوريين، والمتمثلة بعدم إمكان فرض حلّ للصراع بالقوة، وأن هناك حاجة ماسة إلى تسوية سياسية شاملة تكون ملكاً لكلّ السوريّين وتتمثّل بقيادة سوريّة”. وتابع البيان بأن دي ميستورا ينوي “التطرّق مع الحكومة السوريّة إلى مسألة حماية المدنيين، مشيراً مرة أخرى إلى الاستخدام غير المقبول للبراميل المتفجرة، ومشدّداً على واجب لا جدل فيه، لأيّ حكومة، في جميع الظروف، في حماية مواطنيها”. وأضاف البيان أن دي ميستورا سيبحث أيضاً الوضع الإنساني في سوريا، وسبل تسهيل الوصول إلى المحاصرين والمتأثرين بالصراع.

 

وأطلق دي ميستورا في 5 أيار/مايو، محادثات واسعة في جنيف مع عدد من الأطراف الإقليمية والمحلية المعنية بالنزاع السوري، ومن بينها إيران، في محاولة لإستئناف المفاوضات السياسية لإنهاء النزاع. وسيقدم المبعوث الدولي تقييماً عن هذه المشاورات، في تموز/يوليو المقبل، إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

 

وكان دي ميستورا، قد أدان في 31 أيار/مايو، بشدة، الغارات التي نفذها النظام السوري على مناطق في محافظة حلب والتي تسببت بمقتل عشرات المدنيين. وطالب بوقف استخدام البراميل المتفجرة، معتبراً أنه “من غير المقبول بتاتاً أن تهاجم القوات الجوية السورية أراضيها بشكل عشوائي، وتقتل مواطنيها”.

 

ودعت دمشق إلى استمرار المشاورات في موسكو، على غرار اللقاءين اللذين عقدا في العاصمة الروسية في كانون الثاني/ يناير ونيسان/أبريل. لكن الجانب الروسي أعلن أنه من السابق لأوانه الحديث عن تنظيم لقاء تشاوري جديد في موسكو، باعتبار أنه لابد أولاً من تقييم نتائج مشاورات دي ميستورا.

 

داعش يعدم “أبو الوليد المقدسي

نصر المجالي

السلفي الأردني كشف استشراء الفساد في التنظيم

أكدت مصادر “سلفية جهادية” متطابقة عبر شبكة الانترنت، إقدام عناصر من تنظيم داعش على تصفية ما يسمى الحاكم الشرعي المنشق عن التنظيم، الذي يعرف باسم ابو الوليد المقدسي، وهو أردني الجنسية.

وفق ما تداول “جهاديون” من تغريدات على موقع التواصل (تويتر)، فإن افرادًا من تنظيم داعش اقتحموا منزل أبو الوليد المقدسي وقاموا بقتله هو وزوجته دون أن يعرضوه على محاكمة شرعية.

وكان ابو الوليد المقدسي  كشف مؤخرًا من خلال شريط صوتي تم بثه عبر الشبكة العنكبوتية عن فساد مالي وإداري استشرى في التنظيم في القلمون قبل أن  يعلن انشقاقه عن داعش .

وكتب احد “الجهاديين” “#مقتل_ابو_الوليد_المقدسي اعلن انشقاقه فكانت النتيجة قتله هو وزوجته من قبل كلاب #داعش “، وكتب آخر “عندما تقتل داعش ابو وليد المقدسي شرعيهم السابق لانه تركهم واعتزل في بيته ..هنا تتوضح لنا معالم الحكم الذي ينتظرنا …اما نحن أو السيف”.

 

صفات الغدر

وعلق مغرد “يبقى الغدر أهم صفات داعش”، وكتب آخر “هناك أخبار من القلمون تفيد أن غلاة البغدادي قتلوا شرعيهم السابق أبا الوليد المقدسي الذي أخرج شهادته في هذا التنظيم المارق”.

وكان تسجيل صوتي للأردني أبو الوليد المقدسي أمير ما يسمى ولاية القلمون السورية، في تنظيم (داعش) ، ما قال إنها فضائح فساد مالي وإداري أثناء المعارك الأخيرة مع الجيش السوري وحزب الله اللبناني.

 

ولم يعرف حتى الآن الاسم الحقيقي لأبي الوليد المقدسي، إلا أن قياديًا في التيار السلفي “الجهادي” في الأردن، أكد لصحيفة (الغد) أن أبا الوليد كان “قاضيًا شرعيًا في جبهة النصرة، ثم انشق عنها، وقام بتكفيرها، بعد أن التحق بـ(داعش)، وبعد أن تسلم الولاية الشرعية لمنطقة القلمون، انشق عن “داعش” وأصبح من عوام المسلمين هناك”.

 

سرقة الغنائم

ويكشف المقدسي، في شريطه الصوتي، عن فساد في سرقة الغنائم، التي كان يمارسها مقاتلو “داعش” بحق المسلمين، في عرسال (القلمون)، موضحًا أنه فيما كان عدد المقاتلين الحقيقي لـ”داعش” هو 85، إلا أن الكشوفات التي كانت ترفع من قبل قيادات التنظيم في المنطقة، تضمنت أسماء 250 مقاتلاً، وبالتالي كان قيادي المنطقة يتقاضى رواتب لـ250 بدلاً من 85.

وحاول هذا القيادي المنشق، في التسجيل الذي حمل عنوان “اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا”، أن ينفي مسؤوليته عن قتل قيادات في “الجيش الحر”، بتأكيده “أن لا دليل على ذلك”، وأشار إلى فساد التنظيم في الجرود، حيث اعتبر في إحداها أن معركة عرسال كانت “فاشلة”.

وقال المقدسي: “منذ قدومي إلى القلمون، أدركت من ينتسب إلى “الدولة” هنا، وهم عدد قليل من التكتلات والتحزبات، بل والعصابات، التي كان يعمل كل واحد منها، على حدة، مع بغضٍ وعداوة شديدة، ولم يكونوا على حال قويم”، وأضاف: “حاولت الإصلاح ما استطعت لكن وجدت العجب العجاب”.

 

المهام في التنظيم

وأضاف: “وجدت أن الأشخاص لا يوضعون في المكان المناسب، لا توزع المهام، ولا تحصر الاختصاصات، لا رقابة ولا محاسبة، ارتقاء لبعض الأشخاص إلى سلم الإمارة بشكل سريع جداً، عدم استشارة ذوي الخبرة، عدم وجود تنسيق بين الأجهزة، اختراق وفشل أمني، عدم وجود آلية للانتساب، مجموعات تتكلم باسم (الدولة) وهي ليست منها، الاستدراج من قبل مدسوسين لمعركة فاشلة في عرسال، وجود عناصر متواصلة مع صحافيين يعملون على تصفية حساباتهم عبر نشر الفضائح، ضعف في المستوى الشرعي أدى إلى تفشي ظاهرة (مجاهد غير منضبط)، وجود حالات من الغلو، تطبيق الحدود من دون مقومات، عدم توزيع الغنائم، أخذ أموال وآليات للمسلمين بتهمة أنهم مرتدون، بينما لا حقيقة لذلك كله”.

وأضاف المقدسي أن عدم وجود دروس أدى إلى خلل عقائدي وانتشار البدع في عدد من المقرات، فضلاً عن وجود مشكلة مع الأموال وغياب ميزانية محدودة لكل شخص، إذ كان عدد جنود “الدولة الإسلامية” المكتوب على الورق عند قدومنا، ومن تصرف لهم رواتب، يزيد على 250 شخصاً، فيما كان العدد الحقيقي لا يتجاوز 85″.

وفي رسالته، يختم القيادي قبل مقتله: “حاولت الإصلاح منذ قدومي، وفي أسابيع وجدت أكثر من 800 مقاتل تحت راية “الدولة” وأسست محكمة شرعية ومكتباً للحسبة ومعهداً شرعياً ووزعنا الإغاثات والأموال على الفقراء، لكنّ المفسدين يتآمرون وتكالبوا عليّ حتى حلّ بنا ما حلّ”.

 

الأكراد ينتزعون معبر تل أبيض من «داعش»

اتفاق على حماية «جيش الفتح» دروز سوريا في إدلب

بيروت: كارولين عاكوم

بعد أيام على انطلاق معارك «غرفة عمليات بركان الفرات» لاستعادة مدينة تل أبيض، شمال سوريا قرب الحدود التركية، نجح المقاتلون الأكراد بدعم من فصائل مقاتلة عربية وطائرات التحالف العربي – الدولي، في الاستيلاء، أمس، على معبر تل أبيض الحدودي من مسلحي تنظيم داعش.

 

وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمدينة تل أبيض، التي يقطنها سكان من العرب والأكراد والواقعة تحت سيطرة «داعش» منذ نحو عام، في أنها معبر حدودي يمر عبره المقاتلون والمعدات، ونقطة عبور رئيسية للأسلحة، وللنفط الذي يباع في السوق السوداء.

 

في سياق آخر، كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن الزيارة التي يجريها وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يرأسه النائب اللبناني الدرزي وليد جنبلاط، إلى تركيا، لبحث حماية الدروز في محافظة إدلب، أخذت «منحى إيجابيا»، وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «(جيش الفتح) الذي يتألف من فصائل عدّة أبرزها (أحرار الشام)، سيتولى حماية الدروز في هذه المنطقة».

 

القوات الكردية تسيطر على معبر أقجه ـ تل أبيض على الحدود بين سوريا وتركيا

بيروت: كارولين عاكوم

استولى المقاتلون الأكراد أمس على المعبر الحدودي بين مدينة اقجه قلعة التركية وتل أبيض السورية من مسلحي تنظيم داعش. وأفاد مصور وكالة الصحافة الفرنسية في المكان بأن الكثير من المقاتلين التابعين لوحدات حماية الشعب الكردية تمركزوا عصر الاثنين في القسم السوري من المعبر، بعد أن كانوا أعلنوا قطع طريق الإمداد الرئيسي للتنظيم المتطرف بين تل أبيض والرقة. يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات التركية فتح معبر حدودي أمام مئات السوريين الهاربين من المعارك، وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية أن 2800 لاجئ سوري، عبروا يوم الأحد الحدود إلى الأراضي التركية بعد رفع الأسلاك الشائكة بشكل مؤقت.

 

وأكد ريدور خليل، الناطق باسم وحدات الحماية، لـ«الشرق الأوسط» قطع طريق إمداد «داعش» من الرقة إلى تل أبيض، وذلك بعدما التحم مقاتلون من غرفة عمليات بركان الفرات من جهة الشرق مع مقاتلين آخرين من الغرفة من جهة كوباني في قرية القيصرية جنوب تل أبيض، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على سير المعركة، وفق خليل، مشيرا إلى أن منفذ «داعش» الوحيد بات اليوم باتجاه تركيا عبر جرابلس. ولفت إلى أن التحدي اليوم هو في استمرار المعركة لتحرير تل أبيض حيث يتحصن مقاتلو «داعش» في أجزاء كبيرة منها. وبينما لفت خليل إلى أن المشكلة تبقى اليوم في المناطق التي تمت السيطرة عليها في الألغام التي زرعها التنظيم قبل خروجه، أكد أنّ الأكراد وبعد استعادة مدينة تل أبيض سيسلمونها إلى إدارة مدنية مؤلفة من جميع مكونات المنطقة ولن تكون فقط بعهدة الأكراد.

 

من جهته، أفاد المكتب الإعلامي لغرفة عمليات بركان الفرات التي تقود المعركة في تل أبيض، سيطرته على نحو 20 قرية بريف تل أبيض الغربي، وذلك خلال معاركها التنظيم.

 

وقال إن «المقاتلين استطاعوا السيطرة على قرى طيبة، وجهجاه، وقرة شرف فاطمة، وحسيان، وصوان، وأبو زهور، ولقلقو، وزنار، وبيرحسن، وفوعان، وخربة يوسف، وساخن كبير، وساخن صغير، ودجيان فوقاني، ودجيان تحتاني، ومبعوجة، وبيرخوت، وخربة البقرة، وزنوبيا، وطيبة جديدة، وفارس» إضافة لقرى وبلدات أخرى بعد اشتباكات انفضت بطرد التنظيم منها.

 

وقال المرصد «تمكنت وحدات الحماية مدعمة بفصائل مقاتلة (عربية) وطائرات التحالف العربي الدولي، من التقدم والسيطرة على منطقة مشهور تحتاني الواقعة في الامتداد الجنوبي الشرقي لمدينة تل أبيض، عقب اشتباكات عنيفة مع التنظيم».

 

وقال مدير المكتب الإعلامي للواء ثوار الرقة المنضوي في غرفة عمليات بركان الفرات، لمكتب أخبار سوريا، إن «القوات المشتركة سيطرت على أكثر من 20 قرية غرب مدينة تل أبيض أهمها قرية الطيبة وجهجاه وصوان، بعد اشتباكات عنيفة وغارات نفذها طيران التحالف على مواقع التنظيم في محيط المدينة، في حين أسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين».

 

وأشار الصالح إلى أن الاشتباكات مستمرة على أطراف مدينة تل أبيض من الشرق والجنوب والغرب، في حين فجّر التنظيم جسري شريعان والجلاب فوق نهر الجرب اللذين يربطان مدينة تل أبيض بريفها الشرقي.

 

ويسعى الأكراد إلى الوصول إلى تل أبيض التي يقطنها سكان من العرب والأكراد والواقعة تحت سيطرة «داعش» منذ نحو سنة، بهدف حرمان التنظيم من نقطة مهمة لعبور أسلحة ومقاتلين إلى سوريا من تركيا، علما أن السلطات التركية تقفل المعبر رسميا.

 

وأشار المرصد إلى اشتباكات جارية في منطقة مشهور فوقاني عند المشارف الشرقية لتل أبيض.

 

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ضربات التحالف الجوية هي التي تمهد لتقدم الأكراد، إذ يفضل تنظيم داعش الانسحاب لتلافي مقتل عدد كبير من عناصره.

 

ويوم أمس، أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء التركية (آفاد) أن 2800 لاجئ سوري، عبروا يوم الأحد الحدود إلى الأراضي التركية بعد رفع الأسلاك الشائكة بشكل مؤقت. ووفقا للتقديرات، اجتاز خلال الأسبوعين الأخيرين نحو 16 ألف سوري الحدود انطلاقا من هذا المعبر بسبب المعارك بين وحدات حماية الشعب الكردي والتنظيم المتطرف.

 

وصرح نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش لقناة «سي إن إن ترك» إذا وافقت تركيا على موجة جديدة من اللاجئين القادمين من تل أبيض، فهذا يعني أنها يجب أن تكون مستعدة لتدفق ما لا يقل عن مائة ألف شخص.

 

وأضاف «لا نعتقد بوجود أزمة إنسانية حتى الآن في تل أبيض مشابهة لتلك التي شهدناها في كوباني أو مناطق أخرى في سوريا». وكان المسؤول نفسه صرح الأسبوع الماضي أن تركيا لن تسمح بدخول لاجئين سوريين عبر نقطة اقجة قلعة إلا في حالات إنسانية.

 

يذكر أن معركة السيطرة على كوباني المجاورة للحدود التركية الخريف الماضي دفعت بنحو 200 ألف شخص إلى النزوح إلى تركيا غالبتيهم من الأكراد. وبموجب سياسة الباب المفتوح التي دافع عنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، استقبلت تركيا 1.8 مليون لاجئ سوري منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011.

 

وتقع تل أبيض على بعد نحو 85 كلم شمال مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة تنظيم داعش، ويقول محللون إنها نقطة عبور رئيسية للأسلحة والمقاتلين الجهاديين، وكذلك لعبور النفط الذي يباع في السوق السوداء.

 

وقال تشارلي وينتر الباحث في شؤون الجهاد في مؤسسة كويليام في لندن إن تل أبيض «معقل لتنظيم داعش منذ فترة، ووصفت بأنها البوابة إلى الرقة، ولها أهمية استراتيجية بالتأكيد لأنها بلدة حدودية تمر عبرها المعدات والمقاتلون المجندون وغير ذلك». كما تبعد تل أبيض مسافة 70 كلم فقط شرق بلدة كوباني التي تسكنها غالبية من الأكراد، وشهدت قتالا استمر أشهرا قبل أن تتمكن القوات الكردية من طرد عناصر تنظيم داعش منها.

 

وقال موتلو تشيفيراوغلو المحلل في الشؤون الكردية إن تل أبيض «تربط بين كانتونين كرديين هما الجزيرة وكوباني»، في شمال وشمال شرقي سوريا.

 

وأضاف: «بسبب هذا الوضع كانت كوباني مثل الجزيرة وضعيفة. وبعد طرد تنظيم داعش منها لمنع هجمات مستقبلية، قررت (القوات الكردية) معالجة الوضع في تل أبيض». وأضاف: «تل أبيض هي المركز المالي واللوجيستي للتنظيم. وإذا خسره سيكون من الصعب جدا عليه تهريب مسلحين وبيع النفط والمتاجرة بسلع أخرى يتاجر فيها حاليا».

 

الجزيرة نت ترصد وقائع معبر تل أبيض  

ياسر العيسى-تل أبيض

 

“انتهينا من الخطوة الأولى، ماذا نفعل الآن؟ سؤال طرحه أبو عثمان على أفراد أسرته، وهم أمام بوابة “أقجة قلعة” التركية الموازية لبوابة تل أبيض السورية.

كان ذلك بعيد دقائق من نزوحهم من بلدتهم تل أبيض، التي أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية أنها فرضت الحصار عليها بعد سيطرتها على المعبر عصر الاثنين.

 

الجزيرة نت كانت أمام بوابة “أقجة قلعة”، ورصدت دخول المئات من اللاجئين السوريين حيث بدا الإجهاد والإرهاق على وجوههم، خاصة القادمين منهم من قرى الحسكة، أو الذين بقوا على الحدود لعدة أيام قبل أن يتسنى لهم العبور إلى الأراضي التركية، لكن سكان بلدة تل أبيض والقرى المجاورة لها يمثلون النسبة الغالبة من هؤلاء.

 

وعلى طول الحدود المجاورة للبوابة، انتشر الجنود الأتراك وآلياتهم بشكل كثيف، فيما غاب أي عنصر مسلح من الجانب السوري، في ظاهرة هي الأولى من نوعها، حسبما أكده عدد من سكان المنطقة للجزيرة نت.

 

 

لكن لوحظ بوضوح تصاعد أعمدة الدخان من الأراضي الزراعية، ومن الحرائق بسببب غارات طائرات التحالف الدولي.

 

عدد من اللاجئين السوريين أكدوا غياب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عن الجانب السوري من المعبر مؤكدين أنهم كانوا متواجدين فيه صباحا قبل أن يغادروا ظهرا، ليتمكنوا بعدها من الدخول للأراضي التركية.

 

ويؤكد محمد النوري -وهو أحد اللاجئين القادمين من تل أبيض- أن عناصر التنظيم تواجدوا بكثافة في البلدة منذ نحو أسبوعين، قبل أن تقل أعدادهم بشكل كبير في اليومين الماضيين، ومن ثم انسحابهم بشكل مفاجئ في الساعات الماضية.

 

وأضاف النوري للجزيرة نت أن عناصر تنظيم الدولة أثناء تواجدهم لم يبدو أي بوادر استسلام أو انهيار، بل كانوا يؤكدون أنهم لم يتخلوا عن البلدة الواقعة ضمن الحدود الإدارية لعاصمة التنظيم بالرقة.

 

غالية الحمد هي الأخرى أكدت انسحاب عناصر التنظيم من المعبر، وأضافت أنها لم تتمكن من العبور في اليومين الماضيين مع والدتها بسبب منع التنظيم لها بحجة عدم وجود محرم معها.

 

وأضافت للجزيرة نت أنها كانت من أوائل الداخلين إلى الأراضي التركية بمجرد انسحاب عناصر التنظيم وفتح البوابة.

 

وعلى وقع تحليق الطيران الحربي -الذي كان يغطي على أصوات عشرات العائلات التي افترشت الشوارع المقابلة لمعبر أقجة قلعة- حاول عدد من المزارعين الأتراك إقناع بعض الأسر النازحة بالعمل في أراضيهم.

 

من لا يتكلم العربية أحضر معه مترجما سوريا لمساعدته في إغراء هؤلاء بالعمل، بعد تقديمهم العديد من المزايا أهمها تأمين السكن.

 

أحد المزارعين قال إن الهدف من اللجوء للأسر السورية النازحة هو رخص الأجور التي سيضطرون إلى القبول بها، إضافة إلى أن “هؤلاء عملهم الأصلي هو الزراعة، وبالتالي يملكون الخبرة الكافية”.

 

ما جرى اليوم في تل أبيض من تطورات كانت له انعكاساته على سكانها اللاجئين، مع حصول مشادات كلامية بين عدد منهم عند اجتيازهم المعبر التركي.

 

بعض اللاجئين اتهم البعض الآخر بتأييد تنظيم الدولة وأنهم السبب فيما وصلت إليه أمور بلدتهم من تدهور.

 

وحصل ذلك في وقت أشار فيه متواجدون للعلم السوري الذي رفع بعد إنزال علم التنظيم، في خطوة رأى العديد أنها تحمل الكثير من المعاني، بينما شكك آخرون في إيجابية ما حصل.

 

القوات الكردية تحكم السيطرة على تل أبيض شمالي سوريا  

تمكنت وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل من المعارضة المسلحة من السيطرة على كامل مدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة والواقعة شمالي سوريا على الحدود مع تركيا. وذلك بعد انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة من مواقعهم.

 

وبدأ ذلك التطور الميداني اللافت عندما فرض المقاتلون الأكراد سيطرتهم عصر اليوم الاثنين على المعبر الحدودي الواقع بين مدينة أقجه قلعة التركية وتل أبيض السورية، وتمركز العديد من المقاتلين الأكراد في القسم السوري من المعبر الذي كان تحت سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وبهذه السيطرة خسر التنظيم أهم منافذه على طول الحدود مع تركيا، ولم يبق له إلا معبر حدودي وحيد هو معبر جرابلس بمحافظة حلب، كما تكون القوات الكردية بذلك قد بسطت سيطرتها على معظم الحدود السورية التركية.

 

وسيطر مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية على قرية تل أبيض شرقي التي تبعد حوالي كيلومترين إلى الشرق من مدينة تل أبيض، وتقدموا باتجاه وسط المدينة وسيطروا على أجزاء منها.

 

وقصفت طائرات التحالف الدولي قرى جنوبي تل أبيض, مما ساهم في إطباق الحصار على المدينة وقطع جميع طرق الإمداد التي كان يستخدمها مقاتلو تنظيم الدولة.

 

وكانت مصادر قد تحدثت في وقت سابق عن هروب العديد من مقاتلي تنظيم الدولة من تل أبيض وتسليم آخرين أنفسهم للقوات الكردية.

 

وقالت وحدات حماية الشعب في وقت سابق إنها سيطرت على طريق رئيسي كان يستخدمه تنظيم الدولة لجلب تعزيزات من معقله في الرقة.

 

وأجبرت المعارك الدائرة في تل أبيض وقصف طائرات التحالف الدولي الآلاف على النزوح باتجاه تركيا.

 

ومن شأن السيطرة على تل أبيض، أن يسمح للمقاتلين الأكراد بربط المناطق التي يسيطرون عليها في كل من الحسكة وعين العرب (كوباني).

 

#اللاجئون_السوريون يشهدون رمضان للمرة الـ5 بالمخيمات

دبي – قناة العربية

يحل شهر رمضان الكريم على اللاجئين السوريين للمرة الخامسة منذ اندلاع الثورة السورية في ظل نقص الغذاء وارتفاع الأسعار.

ويشهد السوريون الشهر الكريم بعيدا عن ديارهم بعدما تركوها هاربين من مطرقة النظام وسندان داعش.

ويعيش اللاجئون أجواء رمضان بعيدا عن أهلهم للمرة الخامسة منذ اندلاع الثورة السورية سنة 2011.

ولم يكن اشتياقهم لبلادهم هو مشكلتهم الوحيدة، حيث يعاني السوريون من نقص في الغذاء وغلاء الأسعار، بعد أن خفض برنامج الأغذية العالمي المساعدات المقررة لهم بسبب النقص الشديد في التمويل.

وجاءت معاناة البطالة لتزيدها بعد أن خرج العديد من اللاجئين من إطار مساعدات الأمم المتحدة.

وسيعيش اللاجئون السوريون شهر رمضان في أجواء قد تكون احتفالية، آملين في العودة لوطنهم.

 

المعارضة تجدد قصفها على معاقل قوات الأسد بمطار الثعلة

دبي – قناة العربية

أفادت الهيئة العامة للثورة بأن فصائل المعارضة جددت قصفها على معاقل قوات النظام وثكناته داخل مطار الثَعلة العسكري في ريف السويداء الغربي.

وقالت الهيئة إن الثوار دمروا رتلا عسكريا كان متجها إلى مطار الثعلة كتعزيزات لعناصر قوات النظام المتواجدة في داخله.

أما في ريف القنيطرة وتحديداً في بلدة خان أرنبة، فقد وصلت حصيلة الانشقاقات في قوات النظام إلى 40 عنصراً من بينهم سبعة ضباط. وتزامن ذلك مع حملة دهم واعتقالات عشوائية قامت بها قوات الأسد في البلدة، وفقاً لناشطين.

وفي حمص، جددت قوات الأسد قصفها على مناطق حي الوعر وسط اشتباكات مع فصائل المعارضة في محيط الحي.

 

الأكراد يسيطرون على تل أبيض الحدودية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية -بدعم جوي أمريكي- على معظم بلدة تل أبيض على الحدود التركية، حيث أجبرت مقاتلي تنظيم الدولة الذين كانوا يسيطرون عليها على التراجع إلى مركزهم الرئيسي في مدينة الرقة أو تسليم أنفسهم للجيش التركي.

 

وأضاف المرصد الذي يراقب أعمال العنف في مختلف أنحاء البلاد أن حفنة من مقاتلي الدولة وحلفاءهم من القبائل العربية مازالوا موجودين في بضعة جيوب داخل البلدة الاستراتيجية الواقعة على الحدود التركية.

 

وبحسب المرصد أيضا قتل ما لا يقل عن 40 مسلحا من تنظيم الدولة لدى محاولتهم الفرار من تل أبيض الى بلدة عين عيسى المجاورة والواقعة شمال غرب مدينة الرقة، وتمكنت مجموعات صغيرة من الوصول إليها.

 

 

وكان المقاتلون الأكراد سيطروا، الاثنين، على المعبر الحدودي بين مدينة اقجه قلعة التركية وأجزاء واسعة من تل أبيض السورية من مسلحي تنظيم الدولة، كما تمكنوا من قطع طريق إمداد للتنظيم يربط تل أبيض بمدينة الرقة السورية.

 

وأشارت مصادرنا إلى أن وحدات حماية الشعب تسيطر على صوامع صرين و مفرق صرين جنوب كوباني. وأفادت أنباء أن احتفالات عمت كوباني بعد سيطرة قوات الحماية الشعبية على تل أبيض.

 

تل أبيض.. خسارة لداعش ولتركيا

محمد جمعة جبالي – أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يعد سقوط مدينة تل أبيض الاستراتيجية في أيدى المقاتلين الأكراد وطرد مسلحي “تنظيم الدولة” منها، بمثابة ضربة لتنظيم داعش الذي يقاتل للحفاظ على طريق الإمداد الرئيسي بين محافظة الرقة والحدود التركية، فيما يظهر الأكراد كقوة قتالية ذات نفوذ في سوريا تزعج تركيا.

 

فالمدينة لها أهمية استراتيجية لـ”تنظيم الدولة” منذ فترة، ووصفت بأنها البوابة إلى الرقة، التي تعتبر المعقل الرئيسي للتنظيم المتطرف في سوريا، وتمثل نقطة عبور رئيسية للأسلحة والمقاتلين الأجانب وكذلك لعبور النفط الذي يباع في السوق السوداء.

 

وتكمن أيضا أهمية المدينة الحدودية في أنها تمثل شريان الحياة الرئيسي لـ”تنظيم الدولة”، حيث تربط مدينة الرقة بالعالم الخارجي عبرها، وتعد المركز المالي واللوجستي لداعش.

 

وتقع مدينة تل أبيض على بعد نحو 85 كلم شمال مدينة الرقة، وبخسارة التنظيم هذا المركز سيكون من الصعب جدا عليه تهريب مسلحين وبيع النفط والمتاجرة بسلع أخرى يتاجر فيها حاليا.

 

كما تبعد تل أبيض مسافة 70 كلم فقط شرق بلدة كوباني، التي تسكنها غالبية من الأكراد، وشهدت قتالا استمر اشهرا قبل أن تتمكن القوات الكردية من طرد عناصر “تنظيم الدولة” منها.

 

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية تمكنت القوات الكردية من السيطرة على أكثر من 50 قرية وبلدة في الريف الشمالي الغربي لمحافظة الرقة.

 

انتقادات تركية

 

وكان التقدم الكردي في السابق قد أثار انتقادات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ ترتبط القوات الكردية السورية التي تقاتل “تنظيم الدولة” بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

 

وتأتي انتقادات أردوغان بسبب مخاوفه من تصاعد “المشاعر الانفصالية” بين الأكراد في جنوب شرق البلاد، وسيطرة الأكراد على تل أبيض بعد كوباني، يظهر الأكراد كقوة قتالية في وجه تركيا.

 

فالمقاتلون الأكراد باتوا يسيطرون على مواقع كثيرة من شريط حدودي بطول 400 كيلومتر، يمتد من ريف حلب الشمالي الشرقي في شمال سوريا وصولا إلى مثلث الحدود السورية التركية العراقية، باستثناء معبر القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.

 

ومن شأن تمدد السيطرة الكردية من الشرق إلى المناطق الكردية شمال غربي سوريا، أن يعزز شعور الأكراد بقوتهم، ولن يكون هذا التأثير بعيدا عن الأكراد الأتراك، إضافة إلى تبخر أحلام تركية غير معلنة في بسط السيطرة على شريط حدودي داخل سوريا بأي طريقة.

 

العفو الدولية: العالم يتجاهل محنة لاجئي سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

انتقدت منظمة العفو الدولية، الاثنين، ما قالت إنها استجابة عالمية “محزنة” لمحنة اللاجئين السوريين وحثت الدول المجاورة، التي تكافح للتعامل مع تدفق اللاجئين إلى رفع الإجراءات “المقلقة للغاية” التي اتخذتها لمنع دخول اللاجئين.

 

وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان إن اخفاق المجتمع الدولي في توفير التمويل الكافي للاحتياجات الإنسانية للاجئين أو في دعم الدول المضيفة لهم من خلال سياسات إعادة التوطين ترك جيران سوريا غير قادرين على التعامل مع “التأثير المدمر”.

 

وفي تقرير بعنوان “أزمة اللجوء العالمية: مؤامرة قوامها الإهمال”، قالت العفو الدولية إن لبنان والأردن وتركيا بعدما استقبلوا أكثر من 4 ملايين سوري منذ بدء الصراع في 2011 يغلقون حدودهم الآن.

 

وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، سليل شيتي: “تفرض جميع البلدان المضيفة الرئيسية قيودا صارمة على دخول الأشخاص الفارين من الصراع – في كثير من الحالات أنهت هذه القيود تقريبا قدرة السوريين اليائسين على الهروب من الأزمة الحالية”.

 

وأضاف شيتي أن هذه الدول اعتمدت “إجراءات مثيرة للقلق العميق إذ تمنع الأشخاص اليائسين من دخول أراضيها مما يعيد الناس إلى الصراع”.

 

ويقول لبنان والأردن وتركيا إن اللاجئين أثقلوا بشدة كاهل الاقتصاد، في حين لا يدفع المجتمع الدولي سوى القليل من التكاليف.

 

ودعت منظمة العفو الدولية الدول المضيفة إلى تخفيف القواعد، قائلة إنه يجب إعفاء اللاجئين من التأشيرات قبل الدخول أو شروط الإقامة.

 

وقال شيتي إن اللاجئين السوريين، الذين يواجهون انخفاض المساعدات دون أمل في العودة إلى ديارهم في المستقبل القريب سيواصلون على الأرجح محاولة عبور البحر المتوسط وهو الطريق البحري الأكثر خطورة للاجئين للوصول إلى أوروبا.

 

سوريا.. وحدات كردية تسيطر على معبر “أكاكالي” واتهامات بـ”تطهير طائفي” ضد العرب والتركمان

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- سيطر مقاتلو “وحدات حماية الشعب الكردي” على الجانب السوري من معبر “أكاكالي” الحدودي مع تركيا، فيما اتهمت “فصائل إسلامية” المقاتلين الأكراد بشن “حملة تطهير عرقي وطائفي” ضد العرب السُنة والتركمان في محافظتي الحسكة والرقة.

 

وبينما ذكرت الوحدات الكردية، عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”، أن مقاتليها تمكنوا من “تحرير” المعبر الحدودي القريب من مدينة “تل أبيض”، التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، قال مسؤول بالحكومة التركية إن المقاتلين الأكراد تمكنوا من “أسر” اثنين من عناصر تنظيم “داعش.”

 

واستخدم آلاف السوريين المعبر الحدودي في الدخول “عنوة” إلى الجانب التركي، بعدما حطموا الأسلاك والحواجز الحدودية، في وقت سابق الأحد، هرباً من القتال بين المقاتلين الأكراد، مدعومين بكتائب مقاتلة وطائرات التحالف، ومسلحي “داعش”، في مدينة “تل أبيض”، التي تشهد معارك عنيفة.

 

في الغضون، أصدرت عدة فصائل إسلامية ومقاتلة بياناً الاثنين، اتهمت فيه الوحدات الكردية، التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، بتنفيذ “حملة تطهير عرقي وطائفي” ضد العرب السُنة والتركمان، تحت “غطاء جوي من قوات التحالف”، في مناطق ريف الحسكة الغربي، وفي مدينة تل أبيض.

 

وذكر البيان، الذي أورده “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن “هذه الخطوة تأتي استكمالاً لمخطط تقسيم، تعمل عليه أطراف محددة، على رأسها حزب العمال الكردستاني PKK، المصنف كمنظمة إرهابية، بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية، في خطوة ستكون كارثية على مستقبل سوريا والمنطقة.”

 

وبينما شددت “الفصائل الثورية المسلحة” على أن “وحدة أراضي سوريا خط أحمر، لا نسمح بالمساس به تحت أي ظرف”، فقد أكدت أن “قوى الثورة السورية المدنية والعسكرية، سترد بحزم على كل المتورطين في هذا العمل الإجرامي، ولن نسمح بالتفريط بحقوق أهلنا ومطالبهم ووحدة ترابهم”، بحسب البيان.

 

إلا أن وحدات حماية الشعب الكردي ردت على تلك الاتهامات، بإصدار بيان مقابل، اعتبرت فيه أن “من يلقي بهذه الاتهامات، يحاول تجميل صورة تنظيم الدولة الإسلامية، والتهوين من إرهابه، وشرعنة بقائه في المنطقة”، ودعت السوريين إلى عدم النزوح إلى خارج الحدود.

 

وحثت الوحدات الكردية، بحسب البيان الذي أورده المرصد الحقوقي نفسه، النازحين السوريين على التوجه إلى المناطق التي تسيطر عليها، ووعدت بتأمين حياتهم ورعايتهم، وتوفير احتياجاتهم الإنسانية ومستلزمات العيش لهم، إلى أن يستتب الأمن في المنطقة، ليستطيعوا بعدها العودة إلى قراهم وممتلكاتهم.

 

المقاتلون الأكراد: هزمنا تنظيم الدولة ونسيطر بالكامل على مدينة تل أبيض

قال المقاتلون الأكراد إنهم سيطروا بالكامل على مدينة تل أبيض شمالي سوريا وطردوا تنظيم “الدولة الإسلامية” منها.

وأكد الزعيم الكردي الدكتور حسين خوجر لبي بي سي “مدينة تل أبيض الآن تحت السيطرة الكاملة لقوات حماية الشعب الكردية. سيطرنا على المدينة بعد قتال شرس وهجوم من جميع الجهات.”

وحول الأحوال المدينة قال خوجر “أنهت قوات حماية الشعب الكردية عملها داخل المدينة. وتكبد تنظيم الدولة الإسلامية الكثير من الخسائر، كما فر الكثيرون منهم قبل أن نسيطر على المدينة.”

وأضاف خوجر “ربما يكون هناك بعض مسلحي تنظيم الدولة في المنطقة لكن القتال توقف الآن.”

وحذر خوجر مما يكون قد بقي من التنظيم “خطط مسلحو التنظيم لزرع الكثير من الألغام الأرضية والمتفجرات. والمواطنون المدنيون الذين لا زالوا في المدينة بقوا في منازلهم في أمان. هذه مدينتهم ولابد أن يكونوا مطمئنين.”

وتعهد خوجر بمواصلة القتال ضد التنظيم “المدينة بالكامل تحت سيطرتنا وقد توقف القتال. وليعرف شعبنا أننا سنقوم بتطهير كل بقايا تنظيم الدولة في شمال سوريا.”

وأستمرت المعركة للسيطرة على المدينة عدة أيام وأرسل أكراد سوريا تعزيزات إلى المقاتلين من “وحدات حماية الشعب الكردية” لأن السيطرة على هذه المدينة تتيح التحكم في طريق الإمدادات المؤدي إلى مدينة الرقة التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية”.

تمكن المقاتلون الأكراد من الوصول إلى مشارف تل أبيض بعد ثلاث أيام من القتال

كما أن السيطرة على تل أبيض تتيح للأكراد ربط الجيوب التي يسيطرون عليها مع بعضها البعض على الحدود مع تركيا.

ويشارك أعضاء في الجيش السوري الحر في الهجمات على مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وكان الكثيرون من سكان تل أبيض قد غادروها باتجاه الحدود التركية، وقد سمحت السلطات التركية لمئات من النازحين بعبور الحدود.

ونقل موفد بي بي سي عربي شهدي الكاشف عن مصادر كردية وأخرى تركية محلية إضافة لشهود قولهم إن عددا من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” يقدر عددهم بعشرة مسلحين سلموا أنفسهم للجيش التركي.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن المقاتلين الأكراد سيطروا على المدينة بشكل شبه كامل ماعدا بعض الجيوب القليلة.

وأضاف عبد الرحمن، إن نحو 40 عنصرا من تنظيم “الدولة الإسلامية” قتلوا أثناء فرارهم من المدينة في غارات جوية شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ومضى رامي عبد الرحمن قائلا إن عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” سلموا أنفسهم إلى السلطات التركية.

لكنه أردف قائلا إن عناصر من التنظيم سلموا أنفسهم في السابق لكن السلطات التركية أفرجت عنهم لاحقا.

وكان مسلحو “الدولة الإسلامية” فجروا جسرين يربطان المدينة بمناطق أخرى في محاولة لوقف تقدم المقاتلين الأكراد.

وجاء تقدم المقاتلين الأكراد بدعم مجموعات مسلحة معارضة سورية والضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ويُذكر أن الضربات الجوية منعت مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” من جلب الإمدادات من مدينة الرقة التي يسيطرون عليها.

وتقع تل الأبيض على بعد نحو 80 كيلومترا عن معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في الرقة.

 

بريطانيا تبحث عن عائلة من 12 فردا يشتبه بأنها سافرت للقتال في سوريا

لندن (رويترز) – قالت الشرطة البريطانية يوم الثلاثاء إنها تبحث عن ثلاث شقيقات وأبنائهن التسعة بعد أن قالت عائلتهم إنها تخشى سفرهم إلى سوريا بهدف الانضمام إلى فرد من العائلة يعتقد أنه يقاتل هناك.

 

وتم الإبلاغ قبل خمسة أيام عن اختفاء الشقيقات الثلاث وهن خديجة وسجرا وزهرة داود وأبنائهن الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أعوام و15 عاما.

 

وذكرت تقارير إعلامية أن الشقيقات وأبناءهن اختفوا بعد أن سافروا إلى المدينة المنورة في السعودية وأن هناك مخاوف من احتمال محاولتهن الانضمام إلى شقيق لهن يشتبه بأنه يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

وقال بلال خان وهو محام وكله أزواج الشقيقات الثلاث في بيان “أحد الاحتمالات هو أنهن سافرن إلى تركيا للذهاب إلى سوريا.. مبعث الخوف الأساسي والقلق هو أن تنقل النساء أطفالهن إلى سوريا.”

 

وقالت النائبة ناز شاه لقناة سكاي نيوز إنها التقت بأزواج الشقيقات وإنهم كانوا مصدومين بعد اختفاء زوجاتهم وأبنائهم.

 

وأضافت “إذا كانن قد ذهبن إلى سوريا فينبغي أن تدق أجراس الإنذار بقوة.” وتابعت أنه يجب تفسير سبب اتخاذهن هذه الخطوة دون موافقة أزواجهن.

 

وتقدر السلطات البريطانية أن أكثر من 700 بريطاني سافروا إلى سوريا ويعتقد أن نسبة كبيرة منهم انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق.

 

وهناك عائلات بأكملها سافرت للقتال. وقالت الشرطة إن النساء مثلن 11 في المئة ممن اعتقلوا لدى عودتهم إلى بريطانيا العام الماضي في حين كان 17 في المئة أقل من 20 عاما.

 

وقال راس فوستر مساعد كبير مسؤولي الشرطة في وست يوركشاير “نحن قلقون للغاية على سلامة العائلة. أسرهن قلقة بشدة عليهن وتريد عودتهن.”

 

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى