صفحات سورية

استبيان رأي


بسام يوسف

هذه دراسة أولية قمت بها بشكل شخصي و ساعدني فيها مجموعة من الأصدقاء , وكان هدفها الأهم هو مقاربة التركيبة الطائفية للاصطفافات الحالية في المجتمع السوري.

هناك الكثير من المآخذ على هذه الدراسة . فهي لم تعتمد المعايير العلمية الدقيقة جدا في مثل هذه الدراسات . من حيث توزيع الشرائح المستهدفة جغرافيا ,وعمرياً ,واقتصاديا ,وثقافيا,وسياسيا… وكل هذه التصنيفات يجب أخذها بعين الاعتبار عند إجراء مثل هذه الدراسات.

كما أن الدراسة اختصرت كثيرا من الأسئلة التي يجب التركيز عليها لدواعي متعلقة بطمأنة المجيب على الأسئلة .فضلا عن أن إمكانية التحرك داخل سوريا كانت معقدة وصعبة في فترة إجراء الدراسة , وضعف الإمكانات المادية حال دون تفريغ فريق عمل متخصص كان من شأنه أن يعطي أرقام ودلالات أكثر دقة وعلمية .

ثمة عائق آخر وهو عدم تقبل المجتمع السوري لمثل هكذا دراسات أو استبيانات وهذا عائد لأسباب كثيرة أهمها أن الحالة المتوترة والحذر الشديد الذي يسم شرائح واسعة من المجتمع السوري لا يزال سائدا .

باختصار هذه الدراسة هي أولية ويمكن الاستفادة منها كخطوط عامة لكن حاجتنا الآن لمثل هذه الدراسات , هو حاجة بالغة الأهمية في مثل هذه المرحلة .

شملت العينة 512 شخصا توزعوا جغرافيا على المحافظات التالية: السويداء, درعا, ريف دمشق, دمشق , حمص, حماة, اللاذقية, طرطوس,وإن كان أغلب أفراد العينة يقيمون الآن في دمشق.

تم استثناء الأكراد .من هذه العينة , لأن دراسة حالة الأكراد يجب أن تعتمد معايير مختلفة وبالتالي فإن دراستهم وفق هذه المعايير سيعطي نتائج غير حقيقية.

حاولت الأسئلة أن تبتعد عن كل ما يثير الشبهات الأمنية .

تمت الدراسة دون توزيع أوراق,وبطريقة السؤال المباشر,وبدون ذكر الاسم , وفي اغلب الحالات عبر شبكة الإنترنت .

توزعت الشرائح العمرية لأفراد العينة على النحو التالي :

من 20 سنة إلى 30 سنة 26%

من 30 سنة إلى 40 سنة 25%

من 40 سنة إلى 50 سنة 21%

من 50 سنة إلى 60 سنة 22%

6% عينات تحت العشرين و فوق السبعين .

تم تقسيم المجتمع السوري إلى ثلاثة كتل رئيسة يتفرع عن كل منها قسمان :

1- الموالون :

* – مقتنعون أن هذا النظام يمثلهم تماما وهم مستعدون للذهاب بعيدا في الدفاع عنه.

* – غير مقتنعين بان النظام يمثلهم لكنهم يصطفون معه لأنهم ضد ما هو قادم , والقادم لا ينحصر فقط بالسلطة البديلة بل يشمل التخوف من انهيار الدولة , واحتمال التدخل العسكري الخارجي , وربما تقسيم البلد , وهم مستعدون لمساعدة هذا النظام على البقاء بحدود ما(مسيرات تأييد,تصويت,كسر حالة إضراب………)

2- الصامتون وتم تقسيمهم إلى قسمين أساسيين هما :

* – خائف من النظام

* – خائف من البديل

3- المعارضون وتم تقسيمهم أيضا إلى قسمين:

* – معارضون بالرأي ويروون ضرورة إسقاط النظام لكنهم لا يقومون أي دور ميداني.

* – معارضون بالرأي والفعل ويقومون بدور ما في دعم ما يجري على الأرض.

كانت النتائج على النحو التالي :

موالون صامتون معارضون

مقتنعون,خائفون من القادم – خائفون من النظام,خائفون من القادم- بالرأي بالرأي والفعل

السّنة 4 6,5 17 5,5 26 41

العلويون 20 22 13 32 9 4

المسيحيون 23 36 12 20 7 2

الدروز 16 11 27,5 22 17 6,5

الاسماعيليون15 19 21 13 18 14

(حاولوا رسم الجدول بالطريقة الصحيحة )

استنتاجات أولية :

– الموالون: يشكل الموالون المقتنعون18% من المجتمع السوري .

اللافت للانتباه أن أعلى نسبة كانت ضمن الطائفة المسيحية يليها الطائفة العلوية .

هذه الأرقام بالغة الدلالة .

يشكل الخوف من البديل الكتلة الأكبر في هذه الشريحة ( شريحة الموالون ),وهم يشكلون ما يقارب 21 % من المجتمع السوري

– الصامتون : يشكل الصامتون النسبة الأعلى في المجتمع السوري وكان من المنطقي أكثر احتسابها على الفئة المعارضة لأن ما يمنعها هو الخوف فقط سواء من النظام أو من المصير القادم .

تحتل الطائفة الدرزية المرتبة الأولى في نسب هذه الكتلة تليها الطائفة العلوية ثم المسيحية فالاسماعلية وأخيرا تأتي الطائفة السنية .

ما يجب الانتباه إليه جيدا أن هذه الأرقام قابلة للتبدل بشكل مفاجئ إذ قد يؤدي حدث ما , إلى إنزياحات مهمة في هذه الاصطفافات (هذه العينات تمت قبل أحداث مدينة شهبا في السويداء ).

احتل العلويون المرتبة الأولى في فئة المتخوفين من البديل , يليهم الدروز ثم المسيحيون , وربما يشكل انخراط الطائفة الاسماعلية بفاعلية أكبر في الحراك سببا رئيسا في تراجع تخوفهم من البديل , ولوحظ أن المتخوفيين الاسماعليين من القادم , كانت نسبتهم الأعلى في المناطق المختلطة أو المتماسة مع العلويين , بينما تراجع هذا التخوف بشكل واضح عند المختلطين أوالمتماسيين مع السنة , يجب الإشارة هنا إلى أن هذه القاعدة لا تبقى قائمة عند دراسة نسب المسيحيين والدروز .

– المعارضون :

من المنطقي أن تكون الطائفة السنية هي الطائفة الأكثر معارضة للنظام في الفترة التي أجريت فيها الدراسة .

يشكل الخوف من القادم , العامل الحاسم في رسم خريطة الاصطفافات الحالية للمجتمع السوري , وفي حال تم العمل على هذا العامل فإن ذلك قد يؤدي إلى انزياحات بالغة الأهمية وحاسمة , فهو يزج 11% من السنة و54% من العلويين و56% من المسيحيين و33% من الدروز و32 % من الاسماعيلين , داخل الكتل المعارضة .

تحتاج هذه الأرقام لدراسة أوسع لكنني آثرت نشرها على هذا النحو لأسباب عدة :

1- هي قسم من استبيانات قادمة , يتناول الأول الاصطفافات السياسية والثاني يتناول العامل الاقتصادي ودوره في الثورة السورية , وبالتالي فإن قراءة هذه الدراسة بالتقاطع مع الدراستين القادمتين سيكون أكثر جدوى .

2- ربما يكون من المفيد إلقاء الضوء قليلا على هذا الجانب خصوصا في ظل احتدام الجدل القائم حوله .

3- الأرقام قابلة للتبدل بسرعة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى