صفحات سورية

اطلقوا يوسف عبدلكي ورفيقيه

عقل العويط

هذا نداء موجّه إلى كلّ العاملين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الرأي في لبنان والعالم: ساهِموا على الفور في إطلاق الرسّام السوري الكبير، يوسف عبدلكي، الذي اعتقلته السلطات السورية مساء أمس عند حاجز قرب فرع الأمن السياسي في طرطوس.

هذا ليس أوان الكتابة عن يوسف عبدلكي الرسّام والصديق، بل أوان العمل على استعادة حريته فوراً.

هذا إنسانٌ عظيمٌ ونبيل، ومناضلٌ رفيع الشأن، وفنانٌ بمستوى عالمي، ولا بد. لم يعتدِ على أحد، ولم يخطف أحداً، ولم يقتل أحداً، ولم ينل من كرامة أحد. فعل شيئاً واحداً طوال حياته السياسية والفنية والثقافية: حمل ريشته الخلاّقة والحرّة، عدّته “الحربية” الوحيدة، من أجل أن يرسم الحلم ويخلق من العدم حياةً مبدعة توازي الحياة. وأحياناً حمل عدّته القلمية من أجل أن يكتب للغاية نفسها.

يرسم يوسف عبدلكي إكراماً للفنّ، وللحرية والديموقراطية وقيم العدالة، ودفاعاً عن كرامة بلده وشعبه، اللذين يرزحان تحت أبشع أنواع الديكتاتورية والاستبداد، يمارسهما نظامٌ همجي لم يشهد العالم الحديث مثيلاً له في الإجرام. وإذا كان من شيء يُفعَل فوراً لأجل هذا الفنان، ولأجل رفيقيه المحتجزين معه، توفيق عمران وعدنان الدبس، وثلاثتهم أعضاء في حزب العمل الشيوعي السوري المحظور، فأن تعمَّم رسومه وأعماله الكاريكاتورية، وأن تُنشَر في كلّ مكان، في الصحف والمجلات وعلى شاشات التلفزة، المحلية والعربية والعالمية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل حضّ المنظمات والهيئات الدولية، والثقافية خصوصاً، وقوى المجتمع المدني، على ممارسة ضغوطها الفاعلة لإجبار السلطات السورية التي اعتقلته على إطلاقه ورفيقيه، فوراً، سليمين معافين، بدون قيد أو شرط.

“ملحق النهار” الذي لطالما كرّمه يوسف عبدلكي برسومه، يرفع صوته عالياً، منضمّاً إلى كل الأصوات الحرة في سوريا ولبنان والعالم، داعياً قوى الحرية إلى العمل السريع على استعادة يوسف عبدلكي وعدّة الرسم والكتابة لديه.

نريدكَ حرّاً طليقاً يا يوسف. الآن. وعلى الفور. ليس من أجل نفسك وعائلتك وشعبك وبلدكَ سوريا فحسب، بل من أجلنا جميعاً. من أجل الإنسان مطلقاً. ومن أجل الحرية.

اطلقوا يوسف ورفيقيه فوراً أيها المستبدّون.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى