صفحات العالم

اعلان مبكر لانتهاء الازمة السورية

 

رأي القدس

حدد كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية يوم العاشر من الشهر الحالي، اي بعد اسبوع من الآن تقريبا، مهلة للنظام السوري لتطبيق النقاط الست التي وردت في مبادرته لحقن الدماء ووقف اعمال القتل، وبدء الحوار من اجل الوصول الى تسوية سياسية سلمية للازمة السورية، ولكن السيد عنان والمؤسستين الداعمتين له، لم يحددوا جميعا الاجراء الذي سيتم اتخاذه في حال فشل النظام في تطبيق هذه النقاط.

السيد عنان يريد من مجلس الامن الدولي دعم قرار المهلة هذا الذي وافقت عليه سورية وينسى في الوقت نفسه، وهو الامين العام، ان هناك عضوين في المجلس هما روسيا والصين تقفان بقوة في وجه اي قرار يمكن ان يأتي في غير صالح النظام السوري.

السيد جهاد مقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية قال ان الازمة في سورية انتهت، وان السلطات الحاكمة قضت على ‘الجماعات الارهابية’ وسيطرت على الاوضاع في مختلف انحاء البلاد، الامر الذي يذكرنا بتصريحات مماثلة للرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن، بعد اكتمال احتلال بلاده للعراق في نيسان (ابريل) عام 2003، مع الفارق الكبير بين المنصبين والرجلين والبلدين.

تصريحات السيد مقدسي قد تكون سابقة لاوانها، واذا كان ما قاله دقيقا، فانه لا حاجة لمبادرة السيد عنان اساسا وتطبيق نقاطها الست بالتالي، ما هو مطلوب فقط هو نصب طاولة المفاوضات بين السلطة والمعارضة التي اعتمدها مؤتمر اصدقاء سورية في اسطنبول كممثل للشعب السوري.

لا نعتقد ان السيد عنان قد اصاب بتحديد اسبوع فقط كمهلة لتطبيق مبادرة على هذه الدرجة من الاهمية والتعقيد، ولا نؤمن ايضا بان موافقة النظام السوري عليها تتسم بالجدية، لان الطرفين، اي السيد عنان والنظام، يبحثان عن مهلة جديدة لكسب الوقت لا اكثر ولا اقل، كل لاسبابه، فالسيد عنان يريد ان يطيل من امد مهمته المتعثرة، والنظام يريد ان يكمل خطته للقضاء على الانتفاضة.

نفهم مهلة السيد عنان لو انه حدد الخطوات التي يمكن ان يقدم عليها في حال فشل النظام في تطبيق خطته، وانجاح مهمته بالتالي، ولكن لم يفصح المسؤول الاممي مطلقا عن اي اجراءات عقابية ضد النظام السوري في حال نكوصه عن تعهداته الجديدة في وقف اطلاق النار.

من المرجح ان السيد عنان لا يملك في جعبته اي اجراءات عقابية، خاصة بعد ان اعلن اندريس فوغ راسموسن الامين العام لحلف الاطلسي امس ان حلف الناتو ليس لديه اي خطط للتدخل عسكريا في سورية مهما كان الامر. وذهب الى ما هو ابعد من ذلك عندما اكد معارضته تسليح المعارضة السورية، محذرا من خطر انتشار الاسلحة في المنطقة، مشددا على رغبته في رؤية ‘حل سلمي سياسي’ للازمة في سورية.

فاذا كان حلف الاطلسي الذي حسم الامر في ليبيا لصالح المعارضة لا يريد التدخل، والادارة الامريكية تعارض ارسال اي اسلحة للمعارضة ايضا خشية وقوعها في ايدي تنظيمات متشددة مثل تنظيم ‘القاعدة’، ومصر اكبر دولة اقليمية عربية تشاطرها الرأي نفسه، فكيف ستكون مهلة السيد عنان فاعلة وتحظى بالاحترام من قبل النظام السوري؟

الانتفاضة السورية يجب ان تطلق على جمعتها القادمة جمعة الخذلان الدولي والعربي للمرة الثانية او الثالثة، او جمعة فشل مهمة كوفي عنان.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى