الأسد سيفرّ هارباً وما يحدث في دمشق سيؤدي إلى تنظيم الجيش الحرّ
عروة الأحمد
تشهد الساحة السوريّة مؤخراً تسارعاً شديداً وتصعيداً ملحوظاً في الأحداث التي تجري في العاصمة دمشق , والتي من شأنها استقطاب المزيد من قوّات النظام المنتشرة في مختلف أنحاء سوريا لتتمركز في دمشق , وهذا ما سيؤدي قطعاً إلى فقدان النظام لسيطرته على بعض المدن التي ستصبح شبه محرّرة فعلياً لما سيرافق تلك الحالة من فلتان عسكريّ وإنشقاقات كبيرة في الجيش السوريّ المرغم أكثره على خدمة النظام إما بتهديد عائلته في سوريا أو تهديده بالقتل , كما سنشهد هجوماً شديداً على جيش النظام المتمركز في دمشق من قبل الجيش الحرّ عن طريق المنافذ البريّة للمدينة والمرتبطة بريف دمشق .
من إيجابيات ما يحدث في دمشق اليوم أنه سيؤدّي قطعاً إلى تنظيم كتائب الجيش الحرّ والتفافها حول قرارات موحّدة صادرة عن الخبرات العسكرية التي تقودها لمقاومة القدرة العسكرية للنظام وإضعافها قدر الإمكان .
لن يستطيع الجيش الحرّ بادئ الأمر هزيمة جيش النظام في قلب دمشق نظراً للقوة العسكرية الهائلة المضادة له , لكنّ السيطرة على دمشق وريفها بشكل تام أيضاً أشبه بالمستحيل أمام من ينتهج حرب الشوارع وهم الجيش الحرّ , ثمّ إنّ إشتباكات اليوم قطعاً ستؤدي إلى تعطيل الحياة في دمشق لا سيّما وأن الإشتباكات ما بين قوات النظام والمدنيين المسلحين تجري في قلب مدينة دمشق .
وحتى لو صمد الأسد عسكرياً في دمشق , إلا أنَّ مؤسسات الدولة والقطاع العام ستتعطّل تدريجياً عن العمل في ظلّ هذه الحرب الدائرة .
الأسد ورؤوس النظام السوري يعلمون أنهم بدأوا يفقدون السيطرة العسكرية في المدن السورية , ولكنّهم حتى اللحظة في مرحلة دراسة للسيطرة على الأمن في دمشق , وحين سيتأكد الأسد من أنه قطعاً بدأ يفقد السيطرة على دمشق سيدخل في مفاوضات لتسليم السلطة عن طريق حليفه الروسيّ , والتصعيد الدمشقيّ لن يعطي للسياسيين مجالاً للتصرف , وقد نشهد مبادرةً للجامعة العربية أو ما يشبهها بمساهمة أميركية تدعو الجيش الحرّ المستمرّ في شنّ الهجمات على جيش النظام إلى التعقّل والجلوس على طاولة المفاوضات لنقل السلطة , وسيبادر النظام بالردّ بشراسة منقطعة النظير ليرغم الجيش الحرّ على الإنصياع أمام الشعب السوريّ لمطالب المجتمع الدوليّ بالمفاوضات لنقل السلطة وتجنيب “دمشق” ساحة الصراع الأخير المزيد من الدمار ونزف الدم , وفي حال وافق الجيش الحرّ على المفاوضة – وأراه صعباً جداً – أم لم يوافق فإننا سنشهد فرار الأسد خارج البلاد .
الحوار المتمدن