الأعداء/ تيم واينر
تاريخ ال أف بى اّى
أضحى هوفر في كتاب « الاعداء « للمؤلف الصحفي» تيم واينر» هو النقطة المتحركة التي يرافقها القارئ عبر الاحداث التي يرويها المؤلف بحنكة صحفية جعلتني أتساءل عن فن التحريف السياسي ما هيته وكينونته! او بالاحرى جوهر بحث كتاب «الاعداء « ان صح التعبير، فهو أشبه برحلة هوفر عبر تاريخ الـ « أف.بي.آي» حيث تعلم هوفر آلية الاعتقالات والتوقيفات الجماعية في سنته الاولى في وزارة العدل مشيراً بذلك الى آليات مختلفة يتعلمها الفرد الاستخباراتي الطالع بأمور الحكومة او البلاد التي يضعها بالمقام الثاني بعد الرب والجرائم طالت اكثر من 1055 شخصا كان اكثرها جرائم اقوال لا افعال. فهل نشهد على صراعات يعيدها التاريخ، انما بلغة تم تحديثها لتكون ضمن تاريخ الاعداء الجديد؟
صناعة الارهاب
من اجل الرب والبلاد ايمان رفعه «هوفر « الذي ارتقى بسرعة قمة القسم المسمى « مكتب العدو الاجنبي» لنغوص بعدها في مراحل حياته التي تشدد في قسم منها على صلواته بطاعة يصفها المؤلف» تيم واينر» انها ناتجة عن المعارف التي نهل منها في قاعة القراءة المركزية في مكتبة الكونغرس قبل ان يلتحق بوزارة العدل، لخوض الحرب في الوطن، وكأن «تيم واينر» يضع الاسس في تمكين القارئ للدخول بما يسمى الهدف المنشود في تحقيق المعرفة لدى القارئ بكيفية بناء الشخصية المخابراتية القائمة على حب الرب والبلاد، ومن ثم المعرفة قبل ان ينطلق الى حماية الدولة من الارهاب مع اوبرايان رأس الهرم الذي كان يراقب هوفر وزملاءه، وهم يعملون في درء كل هجوم على الاهداف الاميركية. فهل الارهاب هو صناعة عرفها العالم منذ قرون طويلة او حتى العصور البدائية ؟..
«المقاتلون الفوضويون « وتفجيرات متعددة هزت «بالمر « كما هزت الرأي العام، وكأن «تيم واينر « يكتب رواية مخابراتية ابطالها من حقيقة دسها في اوراقه الصحفية التي اخرجها للنور. ربما ! ليعطي التاريخ دروسا بالماضي، لان الحاضر الاميركي مبني على اعادة تاريخها الاسود في البلدان العربية او ربما لإلقاء الضوء على الاحداث التي جعلت من اميركا قوة لا يستهان بها من حيث جهازها الاستخباراتي، وصولا الى من يدس السم في الدسم لدولة بات صناعها من اقوى الصناع في العالم. كما يبدو من كتاب «الاعداء» الذي وضعه «هوفر» كنقطة مركزية للنظام البدائي للاستخبارات المركزية.
سرد استخباراتي لسلسلة احداث تاريخية يسلط «تيم واينر» الضوء عليها واضعا القوة المركزية في الكتاب على عدة شخصيات ابرزها «هوفر» و»بالمر «مع اظهار اهمية الفن الاستخباراتي في الحفاظ على الاوطان، برغم قساوة الفكرة وتنفيذها وحتى قبول معادلة الربح والخسارة امام بقاء الوطن ومحبة الله التي يشدد عليها هوفر منذ البداية، وكأن الالتزام ببقاء الوطن سليما معافى كبقائه الذاتي في سلم الاولويات لخدمة بلده دون التفكير بالتدرج الوظيفي او العبث بالفكر الانساني الذي يقود جهاز استخبارات دولة كاميركا التي يراها كبيت والدته التي بقي وفيا لها حتى بعد مماتها، وانما هذا لا يعني ان فكرة الخوف من فقدان الوظيفة لم يجد أهمية عند «هوفر» بسبب الاعداء الكثر في المناصب المرموقة.
أبقى «تيم واينر» على الحوار الذي عصف في ذهن القارئ من كل النواحي، وكأن الفن الاستخباراتي في الكتاب هو ضمن تكتيك هوفر نفسه وبعيداً عن علم الاستخبارات، بمعنى تطرق الى فنية الاداء لرجل الاستخبارات، وقدراته في الكشف عن المؤامرات التجسسية، بتحليل ورؤية استراتيجية قادرة على التدخل السريع في اي لحظة يتم فيها التهديد القومي للبلد.
الا انها مجرد سياسات داخلية تهدف الى آلية الكشف عن اي مؤامرات او دسائس قد تضر بسياسة الدولة نفسها دون الاهتمام بمعارضة داخلية قوية قد تنشأ وتثير بلبلة، وضجة هو بغنى عنها او دون الاهتمام باظهار الحقائق كاملة تاركا للحقيقة الكاملة مثاليتها الطوباوية ضمن العلم الاستخباراتي الذي يطرحه في الكتاب.
لتكون آلية الكشف هي ملاحظات يتم جمعها بدقة كبيرة، وبخبرة فنية استخبارية لها منظومتها المعقدة أهمها « نظير الاطفال الضائعين في الغابة» لان نظرية العلم الاستخباراتي هي حرب سلاحها المعرفة والقدرة الاستشرافية لقراءة عقل العدو، وكأن القراءة التحليلية مبنية على استنتاج الادوار السياسية الفجائية التي يجب على الاستخباراتي التحصن منها، ليكون لين الاداء وقادرا على خلق تكنيك بديل يتماشى مع الفترة الفجائية التي تفرض نفسها قبل تنظيم العالم والدخول في الجزء الثالث من الكتاب وهي الحرب الباردة.
كتاب يرسم هيبة الولايات المتحدة الاميركية ووقارها، المبني على اهمية الجهاز الاستخباراتي، وان بخرق القوانين نفسها، وكان الغاية تبرر الوسيلة حتى في الحفاظ على الحقوق الشرعية للبلاد. قانون يسرده «تيم واينر» عبر سيرة ذاتية استخباراتية تهدف الى رسم رؤية صحفية بحتة او رواية استخباراتية ذات هيبة ووقار منحها لهوفر الرجل الاستخباراتي الاقوى في هذا الكتاب الذي يكشف عن العديد من القضايا السياسية او الانظمة التي يتقيد بها جهاز الـ « اف. بي. آي» وبوثائقية جمع فيها العديد من التواريخ، وكأنها مذكرات هوفر الشخصية التي تبوح بتفاصيل لا يمكن لرجل مخابراتي مثل «هوفر «ان يبوح بها حتى عبر مذكراته.
اذ تبدو الحبكة الوثائقية في الكتاب او السردية هي تحليلات صحفية ومعلومات تاريخية مهمة تم تحليلها بالمنطق الاستخباراتي مع دقة في الخبر الصحفي واهميته، وهذا تم التلميح له في فصل المكاشفة. اذ يقول:» وهي تاليا مذكرات هوفر، تتألف من سرده التاريخي السري للحرب الباردة». الا ان الكتاب يمنح القوة الاستخباراتية قوة وجودية مبنية على شخصية الرجل الاستخباراتي واخلاصه للرب والبلاد.
لتحمي هذا الكتاب من الرابط التالي
صفحات سورية ليست مسؤولة عن هذا الملف، وليست الجهة التي قامت برفعه، اننا فقط نوفر معلومات لمتصفحي موقعنا حول أفضل الكتب الموجودة على الأنترنت
كتب عربية، روايات عربية، تنزيل كتب، تحميل كتب، تحميل كتب عربية.