صفحات الناس

“الإتحاد الديمقراطي”.. تدريس اللغة الكردية لخدمة التجنيد السياسي/ سميان محمد

 

 

 

نجح حزب “الإتحاد الديمقراطي” في تحويل المناطق الكردية السورية إلى مساحة نفوذ لحزب “العمال الكردستاني” المحظور في تركيا، وقام بكل ما من شأنه فصل الكردي السوري عن نسيجه الوطني، وربطه بقضايا زعيم العمال الكردستاني المعتقل في تركيا منذ العام 1999 عبد الله أوجلان. تبدى ذلك عبر جملة من السياسات، لعل أبرزها الاحتفال مؤخراً بذكرى اعتقال أوجلان، وإعلان الحداد الرسمي حزناً على الاعتقال، ووصفه باليوم الأسود.

“الاتحاد الديمقراطي” فضلاً عن سيطرته على الموارد الاقتصادية والمعابر الحدودية الرسمية، بات يستهدف بسياساته الشباب وصغار السن القاصرين، بهدف التأسيس لجماهيرية حزبية، وتكريس استفراده بالسلطة في المناطق الكردية السورية. الحزب أسس منظمة تعرف باسم “حركة الشباب الثوري” التي تنشط بكثرة في المدارس، وتقوم بكل ما من شأنه تكريس أفكار الحزب، بين الشباب الصغار، ومن ثمّ تجنيدهم في صفوف ذراعه العسكرية: وحدات حماية الشعب. وكانت حركة الشباب الثوري، قد قامت بتوزيع المنشورات على أصحاب المحال التجارية، الأحد، وتدعوهم إلى إغلاق محالهم التجارية، حداداً، في ذكرى اعتقال أوجلان.

وشكّل قرار تدريس اللغة الكردية في مدارس المناطق الخاضعة لسيطرة “الاتحاد الديمقراطي”، أحد أهم المنافذ التي حاول الحزب من خلالها العمل لتكريس سلطته. الحزب قام بتعيين مدرسين لللغة الكردية، وفرض ضغوطاً على مدراء المدارس كي يتمتع هؤلاء المدرسون بصلاحيات مفتوحة.

يقول مدير أحد المدارس في ريف رميلان الشرقي، بإنهم تلقوا جملة من التعليمات التي تجبرهم على الالتزام بالعطل الرسمية التي تحددها “الإدارة الذاتية” الخاضعة لـ”الاتحاد الديموقراطي”، وعدم التدخل في شؤون مدرسي اللغة الكردية. المدير أكد أن خلايا “حركة الشباب الثوري” نشطة في مدرسته، وهم يستغلون كل ما من شأنه توجيه القاصرين للتجنيد في صفوف وحدات حماية الشعب. وأضاف أنهم قبل شهور عديدة، وقفوا عاجزين عن معاقبة أحد الطلاب التابعين للحركة بعد شكاوى قدمها زملاؤه، حول مسؤوليته عن انضمام إحدى الطالبات في الصف التاسع الإعدادي إلى “وحدات حماية المرأة” المسلحة، لتدخل بعد ذلك قوات الأمن الخاصة بالحزب والمعروفة باسم “الأسايش”.

وأعرب معلم في إحدى مدارس ريف المالكية الغربي، عن يأسه من الاستمرار في العمل التربوي، نتيجة الفوضى التي لحقت بالمدارس، جراء التدخل المستمر لـ”الأسايش” في شؤون المدرسة عبر أستاذ اللغة الكردية. المعلم أكد بأن أستاذ اللغة الكردية، يمثِّل “الأسايش” في المدرسة، وأنه يتدخل في الشؤون التربوية، علماً بأنه غير حاصل على شهادة الثانوية العامة، وغير خبير في المسائل التربوية. وأشار المعلم إلى أن الهدف الرئيسي من وجود أستاذ اللغة الكردية في المدرسة، هو لمراقبة بقية المدرسين، وتوجيه الطلبة سياسياً، الأمر الذي يذكّر بممارسات النظام السوري، وتجنيده للطلاب في منظمة “شبيبة الثورة” البعثية، عبر مدرسي منهاج التربية القومية.

انطلاق الثورة السورية التي رفعت شعار “واحد واحد واحد الشعب السوري واحد”، كانت قد دفعت النظام السوري إلى اللعب على الوتر الطائفي والإثني، كتسليم المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا لهيمنة “الاتحاد الديمقراطي”. والحزب استقدم بدوره المساندة من منبعه الأم: “العمال الكردستاني”، فشكّل قوة سيطر من خلالها على مناطق القامشلي وعفرين وكوباني، ومارس فيها بالوكالة دور النظام في ملاحقة نشطاء الثورة واعتقالهم، قبل أن يتفق مع النظام السوري على الإعلان عن “الإدارة الذاتية” قبل حوالي عامين.

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى