الابتزاز الروسي والانتفاضة السورية
بنكي حاجو
لماذا هذه المواقف الروسية الهزيلة والمخذلة؟
الغرب ابدى مواقف لا بأس بها ازاء انتفاضات المنطقة بما فيها الانتفاضة السورية الحالية. هل هذه المواقف لاجل عيون السوريين؟ طبعاً لا…
الرئيس الفرنسي السيد ساركوزي انحاز في البداية الى جانب المخلوع بن علي في تونس.
استهجن الفرنسيون موقف رئيسهم. تلقف الرئيس رسالة الشعب على عجل وانتقل الى الضفة الاخرى، اي الى جانب الشعب. ساركوزي القى كل المسؤولية على وزيرة خارجيته والتي دفعت الفاتورة نيابة عنه بالاستقالة من منصبها.
الرأي العام الغربي وعلى رأسه منظمات حقوق الانسان وبقية منظمات المجتمع المدني لا ترضى بوقوف حكوماتها الى جانب الطغاة والمستبدين اعداء شعوبهم.
السياسيون يضطرون الى الرضوخ الى ارادة الشعب للتمكن في البقاء و الاستمرارعلى سدة الحكم والتي تقررها صناديق الاقتراع. وهذا هو السر في تصرف الرئيس ساركوزي.
هذا عن شعوب ديمقراطيات الغرب، ولكن ماذا عن الشعب الروسي وحكومته؟
هل من المعقول ان يقف الشعب الروسي مع الطغاة ضد الشعوب المقهورة؟ الجواب هو بالنفي المطلق.
اذاً ما هو السبب في تصرف الحكام الروس في دعمهم للطغاة في منطقتنا وتمريغ انف الشعب الروسي في الاوحال غصباً عنه؟
السبب هو ان رئيس الحكومة الروسية السيد بوتين لايزال الحاكم الاوحد وان الديمقراطية في روسيا لاتزال تحبو ورأي الشعب ومنظماته المدنية مغيب.
غباء النظام الحاكم في دمشق هو انه لايزال يصدق ان روسيا ستنقذهم من السقوط الحتمي على ايادي الشعبب السوري ولم يستوعبوا الدروس البليغة من التجارب السابقة في المنطقة.
روسيا لعبت دور السمسار في كل الازمات التي ضربت المنطقة من حروب الخليج وحرب العراق الى ليبيا والآن سوريا.
روسيا تقبض من الطغاة اولاً لتعكير اجتماعات مجلس الامن وبعض التصريحات البهلوانية هنا وهناك والتي ترضي غرور هؤلاء الحكام ولكن في النهاية يحصل ماكان مقرراً منذ البداية وهو الوقوف مع الرأي العام العالمي ولكن ايضاً ليس بدون مقابل.
النظام السوري بلغ به الغباء انه لا يعي ان مصالح الدولة الروسية وحكامها هي مع الغرب والسوق العالمية.
المؤسف ان المتضرر الاكبر في كل ما يحدث هو هدر كرامة الشعب الروسي على ايدي حكامه.
ايلاف