صفحات سوريةغسان المفلح

الارهاب والكيماوي ووحدة المعارضة وحقوق الاقليات

 

غسان المفلح

لم تواجه ثورة من الثورات في العالم الحديث والمعاصر الاعيب دولية من أجل اجهاض مبتغاها في الحرية والكرامة لشعبنا، كما تواجه الثورة السورية بعد مرور أقل من سنتين على انطلاقها وبعد ان قتلت العصابة الأسدية عشرات الألوف من شعبنا واعتقلت مئات الألوف، ودمرت مدنا وقرى وصل من خلالها النازحين السوريين في الخارج والداخل إلى ما يقارب السبعة ملايين..هذه الالاعيب التي تفنن ويتفنن فيها من يدعون صداقتهم للثورة، على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي..منذ بداية الثورة كان الروس ومعهم الايرانيين والصينين والاسرائيليين والجزائريين مواقفهم واضحة في دعم العصابة الأسدية ضد شعبنا دون أن يجملوا كثيرا صورة العصابة لكنهم يهاجمون الثورة..

دعم العصابة حتى لو انتهت سورية إلى خراب..هذا الموقف يتم تجسيده دون رتوش كثيرة، وفبركات اعلامية على الطريقة الأمريكية..يدعمون العصابة الأسدية بكل ما يمكنهم دعمها بالمال والسلاح والمحافل الدولية سياسيا..أما من يدعون صداقة الثورة والشعب السوري فمنذ بداية الثورة خلقوا لها العقبة تلو الأخرى لكي لايتدخلوا ولكي لايقدموا مساعدة جدية كما يفعل الطرف الآخر، والثورة مدينة للاشقاء في المجتمعات الخليجية عموما وتبرعاتها..حتى ان الولايات المتحدة الأمريكية لم تستطع ان تمنع بعض هذه الاطراف من تقديم السلاح للعصابة لمزيد من قتل شعبنا..كما يحاول الروس الضغط بكل قواهم من اجل عدم توريد السلاح للجيش الحر وقوى الثورة، كما أن الاستخبارات الروسية شغالة ليلا نهارا من أجل تزويد العصابة بما تستطيعه من معلومات..أما الاستخبارات الغربية جل همها معرفة من هي قوى الثورة، ومحاولة البحث عما يسم الثورة بالارهاب، لكنهم لم يفلحوا حتى ظهرت جبهة النصرة، والموقف الدولي هو وراء ظهور هذه الجبهة هذا إذا كانت ارهابية!!

لم تقم جبهة النصرة على حد علمي بأي عملية استهداف للمدنيين من اي طائفة كانت..وما تسرب من اخبار هنا وهناك لا يجعلنا نقول عنها انها تنظيم ارهابي كما تحاول امريكا الآن العمل من أجل وضعها على قائمة الارهاب” جبهة النصرة على قائمة المنظمات الارهابية.. طيب الفرقة الرابعة على قائمة منظمات رعاية الطفولة مثلا..!! د. فيصل القاسم”..هذه فبركة أولى تم الحديث عنها بربطها بقضية البديل الاسلامي، حتى قبل ظهور جبهة النصرة..الارهاب والبديل الاسلامي مشكلة أولى خلقوها للثورة، العوبة يعتقدون أنهم يمارسون الشطارة..ثم اتت من قبلهم الصراخ والمؤتمرات والندوات حول مشكلة حماية الأقليات في سورية، وكأن الثورة قامت ضد الأقليات..اشهر تمر والقتل قائم على قدم وساق من قبل العصابة الأسدية في شعبنا، وغالبية من يقتل من الأكثرية السنية، كل القرى والمدن التي دمرت ساكنيها من الأكثرية السنية..مع ذلك بقي الرفاق الامريكان والاوربيون يفتعلون الضوضاء حول حقوق الأقليات..رغم كل ما قدمته المعارضة من مواثيق شرف وعهود وطنية حول مستقبل سورية بكل مكوناتها..وخلال ذلك كانت العوبة وحدة المعارضة منذ بداية الثورة..!! وهذه الكذبة بغض النظر عن اشكاليات المعارضة والتي لاتختلف عن اشكاليات اية معارضة لعصابة مجرمة كالعصابة الأسدية، أقول بغض النظر عن ذلك..كانت تهدف ولاتزال تهدف إلى رمي الكرة في ملعب ليس هو الملعب الذي تجري فيه دماء شعبنا على مرآى من عدسات كاميرات اعلامهم الغربي..

وبرأيي المتواضع أنه من أهم اشكاليات المعارضة أنها كانت ولاتزال تتلقف هذه الالاعيب وتسوق فيها للنهاية..لدرجة أنه بات لدينا محترفي افتعال ازمات لكي يبقى الحديث شغالا عن وحدة المعارضة..وهؤلاء ماشاء الله مفتوحة لهم اروقة وزارات الخارجية في الدول الغربية!! وأروقة أخرى نتحدث عنها في حينها..كل هذا لم يمنع قوى الثورة على الارض من التقدم وتحقيق مزيدا من الانتصارات..حتى وصلنا إلى لعبة الكيماوي ولاتزال الضجة مثارة الآن بالتوافق والتوازي مع قضية وحدة المعارضة والارهاب والحكومة الانتقالية التي كتبنا عنها أكثر من مرة.. الاسلحة الكيماوية” مذيعة العريبة تسأل “خبيراً ” بريطانيّاً لماذا التركيز على السلاح الكيماوي، فأجاب : السلاح الكيماوي خطير لأنّه يقتل المعارضين و المؤيّدين و ليس المعارضين وحدهم !” هذه العبارة على طرافتها بغض النظر عن صحتها أم لا، إلا أنها توضح مدى الاستهتار بدماء شعبنا ومدى الفبركة في قضايا الكيماوي هذه..ثم اتى سريعا تصريح موشية يعلون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي حول الاسلحة الكيماوية دفاعا عن العصابة الأسدية “الأربعاء ٥ ديسمبر ٢٠١٢اكد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه يعلون ان الرئيس السوري بشار الأسد استجاب لتحذيرات سابقة بشأن تأمين الأسلحة الكيماوية لإبقائها بعيدا عن أي المتشددين. وقال يعلون في مقابلة أجراها معه موقع إخباري إسرائيلي ووضعت على صفحته على فايسبوك “في السابق نقلت رسائل واضحة للأسد بهذا الشأن واستجابة لذلك قام الأسد في الواقع بتجميع الأسلحة وفصل مكوناتها.” هل بعد هذا التصريح الاسرائيلي ومن مسؤول بارز عمل طيلة حياته تقريبا في استخبارات الجيش الاسرائيلي، يمكن للمرء ان يقتنع بلعبة الكيماوي هذه التي يقذفونها بوجه شعبنا!!؟

الأمر الآخر الذي خرج علينا به الاخضر الابراهيمي هو وجوب ارسال قوات حفظ سلام لسورية لضمان الانتقال السياسي للسلطة!!! لاشغال الناس وتثبيت ان ما يجري هو حربا بين كيانين سياسيين لهما حدود ودول!!

على مشارف مؤتمر اصدقاء سورية الذي سيعقد في مراكش كل هذه الرزمة من الالاعيب ستوضع امام وفد المعارضة أو وفد الحكومة الانتقالية او وفد الائتلاف..سنرى..القتل مستمر من قبل العصابة الأسدية وتدمير البلد، والصوملة تؤسس مؤسساتها على الارض…!!

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى