الثورة السورية: درعا بدأتها فهل تكتب دير الزور النهاية؟
طارق حمو
قوات الاستخبارات و”الشبيحة” التابعة لنظام بشار الأسد بدأت بقتل العزل من أبناء محافظة دير الزور. الساعات الماضية شهدت مقتل عدد من المواطنين في مركز المحافظة، حيث جاء القتل عقاباً على التظاهرات الحاشدة التي نظمها الأهالي، والذين لبوا نداء مواطنيهم في درعا وحمص وبانياس ودمشق وحماة وأدلب والقامشلي، وخرجوا ينددون بجرائم القتل الجماعي ويطالبون برحيل النظام من على صدر الشعب السوري.
دير الزور لديها خصوصية يعرفها كل أبناء الشعب السوري: محافظة فيها عشائر لها إمتدادات داخلية ( الرقة والحسكة وريف حلب) وخارجية (العراق تحديداً) ويتكاتف كل أبناء العشيرة لرد الظلم عن أي فرد منها والإنتصار له بأي ثمن. وهي علاوة على ذلك غابة من السلاح الذي يٌعتبر “زينة” وإحدى علامات الرجولة والشجاعة. وهناك المئات، ان لم يكن الآلاف، من أبناء هذه المحافظة يخدمون ضباطاً وصف ضباط في الجيش والاستخبارات والشرطة السورية ( وكلنا نتذكر بلدة “الموحسن”، والتي كانت تسمى موسكو الصغرى بسبب وجود عشرات الضباط القادة من أبنائها). ومن دير الزور الشخصية الوطنية الشيخ نواف راغب البشير، والذي كان صوت الحرية ضد ظلم وطغيان النظام، مطالباً بوقف سفك دماء السوريين والإنصياع لمطالب المواطنين في الإصلاح والديمقراطية.
النظام السوري ضبط نفسه كثيراً تجاه التظاهرات الحاشدة في دير الزور وبلدات البوكمال والميادين ولم يطلق رصاصة واحدة على المواطنين الغاضبين بالرغم من أن هؤلاء لم يتركوا صورة أو نصباً لبشار الأسد ووالده إلا واضرموا النيران فيها وإزالوها من أساسها. لكن الحال تغيرت الآن. لقد بدأ النظام يفقد صوابه ويولغ في دم الشعب السوري. هناك قتل عشوائي في دير الزور. العشائر لن تسكت عن مثل هذه الجرائم وستتمسك بالثأر والرد، وهذا الرد سيستهدف النظام فقط. أهل دير الزور، ومعهم أهل الحسكة والرقة وكل سوريا، سوف لن يترددوا لحظة واحدة في إعلاء الشعار العام ( الشعب يريد إسقاط النظام) والتمسك به مهما حدث. لقد أثبتت كل المحافظات وكل المذاهب والأعراق في الوطن لكل العالم بأن الشعب السوري واحد ويقوم لرد الظلم عن بعضه البعض، ويفتدي بعضه بعضاً بالدم، وكل جزء منه يتحد في كل واحد ويتمترس خلف نفس المطالب.
الشخصيات النافذة في النظام باتت محاصرة دولياً، وهو الأمر الذي زاد في جنونها وجعلها تراهن على المزيد من القمع والإرهاب لهزيمة الشعب السوري وذلك بقتل أكبر عدد من أبناءه. فلم يعد هناك حديث في آلة النظام الدعائية عن “مطالب محقة للشعب” بل هناك ديباجة “المجموعات التكفيرية الارهابية”، لذلك، على النظام قصف الأحياء السكنية في كل مدينة بالدبابات بحثاً عنها!. هناك قرار واضح باللجوء الى طريقة سفاح ليبيا معمر القذافي في قتل الشعب والنيل من ثورته، وهو القرار الذي سيسارع بنهاية هذا النظام وخلاص الشعب السوري من ليله الطويل.
بداية ثورة الحرية في سوريا كانت من درعا، وشارك كل السوريين تقريباً في صنع يومياتها، فهل ستكون النهاية من دير الزور؟