الثورة السورية والتطرف
غسان المفلح
ملحوظة للتذكير: سلطة آل الاسد كانت سلطة قمعية فاسدة ومرتشية ومجرمة. هذه قناعة في العالم اجمع، لكن عند المصالح تصبح البداهات مكان هرقطة مع قلة ضمير مهني واخلاقي. هل العنصرية والنازية والستالينة تشدد ديني؟ هل التشدد الذي واجهته الثورة ولاتزال، من قبل بعض الاطراف الفاعلة، من اجل عدم نجاحها، هو تشدد ديني؟ تشدد بعض القوى الدولية الفاعلة، جعل العصابة الاسدية ترتكب المجزرة تلو الاخرى بحق المدنيين، وقبل ان تخرج طلقة واحدة من الثورة. متخذة موقف المتفرج. تمنع عن الثورة اسباب انتصارها. هل تشدد بعض الاقليات وفاعليها تجاه الثورة وبالضد منها، مع ان موقفهم لا يستند على اية قيمة ضميرية او موضوعية حتى، هل هو موقف نابع من تشدد ديني؟ هل تنيظم القاعدة وتفرعاته في المنطقة كلها، متشدد دينيا أم انه متشدد سياسيا ومصلحيا؟ لانه لو كان متشدد دينيا كما يدعي قادته، لما لجأ لدعم إيران وآل الاسد منذ تأسيسه وحتى اللحظة. بعض من عائلة اسامة بن لادن وبعض قادته كانوا مقيمين في طهران، ومنهم من كان تحت رعاية الاسد واستخباراته في سورية ولبنان. ألم يكن الاسد الداعم الرئيسي للقاعدة في العراق، ويزودها بكل ما تحتاجه؟ انا شبه متأكد أنه حتى بداية التسيعينيات 90% من ذكور الطائفة العلوية لم تتعلم الديانة العلوية، لأنها ممنوعة عن النساء طبعا. من أين نبعت إذا كل هذه الكراهية لشعب سورية؟ يختال الشبيح زهوا وانتصارا وهو يجز عنق طفل من الوريد للوريد، كأنه في عرس يرقص، وهو لا يعرف عن الديانة العلوية شيئا تقريبا. من أين اتى كل هذا التطرف لدى القاعدة الشعبية للسلطة الفاسدة؟ تطرف انغمس بدم السوريين حتى نقي عظامه. أن يحلل لنفسه اغتصاب وقتل النساء، وتعريتهم امام رجالهن واخواتهن وابناءهن وأباءهن، وحرقهن في احيان كثيرة. من أين اتت لسورية مثل هذه الثقافة؟ كيف تحول آل الاسد بديلا لمشايخ ووجهاء آل الخير ومشايخ بيت الاحمد ومشايخ آل عباس؟ وعندما يتمسح بعض مشايخ آل الغزال وغيرهم باذيال الاسد على سبيل المثال لا الحصر يصبح الامر مفسرا. حيث اصبح النور يخرج من جباه آل الاسد؟ هل هو نور التقوى العلوية مثلا؟ عندما ترتبط السلطة فاسدة كانت ام غير فاسدة بعائلة او بشخص كإيران وولي فقهها ومرشدها أيضا وحزب الله- قضية تدعو للضحك الاسود عندما يتحول شخص لمرشد لامة عظيمة كالامة الفارسية على ماذا يرشدهم؟ وكيف؟ وبوجه من؟- وتصبح ايضا ممثلة دينية وطائفية لجماهير الملة والامة، يصبح الامر مفهوما من أين اتت كل هذه الجريمة بحق شعبنا السوري. عندما تتحول حارات واحياء الاكثرية السنية إلى مجال للمقايضة بين ضباط الطائفة وصف ضباطها: اترك لي هذه الحارة او هذا الحي وخذ هذا المبلغ، لكي يقتحمها بمجموعته، وينهب مافيها من ممتلكات ليبيعها لاحقا في اسواق عرفت باسواق السنة. هذه لم تحدث في أي بلد في العالم. عندما يجد شعب نفسه بين ليلة وضحاها، مشردا ومغتصبا بكل ماتعني الكلمة من معنى، ولأنه اراد حريته وكرامته، والتخلص ممن يعيث فسادا في رزقه، ويجد ان العالم يتفرج، ويتهمه بكل انواع التطرف، ويطالبه بمنح القاتل ضمانات، لن يجد غير الله موئلا، ولن يجد سياسة لتحقيق اهدافه هذه سوى اللجوء لعون الله. وليصرخ املا بعالي صوته ( يا الله ما لنا غيرك) أين يكون التشدد بكل ابعاده في مثل هذه الحالة؟ عندما تلعب كل اجهزة المخابرات في العالم بمصير هذه الشعب، لكي يهان حتى نقي عظامه، كيف ستكون ردود فعله؟ مع كل هذه الجريمة وهذا الهول الاسود من التشدد والتطرف تجاه شعبنا، يسألونه لماذا ابو صقار؟ ولماذا ضحايا الرقة؟ ويحملون هذا الشعب المسؤولية. ملحوظة اخيرة: إسرائيل رمز التطرف والتشدد الديني والوضعي. حتى نخبها” التقدمية” أكثر حرصا على استمرار هدر دم شعبنا السوري، لهذا تحمي آل الاسد. شو يعني علماني ويساري وليبرالي؟ ماذا قدمنا لشعبنا؟ هنا يكمن التطرف دمويا.
ايلاف