بيانات الانتفاضة

الثورة السورية ومخاطر الفشل بعد مرور الزمن من سيتحمل المسؤولية


من سيتحمل مسؤولية فشل الثورة السورية بعد كل هذه الضحايا؟  وهل سيستطيع أن يحكم أي طرف مسقبلآ في سوريا؟

إن الثورة السورية تمر بمرحلة حرجة وخطيرة جدآ في هذه الأيام وخاصة بعد التواطىء العالمي لمساعدة الشعب السوري وأنعدام أصوات الدول والشعوب العربية لموأزرة الثورة الشعبية القائمة في سوريا.

والغريب والعجيب هو في الأسابيع الماضية تصريح الرئيس مرزوقي رئيس جمهورية تونس هذا المعارض السابق والأسلامي الذي قضى مدة طويلة في المهجر في فرنسا وأصبح لاحقآ رئيسآ في تونس بعد الثورة ينادي  ” بقوات حفظ السلام بعد رحيل الأسد ”  تخمينآ لمحافظة على سلامة المجرمين الباقين من النظام الأستبدادي.

هذا هو المثقف العربي والأسلامي ينطق كفرآ ولايخجل وإلى جانبه الرئيس المصري الجديد. فلماذا لا ترسل قوات حفظ السلام و لتنهي الظلم و الظلام القاتم على الشعب قبل رحيل النظام؟

الشعب التونسي لم يقدم الضحايا بهذا الشكل كما يقدمه الشعب السوري يوميآ. والشعب التونسي لم يتعذب كثيرآ كما يتعذب الشعب السوري منذ أكثر من اربعة عقود تحت وطئة الاستبداد والعنف العسكري الاجرامي  وكل هذه الاهانات مرت منذ عقود بغطاء من شعارات كاذبة  باسم العرب والعروبة والقومية العربية وجبهة المقاومة والجبهة الوطنية المتعاملة مع النظام إن هذه التصريحات الكاذبة كانت ومازالت هدفها الوحيد هو البقاء على الحكم.

ونقول هذا ليس غضبآ لطرحه المبادرة بارسال قوات عربية لحفظ السلام في سوريا بعد سقوط النظام الأسدي الحاكم لكي تحافظ على أرواح القتلة ومجرمي الحرب في سوريا ولكن نقول هذا على خلفية المتابعة السياسية والحراك السياسي والعمل الذي يقوم به هذا الرئيس و بعد فقدان البصيرة والبعد السياسي وانعدام المسؤولية تجاه الشعب السوري الثائر منذ 15 أذار 2011 أي أكثر من سبعة عشرة شهرآ والشعب يقتل في سوريا كل يوم ما يعادل مائة وأكثر ومن حين الى أخر مجازر مروعة تهز أرواح الأموات وتفجر قلوب الحجر. أين العرب أين المسلمين أين القوميين العرب أين المظاهرات الشعبية والحراك الشعبي والمساندة من هذه الدول العربية كانت ام اسلامية ؟

معروف وواضح بان الدول في الغرب والشرق تتفاوض من أجل مصالحها الذاتية ولايهمهم في شيء ما يجري في سوريا من جرائم فظيعة ومجازر مروعة بحق الشعب المسالم تهزلها الجبال. ولكن ماذا تفعل الدول العربية الأخرى مثل دول الخليج والسعودية والأردن وتركيا الأردوغانية؟

أليس هذا كله عتب يقع في الدرجة الأولى على عاتق المعارضة السورية المتشرزمة قبل أن نلقي اللوم والعتب على الأخرين.

أليست هذه هي المعارضة الكلاسيكية الكرتونية التي تقوقعت تحت أوامر النظام لعقود طويلة منذ الأنقلاب العسكري الأسدي في عام 1970 وقامت  بالتصفيق له.

  أليست هذه المعارضة الكلاسيكية القديمة التي قبلت كل أشكال الأستبداد والإهانة من النظام  وكانت مبتورة القوة ومكتوفة الأيادي وفي حالة فقدان للرؤية و تتجاهل الحقائق تحت ذريعة المعارضة الوطنية والجبهة الوطنية وجبهة المقاومة حتى وصلت الى جبهة الخلاص على خلفية وعود كاذبة تلقتها من النظام  بقيادة الأخوان وبعدها تم التواطىء مع النظام  وقامت بمحاربة المعارضة السورية الفتية في الخارج التي كانت تفضح أفعال النظام  وتصفهم بالمرتزقة مرتبطين بالخارج؟؟

أليست هذه المجموعات التي كانت تتكلم بأسم منظمات حقوف الأنسان خارجآ وتتعامل داخلآ مع جهاز الأمن الحاكم في سوريا وأخذت لاحقآ وظيفة النظام من دمشق لمحاربة المعارضة الخارجية بكل شراسة وهم يتجولون في الخارج وفي مؤتمرات المعارضة لفشل كل مبادرة جديدة يمكن أن تكون ناجحة وتضع العقبات أمام النضال الثوري الصارم من أجل توحيد قوى المعارضة بكافة أطيافها وتوجيهاتها السياسية.

أليس من الحق ألقاء العتب مرة ثانية على جماعة الأخوان المسلمين الذين تربصوا في تركيا وقاموا بين ليلة وضحاها بتأسيس المجلس الوطني السوري حسب زوقهم وتم فيه الأقصاء للكثير من الشخصيات الوطنية التي كانت يجب أن تأخذ دورآ في ذلك المجلس وتوحد كلمة السوريين في الداخل والخارج.

أليس من الواجب أيضآ إلقاء اللوم والعتب على التنسيقيات الثورية المشتتة التي لا تنضم الى بعضها في قوة واحدة. وكذالك اللوم والعتب على المجموعات المسلحة التي لا تنسق عملها وتنضم إلى الجيش السوريي الحر.

كل هذه اللقاءت من تنظيمات وعقد مؤتمرات والجهود التي بذلت حتى الأن فقدت هيبتها ولم تعد قادرة على تحويل مجرى الأمور في سوريا وعلى الساحة الدبلوماسية في الخارج.

الشعب السوري يقتل بالمئات يوميآ وأصبحت المجازر متتالية شهريآ أو كل أسبوعين مجزرة في سوريا. اذا علينا القيام بدعوة عامة ونقول معآ أيها السوريون من كافة ألوانه وأطيافه من ثوريين ومتفرجين من ديمقراطيين وعلمانيين من إسلاميين ومسيحيين من يساريين  وقوميين من شباب ورجال ونساء من عرب وكورد ودروز وعلويين وتركمانيين وأشوريين والى أصحاب الديانات الأخرى عار عليكم أن تقفون مشتتين متفرجين وعار عليكم أن تنتظروا القدر والحل من الغرباء وأنتم غير موجوين في الساحة موحدين وبالصدق ليكن لكم جميعآ مطلب واحد هو أسقاط النظام وبناء دولة مدنية ديمقراطية برلمانية حرة. وعار عليكم بعد الأن إذا لم تتفقوا وتقولوا نحن سوريين. كفى وكفى أن نسمع منكم التصريحات والتوسلات الضعيفة عبر التلفزيونات والتمثيل الضعيف الغير كافي لقوى الشعب السوري وتمسككم بكراسي وتنظيمات لا قيمة لها على الورق.

إن كافة التنظيمات السورية فقدت وزنها وهيبتها ومنها فقد المجلس الوطني السوري فرصة ذهبية ولم يعد له وزن على الساحة لا في سوريا ولا في الخارج كما كنا نريد ونتمنى له وأصبح فصيلآ سياسيآ كباقي الفصائل يدافع عن مجموعته.

لذا نقول أيها السوريون وخاصة بعد المجزرة الأخيرة في “التريمسة” وبعد كل هذه التطورات السريعة والنكثات الكبيرة حان الأوان بأن تعيدوا الحسابات من جديد ألا وهو إعادة التنظيم من جديد والأستفادة من التجارب والأخطاء الماضية.

الحل الوحيد هو بناء تنظيم يمثل كافة السوريين عوضآ عن المجلس الحالي في حين تابع رفض المشاركة في تصحيح مساره وتركيبته القائمة فورآ وسيكون البديل هو إقامة “المجلس الوطني السوري الحر” كبديل أو كمنافس للتركيبة الحالية ومن خلالها دعم الحركة العسكرية بتوحيد قواها تحت قيادة الجيش السوري الحر والتحضير لفترة طويلة من أجل المقاومة والنضال حتى النصر.

نتمتى أن تشكل قوة مدنية موحدة في أقرب وقت ممكن تحت أسم المجلس الوطني السوري الحر وقوة عسكرية تحت أسم الجيش السوري الحر للقيام بالواجبات الضرورية للثورة السورية وإلا أنتم مسؤولون عن فشل الثورة السورية والنتيجة ستكون الفناء وهذا مالا يريده أي وطني سوري مهما كانت توجهاته السياسية وإنتمائته الأثنية أوالطائفية.

تحياتنا لكم جميعآ والنصر للشعب السوري الحر المناضل.

د. توفيق حمدوش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى