الجانب المظلم لقرار جامعة الدول العربية والمتعلق بالشأن السوري
عبد اللطيف المنيّر
رغم الفرحة التي اجتاحت الكثير من الشعب السوري وثورته وحتى بين اطياف المعارضة السورية. لكن أودّ أن القي بعض الضوء على حيثيات القرار بشكل سريع، لكن قبل ذلك احب أن انوه هنا، إلى أن اي قرار سياسي عربي أو دولي، بشكل دول أو منظمات، يكون قد خضع قبل صدوره إلى لجنة قانونية وعلى لجنة لغوية دبلوماسية عالية الأداء، حتى يتجنب اصحاب القرار تبعات الفجوات القانونية واللغوية. إضافة إلى ذلك، يخضع القرار إلى لغة خفية تؤدي إلى مخارج دبلوماسية أيضا لحفظ ماء الوجه فيما لو تتطلب تميع القرار.
وعودة على القرار العربي:
لاحظنا تبني كلمة تعليق عضوية الوفد السوري في الجامعة العربية حتى تنفّذ سوريا بنود المبادرة العربية ! ذلك على عكس ما جاء بقرار سابق بالموضوع الليبي وهو طرد المندوب الليبي.
لم يضع القرار مدة محددة وتركها حتى تنفّذ سوريا بنود المبادرة العربية، بل فتح المدة ورمى الكرة في ملعب النظام السوري، لكنه لوح القرار بأخذ الملف السوري للأمم المتحدة كآخر مكان تلجأ إليه الجامعة.
بينما رمى القرار العربي الكرة بملعب المعارضة على أن تجتمع في الجامعة العربية وهنا حدد المدة ! لا ضرر في ذلك. ولربما تكون النية الخفية في خلق شرخ أكثر واوسع بين المعارضات السورية، لكن لم ينوه البيان العربي هل سيكون الكلام والدعوة للمعارضة مقتصراً وموجها فقط بين هيئة التنسيق والمجلس الوطني ؟ وماذا عن الباقون من المعارضات خارج هذين التشكيلين، هل لا قيمة لهم؟ أنا ارى في هذا البند سيزيد من تشرذم المعارضات وسيشتدّ الضرب بينها ولربما هذه المرة تحت الحزام. ويبقى بند الحوار مع النظام هو أساس المبادرة العربية لكل المعارضة ! فهل ستلتأم المعارضة للحوار مع النظام، وما هو موقفها من الحوار ؟
الجامعة العربية ازاحت عبىء القرار عنها بهذا البيان اليوم، والقت تبعاته على المعارضة. وعلى النظام السوري.
الشىء الأخير، لم يتبنى قرار الجامعة العربية الحد الأدنى من مطالب الثورة السورية، ولم يطالب النظام بالتنحي الفوري، وأكتفى بالتأكيد على وقف العنف فقط من قبل النظام السوري ! وأبقى على ضرورة الحوار بين النظام والمعارضة. وهنا ننوة أن كلمة حوار تعني أن الطرفين يقفا على أرضية واحده وبنفس الأفكار لكن يسعيا لتطوير هذه الأفكار، بينما لو استعملت كلمة تفاوض لكانت تعني أن الطرفان مختلفان بالرأي ويسعيا لإيجاد حلول منطقية سليمة للخروج من مأزق ما، وليلحيلولة من إراقة المزيد من الدماء والخروج بشكل لائق لأحد الأطراف المتنازعة.
القرار العربي فرصة اخرى للنظام السوري، وفخ آخر للمعارضة السور ية !
عبد اللطيف المنيّر – كاتب سوري مقيم باميركا