الجمعة 13 حزيران 2014
«الائتلاف»: المالكي أخرج «داعش» من القمقم
لندن، دمشق – «الحياة»، أ ف ب –
دارت مواجهات عنيفة في محيط مقر الاستخبارات الجوية في حلب شمالاً بمشاركة «مقاتلين آسيويين» موالين للنظام، في وقت سعى مقاتلو المعارضة السورية للسيطرة على قرية في ريف حمص في وسط البلاد بالتزامن مع سقوط ثمانية أشخاص بسيارة مفخخة في حمص. واتهم «الائتلاف» السوري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بـ «إخراج داعش من القمقم».
وتسيطر القوات النظامية على الغالبية العظمى من محافظة حمص، لكن لا يزال يوجد فيها معقلان لمقاتلي المعارضة في مدينتي تلبيسة والرستن في الريف الشمالي، في حين تشهد مناطق أخرى محدودة في الريف القريب من محافظة حماة اشتباكات وعمليات كر وفر.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «لا تزال الاشتباكات مستمرة بين مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني في محيط قرية جبورين التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية وذلك عقب سيطرة جبهة النصرة والكتائب الإسلامية (أول من) أمس على قرية أم شرشوح التي كان يقطنها مواطنون مسيحيون منذ نحو عامين، بينما كان يوجد في أم شرشوح وعلى أطرافها 35 عنصراً من قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام من قرى ريف حمص»، ما أسفر عن مقتل 18 مقاتلاً من كتائب إسلامية معارضة.
وفي داخل المدينة، قتل 8 جراء انفجار سيارة مفخخة قرب دوار مساكن الشرطة في حي وادي الذهب، وفق «المرصد» والتلفزيون الرسمي السوري.
في حلب شمالاً، قصف مقاتلو المعارضة خط إمداد قوات النظام بين منطقة الصناعة وسجن حلب المركزي لمنع وصول الإمدادات العسكرية إلى السجن الذي كانت قوات النظام سيطرت عليه. وأضاف «المرصد» أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية وآسيوية ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية وكتائب إسلامية من جهة أخرى في محيط مبنى الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء في غرب مدينة حلب، ترافق مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق الاشتباكات وفتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على المنطقة». وكان نشطاء تحدثوا عن مشاركة مقاتلين شيعة من أفغانستان في القتال إلى جانب قوات النظام.
في دمشق، قطع النظام السوري لليوم الحادي عشر المياه عن حي الحجر الأسود المجاور لمخيم اليرموك في جنوب العاصمة، ذلك ضمن جهوده للضغط على الأهالي لتوقيع اتفاقات تسوية كما حصل في مناطق أخرى وفق سياسة «الجوع أو الركوع».
إلى ذلك، نوه الأمين العام لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بدر جاموس بـ «تعهد» الجبهة الجنوبية في «الجيش الحر» التي تضم عشرات المقاتلين بين دمشق وحدود الأردن بـ «ضمان معاملة إنسانية للأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال القتالية». وتابع جاموس أن إخراج المالكي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من «القمقم يهدد أمن المنطقة»، مضيفاً: «نخشى استثمار حكومة المالكي للتغيّرات العسكرية التي يشهدها العراق، وإخراج داعش من القمقم الإرهابي للحكومة ومن ثمّ اختراق الحراك المسلح الذي تشهده مناطق العراق، ما يهدد أمنها، ويجعلها فريسة أخرى لإرهاب الديكتاتوريات، التي تحاول دس التطرف للتشويش على الصوت الحقيقي للثوار والمظلومين من المواطنين، لتجعلهم بين فكي كماشة، إرهاب الأنظمة الحاكمة من جهة، وإرهاب الجماعات المتطرفة التي تتخذها الأنظمة سفيرة لها داخل المناطق الخارجة عن سيطرتها من جهة أخرى».
شبح «داعش» يستنفر العالم… وبغداد تستنجد بواشنطن
بغداد – مشرق عباس
لندن، نيويورك – «الحياة» – أسقط تنظيم «داعش» مدناً عراقية كبرى كان يُعتقد بأنها حصينة، وبدأ يهدد الحكومة الإتحادية في بغداد، ويعرض وحدة البلاد للخطر، خصوصاً بعد فشل القادة السياسيين في التوصل إلى رؤية موحدة لمواجهة التنظيم الذي سيطر على قواعد عسكرية بأسلحتها ومعداتها في الموصل وتكريت. (للمزيد)
وبعد الإنهيارات في صفوف الجيش إضطر رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الإستنجاد بالولايات المتحدة التي استنفرت حلفاءها. وفيما أعلن الرئيس باراك أوباما أنه يدرس «كل الخيارات»، ليس بينها إرسال قوات برية، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة»، وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن لندن مستعدة لتقديم «كل الدعم من أجل إعادة الأمن إلى العراق» وأعلن المندوب الروسي في الأمم المتحدة انه لا بد من اتخاذ اجراءات فورية في مواجهة ما يجري.
وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة، و»شجب بأسى العبارات الإعتداءات الأخيرة في الموصل، وهجمات داعش على المدنيين والعسكريين».
وعلمت «الحياة» من مصادر عراقية أن الأكراد حذروا المالكي قبل أربعة أيام من هجوم يُعد له «داعش» على كركوك، وعرضوا عليه المساعدة في التصدي للتنظيم في الموصل لكنه رفض، عندها أعطيت الأوامر إلى قوات «البيشمركة» للتقدم إلى المدينة وحمايتها.
إلى ذلك، فشل البرلمان العراقي أمس في عقد جلسة كانت مخصصة لإعلان الطوارىء كما فشل زعماء الكتل السياسة في اتخاذ موقف موحد.
في الموصل التي اعلن الجيش انه نفذ فوقها 100 طلعة جوية وقصف مواقع مسلحين، لكن الوضع على الارض بدا مختلفاً تماماً، إذ اختفى مسلحو «داعش» من شوارع المدينة، وانتشر مكانهم مسلحون آخرون يعتقد بأنهم من «جيش النقشبندية» الذي يقوده نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري. وعينت المجموعات المسلحة لواء سابقاً في الجيش اسمه ازهر العبيدي محافظاً للمدينة، ما يشير الى تداخل اكثر من مجموعة مسلحة في المشهد الميداني.
ولم تختلف الاوضاع في تكريت عنها في الموصل حيث انتشر مسلحون، ينتمون إلى مجموعات تؤكد أنها من حزب البعث – تنظيم عزة الدوري، وتم تعيين احمد عبد رشيد محافظاً للمدينة.
وعلى الارض ايضاً تضاربت الانباء حول تسجيل مصور بث امس على مواقع التواصل الاجتماعي، اظهر أسر المسلحين مئات من المقاتلين من قاعدة «سبايكر» العسكرية في تكريت (قاعدة تكريت العسكرية سابقا) ونفى الناطق باسم الداخلية سعد معن الخبر، لكن مصادر في تكريت أكدت سيطرة مسلحين على المعسكر وأسر مئات من طلاب كلية الطيران التي تقع داخل المعسكر.
سياسياً فشل المالكي في الحصول على تفويض برلماني لاعلان حالة الطواريء في العراق، عندما قاطع غالبية من الاعضاء الجلسة التي عقدت امس، وفي الليلة التي سبقتها، نقلت مصادر عن اجتماع عقد لكبار القادة السياسيين في العراق، عن تضارب وتقاطعات حصلت بين المالكي وسياسيين حضروا الاجتماع بينهم رئيس البرلمان اسامة النجيفي، ورئيس كتلة المواطن عمار الحكيم، ورفض المالكي حسب مصادر اقتراحاً قدمه الحكيم لتشكيل مجلس امن قومي في العراق لادارة الازمة، وخرج من الاجتماع رافضاً تقديم معلومات عن الوضع العسكري في البلاد.
وقال النائب عن «التحالف الوطني» (الشيعي) خالد العطية ان «مجلس النواب فشل في عقد جلسة لمناقشة التداعيات الأمنية وأحداث الموصل بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني» واتهم كتلاً بعدم الحضور لتعطيل إقرار القانون»، وزاد أن «الحكومة ستلجأ الى المحكمة الاتحادية إذا احتاجت أي شي بعد انتهاء عمر الدورة البرلمانية».
وأوضح خلال مؤتمر صحافي أن «كل نواب التحالف كانوا في البرلمان لحضور الجلسة الطارئة لكن كتلا أخرى لم تحضر». وحملها مسؤولية ما جرى وسيجري في الأيام المقبلة.
من جهتها، حملت النائب عن «دولة القانون» حنان الفتلاوي الأكراد مسؤولية ما جرى في محافظة الموصل وأوضحت وقالت إن «مؤامرة الاكراد ومتحدون لبيع الموصل اتضحت بشكل واضح من خلال مقاطعة جلسة البرلمان».
من جهة أخرى، جاء في بيان لرئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري عقب انتهاء اجتماع القادة السياسيين الذي دعا اليهلى «ضرورة الحفاظ على الوحدة وتحقيق المشاركة الوطنية في القرار ومحاسبة المقصرين في احداث مدينة الموصل»، لكن مصدراً آخر اكد ان «المجتمعين عجزوا عن تشكيل مجلس السياسات الأمنية ومهمته معالجة الأزمات التي تمر بها البلاد بحكمة وواقعية وبمشاركة قادة الكتل السياسية والوطنية في قرارات ذلك المجلس».
وزاد البيان: «اجتمعت مجموعة الرموز الوطنية العراقية لتقييم الظروف التي يمرُّ بها العراق العزيز، وخلص المُجتمِعون إلى تأكيد الحفاظ على الوحدة الوطنيّة، ورصِّ الصفوف»، مشددين على «مواجَهة الإرهاب الوحشي بكل شجاعة، والتفاعل مع ما تعرَّضت له مدينة الموصل العزيزة ببذل أقصى الجهود، وتوفير المُستلزَمات المطلوبة، لإعادة سيادتها، والحفاظ على ثرواتها».
من جهة أخرى، قال الناطق باسم «داعش» محمد العدناني في تسجيل صوتي نشرته مواقع متشددة، مخاطبا عناصر التنظيم: «ازحفوا إلى بغداد الخلافة فلنا فيها تصفية حساب». وخاطب رئيس الحكومة نوري المالكي وقال إنها «رسالة الى احيمق الرافضة (الشيعة) نوري (المالكي) وإلى القيادة السياسية والعسكرية. لقد اضعت على قومك فرصة تاريخية بالسيطرة على العراق، حقا لدينا تصفية حساب فالتصفية لن تكون في سامراء او بغداد انما في كربلاء والنجف».
الموصل نامت على دولة المالكي واستيقظت على «دولة الإسلام» عناصر الجيش خلعوا ملابسهم وسلموا المدينة من دون قتال
بغداد – عبدالواحد طعمة
«غالبيتهم من أهالي الموصل. لم يقتلوا أو يحرقوا. يرتدون سراويل «الجينز» ويعتمرون «كوفيات» هكذا وصف أبو أحمد، عقيد في الجيش العراقي السابق، في اتصال مع «الحياة» حال مئات المسلحين الذين اقتحموا مدينته ليلة التاسع إلى العاشر الجاري «من دون قتال»، وأشار إلى أن «مجموعات الثوار بدأت هجومها على المدينة مع الضياء الأخير باستهداف أحد المعسكرات التابعة للجيش بصهريج مفخخ وتفجير عبوات ناسفة في مداخل الجانب الأيمن منها بهدف بث الرعب بين صفوف العناصر الأمنية. وفعلاً نجحت في ذلك».
وتعد الموصل، المحافظة العراقية الثانية من ناحية المساحة الجغرافية بعد الأنبار، والكثافة السكانية الثانية بعد بغداد.
يشطرها نهر دجلة النازل من الأراضي التركية إلى جانبين: أيمن، حيث يلتحم مع صحراء الأنبار حتى الحدود مع سورية غرباً ومحافظة دهوك الكردية شمالاً، وتقطنه غالبية من العشائر العربية، وأيسر ويضم خليطاً من الأكراد والعرب والتركمان مسلمين ومسيحيين ويمثل بوابتها على أربيل عاصمة إقليم كردستان.
واعتبر أبو أحمد «ما جرى لا يتعدى عملية إسقاط ما تبقى من رمزية الدولة في الموصل». وأضاف: «منذ عشر سنوات ومدينتا لا تعرف لها راعياً وممزقة بين قوات الحكومة ومجموعات مسلحة ظالمة وسياسيين لم يراعوا الله فينا». وقال: «أنا شخصياً شهدت عملية انسحاب عناصر الأمن في عدد من حواجز التفتيش من شوارع المدينة خلال الليلة الأولى وأول ساعات نهار اليوم الثاني» وأردف: «خرجت حوالى الساعة العاشرة ليلاً، من بيتي في الجانب الأيمن، وجدت رجال الشرطة ينسحبون من مركز الشرطة داخل حينا من دون قتال، وقبل وصول المسلحين وهم يعلنون إلى الأهالي أنهم يفضلون الجلوس في بيوتهم على أية مواجهة مسلحة مع أية جهة كانت». وتابع: «كان هم المجموعات التي دخلت المدينة إطلاق السجناء من مراكز الاحتجاز الموقتة للشرطة، ثم زحفت شمالاً باتجاه سجن بادوش المركزي وقبل منتصف الليل استولت على مكتب المحافظ من دون إطلاق رصاصة واحدة». وحول طبيعة هؤلاء المقاتلين والجهة التي ينتمون إليها، قال: «لم نلمس منهم أية سلوكيات عدائية ضدنا نحن المدنيين، ويمتازون بقلة الكلام مع الأهالي، وهم في الشاحنات التي تحمل مدافع رشاشة وأسلحة متوسطة استولوا على غالبيتها من معسكرات الجيش بعد فراره منها». واستبعد أن يكونوا تابعين إلى تنظيمات إسلامية متطرفة مثل تنظيم «القاعدة» أو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مشيراً إلى أنهم «بغالبيتهم من أهالي الموصل، وتحديداً من ضباط الجيش السابق ومراتبه، يرتدون القمصان وسراويل «الجينز» ويعتمرون الكوفيات من دون عقال على طريقة الرئيس السابق صدام حسين». واستدرك: «هناك حديث يتداوله بعض أهالي المدينة عن وجود مقاتلين عرب بين صفوفهم، وفي مناطق أخرى سجل الأهالي وجود مقاتلين يعتقد أنهم أجانب يرتدون الزي الأفغاني، ولا يجيدون اللغة العربية»، ولم يستبعد أن تكون «هذه المجموعات بطريقة أدائها في الانتشار والتعامل مع الناس قريبة إلى ما يتصف به جيش الطريقة النقشبندية». وزاد: «لم يحرقوا أي دائرة حكومية حتى الآن بما فيها معسكرات الجيش، أو مخافر الشرطة كما فعل «داعش» و «القاعدة» في الأنبار وسامراء من قبل. كما أنهم لم يطاردوا حتى الآن أي مسؤول حكومي، وإنما دعوا موظفي الدوائر الخدمية في الكهرباء وماء الشرب إلى العمل، وعادت خطوط الطاقة إلى العمل منذ صباح اليوم».
قيادي رفيع في حزب البعث المنحل، أكد في تصريح لـ «الحياة» أن «القوات التي اجتاحت المناطق السنّية هي عبارة عن تحالف ضم «جيش الطريقة النقشبندية» التابعة إلى نائب صدام السابق، عزة الدوري، وهو أحد أهم المطلوبين على القائمة 55، و «الجيش الإسلامي» من الفصائل التابعة لجماعة «الإخوان المسلمين» في العراق، و «أنصار الإسلام» و «أنصار السنّة» و «جيش المجاهدين – القيادة العامة»، إضافة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وتم توزيع الأدوار بينهم من خلال قيادة مركزية تدار من بعثيين كبار. هذا يفسر تنوع هويات المشاركين في هذه الغزوة».
لواء سابق في الجيش، فضل الإشارة إليه باسم عبدالرزاق الجبوري وهو نازح من الجانب الأيمن إلى الأيسر، من الموصل قال في اتصال مع «الحياة» إن «عديد هؤلاء يقدر بين 3 و 4 آلاف مسلح يقودهم ضباط كبار من الجيش السابق يتمتعون بتدريب كونهم نفذوا خطة جريئة ودقيقة اختاورا رأس حربة جيداً لضرب خاصرة ضعيفة في الطوق الأمني بالجانب الأيمن، إضافة إلى انضباط في سلوكياتهم على الأرض». وعن أسلوب وطبيعة الخطة التي اعتمدت لاجتياح الموصل أكد الجبوري: «الآن هم يعتمدون على مبدأ قضم الأرض من خلال طرد القوات الممسكة بالمناطق، وليس قتل عناصر الأمن أو اقتحام مواقعهم بالأسلحة».
واتهم هيثم، ضابط شرطة، يعمل في أحد مخافر الجانب الأيسر، من المدينة في اتصال مع «الحياة» الجيش بأنه «غدرنا وقام بتسليم معسكراته وحواجز التفتيش التابعة له إلى المسلحين من دون قتال وانسحب قبل وصولهم». وأضاف: «أنا شخصياً عبرت مشياً على الأقدام الجسر الثالث قادماً من منزلي لغرض الالتحاق بعملي مرتدياً الملابس المدنية، وعند نزولي وجدت عناصر من الجيش يقدر عددهم بعشرة جنود يلملمون أغراضهم تاركين موقعهم»، و «وفق ما علمت من زملائي أن قوات الفرقة الثانية، من الجيش العراقي تركت أسلحتها ومخازن العتاد والآليات وانسحبت من معسكراتها في الساعة العاشرة ليلاً». وتوقع هيثم أن تكون «هذه المجموعات تابعة للنقشبندية، لا سيما أننا منذ الصباح نسمع عن إشاعات يتداولها الناس عن وجود عزة الدوري في الموصل، ولكن لم أجد أي مصدر يؤكد رؤيته مباشرة».
مطار الموصل الدولي الذي يستقبل يومياً عدداً قليلاً من الرحلات الداخلية هو من أهم المرافق التي استولت عليها المجموعات المسلحة من دون قتال بعد إخلائه من الموظفين، وأفاد مسؤل رفيع في المطار في اتصال مع «الحياة»، بأن «الإدارة قامت بعملية إخلاء منظمة للمطار خلال الليل، وكان آخر موظف خرج منه في الساعة الخامسة صباحاً ولم يتبقّ إلا قوة تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب كانت وصلت إلى الموصل قبل ثلاثة أيام مع ثلاث طائرات مقاتلة مروحية» وقال: «لا توجد أية طائرات مدنية في المطار كون النظام المعمول به هو عودة جميع الطائرة المقبلة إلينا في اليوم نفسه إذا كانت الرحلات داخلية أو خارجية». وتضاربت الأنباء عن مصير الطائرات المروحية وقوات مكافحة الإرهاب، ففي الوقت الذي قالت عدد من وسائل الإعلام إنها تحت سيطرة المسلحين، أكدت وسائل إعلام أخرى إخلاءها إلى محافظة كركوك.
وفي اليوم الثاني يؤكد الجبوري أن «عدداً كبيراً من ضباط ومنتسبي الجيش السابق التحق بالمسلحين بعد يوم من دخوله للتعبير عن غضبه وحنقه من حكومة بغداد، وقام المسلحون برفع الحواجز الكونكريتية من أحياء كان يطلق عليها الموصليون مناطق خضراء وهي مخصصة لقيادة عمليات المحافظة وأخرى تضم منزل عبدالعزيز النجيفي والد رئيس البرلمان أسامة وشقيقه أثيل رئيس الحكومة المحلية، فيما كانت ملابس عناصر الشرطة والجيش تنتشر في شوارع المدينة بعدما استبدلوها بأخرى مدنية قبل فرارهم إلى إقليم كردستان».
واشنطن تحقق في ملفات أميركيين يقاتلون في سورية
واشنطن – رويترز
أعلن ناطق بإسم مكتب التحقيقات الاتحادي إن المكتب يجري تحقيقات في ملفات مواطنين أميركيين من أصل صومالي سافروا من منطقة سان بول بولاية منيابوليس إلى سورية ليحاربوا مع جماعات إسلامية ضد الرئيس بشار الأسد.
وقال كايلي لوفن الناطق بإسم مكتب التحقيقات الاتحادي في منيابوليس إن “المكتب تلقى معلومات خلال الأشهر الأخيرة تشير إلى أن ما بين 10 و15 رجلا من الجالية الصومالية الكبيرة في المنطقة سافروا لسورية”.
وذكر لوفن أن “مكتب التحقيقات يعتقد أنهم سينضمون لمتشددين سنة رغم أنه لم يحدد جماعات بعينها”.
وفي الآونة الأخيرة كلفت وزارة العدل الأميركية ومكتب التحقيقات الاتحادي ووكالات سرية أميركية منسقين أو فرقا خاصة لمراقبة رحلات سفر مثل هذه خوفا من أن يعود الأميركيون المتشددون ليشنوا هجمات في الداخل.
والتحقيق الحالي امتداد لتحقيق فتح في 2007 بشأن احتمال ارتباط أشخاص من أصول صومالية في”الإرهاب” بعد أن سافروا من المنطقة ذاتها في منيابوليس إلى الصومال إما للقتال في صفوف حركة الشباب المرتبطة بتنظيم “القاعدة” أو جمع أموال للحركة.
وقال مسؤول أميركي آخر إن “معظم الأميركيين وأصحاب الجنسيات الأخرى الذين سافروا إلى سورية ينضمون إما لـ”جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” وإما لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش). وقدر مسؤولون أميركيون أن “العشرات سافروا إلى سورية للقتال هناك”. وأكدت الحكومة الأميركية في الآونة الأخيرة أن “رجلا من فلوريدا يدعى منير محمد أبو صالحة أصبح أول أميركي معروف يفجر نفسه في هجوم فيسورية”. وتقول سلطات الأمن في بعض الدول الغربية بينها بريطانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا إن مئات من مواطنيها يقومون بالمثل.
“داعش” يدعو إلى الزحف على بغداد وكربلاء الأكراد في كركوك وواشنطن تدرس “كل الخيارات”
المصدر: العواصم الأخرى – الوكالات
بغداد – فاضل النشمي نيويورك – علي بردى
حافظ مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) في العراق على المناطق التي سيطروا عليها فباتوا على مسافة اقل من 100 كيلومتر من العاصمة، وقت أعلنت واشنطن أنها تدرس “كل الخيارات” لمساعدة بغداد التي ابدت انفتاحا على غارات جوية اميركية. وفي خضم التطورات الامنية المتسارعة في هذا البلد، فرضت قوات البشمركة الكردية في خطوة تاريخية وللمرة الاولى سيطرتها الكاملة على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والاكراد من أجل حمايتها من أي هجوم محتمل، في تحرك لم يتضح ما اذا كان جرى بالتنسيق مع بغداد. وصرّح الرئيس الايراني حسن روحاني بأن ايران “ستكافح عنف وارهاب” المتمردين الجهاديين، من غير ان يذكر التحركات التي يمكن أن تقوم بها ايران لدعم بغداد. واوقفت طهران رحلات الطائرات المدنية الايرانية الى العراق وعززت الاجراءات الامنية على الحدود مع هذا البلد. ودعا الناطق باسم “داعش” ابو محمد العدناني عناصر التنظيم الى مواصلة الزحف نحو بغداد وكربلاء والنجف.
وفي وقت متقدم امس، تمكنت مجموعات من “داعش” من السيطرة على ناحيتي السعدية وجلولاء الرئيسيتين في محافظة ديالى العراقية. واوضحت مصادر عسكرية وأمنية ان المسلحين دخلوا الناحيتين المتنازع عليهما بين العرب والاكراد والواقعتين شمال بعقوبة على مسافة 60 كيلومترا شمال شرق بغداد وبسطوا سيطرتهم عليهما بعدما انسحبت منهما قوات الجيش والشرطة.
وتسود العاصمة العراقية منذ يومين اجواء من التوتر والترقب، وسط حال من الصدمة والذهول من جراء الانهيار السريع للقوات الحكومية في محافظتي نينوى وصلاح الدين، حيث بدت شوارع العاصمة اقل ازدحاما مما تكون عادة، بينما فضل بعض أصحاب المحال البقاء في منازلهم.
وأبلغت مصادر داخل مدينة الموصل التي سيطرت عليها “داعش” الثلثاء “النهار” ان الجماعات المسلحة دعت في بيان وزعته في المدينة جميع الموظفين الى العودة الى ممارسة مهماتهم الوظيفية. كما دعت رجال شرطة المرور وحماية المنشآت الى مزاولة عملهم، بملابس مدنية ومن دون حمل السلاح.
وأشارت الى ان اعداداً من عناصر “داعش” قامت بحملة واسعة لإزاحة حواجز الكونكريت والاسلاك الشائكة من الطرق، في مسعى لتعزيز شعور الثقة بها لدى المواطنين على ما يبدو، كما قامت بعرض عسكري كبير داخل المدينة.
وقالت مصادر مجلس النواب ان رئيس المجلس اسامة النجيفي قرر تأجيل الجلسة الطارئة التي كان مقرراً عقدها امس إلى إشعار آخر لعدم اكتمال النصاب. وافادت ان 128 نائباً فقط من مجموع 225 حضروا الجلسة. وعزت عدم إكتمال النصاب القانوني إلى غياب نواب ائتلاف “متحدون” بزعامة النجيفي.
الموقف الاميركي
وتحدث مسؤول غربي عن استبعاد واشنطن ارسال جنود الى العراق، لكن بغداد ابلغتها رسمياً انها منفتحة على فكرة غارات جوية لصد الهجوم الجهادي على اراضيها.
وقال الرئيس الاميركي باراك أوباما إن فريقه للأمن القومي يدرس “كل الخيارات” في ما يتعلق بالعراق، موضحاً ان “الرهان هنا هو ضمان عدم استقرار الاسلاميين المتطرفين بصفة دائمة في العراق أو في سوريا أيضاً”.
وأعلن البيت الأبيض أن نائب الرئيس جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اتصال هاتفي أن الولايات المتحدة مستعدة لتكثيف الدعم الأمني والتعاون مع العراق والتعجيل فيهما.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن واشنطن قلقة من أعمال العنف في العراق وإن أوباما مستعد لاتخاذ “قرارات مهمة بسرعة” لمساعدة الحكومة العراقية في التصدي لأعمال العنف المسلحة المتزايدة التي يقوم بها متشددون.
وأعربت الولايات المتحدة عن خيبة أملها من رد القوات العراقية على التقدم السريع للمتشددين. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جين بساكي: “إن أحداث الأيام الاخيرة نذير خطر… ثمة خلل هيكلي واضح ونحن محبطون من الخطوات التي اتخذها عدد من قوى الأمن”.
وطالب الامين العام لحلف شمال الاطلسي أندرس فوغ راسموسن “بالافراج فوراً” عن نحو 50 تركياً محتجزين في القنصلية التركية في الموصل واستبعد تدخلا للحلف في العراق.
مجلس الامن
وأجمع أعضاء مجلس الأمن أمس على دعم الحكومة العراقية في مواجهتها “داعش”، داعين الى تسوية الأزمة السياسية في البلاد من طريق “حوار جامع”. وعقد مجلس الأمن جلسة مشاورات استمع خلالها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الى إفادة من رئيس مهمة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق “يونامي” الممثل الخاص للأمين العام بان كي – مون لدى بغداد نيكولاي ملادينوف، الذي شرح التطورات الأخيرة، وأبرزها سيطرة “داعش” على عدد من المدن ومنها الموصل.
وعقب الجلسة، قال رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة الدولية السفير فيتالي تشوركين لرجال الصحافة: “أعرب أعضاء مجلس الأمن بالإجماع عن دعمهم لحكومة العراق وشعبه في حربهما على الإرهاب”، مشددين على أن “كل الأعمال يجب أن تتم في الإطار الدستوري وتمتثل للقانون الإنساني الدولي ومعايير حقوق الإنسان”. ونددوا “بشدة بكل الأعمال الإرهابية والمتطرفة أياً تكن دوافعها”، مؤكدين”الحاجة الى إجراء حوار وطني جامع”.
ورداً على سؤال، نقل عن ملادينوف أن “بغداد محصنة جيداً ولا خوف عليها” من “داعش”.
كذلك، عبر بان كي -مون عن “صدمته” من خبر خطف القنصل العام لتركيا وعدد من الديبلوماسيين العاملين في مدينة الموصل.ونقل عنه الناطق بإسمه ستيفان دوجاريك تنديده بـ”الهجمات الإرهابية” في محافظات الأنبار وبغداد وديالى ونينوى وصلاح الدين.
وأصدرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور بياناً قالت فيه إن الولايات المتحدة “تندد بشدة”بالهجمات الأخيرة التي شنتها “داعش”، معبرة عندعم بلادها للشعب العراقي والحكومة العراقية في حربها على الإرهاب.
فابيوس
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس “إن تقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام يعرض للخطر وحدة العراق وسيادته… إنه يمثل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة”. واضاف: “يتحتم على المجتمع الدولي مواجهة الوضع”.
لافروف
¶ في موسكو، أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس قلقه من التطورات الأخيرة في العراق، واصفاً إياها بأنها فشل تام للمغامرة التي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا وخرجت من نطاق السيطرة.
وقال إن موسكو تتضامن مع حكومة العراق وشعبه اللذين يتوجب عليهما استعادة السلام والأمن في البلاد، “لكن أعمال شركائنا تثير كما كبيرا من الأسئلة”. وأضاف: “أصبحت وحدة العراق موضع شك، فقد انتشر فيه الإرهاب، لأن قوات الاحتلال لم تعر أي اهتمام للعمليات السياسية الداخلية ولم تساعد الحوار الوطني واهتمت بمصالحها فقط”. ولاحظ أن انسحاب القوات الأميركية من العراق جرى لأسباب سياسية وقت لم تكن القوات العراقية جاهزة لضمان سيادة القانون والنظام في جميع أراضي البلاد”.
واتصل لافروف هاتفياً بنظيره السوري وليد المعلم وبحث معه في التطورات الأخيرة في سوريا والعراق.
الإفراج عن مئات المعتقلين في سوريا ومصير الآلاف لا يزال مجهولاً
أفرجت السلطات السورية خلال الايام الاخيرة عن مئات المعتقلين في السجون، بموجب مرسوم العفو الذي اصدره الرئيس بشار الاسد بعد اعادة انتخابه، كما أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”، معتبرا ان هذا العدد متدن جدا ويطرح تساؤلات عن جدية المرسوم.
ولا يزال مصير عشرات الآلاف من الذين يتوقع ان يشملهم العفو غير معروف، بينما أفرج امس عن رنيم معتوق، ابنة الناشط البارز خليل معتوق.
وقال المرصد في بريد الكتروني: “أفرجت سلطات النظام السوري اليوم (امس) عن المزيد من السجناء والمعتقلين في سجونها، وبلغ عدد الذين أفرج عنهم وأخلي سبيلهم خلال الايام الثلاثة الفائتة اكثر من 529 معتقلاً وسجيناً”.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن المحامي العام في درعا سعود المحمد، انه “تم اليوم (امس) إخلاء سبيل 124 موقوفا تنفيذا لأحكام المرسوم التشريعي” الذي اصدره الاسد في التاسع من حزيران، وشمل عفوا عن الجرائم المرتكبة قبل هذا التاريخ.
دمشق تُفرج عن رنيم معتوق ومصير آلاف المعتقلين لا يزال مجهولاً مقتل سبعة بسيارة مفخّخة في حمص واشتباكات في ريف المدينة
المصدر: (و ص ف)
أفرجت السلطات السورية عن الناشطة رنيم معتوق، في اطار العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد هذا الاسبوع بعد أيام من إعادة انتخابه، كما أفاد محام ناشط في مجال حقوق الإنسان.
في غضون ذلك، لا يزال مصير عشرات الآلاف من الذين يتوقع أن يشملهم العفو غير معروف، بينما تحدث “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن مقتل 14 شخصاً على الأقل في المعتقلات “تحت التعذيب”. وقد أعلم ذووهم بوفاتهم الأربعاء.
صرّح المحامي ميشال شماس في اتصال هاتفي مع “وكالة الصحافة الفرنسية”: “تم الافراج عن رنيم معتوق. تحدثت معها منذ بعض الوقت”.
وكتب المحامي الحقوقي أنور البني في صفحته بموقع “فايسبوك” انه “تم الافراج مساء اليوم (الاربعاء) عن أربع معتقلات فقط من سجن عدرا للنساء بينهن رنيم معتوق… ووصلت الى البيت”.
ورنيم هي ابنة المحامي خليل معتوق أحد أبرز الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والمعتقل منذ تشرين الأول 2012.
وأصدر الأسد في التاسع من حزيران عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة قبل ذلك التاريخ، يعتبر الأشمل منذ بدء الأزمة السورية منتصف آذار 2011، وتضمن للمرة الأولى عفواً عن المتهمين بارتكاب جرائم ينص عليها قانون الارهاب الصادر في تموز 2012.
وبموجب هذا القانون، أوقفت الأجهزة الأمنية السورية عشرات الآلاف من الأشخاص من الناشطين والمعارضين. ويفترض، في حال تطبيق المرسوم كاملاً، أن يؤدي الى الإفراج عن هؤلاء.
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” أن السلطات أفرجت عن 274 موقوفاً في سجن عدرا المركزي قرب دمشق، شملهم العفو. وكان التلفزيون السوري الرسمي بث غداة إعلان العفو، مشاهد قال إنها لمعتقلين يخرجون من أحد سجون حماه بوسط البلاد. ويقول الحقوقيون إن تطبيق العفو يفتقر الى الشفافية والمعايير الواضحة.
وقال شماس: “لا معلومات لدينا بعد عن محتجزين بارزين مثل (الصحافي) مازن درويش” المعتقل منذ شباط 2012 والذي يفترض أن يكون مشمولاً بالعفو.
وطالب ناشطون حقوقيون أن يشمل العفو كل المعتقلين الذين يرجح أن عددهم تخطى 100 ألف شخص، بينهم نحو 50 ألفاً محتجزون في الفروع الأمنية من دون توجيه اتهامات اليهم.
ويقول “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وناشطون إن الظروف الإنسانية في السجون بالغة السوء، وإن المعتقلين يتعرضون لتعذيب يؤدي في بعض الأحيان الى وفاة عدد منهم.
سيارة مفخخة
على صعيد آخر، قتل سبعة أشخاص واصيب آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في مدينة حمص بوسط البلاد.
وجاء في شريط اخباري عاجل على شاشة التلفزيون السوري: “استشهاد سبعة مواطنين واصابة آخرين في حصيلة اولية للتفجير الارهابي بسيارة مفخخة في وادي الدهب” بضاحية ثالثة كبرى مدن سوريا.
واشار المرصد في بريد الكتروني الى ان الحي تقطنه غالبية من العلويين. وقال ان “دوي الانفجار كان ضخماً” وحصل بالقرب من دوار مساكن الشرطة في الحي وتسبب، الى الضحايا، باضرار مادية كبيرة.
وتسيطر القوات النظامية السورية منذ مطلع ايار على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب نحو الفي رجل من مقاتلي المعارضة من احياء حمص القديمة بموجب تسوية بين ممثلين لهم والسلطات اثر سنتين من حصار خانق فرضته قوات النظام على هذه الاحياء.
واستهدفت احياء علوية عدة ومناطق اخرى قريبة من النظام في ريف حمص خلال الاسابيع الاخيرة بسيارات مفخخة. وقتل 12 شخصاً على الاقل في 25 ايار، في تفجيرين بسيارتين مفخختين استهدفا حي الزهراء في المدينة، بعد ايام من مقتل مئة شخص في تفجيرين آخرين في الحي نفسه. وتبنت “جبهة النصرة” هذه التفجيرات.
وشمال المدينة، سقط منذ الاربعاء 18 مقاتلًا من كتائب اسلامية معارضة بينها “جبهة النصرة” خلال معارك مع القوات النظامية في محيط قرية ام شرشوح في ريف حمص التي كان المعارضون استولوا عليها قبل يومين.
وشن سلاح الجو السوري غارة على أم شرشوح ترافق مع قصف لمناطق عدة في القرية.
وتسيطر القوات النظامية على الغالبية العظمى من مساحة محافظة حمص، ولكن لا يزال فيها معقلان لمقاتلي المعارضة في مدينتي تلبيسة والرستن في الريف الشمالي، بينما تشهد مناطق اخرى محدودة في الريف القريب من محافظة حماه اشتباكات وعمليات كر وفر.
«غزوة الموصل» سترتدّ على سوريا والمنطقة
اندفاعة إيرانية ـ أميركية لاحتواء «داعش»
محمد بلوط
سباق بطيء، إقليمي – دولي إلى احتواء اندفاعة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، و«جيش النقشبندية» في العراق.
ذلك أنه من الصعب أن تتبلور بالإيقاع السريع نفسه، لـ«الغزوة الموصلية»، خطة تجمع في إطارها الإيرانيين والأميركيين والأتراك، وكل المتضررين من تصدع المنظومة التي نشأت بعد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، رغم تقاطع الحديث إيرانياً وأميركياً عن تهديد مصالحهما في العراق.
فبعد ساعات من سقوط الموصل، عرض الإيرانيون، على لسان الرئيس حسن روحاني المساعدة على «التصدّي للإرهاب» قبل الذهاب إلى اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي، وتحديد الخطوات المقبلة. وقدم الرئيس الأميركي باراك أوباما عروضاً مشابهة، معلناً عن «تحركات عسكرية قريبة قصيرة المدى وفورية، ينبغي عملها في العراق، ونحن نبحث كل الخيارات»، فيما سارع البيت الأبيض إلى الإعلان انه لن يتم إرسال قوات أميركية إلى العراق.
ويملك الطرفان على الأرض ما يكفي من قوات أميركية وخبراء في المنطقة، أو حلفاء عراقيين، وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، لترجمة العروض أفعالاً في الساعات المقبلة. وذكرت صفحة الحرس الثوري الإيراني أن «إيران ستتدخل وبقوة متى اقتضت الحاجة للحفاظ على أمنها القومي من جهة، ولدعم ومساعدة العراق من جهة أخرى».
ويبدو الموقف التركي ملتبساً في الساعات الأخيرة، خصوصاً مع تأكيد معارضين سوريين أن المئات من المقاتلين الأجانب، خصوصاً السعوديين منهم، عبروا في اليومين اللذين سبقا الهجوم على الموصل، بوابات الحدود السورية – التركية.
ويقول مصدر سوري في المنطقة إن الاستخبارات التركية كانت على علم بوصول المئات من المقاتلين العرب والأجانب، وإن التعليمات صدرت بتسهيل انتقالهم. وساد الاعتقاد أن هؤلاء يتجهون إلى تعزيز أرتال «داعش» التي كانت تحشد المزيد من القوات، لحسم معركتها في دير الزور، وطرد ما تبقى من تحالف عشائري «جهادي» حول «جبهة النصرة»، وبسط سيطرتها على المناطق النفطية فيها، وربطها بالرقة المجاورة.. والأنبار.
وقد يواجه الطرفان اللذان استنفرا إعلامياً وسياسياً لمواجهة «داعش»، خصوصاً الأميركيين، ضرورة جلاء موقفهما بسرعة، من الحدود التي ستتوقف عندها غارات طائراتهم من دون طيار، التي ستقوم بضرب أرتال «داعش» وغيرها في الشمال العراقي، وما إذا كانت ستتوقف عند حدود «سايكس بيكو» العراقية – السورية، أم أنها ستشن حرباً مفتوحة على «الدولة الإسلامية» في كل مكان، مع ما يترتب على ذلك من تغييرات كبيرة من موقفها من المعارضة السورية «الجهادية». كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان من المقبول تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، وأن تتقدم إلى المعركة قوى، لن يكون بوسع أحد أن يسيطر عليها، وفي حيّز شديد الأهمية نفطياً للولايات المتحدة، يشكل عمقاً استراتيجياً لإيران، وحاجزاً أمام تقدم الجماعات «الجهادية»، لتهديد الكويت أو غيرها.
ولا يبدو أن العراقيين سينتظرون نضوج الرد الأميركي أو الإيراني، إذ تشي نداءات رئيس الوزراء نوري المالكي للعراقيين بالتطوّع في جيش رديف، بأن الصيغة المفترضة للمقاومة، تستنسخ النموذج السوري لاستيعاب الهجوم على الموصل وصلاح الدين. وهكذا تساند قوات من المتطوعين، غالبيتها من الشيعة والعشائر، الجيش العراقي، للدفاع عن بغداد، واستعادة ما يمكن استعادته في الشمال.
أما قرار نقل المعركة من سوريا إلى العراق، فقد اتخذه «داعش» وعناصر من بقايا الجيش العراقي السابق، و«جيش النقشبندية» بزعامة نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري، بعد إخفاقها في إحراز أي انتصار سريع في سوريا. كما تؤشر «غزوة الموصل» إلى قرار دول خليجية دعمت الحرب في سوريا، من قطر أو السعودية بشكل خاص، إلى طعن الهلال الممانع في قلبه العراقي، الحلقة الأضعف فيه.
وبدا التصدع كبيراً وسريعاً، بسبب فشل السياسات التي اعتمدت خلال عقد كامل، في بناء دولة يهيمن عليها المكوّن الشيعي، ونزعة استبعاد المكوّن السني، وتحجيمه، والتباطؤ في تسليح الجيش العراقي، ومده بالأسلحة الضرورية لحماية الدولة الجديدة. وبخلاف الساحة السورية ، تظهر المفاجأة الموصلية، مرونة زعيم «داعش» ابو بكر البغدادي، وعودة الدوري مع «النقشبندية» للعب دور كبير، في المعركة ضد بغداد، لا يشكلان فيها، سوى واجهة لتحالف عريض من أبناء العشائر، وبقايا «البعث»، تعبر عن انتفاضة سنية، أكثر منها غزوة «جهادية». ويقيم «داعش» والبعثيون تحالفاً قوياً، عبر الدور الذي يلعبه الضباط السابقون في قيادة «داعش»، إذ من بين 20 عضواً في «مجلس شورى داعش» يحتل ضباط الجيش السابق 13 مقعداً، من بينهم سمير الدليمي (حجي بكر) عقيد الاستخبارات العراقية السابق والذي قتل في ريف حلب، أو عبد الرحمن الببلاوي، المقدم السابق في الحرس الجمهوري، الذي قتل في الموصل، وكان قاد «داعش» في دير الزور وقبلها في الأنبار.
ولن تكون «غزوة الموصل» من دون ارتدادات في سوريا نفسها، وفي المنطقة الشرقية منها. ومع ارتسام «دولة» البغدادي من الأنبار حتى بادية الشام، لن يكون ميزان القوى في حرب «الجهاديين» أولاً بمنأى عن الانقلاب مع ارتفاع أعلام «داعش» من دير الزور غرباً نحو بغداد شرقاً. فبعد ساعات فقط من سقوط الموصل، تدفقت عربات «الهامر» الأميركية، وذخائر الجيش العراقي وأسلحته الى جبهات «داعش» في الحسكة والرقة. ولن تتأخر كثيراً نتائج «الغزوة الموصلية» في تغيير وجهة الصراع، في ساحات القتال بين اخوة «الجهاد» في الشرق السوري .
فمن دون استعادة الموصل، قد يجد إعلان «الدولة الاسلامية في العراق والشام» أضعاف ما يحتاجه من الموارد المالية، والجغرافية، والبشرية الكافية لإحياء «دولة الخلافة في بادية الشام». فالموصل تضاعف قدرته على تجنيد الآلاف من المقاتلين في الخزان البشري العراقي الجديد، بعد ضمّ نينوى الواسعة، كل ذلك معطوفاً على تحالفات عشائرية، تمتد من الأنبار حتى دير الزور، ومصادر نفطية لا تنضب توفرها السوق التركية لتسويق النفط السوري المنهوب بأرخص الأسعار عبر تل أبيض، مستفيداً من قرار الاتحاد الاوروبي بتسهيل بيعه لتمويل المعارضة. كما يستفيد «داعش» من مستودعات ذخيرة وأسلحة وصواريخ وقواعد عسكرية، ومعدات متطورة، تمثل جزءاً من صفقة بأربعة عشر مليار دولار بين واشنطن وبغداد. وخلال يومين تحولت الشدادي جنوب الحسكة القريبة من معبر الهول مع العراق، الى نقطة تجمع وتوزيع الغنائم العسكرية العراقية، التي بدأت تتدفق على الجبهات بإشراف ابو عمر الشيشاني.
وتخول العناصر الجديدة «داعش» الذهاب نحو حسم المعارك في دير الزور، صلحاً او قتالاً، بعد أن فشل تحالف الفصائل «الجهادية» الملتفة نحو زعيم «النصرة» ابو محمد الجولاني، في احتواء تقدمه في وادي الفرات، وانتزاع كامل الريف الغربي، ووصله بولاية الرقة، في معارك كلفت الطرفين 700 قتيل في 40 يوماً من القتال.
وتقول معلومات من المعارضة السورية في المنطقة، إن الجماعات «الجهادية» والعشائر، وقيادة الجولاني في الشحيل، قد توصلت الى هدنة غير معلنة مع «داعش»، لدعمه في «غزوة الموصل». وكلفت «كتيبة البتار»، التي تضمّ ما يقارب ألف مقاتل ليبي بايعوا «داعش»، بمراقبة الطرق شمال دير الزور والحفاظ على الهدوء فيها. وسلمت الحواجز في المنطقة، لضمان حيادها، الى «المهاجرين والمقاتلين العرب»، وسحب أبناء العشائر منها، تفادياً للصدامات.
وليس رمزياً أبداً أن يجرف «داعش» الحاجز الرملي الحدودي، وخطوط «سايكس بيكو» مع قوافله العائدة من الموصل، اذ توحد منطقة الجزيرة الشامية والعراقية للمرة الأولى منذ خروج العثمانيين منها قبل قرن مضى، ولكنها تلوح ايضاً بقيام دويلات وإمارات «جهادية» تمتلك عناصر وموارد بقاء، وموارد كافية لنشر الفوضى في المنطقة، سنوات طويلة.
ولم تكن الطريق الى الموصل وتكريت وصلاح الدين في العراق عملية انتحارية، فقد انسحب «داعش» منذ ستة أشهر من الريف الحلبي وادلب، وتخلى عن القتال في ارض لا عمق استراتيجياً له فيها، واستند الى قاعدة مشروعه في الأنبار، ليتوسع في الرقة ودير الزور وجنوب الحسكة.
وأبعد من الرمز، سيأمر البغدادي المؤمنين في دولة من عمقها الاستراتيجي يحاذي الفرات من الحدود التركية، حتى مشارف بغداد. وسيكون للبغدادي أن يفتح جبهات متعددة في سوريا والعراق، وفي دول أخرى مجاورة إذا لم يتم احتواء تقدم «جهادييه». أما افتتاح ما تبقى من «الجيش الحر»، و«الجبهة الإسلامية»، و«النصرة»، معارك في الشمال في بلدة الراعي، لطرده من معقله الأقرب إلى تركيا، فليست سوى معركة لاستعادة ماء وجه «الجهاديين»، وتخفيف الضغوط عن جبهات تترنّح في دير الزور.
إسرائيل: «داعش» ثمرة فجّة للسلوك الأميركي المغلوط
حلمي موسى
قاد نجاح قوات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في السيطرة على ثاني أكبر مدينة في العراق إلى إثارة روح الشماتة في إسرائيل، ليس من العراقيين وإنما أساساً من الأميركيين.
واعتبرت أوساط إسرائيلية أن هذه السيطرة يجب أن تشعل المصابيح الحمراء في الشرق الأوسط. ومعروف أن إسرائيل تحاول، في هذا الوقت، أن تجد لنفسها أرضية مشتركة للتعاون مع دول عربية، وهي ترى في محاربة القوى الإسلامية المتطرفة مثل هذه الأرضية.
وكتب بوعاز بيسموت، محرر الشؤون الدولية في صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من حكومة بنيامين نتنياهو، أن «يومين، لا أكثر، كانا كافيين لجهاديي الدولة الإسلامية في العراق والشام للسيطرة على مدينتين مهمتين في العراق. وما ينبغي أن يشعل المصابيح الحمراء، ليس فقط السيطرة على الموصل وتكريت، وإنما أيضاً السهولة غير المحتملة في سقوطهما. فالجيش العراقي، المفترض أنه تسلم القيادة بعد الانسحاب الأميركي في العام 2011، يلعب في هذه الأثناء دور الواقف، في أفضل الأحوال».
وأشار إلى أن «العام 2014 لا يحمل البشارة للعراق. فقد بدأت السنة بسقوط مدينة الفلوجة وأجزاء من مدينة الرمادي غربي بغداد. وقد سيطر المتشددون على محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، في الشمال، وهم يستعدون لإكمال سيطرتهم على محافظتي كركوك وصلاح الدين».
واعتبر بيسموت أن «للإسلاميين مطامح كبيرة. وبموازاة صراعهم الوحشي في سوريا، يتطلعون لإسقاط النظام العراقي. ويصعب جداً اليوم التنبؤ كم هم بعيدون عن الوصول، لكنهم حققوا إنجازات مهمة: فهم يسيطرون على أرض شرقي سوريا (محافظة دير الزور)، وبفضل سيطرتهم على محافظة نينوى فتحوا لأنفسهم ممراً يربط بين الأنبار والموصل والحدود السورية. والمعبر الحدودي الذي يسيطرون عليه يسمح للجهاديين في سوريا بالتواصل مع الجهاديين في العراق، وبالعكس. وغدا تنقل السلاح والرجال والمال بين هاتين الدولتين ممكناً».
وفي كل حال يشير بيسموت إلى أن «العراق يتفكك» وأن سيناريو الكابوس عند الأميركيين يتحقق، حيث بعد 48 ساعة من سقوط الموصل سقطت مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والمهم أن الجيش العراقي بات يستعد للدفاع عن العاصمة بغداد، حيث أعلنت الإدارة الأميركية استعدادها لتقديم «كل مساعدة ممكنة» للحكومة العراقية، وكذلك فعلت إيران، في حين دعت تركيا لعقد اجتماع طارئ لحلف شمال الأطلسي.
أما جاكي خوري، فكتب في «معاريف الأسبوع» تحت عنوان «عاصفة في الصحراء»، أنه «فيما كنا هنا في إسرائيل منشغلين في انتخاب رئيس جديد، كانت عيون العالم كله تتطلع إلى العراق. موجة عنف، هي الأكثر حدة منذ سبع سنوات، ثارت هناك من جديد، وفي ذروتها نجح مقاتلو المنظمة السلفية، المتماثلة مع القاعدة، في دفع الجيش وقوات الشرطة إلى الفرار، واحتلال محافظة نينوى في شمال العراق، حيث المدينة الثانية في حجمها الموصل».
وأوضح خوري أن «داعش» يعتبر اليوم «المنظمة الجهادية الغنية والوحشية في العراق. وهو يضم بضعة آلاف من المقاتلين على الأقل، مشحونين بالدافع الديني لإقامة دولة شريعة هناك، وبدعم مالي سخي. ورغم روح الجهاد التي تطغى على مقاتليه، فإن خلفية نشوئها ليست دينية على الإطلاق. داعش، كباقي المنظمات السنية المتطرفة في العراق، ثمرة فجة للسلوك الأميركي المغلوط، الذي حطم الحكم ولكنه لم يعرف كيف يبني آخر بدلا منه. ومقاتلو داعش هم ضباط وجنود سنة من جيش صدام، أو موظفون ألقي بهم إلى الكلاب من قبل الأميركيين، فور احتلال بغداد في نيسان 2003.»
وفي نظر خوري فإن «داعش يهدف إلى إقامة دولة شريعة، لكنه أيضا يهدف إلى تحرير المناطق السنية شمالي بغداد وإعادة النظام الذي كان متبعاً في العراق في عهد حكم البعث إلى سابقه، حتى ولو جزئياً. واليوم يوجد في أيديهم أجزاء واسعة من مدينة الفلوجة، من محافظة الأنبار ومن مدينة سامراء وكلها ذات غالبية سنية». وأضاف أن حرب «داعش» ضد الحكومة العراقية هي بقدر كبير «معركة باسم الأب: فمقاتلو المنظمة هم عملياً أبناء صدام الذين يثأرون لإطاحته وعلى عار الطائفة السنية».
وأشار خوري إلى أن واقع أن خلفاء صدام هم في معظمهم شيعة تضيف دافعاً للصراع الدموي على الحكم. وخلافاً لصدام، الذي أدار نمط حياة علمانياً، فإن الفصائل السلفية تبنت أيضاً نمط حياة دينياً متزمتاً. ورغم ذلك، فإن سكان المحافظات السنية مستعدون لأن يقبلوا إمرتهم، شرط ألا يكونوا خاضعين لسيادة الحكم المركزي. ويمكن أن نحصل على مؤشرات أخرى على هذه المواجهة هذه الأيام في سوريا، ولكن أيضاً في لبنان.
أما دافيد سيئان فكتب، في موقع «معاريف»، أن الاجتياح «الجهادي» المتطرف الذي سيطر هذا الأسبوع على مدينتي الموصل وتكريت يهدف إلى الوصول إلى بغداد. وأشار إلى أن رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي طلب من الرئيس الأميركي باراك أوباما دراسة إمكانية قصف مواقع «داعش» من الجو. وحسب «نيويورك تايمز» فإن المالكي أوضح للأميركيين خشيته على استقرار حكومته في مواجهة قوات «القاعدة». وشدد على أن أساس قوة «داعش» تكمن في ضعف النظام المركزي من ناحية، وإحساس السنة في العراق، أن المالكي يعمل على تسييد الشيعة وإضعاف الجهات السنية في حكومته.
60 ضحية بانفجار في حمص
مسلحون يتسللون إلى رنكوس
طارق العبد
شهدت منطقة القلمون الإستراتيجية في ريف دمشق اشتباكات هي الأولى من نوعها بعد سيطرة الجيش على مدينة يبرود وباقي البلدات المجاورة نهاية نيسان الماضي، فيما قتل وأصيب حوالى 60 شخصا بانفجار سيارة وسط حمص.
وللمرة الأولى منذ انتهاء المعارك في جبال القلمون يعود التصعيد العسكري إلى الواجهة مجدداً في رنكوس، مع اشتباكات وصفها ناشطون بالعنيفة بين الجيش ومسلحين.
وقالت مصادر في المعارضة إن «مقاتلين تمكنوا من التسلل إلى داخل البلدة، وقاموا بقتل عدد من الضباط والجنود، لتندلع بعدها مواجهات داخل البلدة وفي المزارع المحيطة بها، ما دفع الجيش إلى قصف المنطقة ونشر قناصة على أسطح الأحياء الشرقية للمدينة».
وأضافت المصادر إن «البقاء في رنكوس يعتبر صعباً للغاية، على اعتبار أنها محاطة بسلسلة تلال محصنة بالكامل من قبل القوات السورية، وهي تلال قادرة على كشف مساحة كبيرة»، مشيرة إلى أن القصف طال مواقع في عسال الورد وفليطة. ورجحت أن «يكون التسلل تم من جهة وادي بردى»، فيما أشار ناشطون إلى أن المسلحين ما زالوا في السهول المحيطة برنكوس وكذلك في فليطة ورأس المعرة وعسال الورد وصولاً إلى الجرود القريبة من الأراضي اللبنانية عند عرسال.
وعلى الرغم من التسوية الأخيرة في أحياء حمص المحاصرة إلا أن التصعيد الميداني لم يفارق المدينة وريفها، مع تفجير استهدف وسط المدينة ومعارك في الريف الشمالي، في وقت تستمر فيه الاتصالات حول اتفاق هدنة في حي الوعر من دون آمال بانجازه قريباً.
وهز انفجار سيارة حي وادي الدهب وسط حمص، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص، وإصابة حوالى 50. وقال مصدر ميداني، لـ«السفير»، أنه لا يوجد في المنطقة المستهدفة أي مركز امني أو عسكري بقدر ما هي تجمع للمدنيين عند منطقة دوار مساكن الشرطة.
وهو التفجير الثاني الذي يطال حمص بعد إتمام الاتفاق الذي قضى بخروج المسلحين من المدينة القديمة. ويعتبر المصدر أن «لا علاقة للتفجير بالهدنة التي يتم العمل عليها في حي الوعر أو في الريف الشمالي، فهو تصعيد سيستمر في المنطقة بغض النظر عما يجري، وهو رسالة بإمكانية استهداف المدنيين بشكل دائم».
إلى ذلك تواصلت المعارك في الريف الشمالي، وخاصة عند تلبيسة وقرى الثورة وجبورين وأم شرشوح، التي أعلنت «غرفة عمليات نصرة المستضعفين» سيطرتها عليها. وتكتسب قرية ام شرشوح أهمية إستراتيجية، لكونها تقع على تل يكشف سلسلة قرى في الجزء الشمالي الغربي لريف حمص، بالإضافة لتشكيلها طوقاً على بلدة الحولة التي يسعى المقاتلون إلى السيطرة عليها مجدداً. وتأتي المعارك الأخيرة ضمن سياق ما يسمى بـ«غزوة نصرة المستضعفين»، التي تقودها «جبهة النصرة» و«لواء حماة العقيدة» و«اللواء 313» و«كتائب الأنصار».
وتجددت الاشتباكات في محيط منطقة الجزيرة السابعة في حي الوعر، فيما قالت مصادر ميدانية أن «لا علاقة للتسوية بالريف الشمالي، وما يحدث يتعلق بشروط تعجيزية، مثل خروج المقاتلين بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة وضمن حافلات تتبع للأمم المتحدة».
الى ذلك، افرجت السلطات السورية خلال الايام الماضية عن مئات المعتقلين في السجون، بموجب مرسوم العفو الذي اصدره الرئيس بشار الاسد بعد اعادة انتخابه، بحسب ما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان»، معتبرا ان «هذا العدد متدن جدا، ويطرح تساؤلات عن جدية مرسوم العفو».
البغدادي في عين الإعلام الأميركي: «سوبر ستار إرهابيّي العالم»
شغل سقوط الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، وسائل الإعلام العربية والعالمية. وتتالت مشاهد سيطرة المقاتلين الملثمين بأسلحتهم وراياتهم السوداء على المراكز العسكرية، عبر الشاشات الغربيّة. لكن التغطية الأميركية لمستجدات الساعات الأخيرة تحمل دلالات خاصة، خصوصاً أنّ المشهد العراقي اليوم، لم يكن ليبدو بهذه السوداوية والدموية، لولا الاحتلال الأميركي وتبعاته.
شحذت «سي أن أن» و«فوكس نيوز» طاقتهما لمواكبة التطورات الجديدة، وإن تظاهرتا بالهدوء، والتعامل مع سقوط الموصل بيد «داعش»، باعتباره ملفّاً ضمن ملفات مهمّة أخرى، كالأوضاع في بنغازي، أو تصريحات هيلاري كلينتون. أعدّت «سي أن أن» خلال اليومين الماضيين، سلسلة تقارير موسعة بعنوان «حصار الموصل: ماذا يحدث؟ ولماذا هو مهم؟». يعرض أحد تلك التقارير مقتطفات من كلام رئيس البرلمان العراقي أسامة النجفي، وهو يطالب أميركا بالقيام بدورها في دعم العراق ضد الهجمات الإرهابية. يكمل قائلاً: «المعركة كانت أكثر من قدرة الجنود العراقيين المدربين أميركياً على الاحتمال، لذلك تخلّوا عن أماكنهم وزيّهم العسكري وأسلحتهم، تاركين الموصل التي كانت يوماً مثالاً ناجحاً لقدرة أميركا على حفظ الأمن، بقبضة الجماعات الإرهابية ـ الأكثر تطرفاً من القاعدة ـ بعد سنتين ونصف فقط من خروج القوات الأميركية من العراق».
على القناة نفسها، استضاف برنامج «نيو داي» الصباحي، محرّر الشؤون العالمية في مجلة «تايم» بوبي غوش، الذي عدد الخسائر المادية بعد سيطرة «داعش» على المصارف والمراكز العسكرية الحساسة. يقول: «في حوزة «داعش» الآن طائرات هليكوبتر، لا نعلم إن كانوا يعرفون قيادتها». ويكمل في موضع آخر: «هم يعرفون كيف يبيعون النفط في السوق السوداء»، كما لو أنّه يتحسّر لأنّ عمليات السرقة كانت من حصة «داعش» هذه المرة، وليس من حصّة أميركا التي نهبت العراق ودمّرته على طريقة «المارينز ستايل»، بدلاً من «همجية وتوحش الدولة الإسلامية المتطرفة». وردّاً على سؤال المذيعة عن سبب تلقيب أبو بكر البغدادي بـ«سوبر ستار إرهابيّي العالم»، يقول غوش إنّه «أكثر إرهابي ناجح في الزمن الحالي، أنظروا إلى مساحة البلاد التي يسيطر عليها! بن لادن كان أهم شخصية إرهابية، لكنه لم يرد أن يحكم أو يسيطر على مدينة. أما أبو بكر البغدادي، فيريد السيطرة المطلقة. هو لا يفكر بالحياة الآخرة، بل يريد خلق الإمارة الإسلامية المثالية الموجودة في ذهنه المنحرف». في كلام غوش ما يشي بأن الإعلام الأميركي بدأ يستغلّ الأحداث، لصناعة «بعبع إرهابي جديد».
وإن حاولت «سي أن أن» التظاهر بالقليل من الموضوعية، واكتفت بتقديم إشارت «المآل المؤلم الذي وصلت له الأمور بعد خروج أميركا من العراق»، إلا أنّ «فوكس نيوز» لم تبذل جهداً مماثلاً. قدّمت القناة تغطية «غاضبة»، تهاجم أوباما علانية على قراره إنهاء الحرب في العراق. وهكذا استعاد برنامج «مايك هاكابي» مشاهد سيطرة القوات الأميركية على الفلوجة العام 2004، ثم خروج أوباما ليعلن نهاية حرب العراق. استضاف هاكابي في برنامجه أحد القادة العسكريين الذين شاركوا في القبض على صدام حسين، إلى جانب جندي أميركي. يخاطب المذيع الجندي: «أنظر إلى نفسك! لقد فقدت قدميك ويدك في نفس المكان الذي ترفرف فيه الآن راية القاعدة، لا يمكنني سوى أن أتساءل، بعد تصريحات هيلاري كلينتون التي تعني أن القرارات التي اتخذت في النهاية كانت لخدمة السياسيين وليس لمصلحتك، ماذا تقول عن كل ذلك؟ هل أنت غاضب؟». يعلن الجندي بعد تنهيدة طويلة أنّه غاضب من المنظومة كلّها التي يقدم فيها السياسيون اليوم مصالحهم على مصلحة أميركا، مضيفاً أنّه ليس نادماً على مشاركته في الحرب أو الأثمان التي دفعها. يصفق الجمهور حماساً لأبطال البلاد.
في المقابل انطلقت بعض الأصوات «الخجولة» تحمّل أميركا مسؤولية ما يحدث في العراق اليوم، من بينها المخرج الأميركي مايكل مور. كتب مور عبر صفحته على «فيسبوك»: «اليوم سقطت الموصل، وخسرت الحكومة العراقية التي قمنا نحن بتثبيتها، الفلوجة والرمادي والموصل ومساحات أخرى واسعة من البلاد التي غزوناها على حساب آلاف الأرواح الأميركية، وعشرات الآلاف من أرواح العراقيين واثنين تريليون دولار». ويكمل: «إنه يوم مجنون آخر في حرب لا أخلاقية وجشعة وغبية، مستمرّة منذ 11 عاماً».
من جهتها، نشرت صفحة «احتلوا وول ستريت» خرائط لانتشار «داعش» في سوريا والعراق وكتبت: «داعش: صنع في الولايات المتحدة الأميركيّة». إلا أن تلك الأصوات بقيت خافتة ومكتومة، لم تعكر صفو الإعلام الأميركي الذي استمر بالتغنّي بأمجاده في احتلال العراق، وتعداد المبالغ التي أنفقتها بلاده لنشر الديمقراطية، «قبل أن تأتي داعش وتخرّب كل شيء». على غرار أي فيلم هوليوودي مبتذل، يعلن الإعلام الأميركي، أنّ العدو الذي دحرته أميركا يوماً، بعد قتل قادته أبو مصعب الزرقاوي وبن لادن، يعود اليوم أقوى من أي زمنٍ، مضى ليسيطر على العالم، ولا بد للبطل الأميركي، من أن يهبّ مرةً أخرى، لإنقاذ الضعفاء والمظلومين.
أمريكا تلوح بتدخّل عسكريّ… والأكراد استولوا على كركوك مع انهيار الجيش
ميليشيات شيعية تتحرك لصدّ «داعش» عن بغداد… ومخاوف من مذابح طائفية
بغداد – «القدس العربي» ـ من مصطفى العبيدي: اقتربت قوات الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من مشارف العاصمة العراقية، فيما اندفعت ميليشيات شيعية من الجنوب للدفاع عن بغداد وسط بوادر حصول مجازر طائفية، ولوح الرئيس الامريكي باراك اوباما بشن حملة جوية استجابة لطلب من حكومة نوري المالكي بعد الانهيار المتواصل في الجيش العراقي.
وقال أوباما الخميس إنه يبحث كل الخيارات في مساعدة الحكومة العراقية على مواجهة أعمال العنف المسلح المتصاعدة هناك.
وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تبحث شن هجمات باستخدام طائرات دون طيار أو أي إجراء آخر لوقف أعمال العنف المسلح قال أوباما «لا أستبعد اي شيء.»
واضاف أوباما للصحافيين في البيت الأبيض أثناء اجتماعه مع رئيس وزراء استراليا توني أبوت ان من مصلحة الولايات المتحدة ضمان ألا يحصل الجهاديون على موطئ قدم في العراق.
وقال انه ستكون هناك تحركات عسكرية قصيرة المدى وفورية ينبغي عملها في العراق، مشيرا إلى أن فريقه للأمن القومي يبحث كل الخيارات. وتابع ان الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراء عسكري عند تهديد مصالحها المرتبطة بالأمن القومي.
وسيطر الاكراد العراقيون على مدينة كركوك النفطية بشمالي البلاد الخميس بعد أن انسحبت القوات الحكومية من مواقعها أمام تقدم متشددين سنة نحو بغداد، مما يهدد مستقبل العراق كدولة موحدة.
وفي الموصل نظم مقاتلو جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام استعراضا بعربات الهمفي الأمريكية التي استولوا عليها من الجيش العراقي المنهار على مدى يومين منذ أن قدم المقاتلون من الصحراء واجتاحوا ثاني أكبر مدينة في العراق.
وقال شهود إن طائرتي هليكوبتر سيطر عليهما المتشددون أيضا حلقتا في الاجواء فيما يبدو أنها المرة الأولى التي تحصل فيها الجماعة المتشددة على طائرات على مدى السنوات التي تقوم فيها بتمرد على جانبي الحدود العراقية السورية.
وعلى مسافة أبعد إلى الجنوب واصل المقاتلون تقدمهم الخاطف نحو بلدات لا تبعد أكثر من ساعة بالسيارة عن بغداد حيث تقوم الميليشيات الشيعية بتعبئة، فيما قد ينذر بتكرار حمام الدم العرقي والطائفي في عامي 2006 و2007 .
واندفعت شاحنات تقل متطوعين شيعة يرتدون زيا عسكريا صوب الخطوط الأمامية للدفاع عن العاصمة.
والتقدم المفاجئ لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تهدف إلى إقامة خلافة إسلامية سنية في سوريا والعراق هو أكبر تهديد يواجهه العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية عام 2011 . وفر مئات الألوف من بيوتهم خوفا، فيما سيطر المتشددون على المدن الرئيسية في وادي نهر دجلة شمالي بغداد خلال أيام.
وقال متحدث إن قوات البشمركة في الشمال الكردي الذي يتمتع بحكم ذاتي سيطرت على القواعد التي انسحب منها الجيش في كركوك.
وأضاف المتحدث باسم البشمركة جبار ياور «سقطت كركوك بأكملها في أيدي البشمركة ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي في كركوك الآن.»
ويطمح الاكراد منذ فترة طويلة للسيطرة على كركوك وهي مدينة تقع خارج منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي مباشرة وتوجد بها احتياطيات نفطية هائلة ويعتبرونها عاصمتهم التاريخية.
وتلاشى جيش حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي في مواجهة الهجوم وتخلى عن قواعده وعن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة.
وتعرضت ادارة الرئيس باراك اوباما لانتقادات لعدم قيامها بما يكفي لتأمين الحكومة في بغداد قبل سحب قواتها.
وقالت مصادر أمنية إن متشددين يسيطرون الآن على أجزاء من بلدة العظيم الصغيرة على مسافة 90 كيلومترا إلى الشمال من بغداد بعد أن تركت معظم قوات الجيش مواقعها وانسحبت تجاه بلدة الخالص القريبة.
وقال ضابط شرطة في العظيم «ننتظر قوات دعم ونحن مصممون على عدم السماح لهم بالسيطرة ونخشى أن يكون الارهابيون يحاولون قطع الطريق الرئيسي الذي يربط بغداد بالشمال.»
ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت لاحق الخميس. وقال سفير العراق لدى فرنسا فريد ياسين إنه سيدعو إلى تقديم أسلحة ودعم جوي.
وأضاف فريد لراديو فرنسا الدولي ان بلاده تحتاج إلى معدات وطيران إضافي وطائرات بدون طيار. وتابع قائلا إن على المجلس دعم العراق لأن ما يجري لا يمثل تهديدا للعراق فقط بل للمنطقة بكاملها.
وقفز سعر النفط حوالى دولارين امس الخميس مع تزايد المخاوف من أن يؤدي العنف إلى تعطيل الإمدادات من الدولة العضو في أوبك. وقال وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي إن المنشآت الرئيسية لتصدير النفط يقع معظمها في المناطق الشيعية في الجنوب وهي آمنة تماما.
وأعلن تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) الذي بات يسيطر على مناطق واسعة من شمال العراق، عن حملة هجمات جديدة في البلاد، متبنيا تفجيرات الاربعاء في بغداد التي قتل فيها 30 شخصا على الاقل.
وقال التنظيم في بيان حمل تاريخ الامس «بعد الفتوحات الاخيرة التي خص الله بها الدولة (…) وبعد وصول التعزيزات البشرية والمالية والاسلحة والاليات كافة، فان اخوتكم في ولاية بغداد (…) يعلنون عن بدء حملة جديدة اسميناها حملة الزحف».
واوضح التنظيم ان الموجة الاولى من هجمات هذه الحملة بدأت أمس، متبنيا في البيان تفجيرات قتل فيها 30 شخصا على الاقل في مناطق تسكنها غالبية شيعية في بغداد بينها مدينة الصدر حيث قتل 15 شخصا في تفجير انتحاري استهدف مجلسا عشائريا.
ونشر البيان الخميس على حساب التنظيم الخاص بمحافظة بغداد على موقع تويتر.
وقد دعا المتحدث باسم التنظيم ابو محمد العدناني في تسجيل صوتي مقاتليه الى مواصلة «الزحف» في العراق جنوبا نحو العاصمة ومدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين.
دير الزور تستغيث.. شعار لمظاهرات معارضين بسوريا الجمعة
علاء وليد- الأناضول: حدّدت أكبر تنسيقية تابعة للمعارضة، الشعار الذي ستخرج تحته المظاهرات الأسبوعية في المناطق الخاضعة للمعارضة داخل سوريا الجمعة، باسم (دير الزور تستغيث).
وذكرت تنسيقية “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011″ على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، التي تملك نحو مليون مشترك حتى صباح اليوم، أن نتيجة التصويت على شعار مظاهرات الجمعة الذي تعتمده التنسيقية منذ اندلاع الثورة في البلاد مارس/ آذار 2011، استقرت على (دير الزور تستغيث)، بأغلبية 50% من المصوتين.
وكتب مشرف على الصفحة، لم يحدّد اسمه، أن وقوع مدينة دير الزور التي تحمل نفس اسم المحافظة (شرق) تحت حصار خانق من قوات النظام من جهة وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش”، إضافة إلى حرمان الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة من الأدوية والكهرباء والمياه النقية منذ عامين، دفع غالبية المصوتين للاستقرار على هذه التسمية.
وأشار إلى أن تسمية الجمعة اقترحها مجموعة من نشطاء الثورة، الذين أطلقوا حملة قبل أيام بعنوان “دير الزور تستغيث” لإيصال رسالة إلى العالم بمعاناة المدينة وحصارها بين فكي كماشة “النظام” و”داعش”.
وبينت نتائج التصويت التي عرضتها الصفحة، أن تسمية “دير الزور تستغيث” فازت بنسبة 50% من أعداد المصوتين الإجمالي، لم تبيّن عددهم، مقابل 31% لاسم “نعم لتشكيل كيان عسكري موحد”، و7% أيضاً لتسمية “إن الباطل كان زهوقاً”، في حين أن باقي الأصوات انصرفت إلى تسميات أخرى خضعت للتصويت.
ومنذ اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، يعتمد الثوار الاسم الذي تحدده التنسيقية، قبل أن تخضع الأمر للتصويت على مقترحات يتقدم بها أعضاء الصفحة، مع وجود بعض التحفظات في بعض الأحيان من قبل بعض الثوار على التسميات أو نتيجة التصويت.
وأعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، محافظة دير الزور “منكوبة”، مناشداً في بيان أصدره، الأربعاء الماضي، جميع الدول الصديقة والشقيقة للشعب السوري ومنها (السعودية وتركيا وقطر والإمارات والأردن) لدعم الألوية والكتائب الفاعلة في محافظة دير الزور للتصدي لتنظيم “داعش”.
فيما أطلق ناشطون إعلاميون وحقوقيون، الأسبوع الماضي، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “دير الزور تستغيث” بهدف فك الحصار الذي تفرضه قوات النظام من جهة و”داعش” من جهة أخرى على المدينة النفطية الواقعة شرقي سوريا.
وفي تصريحات سابقة لوكالة “الأناضول”، قال أحد منظمي الحملة، الصحفي السوري المعارض، ياسر العيسى، إن الحملة التي تضم أكبر تجمع للناشطين الإعلاميين والحقوقيين الفاعلين على الأرض من أبناء دير الزور، هدفها “إنساني وإعلامي” في آن واحد.
وأشار إلى أن الحملة تدعو لفك الحصار الحالي المفروض على مدينة دير الزور من قبل قوات النظام و”داعش”، وإنهاء المعاناة التي يعيشها أبناؤها منذ عامين، والدعوة إلى أن يكون الحل جذرياً قدر الإمكان، وليس مؤقتاً أو إسعافياً أو “ترقيعياً”، على حد وصفه.
ووقعت مدينة دير الزور التي تضم أكبر حقول النفط والغاز في سوريا قبل أيام، في حصار محكم بعد سيطرة مقاتلي “داعش” على المنفذ الوحيد الواقع تحت سيطرة قوات المعارضة، ومنعها دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة تلك القوات، في حين أن النظام يطبق الحصار على تلك الأحياء عبر باقي المنافذ منذ عامين.
ومنذ نهاية العام الماضي، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” وانضم إليهم مؤخراً مسلحون من “عشائر المنطقة”، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل “داعش” في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ”تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام”.
وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.
ويحاول مقاتلو “داعش”، منذ شهرين، استعادة السيطرة على عدد من المناطق التي تم طردهم منها في محافظة دير الزور ذات الأهمية الاستراتيجية، كونها تضم أكبر حقول النفط والغاز في البلاد، وتمثل صلة وصل مع قيادة التنظيم في العراق.
وسقط في الاشتباكات التي تدور أعنفها منذ أسابيع في ريف محافظة دير الزور، مئات القتلى والجرحى من الطرفين بينهم قياديين فيهما، كما وقع عشرات الأسرى من كل طرف لدى الآخر.
الجيش الحر يسيطر على جزء كبير من بلدة “رنكوس″ بريف دمشق
دمشق- الأناضول: أفادت الأنباء أن وحدات تابعة للجيش السوري الحر، تمكنت من السيطرة على جزء كبير من بلدة “رنكوس″ إحدى بلدات منطقة التل بـ”القلمون” في ريف دمشق.
وذكر خبر نقلته وكالة (المسار) السورية للأنباء، المحسوبة على المعارضة، أن تلك الوحدات أحكمت سيطرتها على جزء كبير من تلك البلدة الواقعة على طريق (دمشق- حمص)، مشيرا إلى سقوط ثلاثة قتلى من عناصر حزب الله، و14 من قوات النظام في الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين.
وأضاف الخبر أن عناصر الجيش السوري الحر نجحوا كذلك في تدمير أربع مركبات عسكرية تابعة للنظام، لافتا إلى اندلاع اشتباكات ضارية بين القوات الحكومية والمعارضين في شمال البلدة.
وذكر أن قوات النظام السوري استهدفت المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة بنيران المدافع، والصواريخ أرض-أرض.
وفي سياق متصل، أوضحت الوكالة السورية أن قناصة المعارضة في بلدة “المليحة” بدمشق، تمكنوا من قتل عدد كبير من الجنود في النيران التي استهدفوا بها قوات النظام ولواء “أبو الفضل العباس″ الشيعي.
كما تمكن الجيش الحر من قتل العشرات من جنود الأسد، في كمين نصبوه لهم في محيط المطار العسكري بمنطقة “دُمير” بالعاصمة.
وتجدر الإشارة إلى أن بلدة “رنكس″ وقعت تحت سيطرة قوات النظام، في نيسان/ أبريل الماضي بعد قصف مكثف من تلك القوات لها
وفي الشأن ذاته، ذكرة وكالة “الشهباء” الموجود بمدينة حلب، أن قوات تابعة للجبهة الإسلامية المعارضة قتلت (11) شخصا من قوات النظام من بينهم مسلحين تابعين لحزب الله، في منطقة “الحميدية” التابعة لحلب.
واشنطن تستنكر انسحاب قوات الأمن والجيش من المدن العراقية دون مقاومة
واشنطن- الأناضول: أستنكرت الولايات المتحدة الأمريكية، انسحاب الجيش العراقي من المدن المختلفة مثل “كركوك”، و”الموصل”، وتركها دون مقاومة لتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعارق (داعش) الذي يشن هجماته المختلفة على هذه المدن وسيطر على بعضها.
وقالت جين بساكي الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في المؤتمر الصحفي اليومي لها: “الأحداث التي تشهدها العراق في الأيام الأخيرة، تنذر بالخطر، ومن الواضح أن هناك انكسارا هيكليا. ونحن نشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب ما قامت به بعض قوات الأمن وردود أفعالها، لكن التزامنا تجاه العراق طويل الأجل”.
ولفتت إلى أن التطورات الأخيرة في العراق أظهرت مدى ضرورة إجراء المزيد بشأن تعزيز قدرات قوات الأمن العراقية في مواجهتها لـ(داعش)، مؤكدة أن “أن كافة الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة للولايات المتحدة، باستثناء إراسل قوات عسكرية. وأشارت إلى أن العراق سيكون بحاجة إلى دعم عسكري إضافي في وقت قصير.
وأوضحت أن الأرقام التي أعلنت عنها منظمة الهجرة الدولية، تشير إلى أن “ما يقرب من 500 ألف شخص قد نزحوا في الأيام الخيرة من الموصل وما حولها بسبب الاشتباكات، بينما نزح 430 آخرين بسبب الأحداث ذاتها في محافظة الأنبار”.
ولفتت بساكي إلى أن الولايات المتحدة قررت تقديم دعم إضافي بمقدار 12.8 مليون دولار للمنظمات الدولية، لتقديم المساعدات للعراقيين النازحين، موضحة أن إجمالي المساعدات التي قدمتها أمريكا للعراق يبلغ بذلك الرقم، أكثر من 136 مليون دولار، خلال العام المالي 2014.
وأمتنعت المسؤولة الأمريكية عن تأكيد الأنباء التي تقول إن رئيس الوزراء العراقي “نوري المالكي” طلب طائرات بدون طيرا أمريكية لمواجهة (داعش)، إذ قالت في هذا الشأن “لا أؤكد مثل هذه الأنباء”.
وفي رد منها على سؤال حول مدى الجهود التي بذلها “المالكي” لتشكيل وحدة وطنية، قالت “كان بإمكانه إجراء المزيد”.
وذكرت أن السفارة الأمريكية في بغداد، والممثليات الدبلوماسية الأخرى، تعمل بشكل طبيعي ولا يوجد أي أمور طارئة بها.
ألمانيا تتجه لقبول عشرة آلاف لاجىء سوري
32 قتيلا وجريحا في انفجار سيارة مفخخة في حي للعلويين في حمص
عواصم ـ وكالات: قتل 7 سوريين وجرح 25 آخرون، امس الخميس، بانفجار سيارة مفخخة في حي وادي الذهب الذي تقطنه غالبية من المواطنين من الطائفة العلوية والخاضع لسيطرة قوات النظام بمدينة حمص وسط سوريا، بحسب وكالة أنباء النظام (سانا)، فيما قررت ألمانيا قبول عشرة آلاف لاجىء سوري إضافي وذلك حسب الاتفاق الذي توصل إليه وزراء داخلية الولايات الألمانية مع وزير الداخلية الاتحادي طبق الدوائر مطلعة بمؤتمر وزراء الداخلية الألمان امس الخميس في بون.
ونقلت «سانا»، عن مصدر في قيادة شرطة حمص، لم تحدد اسمه أو منصبه، قوله إن تفجيراً إرهابياً بسيارة مفخخة وقع ظهر امس بالقرب من دوار مساكن الشرطة في حي وادي الذهب بمدينة حمص ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص وجرح 25 آخرين بينهم نساء وأطفال.
واشار المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته في بريد الكتروني الى ان الحي تقطنه غالبية من العلويين. وقال ان «دويّ الانفجار كان ضخما» ووقع بالقرب من دوار مساكن الشرطة في الحي وتسبب بالاضافة الى الضحايا، بأضرار مادية كبيرة.
وتسيطر القوات النظامية السورية منذ بداية ايار/مايو على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالى الفي عنصر من مقاتلي المعارضة من احياء حمص القديمة بموجب تسوية بين ممثلين عنهم والسلطات، اثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام على هذه الاحياء.
واستهدفت احياء علوية عدة ومناطق اخرى قريبة من النظام في ريف حمص خلال الاسابيع الاخيرة بتفجيرات سيارات مفخخة.
وقتل 12 شخصا على الاقل في 25 ايار/مايو، في تفجيرين بسيارتين مفخختين استهدفا حي الزهراء في المدينة، بعد ايام من مقتل مئة شخص في تفجيرين آخرين في الحي نفسه. وتبنت جبهة النصرة (تنظيم القاعدة) هذه التفجيرات.
الى شمال المدينة، قتل منذ يوم امس 18 مقاتلا معارضا من كتائب اسلامية معارضة بينها جبهة النصرة المتطرفة خلال معارك مع القوات النظامية في محيط قرية ام شرشوح في ريف حمص التي كان المعارضون استولوا عليها امس.
ونفذ الطيران الحربي غارة على أم شرشوح امس ترافق مع قصف على مناطق عدة في القرية.
وتسيطر القوات النظامية على الغالبية العظمى من مساحة محافظة حمص (وسط)، لكن لا يزال يوجد فيها معقلان لمقاتلي المعارضة في مدينتي تلبيسة والرستن في الريف الشمالي، في حين تشهد مناطق اخرى محدودة في الريف القريب من محافظة حماة اشتباكات وعمليات كر وفر.
محللون أمريكيون: نجاح تنظيم «القاعدة» في ضرب الولايات المتحدة مرة أخرى مسألة وقت
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي»: اثارت الاخبار المفاجئة من العراق وسوريا حول سيطرة تنظيم القاعدة على عدة مدن عراقية وسورية مرة اخرى الهواجس الامريكية حول كيفية انهاء الحرب على الارهاب خاصة في ظل انتشار التهديد الى باكستان واليمن والصومال وشمال افريقيا والساحل ونيجيريا، ولا تقف المخاوف الامريكية عند هذا الحد حيث حذر عدد كبير من المحللين في الاونة الاخيرة من ان نجاح تنظيم القاعدة في ضرب الولايات المتحدة في عقر دارها هي مسالة وقت لا اكثر.
ويقول المحللون ان الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة لم تتمكن حتى الان من ضرب هدف رئيسي بالولايات المتحدة ولكنها تشكل تهديدا خطيرا على الحكومات في جميع انحاء المنطقة حيث تمكنت هذه التنظيمات من اقامة ملاذات امنة وسيطرت على الكثير من الاراضي وتحكمت في السكان وهي تنمو من حيث العدد والقدرة، ومن الواضح ان الطائرات بدون طيار والتعاون مع الجيوش المحلية هي الاسلحة الامريكية الوحيدة المستخدمة ضد الارهاب ولكن النتائج حتى الان اشكالية وليست كافية لهذه المهمة وهى تنذر بامتداد الخطر مرة اخرى الى المصالح الامريكية .
ويوضح البروفسور دانيال سيروير الاستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة والباحث في بمعهد الشرق الاوسط بان الطائرات بدون طيار قتلت الكثير من المتشددين ولكنها بالتاكيد برهنت على فشل الاعتقاد الامريكي بان الغارات ستلحق ضررا بالغا بالمنظمة كلها، والمقصود هنا تنظيم القاعدة والجماعات الموالية لها، او الحد من قدراتها لان تنظيم القاعدة تخلص من بيروقراطيته ولم تعد القيادة تعتمد على قيادة كارزمية كما كانت في السابق بل ساهمت ضربات الطائرات في اغضاب السكان المحليين ونشطت حركة تجنيد افراد جدد للاستعاضة عن الكوادر المقتولة وانتقلت القواعد القديمة الى المواقع القيادية الشاغرة كما ساهمت الغارات بتقويض شرعية الحكومات التى ساعدت واشنطن.
ويضيف سيروير مؤلف كتاب « كيف يمكنك حماية امريكا : تصويب الميزان « بان فعالية الجيوش في محاربة تنظيم القاعدة كانت مختلفة ولكنها ليست كافية ففي اليمن مثلا ورغم المساعدة القوية من الجيش الامريكي لم تتمكن القوات المسلحة من قمع التنظيم ولكنها نجحت قليلا في تشريدهم بشبه الجزيرة العربية كما اسفرت المواجهات الدائرة عن نزوح عدد كبير من المدنيين الذين لا علاقة لهم بالقتال اما ليبيا فهي تفتقد الى قوة عسكرية قابلة للحياة مما ادى الى الاعتمداد على زعيم ميليشيا لمهاجمة المتطرفين مما نزع الشرعية عن الحكومة ومؤسساتها، وفي مصر اختارت الحكومة القضاء على جماعة « الاخوان المسلمين « التى تعتبرها السلطات العسكرية منظمة ارهابية ولكن المستوى العام للعنف ارتفع ولم ينخفض .
اما في الصومال فقد كانت قوات الاتحاد الإفريقي/الامم المتحدة اكثر نجاحا ضد حركة الشباب ولكن وجودها هناك غير امن، وتحركت القوات الافغانية بشكل فعال ضد « طالبان « ولكنها لن تكون قادرة على الاستمرار مع رحيل القوات الامريكية بحلول نهاية هذا العام ناهيك عن التذكير بان القوات الافغانية لم تنسق لوحدها حتى الان حملة ضد التنظيم مما يعطى اشارات بانها قد تفشل في الاختبار الاول ، وفي مالي ، لم تعد الحكومة قادرة على تشديد الخناق على الشمال بعد انحسار التدخل الفرنسي اما نيجيريا فهي تتلعثم في جهودها ضد جماعة « بوكو حرام».
ولكن محدودية الجهود الحالية ضد القاعدة اكثر وضوحا في سوريا والعراق وفقا لاستنتاجات الخبراء الذين يعتبرون بان الرئيس السوري بشار الاسد كان عامل جذب لتنظيم « الدولة الاسلامية في العراق والشام « اكثر من كونه عامل تهديد ، ورغم النفى المتكرر حول وجود علاقة رسمية بين هذا التنظيم و«القاعدة» الا انهما يتفقان على هدف واحد هو اقامة دولة الخلافة الاسلامية.
وقد تمكن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام من السيطرة على مدينة الرقة وانتاجها من النفط اما الحركات الاكثر اعتدالا مثل جبهة «النصرة» فهي تناضل ضد هذا التنظيم ولكن دون نجاح يذكر ، ومن المتوقع قريبا مشاهدة هجمات الطائرات بدون طيار في الاراضي السورية لقلب المعادلة، وفي العراق، تم تزويد قوات الامن بكافة الوسائل العسكرية لمهاجمة «القاعدة» التى لها وجود قوي يصل الى الهيمنة في الفلوجة واجزاء اخرى من محافظة الانبار ذات الاغلبية السنية ولكن بدلا من التحالف مع الجماعات السنية المعتدلة شن المالكي حملة طائفية قوية لينجح في الانتخابات التى جرت الشهر الماضي وهو يسعى لتشكيل حكومة اكثرية مع تمثيل سنى لا يذكر .
ويقول المحللون الامريكيون بان الوسائل العسكرية اثبتت عدم قدرتها على مكافحة « التطرف الاسلامي» ولن تنجح مع وجود حكومات صديقة او غير صديقة تفتقر الى الشرعية مع شرائح واسعة من السكان كما انها لن تعمل بشكل جيد في اي مكان تختلس فيه نخبة معينة الموارد مع استبعاد للفئات الاجتماعية او السياسية الهامة لتقاسم السلطة.
وقد تصدر تصريحات واهمة تعلن انتهاء الحرب على الارهاب ولكن التطرف مستمر لتهديد المصالح الامريكية ولذلك يقترح عدد من المحللين على الولايات المتحدة بان توسع اسلحتها في مكافحة الارهاب الذي يشكل تهديدا صريحا للسلام والاستقرار بقدر ما يشكله العدوان العسكري، ومن بين تلك الوسائل العمل على بناء الدولة بشكل صحيح لأن النتائج المهتزة للجهود الخاطئة في العراق وافغانستان اوضحت بما لا يدعو للشك عقم الوسائل الحالية.
ويؤمن المحللون الامريكيون بانه تم تصميم معظم دول الشرق الاوسط لحماية حكامها وليس سكانها ولكن هزيمة التطرف تتطلب اكثر من طائرات بدون طيار او الاعتماد على القوات المحلية لذا على الولايات المتحدة دعم المؤسسات المحلية وتوفير بيئة سليمة وامنة لها اضافة الى العمل على توفير سيادة القانون والحكم المستقر والاقتصادات الدائمة والرفاه الاجتماعي.
والخلاصة التى توصل اليها هولاء بان الوسائل العسكرية فشلت حصريا مرار وتكرارا على مر التاريخ ولن تنجح في تحقيق نتيجة اخرى ولذا على الولايات المتحدة اذا ارادت عدم تكرار مشهد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وضرب تنظيم القاعدة بشكل جذري البدء في دعم المؤسسات المدنية والبرلمانات ووزارات المالية والمحاكم.
«جبهة النصرة» تسيطر على قرية في ريف حمص… و داعش» تنقل عربات عسكرية عراقية إلى «الولايات الغربية» في سوريا
عواصم ـ وكالات: أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن جبهة النصرة ( تنظيم القاعدة في بلادة الشام) والكتائب الإسلامية قد سيطرت على قرية بريف حمص .وقال المرصد في بيان صحافي امس الخميس: «سيطرت جبهة النصرة والكتائب الإسلامية على قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي، عقب تفجير سيارة مفخخة فجر أمس، تلاها اشتباكات عنيفة أدت لاستشهاد 16 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية، إضافة لمقتل مقاتلين اثنين على الأقل أحدهما سعودي الجنسية، من مقاتلي جبهة النصرة، خلال هذه الاشتباكات».
الى ذلك لقي 68 شخصا من بينهم 8 أطفال و3 سيدات، مصرعهم، في عمليات عسكرية شنتها قوات النظام السوري باستخدام الأسلحة الثقيلة، والبراميل المتفجرة، أمس الأول، على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مختلف المدن السورية.
وذكر بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي تتخذ لندن مركزا لها، أن عمليات جيش النظام، أسفرت عن مقتل 23 شخصا في حمص، و12 في حلب، و10 في إدلب، و9 في ريف وضواحي العاصمة دمشق، و4 في كل من درعا واللاذقية وحماة، وشخصا واحدا في كل من القنيطرة ودير الزور.
وأشارت لجان التنسيق المحلية السورية، في بيان لها، أن قوات تابعة للجيش السوري الحر، أوقعت خسائر كبيرة في صفوف جيش النظام، في مدينة إدلب، وأن وحدات تابعة للجيش الحر والجبهة الإسلامية، أوقعت خسائر فادحة في صفوف جيش الأسد في المناطق القريبة من مدن حلب وحماة وحمص.
وأضاف البيان أن المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مدن حلب وحمص وحماة ودرعا وريف وضواحي العاصمة دمشق، تعرضت لقصف مكثف من القوات التابعة لجيش النظام السوري.
من جانبها أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن القوات الحكومية تمكنت من القضاء على عدد كبير من المسلحين، وتدمير آلياتهم، خلال اشتباكات وقعت في إدلب وحماة وحلب ودرعا.
الى ذلك عرض تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أو «داعش»، امس الخميس، صوراً تظهر جرافات تابعة لهتقوم بإزالة الساتر الترابي الذي أقيم مؤخراً على الحدود بين العراق وسوريا للحد من تسلل المسلحينعبرها، وأخرى لعبور عدد من العربات العسكرية التي قال إنه «غنمها»من الجيش العراقيباتجاه سوريا.
ونشرت صفحةتابعة للـ «الدولة الإسلامية» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، امس، صوراً لجرافات تقوم بإزالة الساتر الترابي بين العراق وسوريا، وعبور عدد من الشاحنات وعربات «الهمر» العسكرية الأمريكية التي «غنمها» مقاتلو التنظيم من الجيش العراقي مؤخراًباتجاه سوريا.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، أيار/ مايو 2013،أن شرطة الحدود أنجزت حفر خندق وساتر ترابي بطول 230 كيلو متر على الحدود العراقية السورية بهدف السيطرة على«عصابات التهريب والتسلل».
وتم كتابةتعليقات شارحة للصور«عبور عربات عسكرية غنمها جنود الدولة الإسلاميةمن الجيش العراقي في ولاية نينوى (غربي العراق)باتجاه ولاية البركة (الحسكة) شرقي سوريا، بعد إزالة «حدود العار».
ويطلق مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» على المدن والمحافظات التي يتواجدون فيها تسمية «ولايات» ويقومون في بعض الأحيان بتغيير الاسم الأصلي لها، فمثلاً يتم إطلاق تسمية «ولاية الخير» على دير الزور السورية، و»البركة» على الحسكة، و»الشام» على دمشق، فيما تحافظ بعض الولايات على تسميتها مثل نينوى العراقية والرقة السورية.
كما أظهرت الصور عدداً من مقاتلي التنظيم يقومون بالدخول إلى مخفر حدودي عراقي بعد انسحاب مقاتلي الجيش العراقي منه، فيما قام أحد المقاتلين بوضع راية التنظيم فوق المخفر المذكور.
وقال ناشطون سوريون، امس الخميس، إنه تم مشاهدة عدد من عربات «الهمر» في منطقة الشدادي التي يسيطر عليها مقاتلو «داعش» جنوبي محافظة الحسكة (شرق سوريا).
وفي تصريحات لوكالة «الأناضول»، أوضح الناشطون أن تلك العربات كانت تحمل العلم العراقي قبل أن يقوم عناصر التنظيم بإزالته ووضع راية الدولة الإسلامية (راية سوداء اللون مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله).
ولم يتسنّ حتى الساعة ( 10:00تغ) التأكد من صحة الصور أو ما ذكره الناشطون السوريون من مصدر مستقل.
وسقطت محافظة نينوى غربي العراق بالكامل، الثلاثاء الماضي، بيد مقاتلي «داعش» ومسلحين متحالفين معهم،بعدما انسحبت قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين وكركوك في محافظة التأميم (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار (غرب).
و»داعش»، هو تنظيم يتّبع فكر القاعدة ومدرج على لائحة الإرهاب الدولية، ونشأ في العراق بعيد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وامتد نفوذه إلى سوريا بعد اندلاع الثورة الشعبية فيها آذار/ مارس 2011، وسيطر على مناطق واسعة فيها خاصة في شرق البلاد وشرقها، ويسعى لإقامة «دولة تطبق فيها الشريعة الإسلامية» في الدولتين (العراق وسوريا).
ومنذ نهاية العام الماضي، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها «جبهة النصرة» و»الجبهة الإسلامية»،وانضم إليهم،مؤخراً،مسلحون من «عشائر المنطقة»، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل «داعش» في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ «تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام».
وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.
وسقط في الاشتباكات التي تدور أعنفها منذ أسابيع في ريف محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، مئات القتلى والجرحى من الطرفين بينهم قياديين فيهما، كما وقع عشرات الأسرى من كل طرف لدى الآخر.
قيادي بالجيش الحر يشيد بشجاعة المبعوث الامريكي السابق لسوريا روبرت فورد
واشنطن ـ الاناضول: أثنى قائد عسكري في الجيش السوري الحر على شجاعة المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، السفير روبرت فورد، في نقل معاناة الشعب السوري واحتياجات المعارضة.
وقالقائد قوات الصفوة في الجيش السوري الحر، العقيد عبد الجبار العقيدي، خلال مؤتمر صحافي جمعه وقيادات معارضة أخري عبر سكايب مع صحافيين في واشنطن،«أشيد بشجاعة فورد في التعبير عن معاناة الشعب السوري واحتياجات المعارضة». وأضاف: «فورد لم يكن يستطيع التعبير عن رأيه من قبل لكونه كان يعمل مع الادارة الامريكية، لكنه فعل ذلك حالما قدم استقالته».
وقدم فورد استقالته في أيار/ مايو الماضي، مبررا ذلك بوصوله إلىحالة لا يستطيع معها الدفاع عن سياسية الولايات المتحدة المتعلقة بالأزمة السورية.
وفي مقال نشره امس في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية،دعا فورد بلاده وحلفائها إلى «تسريع تزويد المعارضين المعتدلينفي سوريا بالسلاح؛ من أجل مكافحة تزايد قوة الجماعات المتطرفة، ولكي يصبح من الممكن إجلاس الأطراف المتصارعة على طاولة الحوار»، على حد قوله.
وأكد على «ضرورة حصول الجيش السوري الحر على معدات عسكرية أكثر، تتضمن صواريخ أرض جو، لكي يتمكن من مواجهة الغارات الجوية للجيش النظامي».
واتساقا مع مطالب فورد،طالب العقيد عبد الجبار العقيديالولايات المتحدة والمجتمع الدولي بـ»تحمل المسؤولية الاخلاقية الملقاة على عاتقهم» وتزويد المعارضة السورية «بالاسلحة الثقيلة وتعزيز قدراتها للتصدي للنظام المجرم الذي يرفض أي تسوية او حل سلمي»، على حد قوله.
وأشار إلى أن المعارضة السورية ترغب في تكوين «شراكة مع الغرب والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب وصنع السلام في العالم».
وأكدجبار أن طلب المعارضة السورية للسلاح لا يعني بأي حال من الاحوال طلباً للتدخل العسكري، وقال: «نحن لا نريد تحميلهم العبيء العسكري، لا نريد تدخلهم عسكرياً على الأرض، كل ما نريده هو أسلحة تمكننا من قتال النظام والإرهاب».
واتهم واشنطن بعدم الجدية في تزويد الجيش الحر بالاسلحة، قائلا«هي تتحجج بقلقها من وقوع الأسلحة في الأيدي الخطأ،لكننا تعهدنا لهم وقدمنا لهم كل الضمانات على أن هذه الاسلحة ستظل في أيدي اناس لا يؤمنون بالقتل ولا بالطائفية ولا يريدون غير الحرية والديمقراطية».
من جهته، أكد العقيد عفيف سليمان قائد مجلس ادلب العسكري في الجيش السوري الحر على قدرة قوات الجيش مقارعة التطرف في سوريا حال امتلاكها الأسلحة المطلوبة.
وقال خلال المؤتمر الصحافي ذاته «النظام العراقي فشل في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بكل ما يمتلكه من معدات حديثة، ونحن استطعنا اخراجهم من مناطقنا بما نمتلكه من أسلحة بسيطة، لكننا لن نستطيع إخراجهم من سوريا كلياً بدونالأسلحة الثقيلة».
وأكد سليمان أن ازمة التطرف لاتهدد سوريا فحسب بل المنطقة كلها والولايات المتحدة كذلك.
ودعا الشعب الأمريكي إلى اقناع إدارة الرئيس اوباما بتزويد المعارضة السورية بالدعم العسكري المطلوب، قائلا: «إذا لم تقنعوا الإدارة الأمريكية بتزويدنا بالأسلحة فلن نتمكن من دحر الإرهاب».
ولفت إلى أن الولايات المتحدة بدأت، مؤخراً، مدهم بـ»اليسير جداً» من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وبعض الذخائر «مما لا يكفي لتسليح فصيل واحد في الجيش الحر لخوض معركة واحدة».
وتسارعت خلال الأيام القليلة الماضية، الأحداث في محافظات شماليالعراق، نينوى وصلاح الدين وديالى، عقب سيطرة مقاتلو «داعش» على العديد من المناطق في تلك المحافظات، في ظل انسحاب لقوات الشرطةالعراقية.
تداخل بين الحرب الأهلية السورية والعراق… صراع لا يحترم الحدود ويلغي «سايكس ـ بيكو»
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: اعتبرت صحيفة «الغارديان» البريطانية سقوط مدينة الموصل يوم الإثنين الماضي بيد المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بأنها «ضربة لأي أمل بتعافي الدولة العراقية الضعيفة، ولنشوء حكومة عراقية مستقرة وممثلة للجميع».
وترى الصحيفة إن انتصار داعش يمثل انتصارا للطائفية، أي من ناحية إنها انتصار لفصيل سني متطرف، وحضرت له حكومة طائفية في بغداد من ناحية أخرى. وعبرت الصحيفة عن مخاوفها من اندلاع حرب أهلية شاملة تعمق الخلاف السني ـ الشيعي الذي يقسم دول الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن العراق في ظل حكم رئيس الوزراء غير المتنور نوري المالكي، «رجل قصير النظر وضيق العقل» كان مؤلف هذه المأساة. فمنذ توليه السلطة عام 2006 لم يستطع المالكي أن يكون رجلا وطنيا كما يجب أن يكون الحال، وبدلا من ذلك كرس نفسه ووقته لتعزيز قاعدته الشيعية، من خلال التخلص من منافسيه أو إضعافهم واستبعد السنة من السلطة السياسية.
وظهر هذا الإستبعاد واضحا بعد عام 2010 عندما ذهبوا جماعات لصناديق الإقتراع وانتخبوا قائمة طويلة من الممثلين ليكتشفوا أن هذا لم يمنحهم صوتا في الحكومة.
وفي الوقت الذي لم يتم الكشف عن التحالف الحكومي القادم لكن ليس لدى السنة أدنى شك من أن نفس الأشكال ستتكرر.
فقد شاهدوا عددا من القادة السنة وهم يدفعون خارج الحكم بناء على اتهامات غير صحيحة من التورط في الإرهاب.
وكانت نتيجة هذه مرارة خاصة في إقليمي الأنبار ونينوى اللذان قادا الإحتجاج ضد الحكومة، واختارت الأخيرة تجاهل مطالبهم أو قمعهم.
بلادة وضيق نظر
وفتحت سياسات المالكي كما ترى «الغارديان» الباب واسعا أمام داعش التنظيم الذي حل محل القاعدة ليصبح من أقوى الجماعات الجهادية وأكثر نشاطا في العالم.
ويعمل داعش بدون أي معوقات في مناطق واسعة من غرب العراق وشرق سوريا، ويتمتع التنظيم ولوقت طويل بتأثير في الموصل حيث كان يغتال الساسة الذين يعارضونه ويفرض الضرائب على التجار.
وتعتقد الصحيفة أن تحول التنظيم من العمل السري للعمل العلني والسيطرة على المناطق يعتبر تحولا مهما لأنه يشكل تحد لبغداد وسلطاتها، خاصة أن داعش سيطر على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات بما فيها مروحيات وملايين الدنانير العراقية من البنك المركزي في الموصل.
فالتنظيم مستعد للمواجهة لكنه قد لا ينتصر، لأن المالكي الداهية تكتيكيا والبليد استراتيجيا، قد يستخدم الأزمة لصالحه ويقدم نفسه بأنه رجل الساعة ويحصل على رئاسة الوزراء التي ضمنها ولكنه لم يحصل عليها بعد.
وقد تحاول الحكومة استعادة الموصل بالقوة مما سيضع الجيش المكون من الشيعة في الغالب ضد السنة، وعملية كهذه إن تم فيها استخدام الطيران والدبابات ضد المناطق المدنية فقد تؤدي إلى تعبيد الطريق للحرب الأهلية.
وتعتقد الصحيفة أن الطريقة الوحيدة لحل الأزمة هو إقناع الحكومة العراقية بتغيير طريقة حكمها الطائفية التي تحكم بها العراق في السنوات الماضية، ولكن إقناع المالكي بهذا هو أمر آخر. وينظر للتطورات في العراق باعتبارها تحد لمقولة الإدارة الأمريكية «العراق أقل عنفا» اليوم.
مخاطر جسيمة
وترى صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في احتلال الموصل والتطورات الجديدة في العراق خطرا على حلفاء أمريكا في المنطقة: إسرائيل، تركيا، الأردن وحكومة إقليم كردستان، مشيرة أيضا إلى أن فكرة نشوء منطقة آمنة للمتطرفين تمثل أيضا تهديدا عظيما على المصالح الأمريكية، خاصة في حالة انضمام العراق للحرب الأهلية السورية. وانتقدت الصحيفة الرئيس باراك أوباما الذي ظل يؤكد على أهمية ما عمله «لإنهاء الحروب»، «وفي الحقيقة، كان يسحب القوات الأمريكية من الحروب التي لم تنته بعد، مما يجعل من الصعوبة بمكان الحفاظ على هذا الزعم».
وحذرت من إمكانية قيام كيان إسلامي في مناطق شمال العراق وسوريا حيث سيصبح مركز جذب للمقاتلين من دول العالم بما فيها أمريكا.
وقالت إن سحب القوات الأمريكية من العراق هو وصفة للفوضى وعدم الإستقرار.
وتعلق على كلام أوباما في «ويست بوينت» الذي جاء فيه «ليس كل مشكلة لها حل عسكري»، «هذا صحيح، لأن هدف السياسة الأمريكية هو العمل على تشكيل الأحداث كي لا نضطر للحل العسكري، فقد ساعد وجود القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية على تحقيق السلام لأكثر من نصف قرن». ومن هنا تطالب الصحيفة إدارة أوباما بالواقع الحالي في المنطقة العربية المليئة بالمشاكل والقيام برسم استراتيجية تبتعد عن شعار «إنهاء الحرب بطريقة مسؤولة»». وكشفت في هذا السياق صحيفة «نيويورك تايمز» تردد إدارة أوباما في الرد على مطالب الحكومة العراقية تزويدها بالخبرة للقيام بغارات بدون طيار أو تولي المهمة.
رفض متكرر
ففي الشهر الماضي تقدم رئيس الحكومة العراقية بطلب سري لإدارة أوباما عرض عليها القيام بهجمات جوية ضد مواقع داعش.
ولم يستجب البيت الأبيض للطلب حيث كانت الإدارة مترددة في فتح فصل جديد للنزاع الذي أكد أوباما أنه أغلق بخروج القوات الأمريكية من العراق عام 2011. وترى الصحيفة أن سقوط الموصل السريع وهروب الجيش العراقي أظهر الكيفية التي يتلاقى فيها النزاع السوري والعراقي حيث تحولا لتمرد إقليمي واسع يقوم فيه المقاتلون بالتنقل بحرية بين البلدين، وكشفت في الوقت نفسه عن القيود التي يضعها البيت الأبيض على استخدام القوة الأمريكية في الخارج. ورفضت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان التعليق على طلب المالكي قائلة «لا نريد الدخول في تفاصيل نقاشاتنا الدبلوماسية».
وتذكر الصحيفة أن أمريكا استخدمت وبشكل متكرر طائرات بدون طيار «درون» لضرب ناشطي القاعدة في اليمن والباكستان لكن المتحدثون باسم الإدارة نفوا إمكانية استخدامها في العراق رغم التقدم الذي كان يحققه المقاتلون السنة.
وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تحدث العام الماضي عن فكرة استخدام الطائرات الامريكية بدون طيار للرد على توسع شبكة المتشددين في العراق إلا أن المسؤولين الأمريكيين رفضوها بذريعة أنها لم تأت من المالكي نفسه.
درون
وبحلول شهر آذار/ مارس أخبر المسؤولون الامريكيون الذين زاروا بغداد برغبة القيادة العراقية استخدام القوة الجوية الأمريكية لضرب مواقع المقاتلين الجهاديين ومراكز تدريبهم ومساعدة الجيش العراقي الضعيف لمنعهم من الدخول للعراق عبر الحدود السورية.
ونقلت عن كينث بولاك، المستشار السابق في الإستخبارات الامريكية (سي أي إيه) الذي زار بغداد في آذار/ مارس «طلب المسؤولون العراقيون على أعلى المستويات طائرات بطيار وبدون طيار لتوجيه ضربات ضد معسكرات داعش في صحراء الجزيرة». وزادت المطالب العراقية مع توسع التمرد السني، ففي 11 أيار/ مايو قال المالكي لوفد دبلوماسي وللجنرال لويد أوستين، قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط أنه يرغب لو قامت أمريكا بتعليم العراقيين كيفية إدارة طائرات «درون»، وفي حالة الرفض، عبر المالكي عن استعداده للسماح للطائرات الأمريكية العمل داخل العراق. وعاد المالكي وكرر الطلب في مكالمة هاتفية له مع نائب الرئيس جوزيف بايدين في 16 أيار/مايو، وبعد ذلك تقدم المالكي بطلب مكتوب. ويقول خبراء إن عملا عسكريا أمريكيا كان مفيدا لو اتخذ المالكي الخطوات لجعل حكومته أكثر شمولا. ويقول بولوك «كان العمل العسكري في العراق إيجابيا لو كان مشروطا بتغيير المالكي سلوكه داخل النظام السياسي العراقي»، و»كان عليه جلب السنة مرة أخرى والموافقة على تقليل سلطاته التنفيذية وإصلاح القوى الأمنية العراقية». لكن الإدارة الأمريكية المحت أنها ليست مهتمة بتدخل عسكري مباشر.
وترى الصحيفة ان الإدارة الأمريكية لم تتوقع تدهور الأوضاع في العراق عندما انسحبت منه في عام 2011، وبحسب نائب مستشار الأمن القومي أنتوني بلينكين «فالعراق أقل عنفا اليوم»، ويصر الأمريكيون على أن النزاع منذ البداية هو سياسي وليس عسكري، ففشل المالكي من ضم السنة للحكومة زاد من الإنقسام الطائفي. وفي الوقت نفسه يرى المسؤولون الأمريكيون ان المتشددين الإسلاميين يمثلون تهديدا عسكريا للقوات العراقية. وتواجه معركة مع داعش الممتدة على طول الاراضي السورية والعراقية، وبحسب المبعوث الدولي السابق الأخضر الإبراهيمي «عندما ذهبت لبغداد أخبروني أن كل 100 عملية ينفذها داعش في سوريا ينفذ 1000 مثلها في العراق».
دعم محلي
ولا يزال التقدم السريع الذي حققته داعش منذ يوم الإثنين الماضي مثارا للدهشة، وهو مرتبط بالدرجة الأولى بانهيار الجيش العراقي لكن صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» تساءلت إن حصل مقاتلو داعش على دعم محلي.
وكتب مراسل الصحيفة دان ميرفي أن انتصار داعش يعتبر لحظة مهمة ودليل على أنه لا يمكن تجاهل التنظيم هذا باعتباره مجموعة من المقاتلين المتفرقين والذين كانوا قادرين على تثبيت أقدامهم في سوريا ولكنهم لا يستطيعون مواجهة القوات العراقية. ويرى ريتشارد سبنسر ان نجاح داعش في الموصل راجع لقدرة التنظيم الدعائية والإعلامية في سوريا. ويقول سبنسر إن التنظيم على خلاف سوريا كان حذرا في تعامله مع السكان المحليين وحاول استثمار غضب السكان على الحكومة الطائفية التي يتسيدها الشيعة.
ويرى سبنسر أن نجاح داعش في السيطرة على الفلوجة والرمادي قبل أشهر لم يكن ليتحقق بدون دعم محلي ملمحا أن دخول الموصل تم بدعم محلي.
وتشير شهادات جمعتها «واشنطن بوست» من سكان الموصل إلى ترحيب بعضهم بداعش، فبحسب كثير سعيد (48 عاما) قال إنه شعر بالنشوة لهزيمة الجيش وأنه ترك الموصل خشية من قصف الحكومة الأحياء المدنية، أما أبو محمد (50) فيقول إنه غادر الموصل لمرض والده «داعش جاء ليحرر السكان من الحكومة الطائفية الظالمة».
هل يصل لبغداد؟
ويقول باحثون أن سيطرة داعش على مدن وأراض غير من طبيعة المشكلة فلم تعد مشكلة إرهاب كما تقول جيسكا لويس من مركز دراسات الحرب بواشنطن «هذا هو جيش يزحف في العراق وسوريا ويقوم بالسيطرة على مناطق».
ونقلت مجلة «تايم» عن لويس قولها «نستخدم كلمة إحاطة» للحديث عن تقدم داعش «لديه حكومة ظل في داخل وخارج بغداد ولديه أهداف وطموحات للحكم، ولا أعرف إن كانت لديهم نية لحكم بغداد أو انهم يريدون تدمير مؤسسات الدولة العراقية، وأيا كان الحال فالنتيجة ستكون كارثية».
ويصف مسؤولون أمنيون وعسكريون أمريكيون داعش بأن لديه قيادة عسكرية متقدمة وتسلسل قيادي وآلية تواصل محكمة، ولديهم تمويل جيد، ولا ينقصهم المقاتلون، ليس من المقاتلين الأجانب ولكن المحررين من السجون، ويتفوقون على الجيش العراقي باتقانهم حرب العصابات. ورغم كل هذا فلا يعرف إن كان داعش سيتقدم نحو بغداد.
وفي تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» عن راؤول الكالا، وهو مستشار سابق لمجلس الأمن القومي قوله إن بغداد ليست بعيدة عن المخاطر، مع أن قوات داعش تواجه مقاومة كلما توغلت جنوبا. ويرى تحليل لمركز دراسات الحرب أن المقاتلين الزاحفين من الشمال قد يتواصلون مع زملائهم حول العاصمة ويشكلون تهديدا على العاصمة. ونقلت عن مواطن غربي مقيم في بغداد قوله إن هناك شعور بالخطر يتزايد وقامت بعض الشركات بإجلاء موظفيها كإجراء احترازي.
وهناك من يريد الخروج ولكنه لا يعرف أين فالطريق لكردستان غير آمن وسوريا غير آمنة» حسب نديم مجيد.
كابوس عراقي
ويعتقد باحثون أن الأزمة العراقية بدأت قبل عقد من الزمان، فبحسب توماس ريكس، مراسل واشنطن بوست في العراق ومؤلف كتاب «مهزلة» «أعتقد أن الغزو الأمريكي زعزع ميزان العراق والشرق الأوسط» مضيفا لمجلة «تايم» «فبإخراج السنة من السلطة في بغداد، زادت أمريكا من تأثير إيران في البلد مما أدى لردة فعل سنية، وبشكل أوسع، اعتقد أننا نشهد إعادة رسم خريطة المنطقة، ويقوم بها هذه المرة سكان المنطقة وليس الدبلوماسيون الفرنسيون والبريطانيون».
ومهما ستنجلي عنه الأحداث فالعراق يعيش كما تقول صحيفة «فايننشال تايمز»، «كابوسا» لأن الإنتصارات التي حققها الجهاديون تمزق البلاد وقالت «إن السهولة التي استطاعت فيها عصابة مسلحة بأسلحة ثقيلة، ويرتدون القمصان السود ويحملون رايات الجهاد، وسيطروا على الموصل ثاني أكبر المدن العراقية يجب أن ترسل رعشة في عظام العالم، إنه كابو س استراتيجي لأفغانستان جديدة في قلب الشرق الأوسط».
وقالت إن سقوط الموصل يطرح أسئلة حول إمكانية بقاء العراق بلد موحدا. وترى الصحيفة أن الفصل الأخير من التراجع المأساوي العراقي بدأ العام الماضي عندما فتحت عملية التطهير التي قام بها المالكي للقادة السنة الباب أمام عودة القوى الجهادية التي طردت من البلاد عبر تحالف سني- أمريكي قبل خمسة أعوام.
ولكن داعش عاد قبل ستة أشهر للانبار بوتقة التمرد السني واستعادت قواته الفلوجة، وفشلت قوات المالكي بإخراجهم منها. وتقول الصحيفة إن الحرب في سوريا أسهمت في الاحداث لكن المناطق الحدودية ومنطقة الجزيرة بين دجلة والفرات تحولت لأمارة جهادية لأن المقاتلين السنة في شرق سوريا ارتبطوا مع السنة العراقيين المهمشين في غرب العراق، فالقبائل السنية التي رفضت داعش وبروزها الجديد غاضبة على المالكي وفشله في تقديم الخدمات الرئيسية وتصميمه على إسكاتهم.
وترى الصحيفة ان العراق يقف على اعتاب التفكك الطائفي لأنه فقد اي حس بالسرد الوطني، القصة الجامعة.
وتعتقد أن العراق بعد عشرة أعوام من الغزو الأمريكي بحاجة لحكومة وحدة وطنية تجمع السنة والشيعة والأكراد وتكون بديلا عن أيديولوجية الدم الجهادية التي أسهم المالكي بإحيائها نتيجة لأخطائه التي لم تأخذ اعتبارا لأحد.
دمشق: سبعة مراسيم بالعفو عن ..القتيل
المدن
عشرات الآلاف من القتلى تحت التعذيب، في سجون النظام السوري، تجعل الحديث عن مراسيم العفو أقرب إلى السخرية المؤلمة. فملفات الإعتقال التعسفي والاختفاء القسري والمغيبين لمئات آلاف السوريين، ستبقى جروحاً غائرة في وجدان وضمير السوريين. لا ينفع فيها عفو وهمي، من نظام استبدادي يرتكب جرائم موصوفة ضد الإنسانية بحق الشعب.
أول مرسوم عفو تشريعي، صادر عن رئاسة الجمهورية، بعد تفجر الثورة السورية، حمل الرقم 61 وقضى بمنح عفو عام عن بعض الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 31 أيار/مايو 2011. وهو أول مرسوم عفو بهذا الحجم منذ العام 1985، وقد شمل مختلف الجرائم السياسية، والمنتسبين إلى جماعة الإخوان المسلمين، ونصف العقوبة في الجنايات، وربع العقوبة في الجرائم الاقتصادية. كما شمل أيضاً كامل العقوبة في جرائم الشيك بدون رصيد وكذلك جرائم النصب والاحتيال، وجرائم التهريب. واستثنت مواد المرسوم “الجرائم” المتعلقة “بعدم تنفيذ أو إطاعة الأوامر العسكرية والعصيان”، و”العسكريين الذين يفقدون أسلحتهم”، والمدنيين الذين يقومون “بسرقة أشياء عائدة للجيش” و”إتلاف المعدات التابعة للجيش”، و”العسكريين الذين يؤسسون أو ينتمون إلى جمعيات دولية”. وجاء ذلك لتطويق حالات الإنشقاق التي بدأت تظهر في صفوف قوات النظام، والتي أفضت إلى تأسيس الجيش السوري الحر. وكذلك استثنى العفو من قانون العقوبات تلك المواد التي تتعلق بـ”المؤامرات والاقتتال الطائفي وصنع المتفجرات المواد الحارقة أو السامة، أو القيام بأعمال تخريب وتشكيل عصابات مسلحة، أو انشاء جمعيات بقصد تغيير كيان الدولة السياسي والاجتماعي عن طريق الأعمال الإرهابية”. المرسوم رقم 61 تكفل بإخراج المجرمين ولصوص المال العام من السجون، في أكبر عملية تفريغ لهم، وهو الأمر الذي انعكس سلباً على مجريات الأحداث في سورية.
المرسوم الثاني رقم 72 جاء بعد أقل من شهر، وشمل عفواً عن بعض الجرائم الجنائية المرتكبة قبل تاريخ 20 حزيران/يونيو 2011. وأهمها جرائم التهريب ما عدا الأسلحة والمخدرات. وتضمن عفواً عن كامل العقوبة بالنسبة لمتعاطي المخدرات، وجميع الجرائم الجنحية الواردة في قانون المخدرات والسرقة البسيطة والإحتيال. ويعتبر المرسوم 72 استكمالاً لإفراغ السجون من الجنائيين، وإغراق الشارع السوري بهم.
المرسوم الثالث حمل الرقم 10 بتاريخ 10 كانون ثاني/يناير 2012 وقضى بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة على خلفية الأحداث التي وقعت منذ تاريخ 15 آذار/مارس 2011 وحتى تاريخ صدوره. وخصّ “الجرائم” التي تتعلق بنشر دعاوى “ترمي إلى إضعاف الشعور القومي، أو إيقاظ النعرات العنصرية أو المذهبية” وذلك في زمن الحرب. كما شمل عفواً عن كامل العقوبة لمن نقل في سورية في الأحوال عينها أنباء يعرف أنها كاذبة أو مبالغ فيها من شأنها أن توهن نفسية الأمة. وكل من اعتقل على خلفية المظاهرات غير المرخصة المخالفة لنص قانون التظاهر السلمي. وكامل العقوبة بالنسبة لجرائم حمل وحيازة الاسلحة والذخائر بدون ترخيص، إذا بادر صاحبها إلى تسليمها للسلطات المختصة خلال مدة محددة. وشمل حالات الفرار من الخدمة العسكرية الداخلية والخارجية. لكنه حدد المستفيدين منه كما يلي: “لا يستفيد المتوارون من أحكام هذا العفو العام إلا إذا سلموا أنفسهم خلال مدة أقصاها 31-1-2012″. المرسوم الاستباقي رقم 10 كان موجهاً خصوصاً لـ”المتهمين” من غير المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية، والواردة أسمائهم على لوائح الإعتقال، بناء على وشايات أو اعترافات منتزعة تحت التعذيب.
العفو الرابع كان عندما أصدر الأسد، المرسوم التشريعي رقم 71 والقاضي بالعفو العام عن الجرائم المرتكبة قبل 23 تشرين أول/أوكتوبر 2012، مستثنياً الجرائم التي تتعلق بـ”الإرهاب”. وقال حينها وزير العدل في حكومة النظام إن “المرسوم يشمل الغالبية العظمى من الجرائم بأنواعها المختلفة، وبدرجات متفاوتة، بدءاً بأشد الجنايات المعاقب عليها بالإعدام، وانتهاء بالمخالفات البسيطة كما شمل تدابير الاصلاح والرعاية للاحداث في الجنح”. وشمل “جرائم” حمل وحيازة الأسلحة بشكل غير مشروع، وجرائم الفرار الداخلي والخارجي.
العفو الخامس كان عن “جرائم” مرتكبة قبل تاريخ 16 نيسان/ أبريل 2013. وينص المرسوم على أن “تستبدل عقوبة الإعدام بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة، وعقوبة الاشغال المؤبدة بعقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة 20 عاما”، فيما يستثنى من أحكام المرسوم “جرائم تهريب الأسلحة والمخدرات”. وتضمن “العفو عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي”، وذلك لمن يسلم نفسه خلال ثلاثين يوماً بالنسبة للفرار الداخلي، و90 يوماً بالنسبة للفرار الخارجي. كما يقضي المرسوم “بالعفو عن ربع العقوبة، لمن انضم من السوريين إلى منظمة إرهابية”.
بتاريخ 30 تشرين أول/ أوكتوبر 2013 صدر مرسوم العفو السادس، ويتعلق بـ”الجنود الفارين من الخدمة في سوريا”. وهو يمنح عفواً عاماً عن “جرائم” مرتكبة قبل تاريخ 29 تشرين الأول/أوكتوبر 2013، وتخص “التخلف عن الالتحاق بالخدمة الالزامية أو الفرار منها، اذا تمت تسوية اوضاعهم التجنيدية أصولا خلال ثلاثين يوماً، أو إذا التحقوا بوحداتهم خلال هذه المهلة”. وعن كامل العقوبة عن الجنود الذين يتركون قطعهم العسكرية ولا يعودون إليها، داخل أو خارج البلاد.
المرسوم رقم 22 كان آخر مراسيم العفو، والقاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 9 حزيران/يونيو 2014. وشمل كامل عقوبة المتهمين “بالتآمر، والانضمام لمنظمات إرهابية، ومرتكبي أعمال إرهابية والمروجين للإرهاب، والمتكتمين عن إخبار السلطات عن الجنايات”. وعفواً جزئياً عن “المتهمين بتهريب وتصنيع وحيازة أسلحة وذخائر ومتفجرات”. وذلك حصراً من الذين أحيلوا إلى “محكمة الإرهاب”.
وبحسب نص العفو فإنه سيشمل من اتهموا من قبل النظام “بالنيل من هيبة الدولة، ونشر أخبار كاذبة، والمتخلفين عن السوق إلى خدمة العلم، والمتهمين بالتحريض على النظام من خلال أشرطة مصورة ومقالات”. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فأنه من الممكن أن يشمل العفو المعتقلين الموجودين في الأفرع الأمنية، ومن أحيل منهم إلى محاكم ميدانية. ولم تتضح إلى الآن، الآلية التي سيتم فيها تطبيق هذا العفو، على من صدرت بحقهم أحكام ومازالوا قيد المحاكمة، سواء في الأفرع الأمنية أو المحاكم الميدانية.
الرئيس الأميركي: ندرس جميع الخيارات في العراق
نائب أوباما يتصل بالمالكي لبحث الأزمة.. ورئيس الوزراء طلب سرا مساعدة واشنطن عسكريا
لندن: «الشرق الأوسط» أربيل: تيم أرانغو*
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إنه يبحث كل الخيارات في مساعدة الحكومة العراقية على مواجهة أعمال العنف المسلح المتصاعدة هناك، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن اتصال نائبه جو بايدن برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لبحث الأزمة العراقية، دون الإعلان عن فحوى المحادثات.
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض، أثناء اجتماعه مع رئيس وزراء أستراليا توني أبوت، إن «من مصلحة الولايات المتحدة ضمان ألا يحصل الجهاديون على موطئ قدم في العراق»، وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تبحث شن هجمات باستخدام طائرات من دون طيار، أو أي إجراء آخر لوقف أعمال العنف المسلح، قال أوباما «لا أستبعد أي شيء»، مضيفا أنه ستكون هناك تحركات عسكرية قصيرة المدى وفورية ينبغي عملها في العراق، ومشيرا إلى أن فريقه للأمن القومي يبحث كل الخيارات. وتابع أن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ «إجراء عسكري» عند تهديد مصالحها المرتبطة بالأمن القومي.
وكان من المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن في وقت لاحق أمس. وقال سفير العراق لدى فرنسا فريد ياسين إنه سيدعو إلى تقديم أسلحة ودعم جوي. وأضاف لراديو فرنسا الدولي أن بلاده تحتاج إلى معدات وطيران إضافي وطائرات من دون طيار. وتابع قائلا إنه «على المجلس دعم العراق، لأن ما يجري لا يمثل تهديدا للعراق فقط؛ بل للمنطقة بكاملها».
وقالت فرنسا أمس إنه على القوى العالمية أن تتحرك بصورة عاجلة للتعامل مع الوضع في العراق. وقال وزير خارجيتها لوران فابيوس إن «تقدم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يعرض للخطر وحدة وسيادة العراق.. إنه يمثل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة»، وأضاف: «يتحتم على المجتمع الدولي مواجهة الوضع».
وفي غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتصل برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس لبحث الأزمة الأمنية المتفاقمة في العراق. ولم تتضح على الفور تفاصيل المكالمة التي تأتي في وقت سيطرت فيه جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام على مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق من بينها الموصل ثاني أكبر المدن في البلاد. وكان البيت الأبيض لمح أول من أمس إلى أنه يبحث دعم القوات العراقية لمساعدتها على التصدي لأعمال العنف المسلحة، بدلا من الاستجابة لما وصفها مسؤول أميركي بمطالبات عراقية سابقة بشن ضربات جوية أميركية تستهدف المتشددين.
وأشار تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس إلى أنه في الوقت الذي تصاعد فيه تهديد المسلحين السنة في غرب العراق في الشهر الماضي، طلب المالكي سرا من إدارة أوباما النظر في شن غارات جوية ضد مواقع تمركز المتطرفين، وذلك وفقا لما صرح به مسؤولون عراقيون وأميركيون. وأن طلبات العراق قوبلت بالرفض حتى الأمس من البيت الأبيض، لأن الإدارة الأميركية كانت مترددة في فتح فصل جديد في الصراع، الذي أكد الرئيس أوباما على أنه قد انتهى عندما سحبت الولايات المتحدة آخر قواتها من العراق في عام 2011.
ورفضت المتحدثة الرسمية باسم مجلس الأمن القومي، برناديت ميهان، التعليق على طلب المالكي. وصرحت في بيان: «لن ندخل في تفاصيل مباحثاتنا الدبلوماسية. ينصب التركيز الحالي في مباحثاتنا مع حكومة العراق وكذلك اعتباراتنا السياسية على بناء قدرة العراقيين على النجاح في مواجهة» المتطرفين الإسلاميين»، وفقا لنيويورك تايمز.
كانت إدارة أوباما قد شنت غارات بطائرات من دون طيار ضد مسلحين في كل من اليمن وباكستان، حيث تخشى من إعداد الإرهابيين لخطط لشن هجمات على الولايات المتحدة. ولكن رغم حقيقة أن المسلحين السنة يحرزون خطوات تقدم ثابتة، وربما ينشئون ملاجئ جديدة يمكنهم من خلالها التخطيط هجمات ضد الغرب، فإن المتحدثين باسم الإدارة أكدوا على أن الولايات المتحدة لا تدرس فعليا فكرة استخدام طائرات حربية أو طائرات من دون طيار لشن غارات عليهم.
وذكر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في العام الماضي فكرة أن طائرات بريداتور أو ريبر الأميركية المسلحة قد تستخدم للرد على شبكة المسلحين التي تشهد توسعا في العراق. ولكن من جانبهم استبعد مسؤولون أميركيون هذا الأمر في ذلك الوقت، قائلين إنه لم يردهم طلبا من المالكي.
ولكن في شهر مارس (آذار)، قيل لخبراء أميركيين كانوا في زيارة إلى بغداد بأن كبار القادة في العراق يأملون في أن يمكن استخدام القوة الجوية الأميركية في شن غارة على مناطق تمركز وتدريب المسلحين داخل العراق، ومساعدة قوات العراق المحاصرة على منعها من العبور إلى العراق من سوريا.
وقال كينيث إم بولاك، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية والمسؤول السابق في مجلس الأمن القومي، وهو حاليا كبير زملاء في معهد بروكينغز وكان في زيارة إلى العراق في مطلع شهر مارس: «صرح مسؤولون على أعلى مستوى بأنهم قد طلبوا شن غارات أميركية بطائرات من دون طيار وبطيار ضد معسكرات داعش».
في الوقت الذي ازدادت فيه قوة المسلحين السنة استمرت تلك الطلبات. وفي اجتماع عقد في 11 مايو (أيار) مع دبلوماسيين أميركيين والجنرال لويد جيه أوستن الثالث، رئيس القيادة المركزية، صرح المالكي بأنه يرغب في أن تقدم الولايات المتحدة إلى العراق إمكانية تشغيل طائرات من دون طيار. ولكن إذا لم تكن الولايات المتحدة راغبة في ذلك، أشار المالكي إلى أنه مستعد لأن يسمح للولايات المتحدة بشن غارات باستخدام طائرات حربية أو من دون ربان.
وفي اتصال هاتفي أجري في مايو مع نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، اقترح المالكي مرة أخرى أن تدرس الولايات المتحدة استخدام القوة الجوية الأميركية. وصرح مسؤولون بأنه جرى تقديم طلب رسمي مكتوب يكرر النقطة ذاتها بعد ذلك بفترة قصيرة. يقول بعض الخبراء إن مثل هذا الإجراء العسكري الأميركي قد يكون مفيدا فقط إذا اتخذ المالكي خطوات كي تصبح حكومته أكثر شمولا.
وقال بولاك: «قد يكون للدعم العسكري الأميركي للعراق نتيجة إيجابية، ولكن إذا اشترط على المالكي تغيير سلوكه في إطار النظام السياسي للعراق. يجب عليه أن يعيد إدماج المجتمع السني، وأن يوافق على تقييد سلطاته الرئاسية وإصلاح قوات الأمن العراقية لكي تصبح أكثر مهنية وكفاءة».
ولكن حتى الآن، تبعث الإدارة إشارات بأنها ليست مهتمة بالقيام بمثل هذا الدور العسكري الأميركي المباشر.
* خدمة «نيويورك تايمز»
سيارات «داعش».. وسيلة لنقل الأسلحة من العراق إلى سوريا وتفجير أهداف عسكرية
تضم آليات من نوع «هامر» الأميركية غنمها التنظيم أخيرا من الجيش العراقي
بيروت: «الشرق الأوسط»
يتنقل مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بين المناطق التي يسيطرون عليها في العراق وسوريا بواسطة سيارات من نوع «هامر» أميركية الصنع سبق أن غنموها من الجيش العراقي، في حين يستعين التنظيم بجميع أنواع السيارات لتفخيخها بالمتفجرات وفقا لطبيعة المكان المستهدف.
ونشرت صفحة تابعة لـ«الدولة الإسلامية» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أمس، صورا لسيارات «هامر» العسكرية الأميركية وهي تعبر من العراق إلى سوريا. وتظهر أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» أرتالا من السيارات التابعة لـ«داعش» ترفع رايات سوداء من الأمام أو الخلف وتتنقل بحرية بين المناطق الخاضعة لسيطرة «التنظيم»، من دون التعرض للقصف الجوي من الجيشين العراقي والسوري. ويعمد مقاتلو «داعش» إلى نزع لوحات هذه السيارات وكتابة عبارة «الدولة الإسلامية» مكانها، ويجري أحيانا طلاؤها باللون الأسود.
ويستخدم التنظيم في اليومين الأخيرين، وفق ناشطين، هذه السيارات لنقل الأسلحة التي استولى عليها مسلحوه من معسكرات الجيش العراقي في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك إلى الأراضي السورية. وسبق للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن رصد أرتال سيارات «داعش» وهي تنقل الأسلحة من الأراضي العراقية عبر خط مركدة إلى جنوب محافظة الحسكة السورية الشرقية عن طريق البادية، حيث يتسلمها مقاتلو «الدولة» في محافظتي دير الزور والحسكة.
ويخصص «التنظيم» وزارة لمتابعة شؤون النقل وتأمين المواصلات. وبعد مقتل وزير النقل في «داعش» صهيب رمانة خلال اشتباكات مع القوات العراقية منتصف شهر أبريل (نيسان) الماضي، بقي اسم الوزير الجديد مجهولا، علما بأن أبو عمر الشيشاني، قائد تشكيلات التنظيم في المنطقة الشرقية، هو من يتولى الإشراف على عمليات نقل الأسلحة بين المناطق الخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية».
ولا تكفي سيارات «الهامر» الأميركية احتياجات التنظيم، مما يدفعه إلى الاعتماد على سوق السيارات السورية، بحسب ما يؤكد الناشط المقرب من تنظيم «الدولة الإسلامية» محمد الحلبي لـ«الشرق الأوسط»، لافتا إلى أن التنظيم «يحصل على السيارات بطرق عدة، إما عبر شرائها من أصحابها بشكل طبيعي أو مصادرتها بعد ثبوت أن صاحبها (شبيح) أو ضابط عند النظام السوري، إذ تعد غنائم في هذه الحالة، وأحيانا قد يحصلون عليها من خلال مهاجمتهم ثكنات وتجمعات سكنية للنظام، ويكون فيها سيارات مدنية كثيرة للضباط»، وفق الحلبي.
كما يستفيد التنظيم من سوق ضخمة للسيارات الأوروبية عند معبر باب الهوى في المنطقة الحدودية الواقعة بين سوريا وتركيا. ويشير الحلبي إلى أن «أسعار السيارات مناسبة جدا في هذه السوق قياسا مع الغلاء بسوريا»، موضحا أن «أصنافا من السيارات الأوروبية تمتلكها (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، وتمتلكها أيضا فصائل المعارضة السورية من خلال شرائها من السوق».
وبالنسبة للسيارات التي يفخخها التنظيم لضرب مواقع عسكرية أو مدنية، يؤكد الحلبي أن «(الدولة) تستخدم جميع أنواع السيارات وفقا لطبيعة المكان المستهدف»، علما بأن التنظيم ينشر بين وقت وآخر في صفحته الرسمية على موقع «تويتر» صورا تظهر عناصره وهم يفخخون باصات وصهاريج ديزل، إضافة إلى عربات مدرعة ودبابات.
وتجنبا لاستهداف سياراتها من قبل الطيران السوري أو العراقي، تعتمد «الدولة الإسلامية» على الطرق الوعرة والصحراوية في تنقلاتها أكثر من اعتمادها على الطرق الرئيسة، بحسب ما يؤكده الحلبي، موضحا أنه «من الصعب على الطيران رصد الطرق كلها، فلا يعلم من أين سيخرج الرتل التابع لسيارات (الدولة) وأين سيذهب وأي طرق سيسلك؟».
وخسر التنظيم عددا كبيرا من السيارات التابعة له بسبب الصراع العسكري المحتدم بينه وبين كتائب المعارضة السورية؛ إما باستهدافها مباشرة عبر القذائف والصواريخ أو بالسيطرة عليها بعد تسلم قوات التنظيم في بعض المناطق شمال سوريا وشرقها. وسبق لتجمع «ثوار منطقة الأتارب» الإسلامي أن أعلن عن مزاد علني لبيع سيارات «الدولة الإسلامية» بعد سيطرته عليها في معركة تحرير الأتارب، ووصل عدد السيارات التي عرضت للبيع في المزاد العلني إلى نحو 15 سيارة جميعها تابعة لـ«داعش».
مصدر أمني خليجي لـ («الشرق الأوسط») : إيران تدير المعركة في سوريا إلى جانب دعمها بالتنظيمات الإرهابية
مراقبون يتحدثون عن تحالف موضوعي بين طهران و«داعش»
الرياض: ناصر الحقباني
يظهر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، شعارات العداء للنظام السوري، وادعاء مناصرته للجيش الحر ضد نظام بشار الأسد، بيد أن تقارير أمنية أكدت أن «داعش» يتلقى الدعم والمساندة من الحكومتين السورية والعراقية، من أجل القتال ضد الجيش الحر، حيث تحدث مراقبون أمنيون لـ«الشرق الأوسط» عن وجود تحالف موضوعي بين «داعش» وإيران.
وأوضح مصدر أمني خليجي لـ«الشرق الأوسط» أن إيران تدير المعركة في سوريا، إلى جانب دعمها بالتنظيمات الإرهابية، مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، بحيث أنها ساعدت نظام الأسد، في القتال ضد الجيش الحر والمعارضة، مشيرا إلى أن «داعش» لم يتعرض أو يقاتل النظام السوري.
وقال المصدر إن النظام السوري و«داعش» اجتمعا في محافظة الرقة، ولم يتقاتلا مع بعضهما البعض، بل إن أرتال النظام تسير بالقرب من التنظيم الإرهابي «داعش»، ولم يقصفه، وبالتالي الجميع يعمل تحت إدارة إيرانية، تسير المعركة وفق خطوات سياسية.
وأشار المصدر إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، يسهّل على النظام السوري، في العمل على تغطية المناطق الصحراوية الشرسة، إذ إن النظام لا يستطيع السيطرة على معظم المناطق في سوريا، وبالتالي تتولى التنظيمات الإرهابية السيطرة عليها.
ولفت المصدر إلى أن عناصر «داعش» المنفذين، لا يعلمون بالمخطط السياسي، من عملية الدعم والتوجيه، حيث يجري احتواء المغرر بهم، من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، وقطع صلاتهم بأسرهم، واستخدامهم كأدوات في تنفيذ المخططات.
وأكد الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي لـ«الشرق الأوسط» أن تقارير أمنية، كشفت عن دعم ومساندة، نظام الأسد وحكومة نوري المالكي، لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، مشيرا إلى أن الهدف هو استمرار القتال الدائر ضد الجيش الحر.
بينما ذكر مصدر أمني سعودي لـ«الشرق الأوسط» أن الجهات الأمنية يصعب عليها، رصد أعداد السعوديين الموجودين في سوريا، الذين يقاتلون إلى جانب صفوف «داعش» التي تزعم أنها تحارب نظام الأسد، وذلك بسبب وجود عدد من المطلوبين أمنيا في أفغانستان ووزيرستان، حيث يسهل عليهم التنقل والمرور إلى جانب إيران.
وقال المصدر «رصدنا عددا من المطلوبين السعوديين، شاركوا في العمليات الإرهابية إلى صفوف التنظيمات في سوريا، حيث توفرت المعلومات لدى الأجهزة الأمنية عن آخر مكان وجدوا فيه، كان في إيران».
ولفت حسن أبو هنية الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك نوعا من التحالف الموضوعي، بين إيران و«داعش»، وأضاف «لا أعتقد أن هناك تحالفا واقعيا بينهما، وطهران تريد الهرب من الاستحقاقات كما حدث في سوريا، في عملية الدعم بطريقة غير مباشرة».
وقال أبو هنية إن تضخيم «داعش» بالعراق في الوقت الحالي أو استهداف المعتدلين، سمحا لآيديولوجية «داعش» بالتكاثر، فعلى الرغم من التنافر الآيديولوجي، فإنه في الأخير هناك اتفاق، مثلما حصل مع علاقة إيران وتنظيم القاعدة الأم في أفغانستان.
وأكد أحد العائدين من مناطق القتال في أفغانستان لـ«الشرق الأوسط» أن اليمني ناصر الوحيشي قائد فرع تنظيم القاعدة في إيران، كان يذكر لنا أن أسامه بن لادن زعيم التنظيم (آنذاك) لم يكن ينكر علينا تعامله مع الاستخبارات الإيرانية، وهو على علم ودراية، فكانوا على تواصل معها قبل مقتله.
وقال العائد إن إيران تتيح لعناصر التنظيمات الإرهابية في التنقل داخل أراضيها، إذ إن أحد القياديين في «القاعدة»، قابل شخصين في إيران، أحدهما سيف العدل مكاوي رئيس جهاز الأمن في تنظيم «القاعدة»، والأخر المطلوب رقم 35 في قائمة الـ85 صالح القرعاوي (سلم نفسه للسعودية بعد إصابته بعاهة مستديمة)، في أحد الفنادق الفخمة في العاصمة طهران، وعرضوا عليه مخططات تستهدف مواقع نفطية في «شرق المملكة»، وعرض عليه القرعاوي بأن يضرب مصفاة بقيق.
ألف مقاتل لحزب الله توجّهوا إلى سوريا
بيروت – أعلن حزب الله التعبئة العامة في صفوفه، واتّخذ تدابير عسكريّة وأمنيّة وأرسل أكثر من 1000 مقاتل من “سرايا المقاومة” إلى منطقة السيّدة زينب في الشام، وإلى المقامات الدينيّة الشيعيّة الأخرى في دمشق، بعد أن أخلتها ميليشيات “أبي الفضل العبّاس” العراقيّة التي عادت إلى بلادها للتصدّي لتنظيم “داعش” الإسلامي السنّي المتشدّد.
ووفق ما نقل مندوب موقع NOW في الجنوب عن مصادر مقرّبة من حزب الله، فإنّ الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أعلن تشكيل سرايا عسكرية لحماية المقدّسات الدينيّة على خلفيّة الاحداث الجارية في العراق وسيطرة تنظيم “داعش” على الموصل.
ولفت المصدر إلى أنّ أوامر صارمة صدرت لجميع المقاتلين العراقيين على الأراضي السورية بوجوب العودة إلى بلدهم من أجل الدفاع عن المقدّسات الدينيّة لاسيّما بعد إعلان “داعش” زحفها نحو كربلاء، في بيان اليوم.
“داعش”.. أغنى تنظيم إرهابي في العالم
بعد استيلاء مسلحي التنظيم ومسلحين محليين على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق ومركز محافظة نينوى، استولى التنظيم – بحسب محافظ نينوى – على 425 مليون دولار من البنك المركزي في الموصل، كما نهب مسلحو “داعش” مصارف محلية واستولوا منها على مبالغ طائلة وكميات كبيرة من السبائك الذهبية، بحسب تقارير غربية.
ووفقاً لتحليلات الخبراء فإن “داعش” بات على رأس قائمة أكثر المجموعات الإرهابية الدولية ثراءً على الرغم طبعاً من غياب معلومات موثقة عن ثروات وأرصدة هذه الجماعات.
هذه التحليلات تقدر ثروة حركة طالبان بنحو 400 مليون دولار، وهي تتقدم بذلك على منظمة فارك الكولومبية التي تملك ثروة بـ350 مليون دولار، فيما يملك حزب الله 200 مليون دولار، أما حركة الشباب الصومالية فتقارب ثروتها 100 مليون دولار.
بينما جاء تنظيم القاعدة من بين أفقر هذه التنظيمات بـ30 مليون دولار فقط وفقاً لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي.
وحتى قبيل سقوط الموصل، كان تنظيم “داعش” من أغنى التنظيمات التي تشارك في الصراع الدائر في سوريا، إذ إنه يدفع أموالاً طائلة لعناصره ويمدّهم بأفضل أنواع الأسلحة وأكثرها تطوراً.
ولا يُعرف عن مصادر دخله الكثير، فعادة ما كان تمويل تنظيم دولة العراق والشام مزيجاً من عوائد الخطف وتهريب النفط والهبات من مؤيديه.
وفي كل انتصار عسكري كبير يحصل على سلاح جديد، فقد سيطر على مطار الموصل حيث مروحيات أميركية، كما سيطر على قاعدة غزلاني واستولى على مخازن أسلحتها.
“براميل متفجرة” على حلب وريف دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت مصادر للمعارضة السورية أن القوات الحكومية كثفت من قصفها الجوي بالبراميل المتفجرة على قرى وبلدات ريف حلب وريف دمشق، بينما دارت اشتباكات في دير الزور وحماة.
وقال ناشطون إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة أحياء مساكن هنانو و الإنذارات في مدينة حلب، بينما شن غارات جوية استهدفت مدينة الأتارب وتل رفعت وبلدة عندان وكفرناها في ريف حلب، ما أدى لسقوط عدد من الجرحى.
بينما قتل شخص وأصيب 8 آخرين بينهم حالات خطرة إثر 3 غارات جوية على كفر كرمين بريف حلب، فيما دارات اشتباكات عنيفة بين مسلحو المعارضة والقوات الحكومية في حي الخالدية بمدينة حلب.
من جانبها، أعلنت عدة فصائل وكتائب عسكرية عن تشكيل غرفة عملية باسم “صدى الشهباء “تهدف لعمل عسكري يستهدف معاقل القوات الحكومية في بلدتي نبّل والزهراء بريف حلب الشمالي.
وقصفت أيضا قوات المعارضة بالهاون تجمعات للقوات الحكومية في محيط سجن حلب المركزي شمالي مدينة حلب.
ووفقا لناشطين، دارت اشتباكات بين كتائب الثوار والقوات الحكومية في أحياء الحويقة و الموظفين و الجبية و العمال في مدينة دير الزور.
وفي ريف دمشق، قتلت امرأة وأصيب آخرين بجروح إثر غارة على مدينة كفربطنا، بينما شن الطيران الحربي غارات غارتان جويتان على حي جوبر شرقي العاصمة دمشق.
وألقى الطيران المروحي برميل متفجرة على مخيم خان الشيح في ريف دمشق الغربي وعلى مدينة رنكوس.
وقصفت الفوات الحكومية بالمدفعية الثقيلة الجزيرتين العاشرة والحادية عشرة في منطقة عدرا العمالية بريف دمشق.
وفي حمص، قتل 7 أشخاص وأصيب آخرون جراء انفجار سيارة مفخخة بالقرب من دوار مساكن الشرطة في حي وادي الذهب الموالي للقوات الحكومية في مدينة حمص.
وشن الطيران الحربي 3 غارات جوية على المنطقة الغربية لمدينة تلبيسة وبلدة الغنطو في ريف حمص الشمالي.
وفي حماة، ألقى الطيران المروحي البراميل المتفجرة بلدة مورك بريف حماة الشمالي، واستهدفت غارة جوية مدينة كفر زيتا وارتفعت حصيلة القتلى إلى 3 أشخاص.
وأصيب عدد من الأشخاص جراء إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على الهبيط بريف إدلب الجنوبي، بينما شن الطيران الحربي غارة جوية على قرية البشيرية في جسر الشغور بريف إدلب.
ومرة أخرى للعراق.. هذه هي خيارات أمريكا
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — مع سيطرة المليشيات المسلحة التابعة لتنظيم “القاعدة في العراق وبلاد الشام”، المعروف بـ”داعش” على مدن عراقية، الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الخميس، إن إدارته تنظر في خيارات على ضوء مستجدات الوضع في الدولة العربية، التي ارتبطت بها واشنطن منذ حرب الخليج الأولى، وحتى الإطاحة بالرئيس الراحل، صدام حسين، في 2003، والانسحاب من هناك بنهاية 2011، ومن ثم محاولة بناء العراق، عقب الانسحاب منه، من على بُعد 6 آلاف ميل.
وجه معارضو أوباما، وعلى رأسهم السيناتور الجمهوري، جون ماكين، انتقادات للاذعة لقراره بسحب القوات الأمريكية من العراق، محملين تبعة ما يشهده العراق الآن من استيلاء داعش على ثاني أكبر مدنه، على ذلك، وقال المرشح الجهوري السابق: “هل كان يمكن تفادي كل هذا؟… الجواب هو نعم وبلا أدنى شك.”
وتنظر إدارة أوباما حاليا بعدد من الخيارات للتعامل مع المستجدات الأخيرة في العراق والتصدي لـ”داعش”، شدد الناطق باسم البيت الأبيض، جي كارني: بأن “إرسال قوات برية قطعا ليست من بينها. ”
ومن بين خيارات أوباما في العراق:
الأول: إرسال قوات أمريكية
سبق وأن قامت واشنطن بذلك إبان غزو العراق في 2003، وبلغ عدد القوات الأمريكية، إبان ذروة انتشارها هناك في أكتوبر/تشرين الأول 2007، عند 166،300 جندي.
إلا أنه من الخيارات المستبعدة، فقد قال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، الخميس، بأنه ما من أحد قد دعا لإرسال قوات أمريكية إلى العراق، واكتفى أوباما بالإشارة إلى أن كافة الخيارات قيد النظر، حددها الناطق باسم البيت الأبيض، بأن تكرار إرسال قوات برية ليست، وبالتأكيد، من بينها.
الخيار الثاني: ضربات جوية
شرح المتحدث باسم البيت الأبيض تصريح أوباما الذي قال فيه إن “كافة الخيارات مطروحة”، بأنه مجرد رد على طلب بتوجيه ضربات جوية ضد داعش”.. الأربعاء قال مسؤولون أمريكيون إن الحكومة العراقية أبدت رغبتها في تسديد الجيش الأمريكي ضربات جوية ضد أهداف لـ”داعش”.. وبالفعل فقد سبق وأن أثبتت القوى الجوية الأمريكية فعاليتها في كوسوفو وليبيا.
ويبدو حتى هذا الخيار بعيدا عن الخيارات الآنية التي قد تتخذها واشنطن، بالنظر إلى رد المتحدث باسم المقر الرئاسي، على سؤال إذا ما كان أوباما سيجري مشاورات مع الكونغرس قبل إرسال طائرات مقاتلة إلى العراق”، بقوله “من المبكر للغاية الإجابة عن ذلك لأن الرئيس لم يقرر بعد أفضل الخيارات.”
وتبقى للخيار سلبياته، فقد يسقط مدنيون قتلى في الغارات الجوية، بجانب ذلك بالعمليات الجوية فعالية وكافية للقضاء على مسلحي “داعش” على الأرض، الذين قد يندسون وسط المدنيين.
الخيار الثالث: تقديم مزيد من الدعم العسكري
وهو خيار تحبذه واشنطن وتبنته بالفعل، وقال مسؤول دفاعي إن معدات وتدريبات، بجانب خدمات عسكرية أخرى، بقيمة 15 مليار دولار قد أرسلت للعراق، غير أن مسؤولين أمريكيين وصفوا الوضع في العراق بأنه “عاجل للغاية”، وما تسلمه العراق وما هو في الطريق إليه، ليس بكاف في الوقت الراهن. فمثل تلك المساعدات العسكرية أثبتت عدم جدواها، كما حصل في مدينة الموصل، على سبيل المثال، فقد أشار شهود عيان إلى أن قوات العراقية تخلت عن أسلحتها، ونزعت حتى ملابسها العسكرية، قبل أن تفر من وجه المقاتلين المتشددين الذين استولوا على أسلحة ومعدات عسكرية.
وأقر أوباما بذلك خلال كلمته الخميس قائلا: “العراق بحاجة إلى مزيد من المساعدات منا ومن المجتمع الدولي.”
وقال محلل عسكري بأن الأمر يجب أن يتجاوز إرسال موارد إلى العراق ومن ثم إهدارها، وهذا ما حصل حين جنت المليشيات المتشددة بعضا من تلك الأسلحة، وبعضها أمريكي.
وقال أحدهم للشبكة: “لم نتفاجأ.. الأمر برمته كان مسألة وقت، وليس إذا ما كان سيحدث على الإطلاق.”
الخيار الرابع: تغيير سياسي فعال في العراق
هزم ودحر “داعش” عن الموصل والمدن الأخرى التي استولت عليها سيعتبر بمثابة انتصار كبير للحكومة العراق، لكنه بحاجة ماسة إلى حكومة فاعلة وموحدة، ومعالجة الانقسامي الطائفي بين السنة والشيعة، وهي إحدى انعكاسات الأزمة التي يشهدها العراق حاليا، على حد قول أوباما: “طيلة الأعوام القليلة الماضية لم نشهد تطورا في التعاون والثقة بين السنة المعتدلين وقيادات الشيعة في العراق.. وهذا يلعب دورا في جانب من ضعف الدولة الذي انتقل بدوره إلى الجيش.”
وهذا ما عبرت عنه الخارجية الأمريكية بدورها، عن طريق المتحدثة باسم الوزارة، جين ساكي، قائلة: “كان على رئيس الوزراء المالكي القيام وفعل المزيد على مر الوقت، هذه رسالة أبلغناها له سرا وعلانية.”
وتابعت: “لكن العدو هنا.. ونحن بحاجة للعمل معا والوقوف كجبهة موحدة.”