الجولان لن ينقذ دمشق!
راجح الخوري
بعد اربعين عاماً من حراسة حدود اسرائيل بدأ العزف على اوتار فتح باب المقاومة الشعبية من الجولان. لكن لماذا كان هذا الباب مقفلاً، هل لأن الحراسة كانت متبادلة بين الجانبين بمعنى، تحرسون النظام في دمشق فنحرس الهدوء في الجولان، ام لأن النظام الذي اطبق كل هذا الوقت على “قلب العروبة النابض” لا يزال يدرس مكان الرد وزمانه على كل ما شهدته سوريا من اعتداءات اسرائيلية ؟!
ليس مهماً فتح الباب امام “المقاومة الشعبية”، المهم ان يبقى شعب سوري ليمارس المقاومة ضد العدو الاسرائيلي، لأنه قياساً بوتيرة القتل والتهجير لن يبقى سوري قادر على ان ينهض من تحت ركام المدن المدمرة بالطيران وصواريخ “سكود” وبالقنابل البرميلية ليذهب الى الجولان ويقاوم. ثم ان من حق هذا الشعب ان يسأل : لو كان النظام قد ألقى هذا الطوفان من القنابل والصواريخ التي يدمر بها سوريا على الاسرائيليين في الجولان هل كنا في حاجة الى مقاومة شعبية ؟
في موازاة كل هذا، عندما يرسم السيد حسن نصرالله “معادلة استراتيجية” للرد على العدوان الاسرائيلي، فيقول انه مستعد لتسلم اي سلاح نوعي ولو كان كاسراً للتوازن، فمن الضروري السؤال ايضاً لماذا لم يستعمل النظام السوري في الماضي وقبل ايام هذا السلاح الكاسر، ام ان بقاء التوازن ضروري على الحدود السورية مع العدو الاسرائيلي وكسره مطلوب في الجنوب اللبناني ؟
وعندما يدعو النظام الفلسطينيين الآن الى تنفيذ عمليات ضد اسرائيل من جبهة الجولان، لماذا كان على امتداد اربعين عاماً يزجهم في السجون لمجرد التفاتهم الى الهضبة المحتلة، وكيف يصلون الى الجولان ومخيماتهم تقصف بالراجمات ومدافع الميدان التي كان يفترض ان تتصدى للعدوان؟
لماذا لا ندع العدو الاسرائيلي جانباً عند الحديث عن النظام السوري، الذي وصلته تطمينات فورية من اسرائيل ان الغارة لا تستهدف اضعافه بل ان هدفها تدمير شحنات من الاسلحة الايرانية المرسلة الى “حزب الله”، وهو النظام الذي سبق له ان اوحى مراراً بعد قيام الثورة، بأن سقوطه سيؤذي اسرائيل التي مارست وتمارس ضغوطاً لتعطيل اي تدخل اميركي لوقف المذبحة المفتوحة في سوريا !
لا ليس صحيحاً القول ان الثورة هي محاولة لاخراج سوريا نهائياً من معادلة الصراع العربي – الاسرائيلي، فالسيد حسن نصرالله يعرف اكثر من غيره ان النظام لم يكن يوماً جزءاً من هذه المعادلة، لكنه كان يضع رجلاً في طهران ورجلاً في تل ابيب، لاعباً على الحبال ليسهر على الاستقرار في الجولان ويوفر جسرا للمصالح والخطط الايرانية في المنطقة الى درجة جعلت من سوريا الولاية الايرانية الرقم 35 … لكن هذا الزمن انتهى.
النهار