صفحات المستقبل

الحل جمعة “وطني لا يؤويني”


انبرى المتفزلكون (من أمثالي) و المخلصون و حلل المحللون و المتحللون في شؤون الثورة السورية ما تنوء بحمله الجبال. و باستمرار الثورة فالآراء تتزايد و المخطأ منها أضعاف مضاعفة من المصيب. في هذه المقالة أحاول أن أضع حلاً عملياً لنهاية النظام، لعلي بعون المولى أن أكون من المصيبين.

علمتنا الثورة ،و لا أقول التجربة، أن الدول الإقليمية الصديقة منها و الشقيقة و الدولية تنظر إلينا و كأننا من النخب العاشر. فسقوط عشرة أو حتى مئة شخص قتلاً و تنكيلاً هو بمعايير تلك الأمم كقتل نفس واحدة لا يلقي لها أحد بالاً. و عندما يتحركون لنصرتنا فإنهم يمضون بخطوات متثاقلة مدفوعين بأسباب الخجل و الحياء ليس من ضمائرهم و إنسانيتهم و إنما من شعوبهم و ما يدعونه من قيم. المهم أن تضحيات الثوار على الأرض، و إن كانت جسيمة و أليمة، تؤتي أؤكلها في نهاية المطاف. فما كنا لنحلم بأن تسحب شرعية النظام الأسدي لولا سقوط الشهداء و لا كنا نحلم بالعزلة الاقتصادية و السياسية لولا عشرات الآلاف من الشهداء و المفقودين و المعتقلين. تحركات جامعة “المهل” العربية لا تخرج عن هذا السياق ولو بقيد أنملة.

طالب الثوار منذ عدة أشهر بمنطقة عازلة تحمي جرحانا و تؤوي أحرار الجيش و تتيح لنا بهامش حرية بعيداً عن رصاص الشبيحة و قذائف جيش العار.  الطلب رفض و استبعد من كل أولياء الأمر بالعالم و إن كانت تركيا لم تستبعده في حالات “إنسانية” كتدفق عشرات الآلاف من المدنيين على أراضيها. عندها و بكل الأعراف و المواثيق فإن الشأن السوري لم يعد عربياً أو إقليمياً بل سيصبح دولياً و إقامة منطقة عازلة هو أمر شبه حتم إذا شاء المولى ذلك.

و كتضيحة أخرى من تضحيات ثوارنا في سبيل الحرية فإنه ينبغي على كل من ليس آمناً في بيته، و ما أكثرهم هذه الأيام، أن يتدافعوا و بشكل جماعي إلى الحدود التركية و خاصة الموجودون في إدلب فهجرتهم أسهل. مما تخافون؟ من البرد؟ و هل تجدون الدفئ في بيوتكم؟ تخافون الجوع؟ و هل تجدون ما تأكلون في مدنكم و إن وجد هل تستطيعون الخروج للشراء هذا إن كنتم تملكون ما تشتروا به؟ تخافون القتل؟ و هل أنتم آمنون في بيتوتكم فكيف بشوارعكم. فمن لم يتعرض للقصف أو الاعتقال و التنكيل أو حتى انتهاك العرض عاش كل وقته خائفاً من أن يلاقي ما لاقاه جيرانه و خلانه. تخافون ضياع العمل و الدراسة؟ أنتم الآن مضربون حتى إشعار آخر.  تخافون على ممتلكاتكم؟ و هل بقي منها شي بعد ما سلبكم الشبيحة و الأمن كل ما تملكون؟ مما تخافون؟

إن هذا التصعيد الثوري لا يقل بطولة عن الخروج في مظاهرة تحت رصاص القناصة والأمن. فإنشاء المنطقة العازلة هو البداية الحقيقية لنهاية عصر الطغيان و حماية لأفراد الجيش السوري الحر و النشطاء بعدما أكثر فيهم نظام الخيانة القتل غدراً. فإن كنتم رفعتم شعار جمعة المنطقة العازلة تؤويني و لم يستجب أحد لطلبلكم فإن جمعة وطني لا يؤويني و التدفق إلى تركيا هو الطريقة إلى المنطقة العازلة إنشاء الله. و لكن يجب أن أؤكد بأن هذا الأمر يجب أن يتم بشكل جماعي و بحماية الجيش السوري الحر و بالتنسيق معه خفوفاً من غدر النظام و ما أكثر غدراته.

http://the-syrian.com/archives/58336

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى