الحياة المتواضعة التي صنعناها نحنُ الاثنين/ بريمو شلاكو
ترجمة: خالد بن صالح
1- ألكسندرا
الحافلاتُ تجوبُ اللَّيل
صوتُ إحداها يشبه غليانَ حساءٍ
متروكٍ على نار هادئة.
تنزلكِ عند عتبة بابي.
تحملينَ تفاحاً
أعوادَ ثقاب
وأجراساً تدقُّ بلهفة.
2- جرح
حسناً، لقد كان هذا دمي
ما كان يركضُ منذ لحظةٍ في قلبي.
خذي هذا الدَّم وضعيه على سمائك
مثل شمسٍ
إن لم يُفلح الأمر
اجعليه قمراً
وإن لم يفلح الأمر بعد ذلك أيضاً
خذيه كما هو،
كدمٍ
كان منذ لحظةٍ يركضُ في قلبي
وهناك ربَّما قد رأى
في الظُّلمات الحمراء،
عينيكِ
المشعَّتين بالنور.
3- نشيد للعطش
أملك قلباً
ينبضُ برغباتٍ عظيمة
تصلُ أبواب حلقي.
ثمَّ آوي إلى الفراش
كي أحسَّ في داخلي
تدفُّقَ أكثر الأنهار إثارة،
أكثرها نقاء، لأنَّه أشدَّ الأنهارِ برودة،
أشدُّ الأنهارِ سعادة.
إلاَّ أنَّه، على شفتيَّ
ما يزالُ العطشُ أصفر…
4- رقمُ اثنين
كنت مجنوناً حين اعتقدتُ
أنَّ الحب يأتي.
كلّا، الحب يمضي،
يمضي دائماً.
لا وجه للحب
له الظهر فحسب.
يمشي دائماً إلى الخلف
ويذهبُ إلى الأقاصي
مثل الحياة.
الحياة القليلة
التي تدوم.
هذه الحياة المتواضعة، التي صنعناها نحنُ الاثنين
وجميع الثّنائيّات الأخرى التي كانت.
الرقم: اثنان
الرقم الأكبر في العالم
اللاَّمحدود
العالم الهاربِ إلى جوف الصّدر
العالم الذي يمشي إلى الخلف
العالم الذي يذهب إلى الأقاصي
العالم الذي يدوم
كنت إذن مجنوناً حين اعتقدتُ
أنَّ الحب يمضي
كلّا، الحب يأتي
يعود ويأتي ثانيةً،
ربّما؟
5- مطر على المدينة
أثداءُ سحبٍ تتدلّى
والأرض الموحلة، بلا شكّ، حبلى
بعد البروق، المشهد فيلم محترق
بعد الرعد
تتراجع العصافير أو ترحل
تحت المطر
الأشجار كائنات عارية تتشبَّث برمال مثالية.
* بريمو شلاكو شاعر ألباني ولد في 16 كانون الأول (ديسمبر) 1947 في مدينة تيرانا، ابن المخرج والفنان الشعبي ليك شلاكو وحفيد المترجم الشهير جون شلاكو. يحمل درجة البكالوريوس في اللغة والأدب الألباني من جامعة تيرانا ويعمل منذ عام 1990 مدرساً للغة الفرنسية في اليونان. من أهم أعماله ديوان «زهرة الليل».
ملحق كلمات