صفحات المستقبل

الرئيس يريد شعباً .. ودستوراً


ربيع شنطف

في يوم من أيام الممانعة المجيدة، وتحديدا في السادس والعشرين من شباط الماضي نزل دستور على أرض السوريين من الفضاء، وأضحى الفضاء مع الأرض من ممتلكات رأس النظام السوري، طبعاً يعود الفضل في ذلك الى وزير خارجيته الذي سهّل لرئيسه امتلاك الأرض بعد ان محا العالم عن خريطتها.

الدستور الذي وضعته الأيادي الملطخة بدماء الشعب الثائر في سوريا، تعاطى معه الثوار بسخرية، ولعل اقتراع شباب حمص على طريقتهم ببقايا القذائف والصواريخ المنفجرة في أحياء محافظتهم، خير رد على مراهقة النظام واستخفافه بدماء المواطنين.

أحد الحمصيين يبتسم حين سئل عن رأيه بالدستور المفترض، ويشير الى “أن أجمل ما فيه هو أنه يبقي بشار الأسد في السلطة على الأقل لغاية العام 2028 وطبعا فيما بعد يعدل مجلس الدمى الدستور فيبقى بشار الى الأبد ومن ثم يعود من جديد حافظ الأسد (الحفيد)”.

هذا التعليق المغطى بالفكاهة الحمصية، يُستتبع بتعليق آخر على موقع “فايسبوك” من قبل شاب يقطن في محافظة الرقة، فيفند بعض بنود دستور النظام، ويتوقف عند القسم الذي يتضمن عبارة “أقسم بالله العظيم أن أحترم دستور البلاد وقوانينها ونظامها الجمهوري، وأن أرعى مصالح الشعب وحرياته”، سائلا “متى يحترم الأسد مصالح الشعب وحرياته؟، ألم يدوس على مصالح الشعب لمصالحه وعائلته؟، وماذا عن حرية الشعب الذي يُذبح يوميا على مرأى من كل العالم؟”.

الشاب الذي يحاول ان يكون موضوعيا ومنطقيا في طرحه، يقول “إن الكثير من الجمل التي وردت في الدستور مقبولة وجيدة، لكن الكلام شيء والواقع شيء آخر، اذ ان الدستور السابق أيضا باستثناء المادة الثامنة منه، احتوى على الكثير من الايجابيات، لكن عدم تطبيقه كان أحد أهم أسباب الثورة الحالية، ونذكّر هنا أن رئيس النظام السوري جاء بطريقة مخالفة للدستور، اذ أن سنه لم يكن يسمح له أن يتولى شؤون البلاد، فقام مجلس الشعب بالمسرحية المعروفة وعدّل المادة التي توجب أن يكون سن الرئيس فوق الأربعين عاماً”.

المشاركة الخجولة في الاستفتاء على الدستور، تظهر البون الشاسع بين الديكتاتور المتمسك بالسلطة وبين الشعب المتعطش للحرية.

عسل هذا النظام المتمثل بالدستور، بات سما بالنسبة الى راغدة وهي شابة من ريف دمشق تدون على صفحتها على الفايسبوك “الشعب يريد رئيسا ودستورا جديدين”.

هذه العبارة استدعت تعليقات كثيرة من أصدقاء راغدة وهم بمعظمهم من السوريين، ومن باب النكتة، علق أحد الأصدقاء قائلا:”الرئيس يريد شعبا ودستورا جديدين”.

ومن التعليقات التي تزخر بها مواقع التواصل الاجتماعي، تعليق يقول “الشعب يوافق فقط على محاكمة السفاح”، وآخر يتوجه الى عقيلة الأسد ساخراً ويقول “مبروك أم حافظ أمّنت حياة ابنك”، وثالث يرى ان “الشعب يرفض دستور العبيد”.

أحد الشبان اللبنانيين ويدعى سليم، يسخر بدوره عبر صفحته الفايسبوكية من الاستفتاء على الدستور السوري، ويحاول مقارنة ما يفعله النظام السوري مع ما تفعله الحكومة اللبنانية “الابنة المدللة لنظام الأسد”، ويستحضر “المهزلة” التي جاءت بسليم جريصاتي وزيرا للعمل وأطاحت بشربل نحاس.

ويقول “ان النظام في سوريا يتنكر للواقع الشعبي ويجري استفتاء كتب بعض نصوصه سليم جريصاتي، وحكومتنا تتنكر لواقع الشعب اللبناني الذي يرفضها بمعظمه وتقوم بأمور أقل ما يقال فيها انها مضحكة، وآخرها تعيين جريصاتي المدافع عن المتهمين الأربعة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واقالة نحاس الذي تصرف بكيدية وقال يوما في مجلس الوزراء جئت لألغي تاريخ رفيق الحريري وفؤاد السنيورة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى