السلطة السورية تعترف بالمجلس الوطني
غسان المفلح
هدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بإجراءات مشددة ضد أي دولة تعترف ب¯”المجلس الوطني السوري” الذي تشكل في اسطنبول, مذكرا الدول الغربية أيضاً بالتزاماتها تجاه البعثات السورية لديها ومهدداً بمعاملة بالمثل, موجهاً تحذيراً مبطناً إلى تركيا قائلا إن سورية ليست مكتوفة الأيدي ومن يرميها بوردة ترميه بوردة. وكان كل من الأسد والمعلم استقبلا وفداً من مجلس دول الألبا التحالف البوليفي, الذي يضم مجموعة دول في أميركا اللاتينية بينها فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا والأكوادور. ويضم الوفد أربعة وزراء ونائبين لوزراء الخارجية قالوا جميعا إنهم جاؤوا بزيارة تضامنية مع دمشق.
قبل ان اتطرق لتصريح وليد المعلم حول المجلس الوطني السوري المعارض امام وفود بعض وزراء خارجية اميركا اللاتينية, اود الاشارة إلى أن هذه الدول فيها حكومات تمثل توليفات يسارية مختلطة, وهذا يوضح ايضا ان سياسات الدول بيسارها ويمينها, هي مصالح, واستجرار الدعم للنظام القاتل لايعتبره السادة من يرفعون شعار لا للتدخل الخارجي, هو تدخلا, وليس تدخل إيران تدخلا اجنبيا ايضا فإيران المقاومة والممانعة, باتت جزءاً من الداخل السوري سواء للنظام او لهذا النوع من المعارضة. الاموال الإيرانية المتدفقة على هذا النظام هي من تقتل شعبنا, ومساعدة اليسار في اميركا اللاتينة أيضا تصب في المجرى نفسه, والمضحك أن هؤلاء يتحركون جميعا لدعم النظام” اليساري الممانع العلماني” باشراف إسرائيلي مباشر وغير مباشر..لأن هذه الدول تعرف أكثر من معارضتنا الكريمة, حقيقة الموقف الاسرائيلي وثقله, وما شكله ويشكله من غطاء لهذا النظام منذ اكثر من اربعين عاما. والشيء بالشيء يذكر لما له علاقة وتماس مباشر الآن مع الوضع السوري,فقد اطلق وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو سلسلة من المواقف الحادة والرسائل النارية, التي تصل إلى حد التهديد المبطن, تجاه الأسد. ولم يوفر من انتقاداته إيران والأمين العام ل¯”حزب الله” السيد حسن نصر الله. وتوقع داود اوغلو, في لقاء مغلق مع صحافيين أتراك, إن الأزمة في سورية امتحان صعب جدا للنظام الدولي وللجيران. وإذ أعرب عن قلقه من احتمال صدام مذهبي يشمل كل المدن السورية ومن حرب أهلية, أضاف من الممكن أن نشهد انقلابا داخل السلطة وبعد أن اعتبر أن موقفنا مبدئي من الوضع في سورية, قال لو أردنا إسقاط النظام في سورية لفعلنا ذلك عام 2005 في أكثر اللحظات صعوبة للأسد, وكان بإمكاننا ذلك. لقد كشف اوغلو مغزى بدء العلاقة المتميزة تلك الايام مع النظام السوري, وما تبعها من فتح قناة التفاوض التركية مع اسرائيل….وهذا ما اشار اليه قسم من المعارضة السورية تلك الايام, وما بعدها حول هدف الغزل التركي السوري بينما كان القسم الآخر من هذه المعارضة يطالب بفك العزلة عن النظام!! ولوحة المعارضة السورية الآن توضح تماما أن التمايز داخل صفوف المعارضة ليس وليد هذه اللحظة من عمر الثورة السورية, وهذه العودة هي ليعرف شبابنا الذين كانوا اطفالا في تلك المرحلة ما الذي كان يدور وخاصة بعدما باتت الاعلام التركية ترفع إلى جانب علم حزب الله في شوراع دمشق, بمباركة قسم كبير من هذه المعارضة وهم انفسهم لم يتغيروا انهم حصان طروادة النظام في جسد المعارضة السورية..وكان التناغم الاسرائيلي التركي في تلك الايام في اوجه بخصوص هذا الملف, وهو حماية النظام السوري,والذي رفع العزلة عن النظام لاحقا…وتوجت جهود هذا الغزل باستقبال ساركوزي للأسد في عيد الثورة الفرنسية, انه تغول المصالح, لدرجة أن العالم لم يعد يخجل. كلها تكالبت على شعبنا, لكن شعبنا مستمر في اعطاء دروس في الحرية والكرامة.
وليد المعلم في تصريحه التهديدي هذا ضد اي دولة تعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض, هو عبارة عن اعتراف أنه بات هناك جسد مؤسسي يخافه النظام وطرف بدأ النظام يحسب حسابه, لايهم فيما بعد ما الذي يأتي المجلس من شتم وتخوين, وبخاصة بعد اغتيال المناضل مشعل التمو عضو الامانة العامة لهذا المجلس, التصريح والاغتيال هما اعتراف ببدء سلسلة من الاجراءات لضرب هذا العدو الذي انبثق من لقاءات اسطنبول التشاورية, إنه اعتراف بالضد, بينما كل التيارات التي تدعو للحوار لايقيم لها وزنا, ولايعير طروحاتها أي اهتمام, سوى تغطية بسيطة من الاخبارية السورية أو قناة الدنيا!! إن تصريح وليد المعلم هذا يضع هذا المجلس أمام أحد تحدياته, كما ترافقت مع تهديدات اطلقها مفتي الأسد بدر حسون, بأنه سيرسل الاستشهاديين إلى الدول التي تدعم اسقاط النظام, كما كان يرسلهم للعراق ولبنان والاردن والبحرين ومصر.
يجب شكر وليد المعلم على اعترافه هذا….!
كاتب سوري