الشعب السوري أقوى من قامعه ومؤيديه
بدرالدين حسن قربي
في مواجهة مظاهرات الاحتجاجات السلمية المستمرة في عموم سوريا منذ أكثر من ستة أشهر، تُحرّك سفارات السلطة السورية في الخارج مواكب وفودها لمقابلة رئيسها بشار الأسد إظهاراً للتأييد والدعم والولاء. وعليه، فقد كان لقاء وفد الجالية السورية المقيمة في الكويت بتاريخ 29 آب 2011 الذي نشرت جريدة الرأي العام الكويتية خبره متأخراً في 23 أيلول الجاري.
يلاحظ فيما نُشر أن النظام مايزال مصراً على تسويق الثورة السورية بأنها ليست غير مؤامرة خارجية، وأن مسيرة الإصلاحات ماضية ومستمرة في ملاحقة المندسيين والمجموعات المسلحة الإرهابية ومحاربتها، وأن الموقف الإقليمي المعارض من قطر وتركيا والسعودية سببه مواقف النظام السوري المخالفة لهم فيما يتعلق بلبنان بما في ذلك دعمه للقذافي أيضاً. ورغم أن كل ماقيل هو كلام مكرور ومتلازم ببروغاندا إعلامية على أن مايحصل سببه الخارج السوري المتآمر وليس الداخل، فإنه أيضاً كلام مردود عليه منذ زمن، ولكن ماحيلة السوريين وبلواهم لعقودٍ بقامعين مستبدين فاسدين نهّابين، بل وكذّابين مناطحين، فمعروف للقاصي والداني سبب الاحتجاجات ومعروف أيضاً من الذي واجهها من الساعة الأولى بالقتل وسفك الدماء.
كان فيما نشر سؤال الوفد عن أشرطة فيديو أظهرتْ التعذيب الأسدي الذي يمارس على السوريين المتظاهرين وبعض من عبارات الكفر والتقديس والتأليه لأسرة الأسد التي كان المعتقلون يُجبرون على التلفظ بها مع فظائع الضرب ووحشيته، ومن ثمّ فقد اعترف بشار الأسد بوقوع أخطاء من قبل قوات الأمن مبرراً ذلك بأنها مدربة على مواجهة عناصر القاعدة حيث المطلوب من عنصر الأمن أن يَقتل قبل أن يُقتل، وغير مدربة على التعامل مع المظاهرات والاحتجاجات التي تحصل حالياً، ومن ثم كانت الاستعانة بالجيش في ملاحقة المجموعات المسلحة الارهابية. يلاحظ هنا أنه تناسى الإشارة إلى إرهاب شبيحته وتعمد إعطاء رسالة لأولي الأمر بأنه محارب عنيد وسد منيع للإرهاب ممثلاً بالقاعدة فتدريب قواته وأجهزته وميليشياته معدة لها.
وكان فيما نشر سؤال الوفد العتيد عن قول منسوب إلى ماهر الاسد، تم تداوله في أوساط السوريين بأنه مازال مرتدياً ملابس الرياضة ولم يرتد لباسه العسكري بعد في مواجهة الاحتجاجات (والتي قيل عنها بأنها رسالة لأهل حمص الذين ردوا عليها بأنهم مازالوا بالمناشف خارجين للتو من حمّاماتهم ولم يبدؤوا احتجاجاتهم بعد)، وهو ماأجاب عليه بشار الأسد بنفي صحته، ومشيراً الى أن شقيقه يقوم بدور وطني وتاريخي كبير، وعليه مسؤوليات كبيرة، وهو من الحريصين على أمن واستقرار البلد، وبالتالي لا يمكن ان تصدر عنه مثل هذه الاقاويل. ولكن قول بشار الأسد للوفد بأنه لم يستخدم الحل الأمني بعد وأن ما يجري أشبه بمعالجات دقيقة موضعية، لايختلف في شكله ومضمونه عما نُسب لأخيه من قول وعمّا هدّد به القذافي المهزوم شعبه بأنه لم يستخدم القوة بعد، كما أنه كلام ينفي صحته توحش النظام في القمع والتعذيب وسفك الدماء الذي أنتج أكثر من ثلاثة آلاف قتيل فيهم قرابة مئتي طفل، ومثلهم من المفقودين، وآلاف المصابين والجرحي وعشرات الآلاف من المعتقلين. وعليه، فإذا كان الضرب بالمليان من قبل الأخوين حسب كلامهما لم يبدأ بعد، وكان حجم جرائمهم على ماذكرناه آنفاً، فكم هي الضحايا عندما يباشر الأول الحل الأمنى ويلبس الثاني صاحب الدور الوطني والتاريخي بدلته..!
إن الثورة السورية السلمية دخلت شهرها السابع بمطالبها المعروفة في الحرية والكرامة ورفض الاستبداد وإسقاط النظام وتجاوزت نقطة اللاعودة، والسلطة القامعة المستبدة مصرة على المرواغة والإنكار، ومستمرة في قتل شعبها ومواطنيها بكل تناحة وبجاحة، وإنما التاريخ يشهد أن الشعوب هي الأبقى فلا عجب، وأن لكل ظالم أجل ونراه قد اقترب، فإذا جاء لن ينفعه حل أمني ولاجيش ولاشبيحة ولاغيرهم من وفود السوريين والعرب، وقضي بينه وبين شعبه بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين.
24 ايلول/سبتمبر 2011
http://www.youtube.com/watch?v=ZPAX9L3Twmg
http://www.youtube.com/watch?v=8MRf18HU63Y&feature=player_embedded#!
http://www.youtube.com/watch?v=u-XXhTI3TC4&feature=youtube_gdata_player
http://www.onsyria.com/?clip=60822&do=all&parent=&page=&sort_order=timestamp