الشعب يريد شاورما بندر/ لقمان ديركي
لم تتعرض ثورة للإنكار كما تعرضت له الثورة السورية، فكل خبر عن الثورة كان يُواجه بالتشكيك والإنكار، وذلك عبر منظومة إعلامية ضخمة خصصها النظام وحلفاؤه لذلك، من محللين سياسيين وإعلاميين وشعراء وأدباء وفنانين. فصارت صور المظاهرات برأي الإعلام الأسدي فبركات إعلامية، وصار حمزة الخطيب الطفل الشهيد رجلاً يغتصب نساء الضباط. وصارت المظاهرات في دمشق عبارة عن حشود تهلل للسماء بسبب نعمة المطر.
وأصبح المتظاهرون عبارة عن مدمني حبوب هلوسة ترسلها لهم قناة “الجزيرة” في أكياس كُتب عليها شعار القناة المرسوم بألوانه الذهبية. وصار المتظاهر الذي يواجه رصاصهم مرتزقاً، خرج من أجل مئتي ليرة سورية و”صاندويشة” شاورما تقدمة بندر بن سلطان. وتحولت النساء المتظاهرات إلى عاهرات يمارسن جهاد النكاح مع الإرهابيين، بعد أن أصبح المتظاهر الأعزل في مواجهة أقبح ما اخترعته البشرية من قتلة ومجرمين إرهابياً.
كل هذا عبر منظومة إعلامية بلهاء وساذجة لا يمكن لأحد أن يصدقها، لكنها بقدرة قادر لاقت القبول والإعتراف من كل القوى التي تحكم العالم. وتابع العالم بإعلامه الاكثر مهنية من الإعلام السوري ذاتَ المنهج بطريقة أكثر دهاء، فصارت الثورة السلمية حرباً أهلية منذ اليوم الأول. وصرت مطالباً بأن تصدق أنك تشهد حرباً أهلية “بالصرماية”، فتندهش من نفسك، أنت الذي على مقربة من الأحداث، كيف أنك لم تشاهد الحرب الأهلية. العمى كيف ما شفتها يا أبو شريك؟ أتاري هاد المتظاهر طلع مو متظاهر، طلع متحارب أهلي، وهالثورة طلعت مو ثورة، طلعت حرب أهلية، لك حتى ما استرضوا يقولوا عنها انتفاضة.
لأ.. فشرت يا من تطلب الحرية في جمهورية لعصابات السورية.أنت تخوض الآن حرباً أهلية. أنت مرتزق وعميل لبندر وفيلتمان. وسألت جارك عن فيلتمان وعن بندر. لك مين هدول ببوس إيدك؟ أنت فهمان وبتعرف أكتر مني، مين هاد اللي ناولنا “صندويشة” شاورما؟ مين هاد اللي عَطانا ميتين ليرة؟ رح اصدق ألا شوي أني ما باكل شاورما ألا من محلات بندر، وينك بس تنتصر الثورة عهداً علي لأفتح محل شاورما واسميه شاورما بندر، لحمة وجاج، شاورما على أصولها، قال شاورما قال.
يعني إذا في حدا مصدق إنو الشعب طلع مشان صندويشة شاورما كنا غيرنا الشعارات. الشعب يريد شاورما بندر، خلينا نجي من الآخر، ليش لنسقِّط النظام، بنجيب بندر وبنقعده مع رامي مخلوف وبنخليهن يتفقوا أنو بندر يفتح سلسلة مطاعم شاورما بندر على طول البلاد وعرضها، وكان الله يحب المحسنين. وفضوها سيرة، وبلا حرب أهلية وبلا وجع راس، بدنا نحلي الاضراس، ونكتب بالكراس، متل ما بيكتبوا العباقرة الملهمين، أنو شو بدنا بثورة بتطلع من الجامع؟ لا ولو؟ من وين بتحب يطلعوا لك اياها أستاذ؟
يا ريتك ..ريت وما حكيت، لأ والعبقري التاني بيتباهى إنو مختلف وبيحب الدكتاتوريات. الأستاذ معجب بستالين، هو هيك مختلف، ما بيشبه الباقين. أما العبقري التالت فيا حرام.. كل عمره بيكتب شعر عن المسيح، وآلام المسيح. بتقله مرحبا بيتألم، بتقله كيفك أستاذ بيتألم، بتقلهشو أخبارك بيتألم، وبتنفلج لما بتشوفه شايف كل هالبشر اللي عم تنقتل وما عم تنهز شعرة بلحيته الشيوعية، ظل ينادي المسيح طيلة عمره وعندما ظهر له أنكره.
المدن