صفحات سوريةغسان المفلح

الصراع في سورية وليس عليها إنها ثورة


غسان المفلح

هل هنالك صراع على سورية؟ قبل الثورة كان هذا العنوان المستمد من كتاب الباحث البريطاني باتريك سيل مختفيا عن مداولات السوقين الاعلامي والثقافي، وقلما نجد من يتحدث عن هذه القضية، تبعا لهذا العنوان، لكن بعد انطلاق الثورة السورية قبل اربعة عشر شهرا، بدأت هذه النغمة تعود لواجهة الحدث، وخاصة من قبل من يميلون سياسيا نحو عدم الاعتراف بوجود ثورة..!!

وإنما ما يحدث هو سياق صراع دولي واقليمي على سورية أو ضدها…حتى على افتراض هذا الخبر المتجدد صحيح نسبيا والذي يتم نبشه الآن، إلا أنه ليس الخبر الحقيقي حول ما يحدث في سورية والمنطقة كلها. عندما نقول الصراع على سورية، الصراع بين من ومن؟ بين روسيا وامريكا أم بين أمريكا ودول الاتحاد الاوروبي؟ إن كل تلك المقولات جاءت محاولة لإخفاء الطبيعة الحقيقية لما يجري في سورية من ثورة شعب ضد عصابة غاشمة، واصبحت تمتلك صفة المجرمة بكل معنى الكلمة، وبات في عنقها دماء عشرات الألوف من السوريين، هذا هو الجوهر، وهذا لاعلاقة له بالصراع على سورية، وما يجري من انقسام وتصارع دولي واقليمي إنما هو نتاج، انطلاق ثورة شعبنا منذ عام واربعة أشهر…وبناء على هذا الحدث- الثورة، تغيرت الجغرافيا السياسية للمنطقة وسوف تتغير شاء من شاء وأبى من أبى، لا بل هي تغيرت، إلى انقسام حاد ولا أخلاقي في جوهره، بين من هو داعم لقتل الشعب السوري، ونذكر بالطبع روسيا والصين وإسرائيل وإيران…وبين متخاذل في موقفه وهنا أقصد دول الغرب..يبحثون عن حجة لتغطية هذا التخاذل، وآخرها كان تصريح وزير الدفاع الآمريكي عندما تحدث عن تفجير دمشق أن القاعدة خلفه..هو في الواقع يبرر هذا التخاذل أمام الناخب الأمريكي، وأمام قوى الضغط الأمريكية وغير الأمريكية التي تطالبه بالتدخل القوي والحازم..

إذا كان هنالك صراع على سورية، لماذا يترك الأمريكيون، الروس يكسبون المعركة من خلال تصريحات وزير دفاعهم أن التفجيرات من صنع القاعدة والجميع يعرف” أنه لاقاعدة في سورية خارج جاهز استخبارات العصابة الأسدية” الجميع يعرف وانا هنا لا اكتب تحليلا بل أكتب وقائع، كل اجهزة الاستخبارات الغربية تعرف أن للقاعدة ثلاث قواعد لوجستية في المنطقة: النظام الإيراني والعصابة الأسدية ونظام الرئيس اليمني المخلوع…وبعض تيارات الحكومة العراقية تبعا لإيران وبعض عسكر الجزائر…لهذا يلتقي “تصريح وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن “الانفجارين اللذين شهدتهما العاصمة دمشق صباح الخميس، يحملان بصمات تنظيم القاعدة، ويذكران بتفجيراتها في العراق قبل سنوات”. ونقلت قناة (روسيا اليوم) عبر موقعها الالكتروني عن بانيتا قوله أنه “ليست هناك معطيات واضحة لدى الاستخبارات العسكرية الأمريكية بأن تنظيم القاعدة هو الذي يقف وراء تفجيري دمشق”، مشيراً إلى أنه “من الواضح أن تنظيم القاعدة ومجموعات أصولية أخرى اتخذت من سوريا ملاذٍ لها في الآونة الأخيرة، مستفيدة من حالة الفوضى المستشرية في البلاد”. نقلا عن رويتر..

هذا التصريح ومسارعة القناة الروسية المخصصة للدفاع عن العصابة الأسدية في نقل الخبر، هل يشير إلى وجود صراع على سورية، أم يشير إلى موقف مما يحدث في سورية من محاولة تهرب من تحمل الدول الكبرى لمسؤولياتها السياسية والأخلاقية تجاه شعب يذبح؟ لماذا الاوربيون لم يشيروا في تصريحاتهم لقضية القاعدة كما فعل الرفاق الأمريكان والروس؟ لهذا ما يحدث في سورية ثورة ولا يوجد ثورة في العالم، تحدث بشكل يمنع عنها الاخطاء إن وجدت لكن الثورة السورية لاتزال متألقة أخلاقيا ووطنيا، والصراع يجري على كيفية أخمادها وليس على سورية.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى