“العرض الأول”.. للحرية
عمر حرقوص
بل ايام بدأت إحدى الصفحات عبر موقع “فايسبوك” الدعوة لاطلاق أول مهرجان سينمائي عن الأفلام السورية المتعلقة بالثورة، الاعلان عن المهرجان يأتي كفكرة جديدة تحاول ابراز الأعمال الفنية المرافقة للثورة، وإظهار مدى قدرة المواطنين السوريين على الإبداع وانتاج الأعمال الفنية رغم واقعهم المرير وما يعيشونه في بلدهم من قتل وتدمير على يد “الشبيحة” والقوى الأمنية، فربيع سوريا الشعبي يسير ومعه غطاء شفاف من الثقافة والأدب والفنون من أغنيات بدأت مع سميح شقير والشهيد ابراهيم القاشوش وفرقة موسكو الدولية وغيرها، ووصلت إلى أعمال شبابية مختلفة، وتستمر بالأدب كتابة وموسيقى وصولاً إلى صناعة الأفلام السينمائية رغم أجواء المنع والقمع والاعتقال.
فعاليات “مهرجان سوريا الحرّة السينمائي الأوّل” للافلام، تنطلق عبر الانترنت بسبب المنع والاعتقال وهو يأتي كبديل عن “مهرجان دمشق السينمائي” الذي أجلته السلطات لكيلا يتحول إلى تظاهرة فنية شبابية تدعم الثورة من داخل دمشق، يحمل السوريون صليبهم ويمشون، يريدون بالشعر والفن والأدب أن يعطوا صورة المواطن المسالم في مواجهة القتل والدبابات، صورة رائعة تعيد إلى الذاكرة ثورات عرفت في العالم بأعمالها الفنية من افريقيا الجنوبية وأدبائها إلى الثورة الفلسطينية مع محمود درويش وتوفيق زياد وإميل حبيبي.
في هذا الوقت الذي يتقدم الناس في العالم العربي إلى مواجهة الإقصاء وحجز حرية التعبير وبناء دول ديموقراطية، وفي وقت ينتخب الحقوقي المنصف المرزوقي رئيساً لدولة تونس، يتراجع لبنان بالحريات إلى الخلف في ظل حكومة “حزب الله” وحلفائه، فعدا عمليات الاختطاف والترهيب، وقطع الطرق واحتلال شركة الكهرباء في الزهراني وقطع التيار عن المناطق اللبنانية، تستمر الحكومة في معاركها الطاحنة فتضرب الاقتصاد والحركة العمالية المهترئة أصلاً، كأنها حكومة أبعد ما تكون عن تمثيل الناس وحرياتهم.
حكومة ينشغل وزراؤها ببيع خطوط الهاتف بأغلى الأسعار، كمثل بيع قوالب “الكاتو” في حفلات الزواج الأغلى في العالم، في بلد يصل إلى حافة الخطر الاقتصادي، ويرحل ابناؤه قسراً في هجرة البحث عن حياة آمنة لأن المربعات الأمنية قطّعت أوصال بلدهم.
في العودة إلى المهرجان في دورته الأولى سميت “السينما في ساحة الحرية” وهو شعار المهرجان الجديد، حيث يشارك الفنانون بعرض افلامهم عن الثورة السورية. فالحرية لا حدود لها بعيداً عن رجال الأمن ومقص الرقيب، حيث وجّهت تحية لكل من الفنانين السينمائيين السوريين عمر أميرالاي، أسامة محمد، محمد ملص، هالا العبد الله وهيثم حقي، لمساهمتهم بتغيير المجتمع السوري، رغم الضغوط التي مارستها عليهم السلطة، من إقصاء إلى منع من السفر وصولاً إلى الاعتقال والنفي.
السينما في ساحة الحرية، بدأ باستقبال الأفلام قبل أيام ويستمر حتى اليوم. وسيتم نشر برنامج بأسماء الأفلام المشاركة في المهرجان وتبدأ العروض لمدة أربعة أيام. حيث يتم التصويت على مجموعة الأفلام الخاصة بكل يوم لاختيار الأفضل بينها. ثم تعلن نتائج الأفلام الأربعة الفائزة، في 21 الجاري، ليتم طرحها للتصويت مجددا لمدة يومين، ليعلن عن أفضل فيلم في المهرجان.
مهرجان الافلام يحمل بصمة الشباب السوري الذي صنع الثورة، مثل هذا الشباب بدأ من الصفر، وارتقى بهدوء، يحمل في أفلامه حكايا دمشقية وحمصية وحلبية ودرعاوية، تتنقل الكاميرا في بابا عمرو تنقل للناس بشاعة القصف المدفعي والبيوت المهدمة، تذهب مع الأخوين ملص إلى ملصقات النعي التي تبدأ باسم حمزة الخطيب الطفل الذي قتل تحت التعذيب، الكاميرا تعيد الحرية مع فيليب حوراني في صرخة المعتقل الذي يكسر القيود، فيما الفنانة فدوى سليمان ترافق معزوفة الموت من أجل الحياة.
إنها سوريا الجديدة تولد من كل شيء، تتأمل في شبابها الخير والأمل، يسيرون في شوارعها ينبتون مع الفجر شعارات مكتوبة على الجدران، “بخاخ” يكتب هناك “سوريا بدّا حرية” ومعها يتحرك الشبان يحملون الكاميرا الصغيرة أو عبر هاتفهم الخلوي ينقلون الحياة الجديدة التي يصنعونها لمواجهة الجلاد.
روابط لعدد من الأفلام المشاركة في المهرجان:
ويبقى بابا عمرو
فيليب حوراني
حدود الرمادي
تعزية الى اهلنا واخوتنا احرار قامشلو الابية..الصامدة
http://youtu.be/1ux3w8m5ZMg
الحرة فدوى سليمان
http://youtu.be/VVA1jd0LJ-0
تحرر الاسير السوري، وئام عماشة
http://youtu.be/Xg5C5G89dK0
الجنس البشري
http://www.youtube.com/watch?v=Pdn4sRX5vUM
جحيم الأرض
http://www.youtube.com/watch?v=o2OqHmiBdJk
المستقبل