صفحات العالم

الفصل بين النووي والإقليمي/ هشام ملحم

يقول المسؤولون الاميركيون عشية معاودة المفاوضات بين ايران ومجموعة 5 + 1 في فيينا ان الظروف الراهنة تشكل افضل فرصة للتوصل الى حل ديبلوماسي للخلاف على البرنامج النووي الايراني، ويؤكدون ان المفاوضات في السابق لم تتطرق الى اي ملفات اخرى، كما يرغب بعض الاطراف العرب، وليس متوقعا “ان تتناول اي نقاط خلافية اخرى مثل دور ايران في النزاع السوري، بما في ذلك دور “حزب الله”، الا اذا حصل تغيير جذري في مواقف طهران من هذه القضايا، وهو امر مستبعد.

اللافت هو ان المسؤولين الاميركيين يقبلون برغبة ايران في عدم ربط المفاوضات النووية بالقضايا الاقليمية الاخرى، على رغم ادراكهم ان اي مرونة ايرانية اقليمية من شأنها ان تساهم في تحسين مناخ المفاوضات النووية، كما يقبلون بتقاسم الادوار في القيادة الإيرانية، اذ يتولى الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف متابعة المفاوضات النووية، بينما تشرف قيادة الحرس الثوري على سياسة ايران في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن. وعندما ابلغ الوزير ظريف نظيره الاميركي جون كيري انه ليس مخولا مناقشة النزاع السوري، لم يفاجأ كيري، لا بل قبل ذلك كواقع سياسي.

المسؤولون في واشنطن يتوقعون مفاوضات صعبة ولا يتوقعون اتفاقا سريعا، ويظهرون تفهما للضغوط التي يتعرض لها الثنائي روحاني – ظريف من القوى المتشددة في الداخل، ويتبرعون بالقول انهم لن يردوا علنا على التفسيرات الصادرة عن روحاني وظريف والتي تناقض التفسيرات الغربية لمعنى الاتفاق الموقت وشروطه لتفادي اضعاف هذين المسؤولين امام المتشددين او احراجهم امام الرأي العام.

المسؤولون الاميركيون يقولون ان مصلحة روحاني وظريف تقضي بالتوصل الى اتفاق نووي، لكنهم يتساءلون عما اذا كانا قادرين على تقديم التنازلات الضرورية للاتفاق وموازنة ذلك مع الضغوط الداخلية.

المسؤولون يقولون انهم يدركون تخوف الدول العربية الخليجية من ان يؤدي اي اتفاق نووي مع ايران الى تخلي واشنطن عن مواجهة الدور الايراني الاقليمي السلبي وخصوصا النزاع في سوريا و”حزب الله”. ويضيف هؤلاء ان ايران هي السبب الرئيسي لزيارة الرئيس باراك اوباما للسعودية في نهاية الشهر المقبل، حيث سيسعى الى طمأنة الملك عبدالله الى صدقية الالتزامات الاميركية الامنية لحماية مصالح اصدقائها في الخليج، وان واشنطن لن تقيم علاقات طبيعية مع طهران اذا واصلت ايران سياساتها الاقليمية الراهنة من الخليج الى شرق المتوسط.

المسؤولون يعترفون بان نقاط الخلاف الاخرى مع دول الخليج مثل النزاع في سوريا مستمرة، ويؤكدون ان اوباما لن يغير رأيه الرافض للتدخل العسكري في سوريا، الامر الذي أزّم العلاقات مع تلك الدول.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى