الفلسطينيون و الثورة السورية (حوار مع ماجد كيالي)
حوار طريف الخياط
تعتبر سوريا من الدول التي احتضن شعبها الفلسطينين بعد نكبة 48، بأسلوب يميزها عن بعض الدول العربية الأخرى، حيث انخرط الفلسطينيون ضمن المجتمع السوري في سياق تآلف متبادل، و يرد ذلك إلى جملة من العوامل التاريخية و الجغرافية و السياسية و الاجتماعية و الثقافية.
خلال مراحل الثورة، تفاعل الفلسطينيون مع السوريين، سواء بالتظاهر أو باحتضانهم و استضافتهم لآهالي الأحياء التي تشهد اشتباكات ساخنة.
لقد أجرينا الحوار التالي مع الكاتب و الباحث الفلسطيني ماجد كيالي، الذي ناقش فيه متعلقات بتاريخ الفلسطينيين في سوريا، و علاقتهم المتميزة بالشعب السوري، و كيف تعاملت النظم الساياسية التي تناوبت على حكم سوريا مع اللاجين الفلسطينيين على أراضيها، وصولا إلى حكم البعث الذي ينسب لنفسه حماية القضية الفلسطينية و الفلسطينيين. كما حمل الحوار تساؤلات عن خيارات الفلسطينيين المقبلة في سوريا، و تناول أيضا الشأن السياسي السوري الراهن، و أبعاد ممارسات النظام الوحشية على الصراع العربي الإسرائيلي
1-تتحدث عن اختلاط في الهوية بين فلسطينيتك و سوريتك. من منظور تاريخي و منظور معاصر ،هل هناك فارق جذري بين الهويتين، ألا يعتبر الفرق بين المقدسي و الدمشقي كالفرق بين الدمشقي و الحلبي مثلا؟
• في المجال الهوياتي والوجداني، وضمنه الثقافي والتاريخي والجغرافي، ليس ثمة فارق بين فلسطيني وسوري، الفارق له علاقة بالسياسة، اي بتلك اللحظة السياسية التي تم فيها اصطناع حدود بين ماكان يعرف ببلاد الشام، وتشكيل هوياتها الوطنية. المفارقة ان سايكس وبيكو مجرد رسما الحدود على الورق في حين أن الأنظمة، ولاسيما انظمة الاستبداد والافساد، حولت الخطوط على الورق الى خنادق، وحواجز، وحرس حدود، وجوازات سفر، وتأشيرات، وهكذا بت انا فلسطينيا رغم انني من مواليد سوريا منذ قرابة ستة عقود، لأنني ولدت من ابوين فلسطينيين، أي ولدا في فلسطين. الأنكى ان هذا التمييز الهوياتي يجري بدعوى الحفاظ على وطنية الفلسطينين، كأن الوطنية مجرد لصيقة، او كأنها تتأتى بمزيد من التنكيل بالفلسطينيين، وتذكيرهم يوميا بالنكبة. الفكرة الأخرى فإنه لمما يدعو للسخرية انك تكون لاجئا بين ظهراني الامة العربية، فكيف يكون المرء لاجئا في أمته؟ هذا يبين خواء الادعاءات القومجية ويبين انها مجرد تطرح للاستهلاك. ثمة جانب اخر للسخرية وهو يتمثل بأن أي فلسطيني، او سوري او لبناني او مصري او عراقي، يمكن ان يحظى على هوية ومواطنة اية دولة أجنبية قي غضون سنوات معدودات، في حين ان الفلسطيني (وغير الفلسطيني) لايمكنه ان يحظى بذلك ولو ولد وعاش ستة او سبعة عقود في بلد عربي. وها انا ولدت في سورية وبقيت لاجئا، بعد ستة عقود، وها اولادي هم لاجئين، واحفادي ايضا! حقا ثمة سخرية في قصة الهويات تلك، وهي تفتح على قصة المواطنة، وتعثر قيام الدولة، دولة المؤسسات والقانون، فالسوري لايعتبر اصلا مواطنا، الا من الناحية الشكلية، فهو مواطن من الناحية القانونية، ولكنه لايتمكن من ممارسة مواطنته. وهذا يفتح على قصة الاكراد، فهؤلاء مواطنون، لكن يتم التعامل معهم كأقليات، وكأنهم شعب نزل بالباراشوت من السماء. الأنكى ان هذا المصطلح بات يطلق على الطوائف الدينية علما انها طوائف راسخة عبر التاريخ في البلد، قبل التعريب وقبل الأسلمة. على كل ما شابهك بنفسه ماظلم، ومن يرى وضع غيره يهون عليه وضع نفسه، فنحن مع الأسف في دولة الرعية لا في دولة المواطنة، وربما ان الثورات الشعبية جاءت لتصحيح ذلك.
اما قصة سوريتي فهذه لها علاقة باحساسي بالسوريين، بالظلم والحرمان والقهر الذين تعرضوا له. بصراحة كانت الثورة مفاجئة جدا لي، لم اتوقع يوما ان هذا الشعب سيثور على النظام، في حياتي، بسبب معرفتي لعمليات المحو التي تعرض لها. لذلك عندما اندلعت الثورة السورية احسست انها ايقظت حلما كاد يموت في داخلي، احسست بعودة الروح، لهذا شعرت بالامتنان لهذا الشعب السوري العظيم، فالثورة السورية هي الثورة الاكثر صعوبة والابهظ ثمنا,,هي الثورة المستحيلة.
2-تسوق بروباغندا النظام، أن البعث حامي الفلسطينين و حقوقهم في سوريا. كيف تعامل السوريون شعبيا و سياسيا و على صعيد التشريعات القانونية أيضا، مع اللاجئين الفلسطينيين قبل انقلاب البعث؟
* ثمة حقائق ينبغي التأكيد عليها في سياق الحديث عن الوجود الفلسطيني في سوريا، أولها، أن اللاجئين في هذا البلد، ونسبتهم حوالي 2 في المئة من سكانه، باتوا جزءًا من النسيج الاجتماعي فيه. ثانيها، أن الفلسطينيين يدركون بأنهم مدينون لشعب سوريا في احتضانه لهم، وتعاطفه مع همومهم، وفي دعمه لكفاحهم، وليس للنظام القائم؛ فكل القوانين التي صدرت والتي تساويهم في الحقوق مع السوريين صدرت قبل قيام دولة البعث (1963). ثالثها، أن الوجود الفلسطيني في سوريا ليس غريباً عن نسيجها الاجتماعي والثقافي، ولا يثقل عليه، فشعب فلسطين تاريخياً هو جزء من بلاد الشام. رابعها، أن الفلسطينيين كابدوا، أيضًا، ما كابده السوريون طوال العقود الأربعة الماضية، فمعنى “المساواة” يشمل، أيضًا، أن الفلسطينيين عانوا الحرمان من الحريات، ومن علاقات الامتهان، والإفقار المادي والمعنوي، ومن احتلال النظام لمجالهم العام والخاص؛ هكذا ثمة فلسطينيون قتلوا واعتقلوا وعذّبوا وشرّدوا واختفوا، مثلهم مثل السوريين.
أما بالنسبة للنظام فقد تعاطى مع الفلسطينيين وقضيتهم من منطلق استخدامي ووظيفي، لذلك ظهر ما يمكن تسميته ب “مسألة فلسطينية” في سوريا، وهي تتمثل بمحاولة النظام السوري تحجيم الوطنية والكيانية الفلسطينيتين، وتطويعهما وتوظيفهما لأغراض تعزيز شرعيته ومكانته على الصعيد الإقليمي. وعموما فقد اعتبر النظام فلسطين باعتبارها ورقة، مثلها مثل ورقة لبنان والعراق مثلا، فهو استخدم ما يسمى قضايا قومية فقط لتعزيز شرعيته، وترسيخ سلطته، على الصعيد الداخلي، ولححب المطالبات الداخلية المتعلقة بالحرية والديمقراطية والتنمية، وعلى الصعيد الخارجي استخدمها للابتزاز، ولتعزيز مكانته على الصعيدين الاقليمي والدولي.
3-ما هي أسباب انخراط الفلسطينيين مع أشقائهم السوريين في ثورتهم ضد نظام الأسد، و ما الدلالات التي نستشفها من ذلك الانخراط، و ما أبعاده المستقبلية؟
* المزاج العام الفلسطيني عموما هو مزاج غير متعاطف مع النظام، إن لم يكن معارضاً له، باستثناء الاستطالات المستفيدة منه، أي أن وضع الغالبية العظمى من الفلسطينيين هو وضع الغالبية العظمى من السوريين، في إدراكاتهم للنظام ولطبيعته الاستبدادية، زد على ذلك أن اصطدام الوطنية الفلسطينية، كما تمثلت تاريخيًا في حركة فتح، بالنظام السوري، جعلها متصادمة مع النظام، أو تنظر إليه بعين الحذر.
وفي الواقع فمنذ الأشهر الأولى للثورة السورية باتت المخيمات الفلسطينية، لا سيما الموجودة في المدن الساخنة في سوريا (حمص ودرعا وحماه واللاذقية ودمشق)، بمثابة مناطق آمنة بالنسبة لأهالي المناطق المنكوبة. وقد عبّر الفلسطينيون في ذلك عن تضامنهم مع الشعب السوري، الذي احتضنهم طوال 64 عاماً، لا سيما مع شعورهم بأن الألم والأمل واحد، وأنه في ظروف مصيرية كهذه لا يمكن التفريق بين سوري وفلسطيني.
هكذا قدمت المخيمات الفلسطينية، ولا سيما مخيم اليرموك، لأهالي المناطق المنكوبة إمكانيات السكن، في البيوت والمدارس والجوامع، كما تم تقديم العون الطبي والتمويني لهم. وفي خضم ذلك سقط شهداء من المخيمات المجاورة للمناطق السورية، وثمة فلسطينيون اعتقلوا أو أصيبوا بسبب ذلك، كما أن المخيمات ذاتها تعرضت للقصف ولانتهاكات المسلحين من أجهزة الأمن والشبيحة والجيش، ويخشى الآن أن قسماً كبيراً من مخيمي درعا واللاذقية قد تم تدميره نتيجة القصف المشدد عليهما.
عموما فإن الفلسطينيين الضحايا لا يمكن إلا أن يتعاطفوا مع الضحايا، الذين يتوقون إلى الحرية والكرامة والعدالة، لاسيما أنهم كابدوا، على مدار عقود هذا التوق، ويعرفون معانيه. وبالتأكيد فإن الفلسطينيين، في ادراكاتهم العفوية هذه، يدركون بأن ما هو جيد للسوريين لابد أن يكون جيدا لهم، وأن قضية الحرية لا تتجزأ، وان قيام دولة المواطنين، ودولة المؤسسات والقانون، التي تصون الحريات والكرامات، في سوريا، ستكون أفضل لهم، على مستوى شؤونهم المعيشية، وعلى مستوى تمكينهم من العمل من اجل استعادة حقوقهم الوطنية.
4-هل سنشهد سجالات سياسية بما يخص وضع الفلسطينيين كالتي نشهدها في لبنان، أم أن هناك اختلافا بين الحالتين؟ وهل أنت مع منح الفلسطينيين الجنسية السورية، و لماذا؟
* لقد ذكرت ان الفلسطينيين عندما جاؤوا الى سورية (1948) بنتيجة النكبة لم يشعروا انهم غرباء، فهم جزء من المشرق العربي، ومن بلاد الشام، والعهد الذي كانت فيه هذه المنطقة واحدة ليس بعيدا، وثمة علاقات وقرابات وعوائل واحدة. فضلا عن ذلك فإن الفلسطينيين لايشكلون سوى 2ـ 3 بالمئة بالنسبة لمواطني سوريا، أي انهم نسبة قليلة، ولا تشكل شيئا. أخيرا ليس ثمة في سوريا مشكلة طائفية، كما في لبنان، لذلك لايشكل الفلسطينيون وزنا في المعادلات السياسية او الديمغرافية القائمة في هذا البلد.
أما في موضوع الجنسية فأشعر ان هذا السؤال من المبكر الاجابة عنه، لأن هذا يتطلب اولا معرفة شكل النظام السياسي، ويتطلب ثانيا، الوصول في سوريا الى دولة المواطنين، أي التي تعتبر كل مواطنيها مواطنين (رعايا) من دون أي تمييز بينهم، بسبب الدين او الطائفة او القومية. وصول سورية الى حالة دولة المؤسسات والقانون والمواطنين، في دولة ديمقراطية سيحل عديد من المسائل، وضمن ذلك فلن يلق أي فلسطيني تمييزا، ولا لأي سبب، كما لن يتم توظيف قضيته، او التعاطي معه باعتباره مشكلة امنية. أما مسألة الجنسية فهذه لهذا شأن اخر، فهذا أمر ينبغي توضيحه. فمن المهم، بل ومن الضروري تسهيل عيش الفلسطينيين، وليس من اللائق لبلد عربي ديمقراطي، وبعد الثورات العربية، ان يترك ابناء او احفاد من ولدوا في ارضه بدون جنسية، او بدون مواطنة. وعلى كل هذا الأمر ينبغي ان يخضع للنقاش، والى استفتاء الفلسطينيين، لمعرفة رأيهم؛ على رغم قناعتي ان منحي جنسية او مواطنة لايقلل من فلسطينيتي ولا من وطنيتي، لاسيما اننا ابناء امة واحدة، ولا ينبغي ان نخضع لتقسيمات سايكس بيكو، وحسنا وطالما الامر كذلك، فما الفرق بيني وبين السوري او بيني وبين اللبناني؟!
5-ما أوجه الشبه بين القضيتين الفلسطينية و السورية، و هل من الممكن أن تتحول الأخيرة إلى قضية طويلة الأمد؟
طبعا ثمة فروقات كبيرة بين القضيتين، السوريون يقفون في مواجهة سلطة استبدادية، في حين يقف الفلسطينيون في مواجهة مشروع استيطاني احلالي، وعنصري، وديني. ايضا الشعب الفلسطيني نصفه خارج ارضه في حين ان السوريين معظمهم في ارضهم. قضية السوريين يمكن حلها بإسقاط النظام، وبإقامة نظام سياسيي جديد، لكن قضية اسرائيل مختلفة، فهذه يحتاج الأمر معها الى ظروف دولية واقليمية وعربية مواتية، كما تحتاج الى تغيرات اساسية في المجتمع الاسرائيلي، تقطع مع الصهيونية وثقافتها الاستعمارية والعنصرية، وضمنها فكرة اليهودية كقومية. لا ارى امكان حل لقضية فلسطين، وضمنها قضية الاسرائيليين اليهود في فلسطين، بدون حل يتأسس على دولة ديمقراطية ليبرالية، أي دولة تتأسس على المواطنة، والتي يتمتع فيها المواطنون بحقوقهم في الحرية والمساواة من دون أي تمييز ولا لأي سبب. اخيرا القضية السورية يمكن ان تحل في فترة قادمة، لكن قضية الصراع ضد المشروع الاسرائيلي تحتاج الى تغيرات كثيرة كما قدمت.
6-كيف تقيم الموقف الغربي مما يحدث في سوريا؟
• العالم لايتحرك بحسب المبادئ والقيم مع الأسف..هذا العالم يتحرك بحسب المصالح، ولاسيما مصالح دوله..ناحية ثانية لا يمكن لأحد ان يحل مشكلتك، لايمكن لأحد ان يحل محلك لذا هذا هو الأمر الذي ينبغي التعامل معه. مع انني اظن ان الثورة السورية التي جاءت مفاجئة وعفوية، وانه لم يتح لها تشكيل هيئاتها، ولاسيما تلك الهيئات التي تخاطب الدول ومنظمات المجتمع المدني في العالم، هذا عامل اضعاف للثورة السورية، واظن انه لعب دورا في ما نشهده من ضعف في التعاطي العالمي مع الثورة السورية، لاسيما على صعيد الرأي العام العالمي ومنظمات المجتمع المدني في العالم..وعموما فإن الموقف الغربي من الثورة السورية يمكن فهمه ضمن واقع ان الثورة السورية ستحدث تغييرا في اهم دولة في المشرق العربي، فسورية بلد مفتاحي، واي تغيير فيه يؤثر على الشرق الاوسط، والخليج العربي، فضلا عن تأثيراته في العالم العربي، ولاننسى ان هنا اسرائيل ايضا، وثمة تركيا، والصراع الغربي مع ايران، لأجل ذلك كله ثمة تعقيدات في الموقف الغربي من الثورة السورية.
7-بأي اتجاه تنحو مصالح اسرائيل في تعاملها مع الثورة السورية و تبعاتها؟
• اعتقد ان اسرائيل فوجئت بالثورات العربية، وهي متضررة منها، لأن هذه الثورات ستغير الواقع السياسيي والامني الذي كانت اسرائيل في ظله، أي في ظل نظم الاستبداد والافساد، تشعر بارتياح وباستقرار شديدين.
ناحية ثانية استرائيل كانت مرتاحة من الانظمة السائدة التي تكبل مجتمعاتها، والتي تخرجها من حساب موازين القوى، والثورات العربية ستغير هذا الأمر، ولن تصبح اسرائيل في مواجهة نظام معين فحسب، وانما ستصبح في مواجهة مجتمعات هذه المنطقة التي ستغدو قوة يحسب حسابها، في معادلات الصراع ضد اسرائيل، بعد ان كانت مهمشة او مغيبة.
ثالثا، ان قيام نظم سياسية ديمقراطية ينهي احتكار اسرائيل لمكانة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وهي التي كانت تدعي بأنها بمثابة واحة الديمقراطية الوحيدة في صحراء الشرق الاوسط. هذا ايضا سيغير رؤية العالم لإسرائيل وللشعوب العربية، ذلك ان اسرائيل كانت تدعي بأن العالم العربي يستهدفها لكونها دولة ديمقراطية، للتغطية على طابعها كدولة استعمارية وعنصرية، لكن بعد تغير ذلك سيختلف الامر، إذ ستتكشف اسرائيل على حقيقتها كدولة استعمارية وعنصرية ودينية، لاسيما مع سعيها للاعتراف بها كدولة يهودية.
لذلك كله فإنني ارى بأن الثورة السورية هي الثورة الاكثر صعوبة وتعقيدا والأبهظ ثمنا، بين الثورات العربية، لذا على السوريين الشجعان ان يفخروا بثورتهم المدهشة.. وبقدر ما إن سورية بلد مفتاحي، فإن الثورة السورية هي مفتاحية ايضا، وسيكون لها تأثيراتها، لاسيما في فتح افق التطور باتجاه الحرية والكرامة، وباتجاه الدولة والمواطنة في هذه المنطقة، رغم كل الآلام والتضحيات والتحديات، ورغم كل الثغرات والنواقص والمشكلات..