الفنان العالمي يوسف عبدلكي في قبضة الأمن السوري
تقرير: طالب إبراهيم
طالب ك إبراهيم – هنا أمستردام – اعتقلت قوات الأمن السورية، على أحد حواجزها في مدينة طرطوس الساحلية، الفنان السوري العالمي يوسف عبدلكي مع اثنين من رفاقه المعارضين.
فنان عالمي ومعارض
يقتني المتحف البريطاني في لندن بعض لوحات الفنان السوري عبدلكي وأيضاً متحف “دينه لي بان” (Digne-Les-Bains Museum) الفرنسي. وهناك متاحف أخرى عالمية وعربية تقتني لوحات أخرى.
ينشط عبدلكي في صفوف المعارضة السورية. وكان قد اعتقل في فترة سابقة من القرن الماضي، مع مجموعة كبيرة من أصدقائه، قبل أن يغادر إلى منفاه في باريس، ليعيش فيها 25 عاماً متواصلة.
كان عبدلكي من بين المثقفين السوريين الذين وقفوا مع الحراك السوري، مشدداً على أن يكون ذي طابع سلمي، ومؤكداً على رفض العسكرة.
25 سنة في المنفى
في حديثها مع هنا أمستردام تقول المخرجة السورية هالة عبدالله زوجة الفنان عبدلكي:
“بقي عبدلكي لمدة 25 سنة، في منفاه في باريس، يرفض الحصول على جواز سفر فرنسي منتظراً أن يحصل على جوازه السوري. وبعد سلسلة طويلة من المصاعب والمشاكل حصل على جوازه السوري. ثم استطاع أن يقيم أول معرض له في سوريا عام 2005، في إحدى أقدم صالات العرض الدمشقية. إلى أن قرر أن يستقر في دمشق التي يحبها كثيراً”.
وتضيف عبد الله أنه، مع بداية انطلاق “الثورة” في سوريا، قرر عبدلكي أيضاً أن يشارك السوريين أنشطتهم وحراكهم ومآسيهم. واعتبر في تلك الفترة أن مغادرة سوريا في محنتها تلك بالنسبة له، هي وجه آخر للخيانة.
وداوم في سوريا، في شوارعها وصالاتها وبرفقة شبابها. مؤكداً أن الفن الحقيقي ينطلق من خلال الألوان ومن تفاصيل الحياة اليومية. بفرحها وبؤسها وحراكها.
تخشى هالة عبد الله على كل الشعب السوري بسبب استمرار العنف. و تخشى على حياة المعتقلين وحياة عبدلكي. خاصة أنه اعتقل مع مجموعة من أصدقائه على أحد الحواجز التابعة للأمن السوري.
منير الشعراني منفيّ أيضاً
يتذكر الخطاط السوري منير الشعراني، الذي يعيش في دمشق الآن، أنه كان مطلوباً من قبل الأمن السوري أيضاً، في نفس الفترة التي اعتقل فيها عبدلكي. لكنه استطاع الخروج من سوريا، واختار منفاه الطوعي في مصر. ويؤكد أيضاً أنه بقي فيها 25 سنة أيضاً ولم يعد إلى سوريا أبداً إلا في فترة حراكها.
يضيف الشعراني في حديثه مع هنا أمستردام، أنه رغم صعوبة المنفى إلا أنه كان “على تواصل دائم مع عبدلكي في فنه ومواقفه ومنفاه”، مثلما كان على تواصل دائم بتفاصيل الحياة المتنوعة.
ويعتبر الشعراني، أن يوسف عبدلكي واحد من القلة القليلة من الفنانين السوريين الذين أضافوا للفن السوري والعربي والفن بشكل عام.
“ولم تكن إضافته هذه وليدة الصدفة أو الموهبة وحدها، بل نتيجة تضافر عوامل متعددة في شخصية يوسف، منها الانتماء و الفكر والثقافة متعددة الوجوه. وأعني بذلك أنها تشمل التراث والتاريخ والفكر السياسي والاجتماعي والإنساني، ناهيك عن روحه النقدية العالية وشجاعته الشخصية والأدبية والتشكيلية التي مكنته من الخوض في التابوهات أو المقدسّات فكرياً وسياسياً وتشكيلياً”.
ويضيف الشعراني: “كان عطاء عبدلكي التشكيلي، صورة صادقة وحقيقية. وكان لذلك يستطيع تطوير عمله والإضافة إلى ما أنجزه بشكل تراكمي”.
بيانات
ذكر المركز السوري للإعلام أن الفنان عبدلكي كان قد اعتقل بين عامي 1978 و1980 من القرن الماضي، على ذمة انتمائه إلى حزب سوري معارض. وتكرر اعتقاله الآن على إحدى حواجز النظام السوري.
وقد أصدرت مجموعة من المفكرين والمثقفين والفنانين العرب والعالميين مؤخراً، بيان استنكار لاعتقال
عبدلكي ورفاقه، مطالبين السلطات الأمنية السورية بإطلاق سراحهم جميعاً.
في حين اعتبر آخرون، أن وجود عبدلكي خلف القضبان لا يخدم أحداً. لأن عبدلكي يجب أن يكون في مرسمه وبين لوحاته.