صفحات الحوار

الكاتب السوري ميشال كيلو: “الدور التركي هو دور مهم ويؤشر إلى دور عالمي”

 


يتحدث الكاتب السوري ميشال كيلو عن مدى تأثير عقد المؤتمرات للمعارضة السورية في الخارج على الوضعين السياسي و الميداني في سوريا. و ذلك على ضوء احتضان تركيا لمؤتمر للمعارضة السورية في مدينة أنطاليا.

ليال بشاره (نص)

س ـ هل تعتبرون أن عقد مؤتمرات للمعارضة خارج سوريا، سينعكس إيجاباً على الوضع الميداني داخل سوريا ؟

هذا يتوقف على قرارات المؤتمر. لكل سوري الحق في أن يعقد المؤتمر الذي يريد من حيث المبدأ. ولكل سوري الحق في أن يقبل أو يرفض القرارات التي تصدر عن أي ندوة أو مؤتمر يعقد.

نحن لا نميز كثيراً بين الداخل والخارج. ونتمنى أن يعمل الخارج دائماً بروحية الداخل. بمعنى أن يسعى نحو حلول سياسية، نحو كبح جماح التطرف والتدخلات الخارجية في شؤوننا. أما الرأي النهائي فيتوقف على نتائج المؤتمر.

انطلاقاً من هذا المبدأ، يقول البعض أن المشاركين في مؤتمر المعارضة في أنطاليا، لا يمثلون مختلف الأطياف داخل سوريا وخارجها. كيف تعلقون على ذلك؟

أظن أنه من الصعب جداً أن يُعقد أي مؤتمر في العالم يمثل كل الأطياف في البلد. ربما لا يكون هذا عيباً كبيراً. سننتظر مرة أخرى ماذا سيقرر الذين سيجتمعون في أنطاليا كي نقول رأينا فيما يفعلونه.

أما أنّ مؤتمراً يعقد في مكان ما في العالم ويمثل كل أطياف المجتمع، إن كانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية، أعتقد أن هذا ليس سهلاً.

” إعلان دمشق” يشارك كمراقب وليس كمشارك في أعمال المؤتمر. لديه تحفظات كثيرة على البنود المطروحة في جدول أعمال المؤتمر. كيف تعلقون على ذلك، خاصة وأنكم من مؤسسي ” إعلان دمشق” عام 2005 ؟

كنتُ من المؤسسين له، وأنا الذي كتبت النسخة الأولى من ” إعلان دمشق”. لكنني لست الآن في ” إعلان دمشق”، لأنه دخل في مشكلات كثيرة تسببت في انشقاقات داخل المعارضة السورية. ” إعلان دمشق” ليس مسؤولاً عنها حصراً، وإنما يتحمّل مسؤولية كل مَن شارك فيها.

أعرف أن هناك مشكلات مع أحد الأشخاص في باريس ممن يمثلون أو يلعبون دوراً في ” إعلان دمشق”. لكنني لا أعرف إلى أي مدى هذه المشكلات راهنة الآن، وإلى أي مدى ستؤثر على عمل المؤتمر.

كيف تنظرون إلى الدور التركي غير المباشر في عقد هذا المؤتمر على الأراضي التركية اليوم، وفي أنطاليا تحديداً ؟

إنه ثاني مؤتمر للمعارضة السورية يعقد في تركيا. وهذا يجب أن يكون له دلالة كبيرة جداً بالنسبة للنظام.

أعتقد أن تركيا مكلفة بأن تلعب دوراً بالنيابة عن بعض الدول تجاه الأزمة الراهنة في سوريا، وأن تأخذ على عاتقها موقفاً محدداً، إما سيفضي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام أو إلى التدخل من أجل إيجاد حل بمساعدتها أو عبرها. وهو بالأساس حل دولي متوافَق عليه مع السلطة في سوريا. هكذا نسمع. الدور التركي هو دور مهم ويؤشر إلى دور عالمي.

سحب تشكيل مجلس وطني إنتقالي من جدول أعمال مؤتمر أنطاليا، هل يعني أن الحوار لا يزال مفتوحا مع النظام ؟

كلا، سمعتُ أن إسمي موجود في هذا المجلس الوطني الانتقالي. لكن لم يستشرني أحد في هذا الموضوع.

كان قد طُرح ولكن سُحِب من جدول أعمال مؤتمر أنطاليا.

حسب معلوماتي، شكِّلت مجالس وطنية إنتقالية أو مجالس تنفيذية مرتين. لكنها من وجهة نظري، لا تمثل شيئاً.

هل تعوّلون على حوارٍ مع النظام لإيصال سوريا إلى بر الأمان ؟

نحن نعوّل على حوار وطني شامل يأخذ سوريا إلى مسار الحرية، ثم إلى نظام ديمقراطي. سيكون النظام طرفاً فيه، لكن أحد الأطراف الأساسية هو المجتمع السوري ومَن يمثله.

البعض يقول إن حصيلة القتلى تخطت، حسب المنظمات الحقوقية، الألف قتيل، مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول حوارٍ محتمل مع النظام.

في الحقيقة، إنها ليست فقط حصيلة قتلى، وإنما درجة الجدية التي يأخذ بها النظام الحوار والنظرة التي يلقيها على الأزمة.

حتى الآن لم يعترف النظام بأن هناك أزمة، بل يقول أنّ هناك مؤامرة. وعندما يكون هناك مؤامرة، لا يكون هناك حوار. هذه هي المشكلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى