صفحات المستقبل

الكلمة اولا


زمان وبصدفة عجيبة,تعثرت بالمندسة,بالبداية شاركت بخجل,زخم الموضوعات والنقاشات ,كان اكبر من حجم العتم في صدري,احسست بنور يتسلل الى قلبي,وبعد انقطاع طويل طويل عن كل ما يمت للواقع العام باي صلة,اصبحت وبدون قصد او شعور اندمج مع آخرين,لا اعرفهم ,وربما لن اعرفهم فيما بعد,كنت أؤمن ان الكلمة هي الاساس الذي نبنى عليه الفكرة,والفكرة هي التي ترسم خطوات العمل,في التاريخ قرأنا وتعلمنا ,ان معظم التحولات العظيمة في العالم ,ابتدأت بكلمات,اوبضع جمل,وكانت الامور حينها مختلفة,رجل يواجه مجموعة,وبدون اي حواجز او مسافات,يلقي كلامه,فيثير الناس ويستحثهم,ربما بشكله او ببلاغته,واحيانا بنسبه او اصله,فيذهب بهم اما الى علياء المجد,او الى حضيض الارض,

الآن اختلف الواقع,الآن الجميع يستطيع ان يوصل كلمته الى حيث يريد,ووقتما يريد,كل ما عليك ان تذهب الى اي موقع ,وتلقي بكلماتك,ومهما كان محتواها,فانك تستطيع قولها,وبعد ذلك من يقوم على الموقع اما يرحب بك وبفكرك,او يرفضك وينبذك,ويحجر دخولك اليه

,وكانت الميزة والاختلاف,بموقع كالمندسة,انها وضعت اضيق هامش للرقابة,بحيث وباستثناء بعض القيم المرفوضة طبعا وبداهة,يمكنك ان تقول ما تحب قوله,ورغم الوضوح سلفا فيما يمكن او ما لا يمكن قوله,كان هناك بعض الاختراقات لافكار يجمع الاغلب على رفضها وانكارها,فكان لتقنية التعليقات والاعجاب دورا هاما في فعل الرقابة,اي انها رقابة الاتفاق بين الجميع على الرفض او القبول,ونادرا ما اضطر القائمون على الموقع بالتدخل المباشر,بتشفير او محي,واحيانا برفع الموضوع بمجمله,

وبرغم عمومية المواضيع وشموليتها,كثيرا ما كنا نرى شخصنة وتهجماعلى فكرة ما او موضوع ما,فقط لان من كتبه ينتمي الى فكر ما او طائفة ما او منطقة ما,واصبحت تتبلور لدينا توجهات مسبقة بصدد اي موضوع ,لمجرد ان نعرف من كتبه,وبعد ان كانت الفكرة من الموقع هي امكانية التعبير والطرح,ومحاولة التفاعل والتقريب ,وتحطيم اغلب المحرمات والتابوهات المعهودة,وكان النجاح جليا بالبدايات ,اصبحنا وباللاشعور,نهدم من جهة اصناما قرفناها,لنعيد بناء اصنام اخرى بنفس الاحجار ولكن باشكال مختلفة,ومقرفة اكثر من سابقاتها,واصبح لهذه الاصنام مريدين ومدافعين,يدفعون عنها ويحمونها بشراسة,واذكر في بدايات مشاركتي بالمندسة,علقت مرة,بما معناه,باننا في سوريا يمكننا ان نختلف حول ماهية الخلق والخالق,ونتجادل بها الى ابعد الحدود,ولكن محرم علينا انتقاد رمز ما اوفكرة لشخص ما,الامر الآن :

ان هناك من يرى خللا فيحاول التنبيه اليه,او انتقاده,فترتفع الاصوات,واحيانا السيوف والبنادق,للدفاع والتبرير,واختلاق الاعذار والمسوغات,ليس بمنطق الصح والخطأ,وانما بمنطق التقديس والحرمة,وبمنطق انهم في ظروف تعطيهم كل الحق بالتجاوز والخطأ,ولا يجوز لنا ان نثبط هممهم او ننتقص من افعالهم,حتى لو كانت افعالهم هي نسخة طبق الاصل واحيانا مشوهة,لما قامت الثورة من اجل ازالته,وان رأيت حتى رأيا مناقضا لكل القيم والاخلاق المعهودة,واردت توضيح خطأه وتطرفه,تجد من ينبري لك دفاعا اوتبريرا,اما بانه مجرد رأي لا يقدم ولا يؤخر,او ان من يتكلم لا يفعل,او ان قائل الكلام مجهول ولا يؤثر على احدممن حوله,وننسى او نتناسى تفاعل الناس ,وبعضهم معنا هنا, مع اي كلمة تقال , او فكرة تطرح.

ونجد من يقول ,لا يحق لك ان تتكلم ,فهؤلاء يدفعون الروح والدم من اجلك ومن اجلي ومن اجل الآخرين,,,,,,,ووو

وانا اقول واعيد ان الذين دفعوا ارواحهم ودمهم من اجلي ومن اجلك ومن اجل الوطن,اغلبهم صار تحت التراب,او في غياهب السجون,او ربما لازالوافي الشارع, وانما لا كلمة مسموعة لهم ولا رأي مقبول,لانهم لا يحملون سلاحا يعطيهم قوة الفرض, ولا يريدون حمله اصلا,او لا يجدون اعلاما ينقل فكرهم,هذا مع فارق التمييزبين من اضطرفحمل السلاح ليدافع عن نفسه,او انشق لئلا يقتل احد من ابناء بلده,وبقي وفيا لدوافعه,وهو يحمل السلاح ليدفع عن نفسه,ويعيش في الفيافي والجرود ملاحقا مهددا وهم كثر واعرف بعضهم,ويرفضون التوجه الى اي منطقة مأهولة,لئلا يجلبوا لها بلاء النظام,وبعضهم  من استطاع الخروج من البلد,ويعيش بظروف قاسية مريرة.

كلمة اخيرة:نحن جميعا متفقون على تغيير النظام وبناء بلد للجميع ,جميع السوريين,اي ان هدفنا واحد وان اختلفت الوسائل,

وانا وكثيرون مثلي, نريد من ينشد السلام والبقاء لوطننا ونحن معه, وان سقط احد سنحمل فكره ونتابع بعده,واقول لمن ينادي بحمل السلاح وتبريره,انتم تريدون من يحمل السلاح ,فلم لا تكونون معهم, وتتعهدون بحمل السلاح, فعلا وليس قولا,بعدهم,,,

ومستقبلا, ان بقي احد منا جميعا…….. نتناقش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى