صفحات العالم

اللوائح جاهزة .. فمن يمنع الاغتيالات؟


 عبد الوهاب بدرخان

هل يشبه حادث مخيم نهر البارد حادث اغتيال الشيخين في عكار؟

التفاصيل لا تشي بذلك، لكن ردود الفعل في المخيمات الاخرى اطلقت رسالة الى من يعنيهم الامر. هناك اوضاع غير مقبولة واجراءات “عنصرية” غير انسانية تضغط على الفلسطينيين وينبغي ان تعالج. الاهم ان الحدث لفت الى وجود “ثغرة” قديمة وليست جديدة يمكن النظام السوري وحلفاءه/ عملاءه استخدامها لافتعال اضطرابات تشغل الجيش بل تتقصد توريطه. يقال الكثير، يوميا، عن المخاطر المحتملة لتمدد الازمة السورية، وضرورة درئها واستباقها، واذا لم يفطن المعنيون بالامن والسياسة الى ان لدى دمشق “ورقة فلسطينية”، داخل المخيمات وخصوصا خارجها، تستطيع تحريكها.

من تلك المخاطر ايضا ما هو حديث وشائع منذ اكثر من عام: الاغتيالات. ولسائل ان يسأل ما الذي يستفيده النظام السوري، وهو مندفع الى نهايته المحتومة، من استهداف عدد من الشخصيات اللبنانية؟ أهو التخريب لمجرد التخريب، الانتقام لمجرد الانتقام، ام القتل لمجرد القتل؟ لكن هذا ما فعله ويفعله داخل سوريا، ولم يجن منه سوى شده حبل المشنقة حول عنقه. لا شك ان سيرة الاغتيالات تنفتح فورا على الاشتباه بالنظام السوري بل اتهامه، بالنظر الى سوابقه وسجله الاسود. وما دامت طبيعته الاجرامية انفلشت امام العالم فلا داعي للبحث عن الدوافع، اذ ان الاغتيالات لن تمكنه من حماية نفوذ له في لبنان طالما انه لم يعد له مستقبل في سوريا نفسها. اما حلفاؤه/ عملاؤه فليتركهم يتدبرون امورهم قبل ان ينهاروا بانهياره، فإذا كان لديهم ما يخدمون به بلدهم فلا مشكلة لهم في لبنان، اما اذا كان ارتباطهم بذاك النظام العلة الوحيدة لوجودهم و”نفوذهم” فبئس المصير.

من اساليب هذا النظام ان يوعز الى حلفائه/ عملائه لتنفيذ مخططاته القذرة في لبنان. يشهد على ذلك تاريخ طويل من الاغتيالات، لم يبدأ بكمال جنبلاط وبشير الجميل، ولم يتوقف بعد المفتي حسن خالد ورنيه معوض، ولم ينته مع رفيق الحريري ورفاقه. فما دام القتلة بيننا، مصانين ومحصنين لا مجال لكشفهم ولا لاعتقالهم بعد كشفهم واتهامهم، اذاً فلا مناعة للبلد ضد محاولات تخريبه.

قبل عام ونيف اضطر سعد الحريري للمغادرة. وقبل شهرين نجا سمير جعجع بالصدفة من محاولة خطيرة. وفي الحالين جرى التشكيك والاستهزاء، خصوصا في الاعلام التابع لـ”حزب الله” والتيار العوني.

بالامس اشير الى استهداف نبيه بري. واليوم يقال ان اللائحة جاهزة وفي طليعتها فؤاد السنيورة ووليد جنبلاط، ومعهما سامي الجميل وخالد الضاهر. ومنذ اعوام يعرف اشرف ريفي ووسام الحسن انهما على لائحة التصفية.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى