المؤامرة وصلت إلى بيروت ( ؟؟!)
عندما خرج َ الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005 ،كنت ُ في الـخامسة عشر من العمر ، استغربت ُ جدّا ً الإحتفالات الكبيرة التي أقامها اللبنانيون في معظمهم ابان َ خروجه ِ ، ردّات فعلهم على قنوات الأخبار و في الجرائد و استغربت ُ أكثر اللهجة التي كنت ُ أسمع ُ فيها للبناني يتحدّث عن “التحرر “ من الوجود السوري . لا أخفي أنّ الموضوع أزعجني في حينها و شعرت ُ بأنه ُ نكران ٌ للجميل ، فقد قضيت ُ عمري أدرس في كتب القوميّة على مقاعد المدارس السوريّة ، و أنّ الجيش السوري دخل َ إلى لبنان لهدف ٍ نبيل ٍ جدّا ً و بطلب ٍ من اللبنانيين أنفسهم لوقف الاقتتال الطائفي و حماية لبنان و أنه ُ راح َ ضحيّة ذلك العديد من السوريين الذين َ خسروا حياتهم لحماية وحدة لبنان الوطنية. كان َ الموضوع ُ ورديّ جدّا ً بالنسبة لي ، هكذا دون مقابل ، محبّة و نبل ُ أخلاق ٍ سوريّ يشبه ُ أحلام الأطفال التي إن سألتها عن طموحاتها عندما تكبر تختار ُ مهنا ً انسانيّة ً لمساعدة الفقراء و الضعفاء ، و من ثمّ يكبر الأطفال لتكتشف أنّ لا مكان لهكذا أحلام و هكذا حياة في هذا العالم . هذا بالضبط ما حصل عندما اكتشفت ُ بعيد َ أشهر ٍ أو اسابيع قليلة ٍ من خروجه ، حقيقة دخول الجيش السوري إلى لبنان و لماذا كان خروجه ُ مطلبا ً أساسيا ً للبنانيين و لماذا كانت الأفراح ُ و الأعراس ُ هي ما ودّع بها اللبنانيون الجيش السوري. يومها عرفت ُ كم من الكذب ِ يسكن ُ ذلك الكتاب الذي ربطت القوميّة به ، أو ربط َ نفسه ُ بها ، في سوريا .
و اليوم يعيد ُ التاريخ نفسه ُ في سوريا ، يدخل الجيش المدن “لحمايتها” و “حماية أهلها “ من الإقتتال الطائفي و من السلفيين و من العصابات المسلّحة و كلّ ما تيسّر َ له ُ من حجج ٍ يقنع ُ نفسه ُ و الآخرين بها لينفي حقيقة الحراك الشعبيّ و الرغبة بالتغيير. و هو َ يدخل إلى المدن “بناء ً على رغبة ِ أصحابها و بطلب ٍ منهم “ تماما ً كما فعل َ في لبنان سابقا ً ؛ نفس َ الحجج التي دخل َ بها إلى لبنان و من ثمّ اقنع َ جيلا ً كاملا ً بها بتدريسه ِ عنها ، يعيدها اليوم في سوريا و المدن السورية كافة . لذلك لا أستغرب ُ أن يكون َ الشعب اللبنانيّ هو َ أكثر الشعوب معرفة بحال السوريين اليوم ، فهو َ، بناء ً على التاريخ الأسود ، بات َ يفهم لغة الإشارة التي يستخدمها الجيش السوري و يعرف ُ جيدا ً أن يقرأها بعكس ما تــُقرأ اللغات عادة ً .
خرج َ عدد من اللبنانيين في وقفة ٍ تضامنيّة مع الشعب السوري أمام َ السفارة السورية ( الحديثة العهد ) في لبنان كما يخرج العديدين في أنحاء العالم إلى السفارات السورية في الآونة الأخيرة و لكن في لبنان الوضع مختلف فقد تصدى لهؤولاء المخربين جماعة ٌ من الغيوريين على مصلحة لبنان و سوريا و الأخوّة و المحبّة للنظام السوري الذي يدافع عن شعبه و يضحي بجنوده و عتاده و ماله للوقوف في وجه المؤامرة الخارجية السلفية اليسارية العرورية البندرية العالمية ( الطبشورية ، ربما ؟؟) ضد سوريا. لقد كان هؤولاء الغيوريين لؤلئك المتآمرين بالمرصاد و قاموا بضربهم و تأديبهم و تثقيفهم بمحبّة القائد الذي يحتذى به و بنظامه .
تعرّض بعضهم لإصابات ٍ خطيرة قد ترافقهم مدى الحياة و لكن هذا لا يهمّ بالمقارنة مع حجم المؤامرة التي تمّ القضاء عليها عندما كان المتآمريين يحاولون تمريرها من تحت ِ باب السفارة.
. . . أشعر ُ بعجز ٍ كبير ٍ في اللغة و لا أعرف ُ ماذا أقول و كيف َ اخاطب ُ عقولا ً كعقول “الشبيحة “ اللبنانيين قبل/و السوريين الذين َ قاموا بالاعتداء على الوقفة السلميّة لنشطاء لبنانيين كانوا يحتجّون َ على وحشيّة و لا إنسانيّة تــُستخدم ضد شعب ٍ من شعوب العالم. السلام ُ لطهركم و انسانيتكم يا أصدقاء ، جروحكم و رضوضكم تلفّ بالورود.
أخيرا ً أتمنى أن لا يرى النظام السوري و جيشه ُ أنّ ما حصل َ بالأمس اقتتال لبنانيّ يحتاج ُ إلى تدخّله لحماية الشعب اللبنانيّ من المؤامرات التي تحيط بالمنطقه و الفتنة الطائفيّة و الاقتتال العرقي بين َ من يجري في عروقهم دم ٌ مندس و من يجري في عروقهم دم ٌ قوميّ (ككتاب القوميّة ) .
تعليقات مدونون لبنانييون عن الحادثة :
سقط الأسد في بيروت
رسالة إلى القومي الإجتماعي
يوم أسود للحريات في بيروت
السوري يشتري وطنه ، اللبناني يبيعه – مقالة بشأن مرتبط – “ وإذا كان لرمزيّة حماة من معنى جاز لنا أن نتذكّر ونذكّر بأنّ ذبح حماة في 1982 كان مقدّمة لذبح بيروت وجبل لبنان في 1983 – 1984 وللحؤول دون قيام سلطة مركزيّة فعليّة بعد ذاك.”
http://www.freesham.com/2011/08/blog-post.html