صفحات المستقبل

المدوّنة رزان غزاوي… في سجون الأسد حتى إشعار آخر


إعداد إسماعيل دبارة

آخر تدوينة لها: ترحيب بالإفراج عن مدوّن كان معتقلاً في السجون السورية

معلقة تضامنية نشرها مدونون سوريون لمساندة زميلتهم المعتقلة رزان غزاوي

فور الإعلان عن نبأ اعتقال المدوّنة السورية رزان غزاوي من قبل سلطات دمشق، بتهم لم تُعرف بعدُ، لم يدّخر زملاؤها المدوّنون السوريون والعرب جهدًا للتعريف بقضيتها، مستندين في ذلك إلى دعم واسع من طرف المنظمات الحقوقية والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير.

دمشق: لم يكن نظام الرئيس السوريّ بشار الأسد في حاجة إلى مبررات أو إسناد قانونيّ عندما اعتقل في 10 أيلول/سبتمبر عالمة النفس رفاه ناشد في مطار دمشق، وهي تستعدّ للسفر إلى فرنسا، قبل أن يوجّه إليها بعد أيام طويلة من المعاناة تهمًا تتعلق بـ”الحضّ على الثورة والتحريض على قلب النظام، وعدم احترام الرأي العام”، قبل أن يطلق سراحها بعدما شهدت قضيتها تنديدًا دوليًا لنظام بشار الأسد ولسياسة القمع التي يستعملها تجاه المدنيين.

اعتقال المدونة رزان غزاوي الأحد الماضي يعيد إلى الأذهان قضية رفاه راشد وعدد آخر من المثقفين والنشطاء السوريين، الذين اعتقلوا وعذّبوا في سجون الأسد.

وحسب المعطيات المتوافرة، اعتقلت شرطة الهجرة والجوازات السورية الناشطة والمدوّنة رزان غزاوي الأحد عند الحدود السورية – الأردنية.

وأعلن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير الاثنين أنه تم اعتقال رزان غزاوي المنسقة الإعلامية في المركز عصر الأحد عند الحدود السورية الأردنية، “حيث كانت متجهة إلى حضور ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي في عمّان، ممثلة المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”.

ودان المركز السوري “بأقسى العبارات اعتقال الزميلة والمدوّنة رزان غزاوي” موضحًا أنه “يرى في اعتقالها استمرارًا لعملية تقييد وخنق المجتمع المدني في سوريا، ومحاولة بائسة للإجهاض على حرية التعبير في سوريا”.

وحمّل السلطات “مسؤولية أي أذى جسدي أو نفسي يلحق بالمدوّنة رزان غزاوي”.

وطالب السلطات السورية “بوقف التنكيل المنهجي الممارس ضد المدوّنين والصحافيين السوريين، وبإطلاق سراح المدوّنة رزان غزاوي فورًا من دون قيد أو شرط والإفراج عن كل المعتقلين في سوريا”.

وأكد المركز على “ضرورة احترام السلطات السورية التزاماتها الدولية، التي التزمت فيها، من خلال التصديق على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية”.

من هي رزان غزاوي؟

تعمل المدوّنة السورية المعتقلة منسقة إعلامية في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وتبلغ من العمر ثلاثين عامًا، ولديها العديد من المقالات والمشاركات الأدبية والإعلامية. وقد أطلقت في 2009 مدوّنة شخصية تحمل اسم رزانيات http://razanghazzawi.com/

حصلت على الجائزة الثانية في الشعر العربي من جامعة البلمند اللبنانية، وكتبت أطروحة الماجستير عن المجموعة القصصية للكاتب العراقي شمعون بلاص، الذي يقطن ما بين باريس وفلسطين، حيث ناقشت كيف يؤثر الخطاب الوطني لدى الشعوب المستعمرة سابقاً على تشكيل الهوية في ظل الدولة الحديثة بعد الاستقلال.

وهي كذلك عضو في اللجنة الثقافية “نادي لكل الناس” 2005- 2007، وشاركت في حمله تنظيف نهر بردى مع المركز السوري للإعلام و حرية التعبير 2007.

تضامن

أوجه التضامن مع المدونة السورية المعتقلة، تعددت وتوزّعت بين بلاغات لمدوّنين ومجموعات تضامن، تم إطلاقها عبر الشبكات الاجتماعية.

عدد من المدونين السوريين أصدر بيانًا يطالبون فيه نظام بشار الأسد بالإفراج الفوري عن زميلتهم.

وجاء في نصّ البيان: “بالكاد تنفّسنا الصعداء بعد الإفراج عن زميلنا حسين غرير قبل أن يعود اختناق الغضب والحزن، ليذكّر صدورنا بواقع القمع والكبت وعبادة الصّمت الذي نعيشه.. وردنا خبر اعتقال زميلتنا رزان غزّاوي”.

ويمضي البيان قائلاً: “رزان غزّاوي سوريّة بامتياز.. سوريّة بعملها المحموم للمرافعة عن القضية الفلسطينيّة وﻻجئيها في وسائط الإعلام الاجتماعي باللغتين العربيّة والانجليزية، سوريّة بالتزامها بكل قضايا التقدّم والعدالة الاجتماعيّة والمساواة، سوريّة بوقوفها مع الأحرار في طريقهم لنيل الحرّية والكرامة.. رزان صوتٌ ﻻ يريد له الصمت إﻻ أعداء الحقّ والكرامة والعدالة والحرّية”.

وطالب المدوّنون السلطات السوريّة بالإفراج الفوري “عن رزان وعن كلّ معتقلات ومعتقلي الرأي والضمير والكرامة، ونحمّلها مسؤوليّة أي أذى قد تتعرّض له، كما نطالبها بالكفّ عن سياسة القمع الإرهابي الرعناء بحق المواطنين السّوريين، وندعو جميع أنصار الحقّ والحرّية إلى التضامن مع رزان غزّاوي”.

إلى ذلك، أفادت آخر تدوينة حرّرتها الغزاوي على موقعها عبر شبكة الانترنت بالإفراج عن المدوّن حسين غرير، الذي أطلق سراحه في الأسبوع الماضي بعد 37 يومًا قضاها في السجن.

وقالت غزاوي إن غرير “محظوظ، لأنه قضى معظم فترة حبسه في سجن عادي، لا في مراكز الاحتجاز التابعة للشرطة السرّية، حيث تمارس أسوأ أنواع التعذيب”.

لم يرد على الفور تعليق من السلطات السورية، التي تمنع معظم الصحافيين المستقلين من دخول البلاد.

وتشهد سوريا اضطرابات منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، حين اندلعت الاحتجاجات المعارضة للحكومة، وهو ما أسفر عن عدد كبير من القتلى والجرحى، ومنذ شهر مايو الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على المسؤولين والمنظمات السورية، بهدف منع دمشق من استخدام العنف تجاه المتظاهرين، فيما تتهم السلطات السورية تنظيمات إرهابية ومؤامرات أجنبية بالوقوف وراء التظاهرات التي تستهدف إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى