المعارضة السورية: لا حياة لمن تنادي
بهية مارديني’
اجتمعت المعارضة على مدار الثورة في سوريا مرات ومرات دون أية نتيجة للقاء ُمنتج على أرضية واحدة ومشتركات واضحة.
لأعترف …نكذب أحيانا في وسائل الاعلام ونقول المعارضة السورية فقط مختلفة على التدخل الخارجي العسكري في سوريا وعلى اعادة هيكلة المجلس الوطني وتوسعته بينما الواقع أن هذا جزء من خلاف.
المعارضة السورية مختلفة على كل شيء والقاسم المشترك في الخلافات هو المكاسب وبينما الشعب السوري يريد معارضة تسقط له الحكم تتجه المعارضة السورية الى النزاع حول تقاسم الحكم رغم عدم سقوط النظام.
وتتحمل المعارضة السورية برمتها عدم تعاطي المجتمع الدولي معها بجدية وتقديمها على طبق من دم الحجة له بأنها منقسمة ومفتتة، وتتحمل ايضا التدخلات الاقليمية والدولية في شؤونها لانها اقل واضعف من ان تتخذ قرارا حاسما لمصلحة الثورة.
ولنأخذ مثالا الاجتماع الاخير الذي انعقد الاسبوع الماضي في استنبول، فوسط تكثيف النظام السوري للمجازر والدماء اجتمع حوالي ستين معارضا سوريا بهدف معلن وهو توحيد رؤية المعارضة السورية لكنهم بكل أسف لم يتحدثوا عن توحيد رؤاهم أو عن دعم الثورة وعن دعم الشعب السوري وكان قرارهم تشكيل لجنة من خمسة عشر اسما للتحضير لمؤتمر جديد في القاهرة برعاية الجامعة العربية واختلفوا حتى على اسماء اللجنة.
ويلاه …اجتماع جديد بعد سلسلة اجتماعات فاشلة وبعد رفض المجلس الوطني توسيع قاعدته واعادة هيكليته ورفضه كل المقترحات، وبعد فشل مرير متكرر للاجتماع قبل الاخير للمعارضة السورية الذي انعقد في استنبول ايضا تحت عنوان توحيد المعارضة السورية ماقبل اجتماع اصدقاء سوريا في تركيا والذي شهد انسحابات وخلافات وكان من ضمن ما لا ينسى في الاجتماع كلمة احد اعضاء المجلس الوطني ومخاطبة الحاضرين من المعارضة السورية ‘اني أرى الحقد في عيونكم’.
اذن طالما ان الخلاف خلاف مناصب والموضوع في نظر البعض حقد و ‘تشليح كراسي’ وطالما ان اعضاء المكتب التنفيذي في المجلس الوطني واولي الامر من المجلس الذين ارتضوا ان يكونوا مظلة للمعارضة السورية كما يقولون، ينظرون الى بقية اعضاء المعارضة السورية انهم يريدون ان يسرقوا ‘مناصبهم’ و’غنائمهم’ و’مكتسباتهم’ فلن تقوم للمعارضة السورية قائمة وستظل مختلفة.
وأما المطلوب فهو بسيط وواضح ومفهوم للجميع ويتلخص في تخفيف الأنا والتورم والاقصاء والتركيز على اسقاط النظام وعدم النظر الى المعارضة الا كونها مسؤولية وامانة فالدم الســـوري أطهر من أن يراق بيد الشبيحة ومستقبل سوريا يزداد صعوبة حتى تنجح الثورة التي ستنجح فلتكن المعارضة سيفا لهذه الثورة في صدر النظام ولا تكن غمدا او سيفا في صدر الثورة التي طالت لان المعارضة أضاعت ابجديتها.
يكفي السوريين يتما وتآمرا ومعاناة، ويكفي السوريين انهم يحاربون على كل الجبهات واعتقد ان مؤتمرات المعارضة ان لم تفد الشعب السوري فلا داعي لها ابدا كذلك المؤتمرات الدولية التي تحدث ‘من اجل سوريا’ ان كانت دون طائل فلماذا انعقادها؟! وهنا لا اشارك رئيس المجلس الوطني الجديد عبد الباسط سيدا في حديثه لصحيفة الحياة اللندنية حين سئل عن المؤتمر الدولي في شأن سورية الذي دعت إليه موسكو وتشارك فيه إيران، حيث قال سيدا ‘لم ندع لمثل هذا المؤتمر. لكن أي اجتماع دولي مفيد’ فاجتماعات المعارضة السورية والاجتماعات الدولية لم تفد الشعب السوري شيئا ولم تقدم له او تمنحه ما يتمنى فكيف ان كانت في روسيا التي تدعم النظام السوري الى درجة التبني الاعمى؟!
الكثير من الضمير والاخلاص والمحبة لسوريا هذا المرجو من الجميع بشكل عام ومن المعارضة السورية بشكل خاص فهل هناك حياة لمن أنادي؟!!!.
‘ صحافية سورية
القدس العربي