صفحات المستقبل

المعارضة مرآة النظام


القيادة السورية و منذ البداية تدافع عن نفسها و هي تعرف أن أي تمثيل ديمقراطي سلمي للشعب لن يتركها بمكانها و بأفضل الأحوال سيُخسرها الجزء الأكبر من مكتسباتها

عليه دأبت و سعت و جاهدت لتجعل منافسيها المحتملين و المفترضين على شاكلتها لتقنع من تقنع من الشعب بمقولة ( يلي منعرفو أحسن من يلي منتعرف عليه ) ولتجعل منافسها يشبهها و كأنه نسختها المشوهة في المرآة عملت على ايجاد ردود أفعال مشابهة لأفعالها فنصبت الفخ تلو الفخ لكل أطياف المعارضة ، تلك المعارضة التي ثبت أن معظمها يعمل بشكل عاطفي و يكاد بعض رموزها لا يتعدى كونه قارئ جيد للصحف و يصدق ما فيها.

أي شيء تسعى الدولة لاثباته أو تريد من المعارضة فعله هو شيء من المنطقي أن يكون في مصلحتها و لو فهم المعارضون و مناصروهم ذلك لما كان ما كان

قررت الدولة أن تطلب من مؤيديها الولاء المطلق و الأعمى و بطريقة استهجنها حتى المؤيدون أحياناً و كلنا يذكر تلك الحملة الشعواء التي شنها الاعلام على مجموعة فنانين أصدروا ما عُرف حينها ببيان الحليب و لاحقاً رأينا المعارضين ينظمون قوائم العار بأسماء من ستحاسبهم الثورة بعد انتصارها فضمت أسماء لا تُعد و لا تُحصى من الشخصيات صاحبة الرأي و القلم و الفكر ومنها من له باع في المعارضة منذ عقود يوم كان المتظاهرين و أهلهم ينزلون مسيرة تأييد تلو الأخرى….. واذا أهملنا معدوا تلك القوائم فلا يمكن اهمال من أيد ذلك و بقوة فكان أن خدم النظام الثورة كما خدمت الثورة النظام.

الفخ الأكبر للمعارضة كان السلاح …. فبعد أن كانت القنوات التلفزيونية السورية تصارع نفسها للحصول على لقطة ركيكة تُظهر ولو سكينة في يد متظاهر لتثبت للعالم أنه لا ثورة في سوريا و إنما عصيان مسلح ….. تم تسليح الكثيرين و لكل أسبابه و لم تعترف المعارضة النظامية بالسلاح و الجيش الحر إلا لأنها لا تملك غير ذلك، طبعاً عدا عن الدفع الدولي باتجاه التسلح إلى الحد الذي يصعب على الدولة إخماده و يصعب على المسلحين انجاز مهمتهم.

أصبحت لغة المعارضة و تصرفاتها هي نفس لغة النظام فأخطاء الجيش الحر التي أصبحت لا تُعد و لا تُحصى أصبحت أخطاء( فردية ) و يكفي رفضها فيسبوكياً و تأييدها ضمنياً لتنجو من العقاب كما الأخطاء الفردية الأولى إياها.

المعارضة السياسية أصبحت و بشكل فاضح تضحي بالشعب في سبيل استمرار الثورة بأي ثمن فقد أصبحت المعارضة في الخارج مهنة بحد ذاتها يعتاش منها المعارضون و عائلاتهم فهاهم على الفضائيات يتوعدون النظام مهما بلغت التضحيات بالأرواح والممتلكات، حتى أنهم و بدون مبالغة لا يهنأ لهم عيش دون المزيد من المجازر ليزيدوا الضغط على النظام، و كلما كان عدد القتلى أكثر كلما علا صوتهم و نعيقهم لاثبات اجرام النظام و بلهجة المنتصر الشجاع، ببساطة انهم كالنظام الذي يضحي بؤيديه لمصلحته

نضال أسمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى