الموقف من الثورة ومن السلطة
غسان المفلح
بدون آل الاسد لا تستطيع أية قوة سياسية سورية مهما علا شأنها في الثورة ان تفرض نظاما ديكتاتوريا.
بدون اي فعل تنظيري بائس، الثورة التي تحولت إلى معركة مفتوحة على كافة الجبهات السياسة والعسكرية والثقافية والاعلامية، بين من يريد سورية حرة ومن يريدها محكومة بآل الاسد، وماتبقى كله تنظير” بلا طعمة، ومساهمة مباشرة او غير مباشرة في دعم آل الاسد”.. والحرية السورية لا تعني مجتمع مثالي، ولا تعني خلوها من انتهازيين وسفلة حتى، لكنها انفتاحا على أفق ارحب، اكثر عدلا واكثر قانونية ودسترة، والاهم كما قلت بلا آل الاسد لا تستطيع أية قوة سياسية ان تفرض نظاما ديكتاتوريا. هذه معادلة بسيطة من يعرف سورية وواقعها على الارض، يعرف انها معادلة صحيحة. وعندما نقول معركة فرضها علينا نظام مجرم وقوى دولية متواطئة وفقا لمصالحها، يتضح حجم ما تتعرض له هذه الثورة من تضليل وتزوير، كيف لمدع معارضة أن يقبل بسلطة اقتلعت حنجرة غياث مطر..ابن داريا الذي استقبل عسكر النظام بمياه وورود..عندما كان يشارك في تظاهرة سلمية..نظام اقتلع اظافر اطفال درعا وحرق اطفال الحولة والبيضة وراس النبع..قدر شعبنا ان يقوم بثورة تواجه القوى التالية:
– نظام أسدي استخدم كل المحرمات الوطنية والاخلاقية والسياسية والثقافية والاعلامية من اجل بقاءه في السلطة فاسدا، طائفيا، مجرما..
– نظام دولي يصفق للجريمة وللدم السوري.
– نظام اقليمي تقوده إسرائيل، حمى هذا النظام منذ ولادته القيصرية في سورية بعد النكسة الحزيرانية 1967.
– بعض نظام عربي مفتت وضعيف، محكوم تقريبا بنفس الفساد السياسي ونفس العسكر..مع حفظ الفوارق والخصوصيات بين نظام وآخر..
– بعض من لوبيات مشايخ وتجار في دمشق وحلب… تواطؤ مخزي مع الجريمة لحفظ المصالح..
– بعض لوبيات الاقليات الكارهة للاكثرية، وليست الخائفة منها كما يتم الادعاء..
– حزب الله في لبنان والعراق..
– بعض معارضة تدعي العلمانوية واليسروية لعبت دور طابور خامس للنظام في المعارضة.
– بعض شخصيات اسلامية انضمت للثورة لم تكن معارضة في السابق ابدا، منها من كان يعمل مع النظام، وانتجت نسقا اسلامويا متشددا، لتغطية تاريخهم..
– بعض شخصيات من المعارضة التي اغواها فساد المال..او فساد الموقع..
كل هؤلاء وغيرهم كان على الثورة مواجهتهم ولاتزال تواجههم، رغم كل المجازر والاهوال التي ترتكبها عصابات النظام الطائفية..
أمام هذه اللوحة، يجب عدم اللعب على الموقف من الثورة والموقف من السلطة، إذا اردت فعلا ان تكون موضوعيا..لايوجد في هذه الثورة سر إلا من يسرق بعض اموال الثورة تحت الطاولة، وهؤلاء اعدادهم قليلة ولن يبقوا تحت الطاولة،لكن سياسيا وعلى الارض لا يوجد لدى الثورة ما تخفيه، فهي واضحة وضوح الدم السوري..الموقف من السلطة لأنها مجرمة، وفقا لكل الشرائع هو الاساس بالموقف من الثورة، وليس العكس، لكي نبرر للسلطة نتصيد ما يحدث على صعيد اعظم ثورة في التاريخ المعاصر..
ايلاف