بيانات الانتفاضة

النص الكامل للبيان الختامي للمؤتمر العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية


البيان الختامي

 للمؤتمر العام ومجلس الشورى

لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن فجراً جديداً يولد، وتاريخاً جديداً يكتب اليوم في وطننا الحبيب سورية.. يكتبه أبطال سورية وحرائرها، شباباً وشيوخاً وأطفالاً.. وقد عقدوا العزم على المضيّ في ثورة الحرية والكرامة، من أجل حياةٍ إنسانية لائقة بهذا الشعب، وبتاريخه العظيم.. يتحدّون أشرس ألوان الطغيان، ويسقطون أقنعته الزائفة، ويواجهون قمعه وإرهابه، واثقين بنصر الله، وانتصار إرادة الشعب على إرادة الشر والتدمير.

في ظلال هذا الثورة المباركة، وفي ظروف سياسة دولية بالغة التعقيد، وعلى وقع ضربات أبطال الجيش السوري الحرّ، وهم يحاصرون الطاغية ويضربون رؤوس البغي من القتلة في قلب دمشق، ويطوون الصفحات الأخيرة لنظام الفساد والاستبداد والجريمة.. في ظلال هذه الأجواء، انعقد المؤتمر العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، في دورته العادية الأولى، برعاية الأخ الكبير الأستاذ عصام العطار، في مدينة اسطنبول، يومي الاثنين والثلاثاء 26 و27 من شعبان 1433، االموافق 16 و17 من تموز 2012، تحت شعار (الإخوان المسلون.. مسيرة مستمرة.. دعوة.. نهضة.. ريادة).

ومع إطلالة شهر رمضان المبارك.. انعقد مجلس شورى الجماعة، يومي 28 و29 من شعبان 1433، الموافق 19 و20 من تموز 2012 في دورته العادية الثالثة.

وقد شارك في افتتاح المؤتمر العام، نخبة من الضيوف الكرام، من رجال الدعوة والفكر والسياسة، في سورية والعالم العربي والإسلامي. وناقش المؤتمر خلال جلساته، أوراق العمل التالية:

– الثورة السورية، ودور الجماعة في دعمها ومساندتها.

– دور الشباب في الجماعة: تطلعات المستقبل.

– دور المرأة في الجماعة: الواقع وآفاق التطوير.

– الجماعة، وسورية المستقبل.

– التقرير السياسي العام.

 وقد جرت المناقشات والحوارات في أجواء أخوية، اتسمت بالصراحة والشفافية والمسئولية، واتخذ المؤتمر بشأنها القرارات والتوصيات المناسبة، وأكّد المؤتمر العام ومجلس الشورى النقاط التالية:

أولاً: على مستوى الصف الداخلي:

1– تفعيل الصف الداخلي، وحشد الجهود، واستنفار جميع الطاقات، وتوظيفها في خدمة الثورة.

2– تفعيل دور الشباب في الجماعة، فهم الأمل والمستقبل.

3– تعزيز دور المرأة، وتمكينها من المشاركة الفاعلة في مؤسسات الجماعة، فالنساء شقائق الرجال في الفكر والحركة والدعوة والثورة.

4- تثمين قرارات القيادة ومجلس الشورى في إعادة هيكلة القيادة، وتشكيلها على أسس لامركزية، وتأييد مواقف الجماعة في دعم الثورة، وتنسيق العمل الوطني لنصرتها.

5- الشروع في إعداد نظام داخلي جديد للجماعة، يتناسب وتطورات الواقع.

6- بدء الإعداد لإطلاق حزب سياسي وطني مستقل ذي مرجعية إسلامية.

7- دعم منظمات المجتمع المدني التي أصبحت اليوم من ركائز المجتمعات المتحضرة، ودعم العمل الدعوي الوسطي للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية للمجتمع.

8- الانفتاح على التيارات الإسلامية، والقوى الشعبية والوطنية، داخل الوطن وخارجه. والتعاون معها خدمة للثورة.

9– توسيع دائرة الشورى، واستيعاب كلّ الطاقات، ليكون الإخوان جميعاً شركاء في وضع الرؤى واتخاذ المواقف الإستراتيجية، وفي تحمل مسئولية هذه المرحلة الفارقة في تاريخ الوطن. على أمل أن يكون المؤتمر القادم أوسع وأشمل، وأكثر تمثيلاً للشباب والمرأة.

ثانياً: على المستوى الوطني:

1– تؤكّد الجماعة نهجها الوسطي المعتدل، المنفتح على أبناء الوطن جميعا، وعلى مبدأ الحوار والشراكة الوطنية، بعيداً عن الاستئثار والإقصاء والمغالبة، وتتبنى (المشروع الوطنيّ لإعادة بناء سورية)، وتدعو جميع القوى الوطنية إلى التعاون والتنافس في خدمة الثورة والمجتمع والوطن.

2– انطلاقاً من مرجعيتنا الإسلامية، والقيم والمبادئ المنبثقة عنها، التي تلتقي مع القيم الإنسانية الحضارية، القائمة على الحرية والعدل والتسامح واحترام حقوق الإنسان.. فإننا نريد سورية وطناً حراً كريماً لجميع أبنائه، يتساوى فيه المواطنون في الحقوق والواجبات، على أساس مبدأ المواطنة، من غير تمييز بين أبناء الوطن الواحد.. ونسعى لأن تكون سورية دولةً مدنيةً تعدديةً تداوليةً ديمقراطية، يتنافس جميع أبنائها في مجالات البناء والعطاء، وفق ما أكّدته الجماعة في وثيقة العهد والميثاق.

3– نحيي صمود أبطالنا في سورية، من رجال الجيش السوري الحر، وشباب الثورة والمقاومة على الأرض السورية. ونعلن دعمنا الكامل لهم، وتلاحمنا مع ثورتهم ومطالبهم، حتى يبلغوا غايتهم في انتصار الثورة. ونرفض الالتفاف على أهدافهم والمساومة عليها.

4– نعتبر المجلس الوطني السوري إنجازاً للثورة السورية وللمعارضة، وهو الممثل الشرعيّ للشعب السوري في المحافل الدولية.. ونهيب بالمعارضة السورية بكلّ أطيافها وفصائلها، أن توحّد رؤيتها وخطابها أمام المجتمع الدولي.

5- ندعو جميع المترددين والمتريثين من أبناء شعبنا، إلى الالتحاق بهذه الثورة العظيمة، من أجل مستقبل بلدهم وأبنائهم وأحفادهم، لنيل شرف المشاركة في النصر القادم بإذن الله.

6– ندعو جميع المدافعين عن النظام المجرم، والداعمين له، والمخدوعين به، إلى مغادرة سفينة النظام الغارقة قبل فوات الأوان.. وعلى هؤلاء جميعا أن يتذكروا أن الدفاع عن حرية الوطن وكرامة الإنسان، أولى وأكرم من الدفاع البائس عن عصابات القتل والإجرام.

7- نؤكد وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ونؤكد في الوقت نفسه، الحقوق المشروعة لإخواننا الكرد، ونحترم الخصوصيات الثقافية والدينية والمذهبية لجميع شركائنا في الوطن، من سائر مكونات الشعب السوري، ونؤيد حقهم في التعبير عن هذه الخصوصيات.

ثالثاً: على المستوى الإقليمي والدولي:

1- دعوة الدول الإقليمية والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية، في حماية الشعب السوري من آلة القتل والدمار، واتخاذ الإجراءات اللازمة لهذا الهدف، سواء كان ذلك في إطار مجلس الأمن أو خارجه. وتمكين الشعب السوري من الدفاع عن النفس والعرض والمقدسات.

2– نستنكر أن يظل المجتمع الدولي أسير الفيتو الروسي، وأن يستمر في عجزه وتقاعسه عن إيقاف مجازر النظام. كما ندين بشدة الموقف الروسي والإيراني، الداعم لنظام القتلة في دمشق، من غير اكتراث بالدم السوري، ومن غير اعتبار للقيم الإنسانية.

3– نرفض أن يظل الشعب السوري يعاني القتل والاعتقال والتعذيب والتهجير أمام سمع العالم وبصره، تحت غطاء من المبادرات الميتة ساعة ولادتها، والمهل القاتلة، والمساواة الآثمة بين الضحية والجزار.. إن كل حديث عن صراع مسلح بين طرفين متنازعين في سورية هو بمثابة تغطية على جرائم النظام وتسويغٍ لها

4– ندعو المجتمع الدولي إلى المساهمة الفاعلة في إيجاد حل سياسي في سورية، يقوم على نقل السلطة من أيدي العصابة المستبدة، وإعادتها إلى أبناء الشعب السوري، الأمر الذي لابد منه لحفظ الأمن والسلام في سورية وفي المنطقة.. إن سورية دولة عريقة في الحضارة، وإن شعبها قادر على إدارة شئونها بعيداً عن نظامٍ متفسخٍ ساقط.

5- نشكر جميع الدول والحكومات والشعوب والأحزاب والجماعات والمنظمات التي دعمت ثورة الشعب السوري، ونخص بالذكر تركيا والأردن ولبنان ودول الخليج العربي. وندعوها جميعاً إلى مواقف عملية أقوى، ونخص بهذه الدعوة دول الربيع العربي والشقيقة الكبرى مصر بصورة خاصة، التي ننتظر منها الكثير في مساندة الشعب السوري في معركة التحرر ضد نظام فاقد للشرعية، متجرد من كل القيم.

إننا على ثقة تامة بانتصار ثورتنا المباركة، فإن من سنة الله في خلقه أن يأخذ الظالمين وأعوانهم أخذاً أليماً، وأن ينصر المظلومين نصراً عزيزاً كريماً.

الرحمة لشهدائنا الأبرار، والحرية لأسرانا الأبطال، والشفاء لجرحانا الأحرار، والعودة الكريمة المظفرة للمهاجرين، والنصر لشعبنا العظيم.

ومع إطلالة شهر رمضان المبارك.. شهر الجهاد والفتح والانتصارات.. بورك صومكم يا أبناء سورية.. وبورك جهادكم.. وبوركت طاعتكم. اللهمّ أهلّه علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والنصر والعزة والتمكين. اللهم انصر جند الشام، وسدّد رميَهم، وثبت أقدامهم. وكل رمضان والشام وأهله وأرضه بخير وعزة وأمن وأمان.. (ولينصرنّ اللهُ من ينصرُه، إن اللهَ لقويٌّ عزيز) والله أكبر، ولله الحمد.

اسطنبول في 29 من شعبان 1433 الموافق 20 من تموز (يوليو) 2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى