صفحات العالم

الوضع المتسارع في سورية


حامد الشريفي

لفت انتباهي هذا الصمت الرهيب من قبل العراقيين حول مايجري لجيرانهم في سورية الشقيقة!! نحن نعرف الموقف الحكومي العراقي من الازمة السورية وأسبابه ومَنْ وراءه، ولا نريد ان نخوض به الان، ولكن مايهمنا هو رأي الشعب العراقي مما يجري على عتبة داره من جرائم مروعة بحق الانسانية، إن نظام البعث في سوريا لا يختلف كثيرا عن البعث العراقي الذي عانينا منه الامرّين، فيمكننا القول بانهما وجهان لعملة واحد’، من ناحيه الحزب الاوحد والقائد الاوحد حبيب الملايين (صدام والاسد) وقريته (العوجه وقرداحه) وآلته القمعية (الحرس الخاص والشّبيحه) فكنت أتصور أن أول من يشعر بآلآم السوريين هم العراقيون باعتبارهم جربوا نظاما مشابها، وما عانوه من تهميش واقصاء، ولكن هُناك سكوت ! فما هو السبب اِذن ؟ هل بسبب ماقاله حسن نصرالله انها مؤامره امبرياليه تستهدف الجيش السوري وقيادته اللذان هما المدافعان الوحيدان (من بعد ايران طبعا) عن القضيتين الفلسطينية واللبنانية!

أقول كلا، فأن الشعب العراقي كباقي الشعوب العربية قد سأم موضوع فلسطين، ذلك الموضوع الذي دفعنا من أجله الغالي والنفيس من اموال وارواح لما زاد عن ستة عقود من الزمن، وقبور الشهداء العراقيين الابطال من ضباط وجنود تشهد على ذلك، وفي آخر المطاف يصبح بعض الفلسطينيين في العراق آلة لقمع الشعب في يد جلاده كما هو معروف.

اما دفاع نظام الاسد عن القضية الفلسطينية هو لا يختلف كثيرا عن دفاع صدام ودفاع القذافي عن تلك القضية، فكلاهما كان يحتضن إحدى الفصائل النفعيه الفلسطينية لتطبل له ولتمجده وتكون آلتهُ لقمع الشعب المُضٍيف، ويتنقلون بين مطارات العالم بطائرات خاصة واموال طائلة تغدق عليهم بينما الشعوب المُظيفة محرومة منها لكونها خائفه من بطشهم، وبالتالي بطش جلادهم. وهناك خصوصيه لنظام الاسد كانت غير موجودة عند القذافي او صدام الا وهي تسليم منطقة الجولان المهمة والحيوية لاسرائيل، لا بل وعدم التفكير في استرجاعها، الا، اللهم، في الكلام والخطابات السياسية الفارغة، فأذن قضية الدفاع عن فلسطين كلها كذب في كذب. أما من ناحية مُساعده المقاومة في لبنان فأنه لشراء ولائها، أي ليس حبا بسواد عيون اللبنانيين (فالذي لا خير فيه لشعبه كيف يكون فيه خير لغيره) والدليل أرضه المُحتلة التي لم يُفكر باسترجاعها، فكيف يسترجع ارض جيرانه؟ فالامر لا يتعدى مصالح سياسية ضمن حلفه مع ايران وان يقوم حزب الله بتمجيده والوقوف إلى جانبه اعلاميا فقط لا اكثر، والا ماذا يستطيع حزب في دولة اُخرى ان يفعل والشعب السوري كُله يُحاربه؟ واِن سلمنا جدلا بأن الاسد يساعد الفلسطينين واللبانيين قـُُربى الى الله ومن دون اي مصالح او كسب سياسي، فهل الثمن هو السكوت امام تلك الجرائم التي يرتكبها؟ تِلك الجرائم التي هزت ضمائر العالم بأسره، ألم تكفِ تلك الجرائم الوحشية لنقول كلمة الحق باللسان فقط وبأضعف الايمان ؟ واما ما يُقال في الانترنت حول السلفية والوهابية وقَتَل الشيعצ وانهم بمجرد سقوط الاسد سوف يهدمون قبر السيده!

فهذه هي “الپروپاگاندا” الايرانيه، للدفاع عن حليفها الوحيد، فلماذ لم نسمع او نرى خوف الموالين عندما هدد بعض المتشددين طائفيا والحاقدين لمقام الحسين(ع) والسيدة زينب في مصر؟ وتعالت اصوات من علماء مصر وشعبها السُني الموالي لاهل بيت النبوة لتقول، شُلت يدك ايها الزنيم. من انت لتعتدي على مقامات اهل البيت الذين شرُفت بهم أرض مصر، فلماذا سكتت تلك الپروپگاندا؟ ألأن حسني مبارك لم يكن حليفا لهم كالاسد، الم يُهدم الارهابيون الاشرار قبر الامامين العسكريين (ع) لمرتين في سامراء؟ وفي خلال حُكم شيعي؟ اين كانت غيرتهم ؟ ولماذا لم يحموا الأئمة الأطهار مثلما يحمون أنفسهم في القوقعه الخضراء شديدة التحصين ؟ ومع ذلك لم ينقطع المحبون عن زيارة من طهرهم الله وجعلهم الوسيله للشفاعة عنده، والسيدة زينب تلك المرأه العظيمه حفيده الرسول الكريم وبنت سيدة النساء وبنت سيد الاوصياء، أيحميها بعثي وسخ، ام الله هو حاميها ؟ فستبقى السيدة زينب نورا وعلما شامخا على مر العصور بضعة من نور جدها المصطفى (ص).

ولنفق قليلا من سُباتنا ولا ننسى اِن وقفت حكومة اللصوص الخائفين على عروشهم في بغداد مع (البعث السوري) الذي، وبلسان رئيسها وحسب ادلته هو، وبوقه بأن حمام الدم في العراق سببه بشار، الم يحتضن (محمد يونس الأحمد)، العقل المدبر والمدمر لكثير من التفجيرات في كربلاء والنجف والكاظمية؟ الم يحتضن الضاري ومشعان والكثير ممن حرضوا على الدم العراقي؟ اليس ما يقال ان عزت الدوري عندهم؟ ويخرج في الاعلام من كان يوما مستشارا للامن القومي ليطلق فتواه “ان سقوط النظام السوري سيشكل كارثه للعراق”!!!

هل سؤِلَ لماذا؟ واين هو دليلك ؟ أم قالها ارضاء لسيده المُخرج؟ هذا اذا اردنا ان نكون براگماتيين ونفكر في مصالحنا كعراقيين وليس بعاطفتنا، اِذن فيجب علينا محاربة الاسد المجرم الذي بات سقوطه قاب قوسين او أدنى، وحينها سنرى الاسرار العجيبة وهي تخرج من قصور طاغية الشام ونتعجب لفظاعة اجرام هذا النظام الدموي بحقنا كعراقيين بالاضافه الى ظلم شعبه، وحينها سنخسر اخواننا من الشعب السوري الذي سوف يقول لنا اين كُنتم خلال محنتنا؟

وبقي ان اذكُر بعض الجرائم التي نفذها ثُله من المجرمين ضد المقيمين العراقيين تحمل بصمات طائفية، لذا نهيب بالشعب السوري الأبيّ ان يحافظ على حياة ضيوفه ومن استجار بهم وان يحميهم ممن يحاول تشويه سمعة الثورة السورية المباركة، وهاذا من ابسط الواجبات التي تقع على عاتق الشعب السوري الأبيّ.

ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى