اليس مونرو: كاتبة الجنوب وموثقة التفاصيل اليومية الصغيرة/ ابراهيم درويش
نوبل 2013 تحتفي بالقصة القصيرة والادب الكندي
في الاعلان عن الفائز بجائزة نوبل للاداب لعام 2013 اكتفى بيتر انغلاند، السكرتير الدائم للجائزة، بوصف حياة واعمال الفائزة الكندية اليس مونرو، وهي الاولى في تاريخ الادب الكندي بكلمات موجزة قائلا انها ‘استاذة فن القصة القصيرة المعاصرة’، وتعيد جائزة نوبل بهذا الاعتبار لفن القصة القصيرة الجميل.
وتعترف بجهود كاتبة احبت الظل وظلت تعيش فيه طوال حياتها الادبية التي بدأت قبل اكثر من خمسة عقود بنشر مجموعتها القصصية ‘اتجاهات الظل’ (1950) وتبعتها ‘رقصة الظلال الجميلة’ (1968) والتي نالت حفاوة ادبية وشعبية وثالثة وهي ‘حيوات النساء والبنات’ (1971). ومنذ تلك الفترة انتجت مونرو اكثر من 13 مجموعة قصصية، وحازت على جوائز واعترافات في بلادها والخارج.
وفي معظم هذه المجموعات تعمل مونرو على بناء حبكة متداخلة في القصص، او تركز عللى خيط/ خط روائي يجمع الابطال وحكاياتهم، بدا هذا واضحا في الاعمال الاولى وفي اخر اعمالها التي نشرتها العام الماضي ‘عزيزتي الحياة’ (2012) خاصة في القصص الاربع الاخيرة التي استعادت فيها حياتها الاولى في الريف وذكريات طفولتها، والدها ووالدتها، والمدرسة، الصداقات الاولى، البراءة في النظر الى الاشياء، امراض الشتاء، واحلام وقلق الليل، والاصوات القادمة من بعيد، وقالت في تقديمها لهذه القصص الاربع انها ربما المرة الاخيرة التي تكتب فيها عن طفولتها ذلك ان هذه القصص تحمل ملامح من حياتها او سيرتها الذاتية في ‘الحس′ لكن ليس ‘ في الحقيقة’.
صور الماضي
وتشي عناوين القصص هذه بحس البحث عن الزمن الماضي ‘عين’، ‘ليل’ ، ‘اصوات’ و’عزيزتي الحياة’، فمن خلال المشاهدة والمراقبة والليل وارقه والاصوات تتشكل رؤية وحياة مونرو- الساردة. وتقدم في هذه القصص كما هي عادتها صورا عن الحياة اليومية، والقضايا الخاصة التي تحتفل بالمحلي المرتبطة بالضرورة بالحياة في كندا في العقد الثالث من القرن العشرين، حيث ولدت في تلك الفترة، في فترة الكساد الاقتصادي الكبير الذي شهده العالم، وسنوات الحرب العالمية الثانية واثرها على بلدتها البعيدة، عن مسرحها، وقضايا الطعام والعلاقات العائلية الصغيرة والتافهة احيانا، والعلاقات المجتمعية، والقيل والقال واساليب اللباس، والدورة السنوية في تخزين المواد الغذائية واعدادها في الصيف كي تستهلك في الشتاء القاسي عادة في كندا. وما يميز هذه القصص استعادتها للزمن الماضي وبحثها في الحاضر عن بقايا القصص والحوادث التي لم تكن قادرة على فهمهما في الصغر. وتشير كما في قصة ‘عزيزتي الحياة’ الى وضع المرأة في المجتمع، فلانها استمرت طويلا في الدراسة ظن جارها انها ليست ناجحة في الدراسة وكانت تعيد السنة وراء السنة، ففي العادة كانت معظم الفتيات يخرجن من المدرسة بعد نهاية السنة التاسعة للعمل في المحلات او يتزوجن ويتفرغن لانجاب الاطفال. وفي ذكرياتها عن امها او الام في ‘عزيزتي الحياة’ التي اصيبت بمرض فقدان الذاكرة نلاحظ علاقة حب وتنافس ونقد لهذه الام التي كانت تعتقد انها تعيش في سياق غير سياقها، وكانت تحن لواقع غير الواقع الريفي الذي اضطرت للعيش فيه، ونعرف هذا من الاشياء الصغيرة التي تعلق راوية القصة عليها من مثل حقيبة ادوات الغولف، التي كانت موضوعة في زاوية في غرفة الضيوف، وتتساءل راوية الحكاية عن السبب الذي يدعو والدها او والدتها لشراء هذه الاودات لان هذه اللعبة عنوان على المستوى الاجتماعي و’حفلات الغولف’ او نواديها هي حكرعلى الطبقات الغنية وليست لابناء الطبقة العاملة او المتوسطة الدنيا التي نفهم ان والدها وعائلتها بالضرورة كانت تنتمي اليها.
زمن الاغاني
وتعليق مونرو- او الساردة للقصة على هذه الحقيبة فيه ذكاء لماح للدخول الى تفاصيل الحياة ومفهوم الطبقة التي كانت تميز العلاقات المجتمعية في ذلك الوقت، وبنفس السياق تطلعنا مونرو على مفهوم العيب في مجتمع بلدتها حيث تتعرف على طالبة من صفها وتذهب معها الى بيتها حيث كانت تعيش مع جديها كي تتعلم منها نوعا من الرقص، وعندما تأتي والدتها لتأخذها من البيت تأمرها وتطلب منها ان لا تذهب اليه مرة اخرى، وهو ما لم تفعله لان ديان وهذا اسم صديقتها هي ابنة امرأة سيئة السمعة او ‘داعرة’ ماتت بعد اصابتها بمرض من الامراض الشائعة في هذه المهنة القديمة. وقد التقينا بوالدة ديان في القصة التي سبقتها حيث وصفت لنا الكاتبة اصوات الزمن الماضي وتحدثت عن حفلات الرقص التي كانت تقام في قاعة معروفة في البلدة وهي مناسبة اجتماعية تحضر فيها العائلات الاطعمة والحلويات وتتشارك فيها. وتستعيد الساردة في هذه القصص الاربع التي تتداخل فيها الذكريات عن ام عملت مدرسة، ووالد كان يدير مزرعة للثعالب والمينك تقول انه جاء الى تجارة الفرو متأخرا فاضطر في فترة الكساد الاقتصادي الى بيع مواشيه ومزرعته والعمل في مسبك كان يصنع المدافىء التي كانت توزع وتباع في عموم كندا. ولعل اختيارهذه المهنة التي كانت تجعله يغيب عن البيت كانت هروبا من البيت والزوجة المريضة. ومن الوجوه التي تستعيدها مونرو قصة سادي المغنية المعروفة في اذاعة محلية حيث جاءت تساعد امها في مهام البيت وتعرفت عليها واحبتها، واحبت صوتها الجميل الذي كان يحمل مسحة من الحزن، حيث كانت تفتح الاذاعة المحلية باغنية ريفية عن التلال الجميلة، والشمس التي تسطع بضوئها على النهر والورود المزهرة بعد شتاء قارس. سادي التي كانت تذهب الى قاعات الرقص لوحدها، واحبتها مونرو- لم تعمر طويلا فقد دهستها سيارة عندما كانت خارجة من قاعة الرقص في الليل وقضت على صوتها وشبابها. وفي الحديث عن سادي تجلب الكاتبة او تستعيد اهتمامات السكان في تلك الاوقات حيث كانوا يفضلون الاستماع الى الاذاعة المحلية بدلا من الانصات الى الاخبار والسياسة. في الجزئيات التي تتحدث عنها مونرو عن الحياة فانها تبحث عن الاوقات الصعبة والجميلة وعن الوجوه التي تلاحقها، ونعرف ان من تسرد الحكاية هي مونرو لان الساردة في القصص ولدت عام 1931 وهو العام الذي ولدت فيه الكاتبة، فعندما تكتب مونرو ان قصصها الاخيرة في مجموعة ‘ عزيزتي الحياة’ تحمل بعضا من حياتها وليس كل الحياة تريد ان تخلق في ذهن القارىء وهم الفصل عن الواقع والحقيقة، ولكن القارىء بدلا من ان يتعامل مع الوجوه والاصوات والفضاء الذي تتجادل فيه القصص يذهب ابعد من هذا ويبحث عن مقاربات بينه وبين حياته، ويرى ان هناك شبها او تشابها فيما تحكيه الساردة عن نفسها وما مضى من حياته. تخلق مونرو من التفاصيل الصغيرة، او حكايات ‘ربة البيت’ كما وصف ناقد اعمالها عالما جميلا يفصح عن واقع كندا والاحداث التي تعرضت لها الكاتبة.
كفاح المرأة
ولعل وصف ربة البيت والمحلية المفرطة في كتابات مونرو نابع من الموقف الذي تعرضت له كامرأة وكاتبة في بداية حياتها، فكما تقول مواطنتها مارغريت اتوود، ‘بالعودة الى سنوات الخمسينات والستينات كان هناك شعور بأن المرأة كانت تتعدى وتتجاوز الحدود المرسومة لها وهذا يفسر موقف الكاتب الرجل لكتاباتها بانها ‘محلية ومملة’ في الوقت نفسه. وتقول اتوود ان كاتبا قال لها ‘انت تكتبين قصصا جميلة لكن لا اعتقد انني اود النوم معك’، وردت بنفس اللهجة مونرو ‘ لم يدعه احد لعمل هذا’. وهذا يشير الى ان الطريق الذي قطعته مونرو لم يكن سهلا، وقد حظيت اعمالها باعتراف في الولايات المتحدة وبشكل اقل في بريطانيا، ففي عام 2009 حازت على جائزة بوكر العالمية لانجازها الادبي بشكل عام. وسيعطيها الفوز بجائزة نوبل مساحة كي توسع مجال قرائها ويتعرف العالم على اعمالها بشكل اوسع. ويمكن النظر الى انجاز مونرو البالغة من العمر 82 عاما اضافة لانجاز المرأة في المجال الادبي فهي الفائزة رقم 13 بها منذ بدء تقاليد نوبل عام 1901 وهو انجاز قليل مقارنة بالاسماء الذكورية التي فازت بها. وقالت مونرو للاعلام الكندي ‘كنت اعرف ان اسمي في قائمة المرشحين لكن لم لكن اعرف انني سأكون الفائزة’. وقالت ‘ امل ان يؤدي الفوز الى تعامل الناس مع القصة القصيرة باعتبارها فنا مهما’.
تشيخوف الزمن الحاضر
ودعا اهتمامها بالقصة القصيرة البعض مثل سنيثا اوزيك، اي اس بيات الى اطلاق اسم ‘تشيخوفنا’ عليها او تشيخوف الكندية. فقصصها ظلت وفية الى منطقتها التي جاءت منها ‘هورون كاونتي’ في جنوب- غرب اونتاريو، حيث استطاعت في قصصها السهلة والمؤثرة الدخول في تفاصيل الحياة الانسانية المعقدة، واستطاعت فعل هاه بطريقة سهلة وسلسة ‘السهل الممتنع′. وما ساعد مونرو على نقل التجربة الكندية واستحضار فضاء البلد على الاقل منطقتها في جنوب- غرب اونتاريو هي انها عاشت في الصغر الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية، وهي بهذه المثابة من الجيل الذي جاء يحمل ذكريات الثلاثينات والاربعينات المرة. ولانها ابنة البلدة التي عاشت على حافة المدينة، فقد حضرت قصص ويوميات البلد في اعمالها، ففي ثقافة البلدة يحضر القيل والقال والنفج والعنجهية والتقليل من الانجاز والطموح خاصة الفني منه، وكذا النزوع نحو العزلة والتمحور حول الذات كما يبدو في حيوات ابطال وقصص ‘عزيزتي الحياة’ التي هي بالضرورة قصتها وقصة عائلتها. وكما ترى اتوود فان القوى الاساسية التي تحرك قصصها قوتان ‘الخجل والعار’ اضافة الى الحبكة المحكمة في القصة، اي تقديمها بشكل صحيح وبارع من اجل الوصول الى اعلى درجات الكمال في التجربة الكتابية. وتقول اتوود ان مونرو وثقت اكثر في اعمالها لوضع الفشل اكثر من النجاح لان مهمة الكاتب هو البناء على الفشل. وبهذه المثابة فهي رومانسية في نظرتها للامور كما هي في الجوهر كندية ولهذا ستتعامل مع الجائزة بنوع من التواضع ولن ‘يكبر رأسها’. وكما تقول اي اس بيات ‘انتمي الى ناد من الاسماء الشهيرة المعجبة بمونرو، كلنا نعرف انها واحدة من اعظم الكتاب الاحياء، ومع ذلك ظلت سرا، وقد انكشف السر الان’. وكما اشارت اتوود فقد انحصرت اهتمامات الكاتبة في الريف ومنطقة نشأتها، وتدور قصصها عن الحب والخيبة او الفشل ووهج الاكتشاف لاحقا. وقورن عالمها بعالم القصص الامريكية التي نبعت من الجنوب. وفي اعمالها كما في قصص تشيخوف، لا تهتم بالحبكة كثيرا لانه يتم الكشف عنها في التفاصيل الصغيرة واحيانا العابرة، فهي تعبر بطريقة سلسة عن الحدث المعقد والفكرة التي ينتظر القارىء اكتشافها بعفوية. وتقوم الشخصية في قصصها بالبحث وتعيش لحظة اكتشاف تضيء الكثير على حياتها وتعطي معنى للرموز والاشارات التي مرت بها سابقا. ومن هنا فنص مونرو يكشف عن مستويين ‘ساخر وجدي في نفس الوقت’، وفي كتابتها تضع مونرو ‘الباهر الى جانب العادي’ وعلى الرغم من السهولة التي تنقل فيها مونرو التفاصيل اليومية الا ان شخوصها الانثوية تبدو اكثر تعقيدا، ومنها واحدة تفكر فيها امرأة بيومها كسلسلة من الواجبات او الاشياء التي يجب عليها انجازها وتقوم فعلا بانجازها، وفي داخل هذه الزحمة اليومية لا تعرف ماذا تريد ان تحققه من كل هذه الواجبات وماذا ستضيف الى رصيدها في الحياة، وفي هذا تقوم مونرو بتسجيل الرتابة اليومية والتفكير الذي يدور في عقل سيدة البيت هذه. ومن اهم الموضوعات التي اهتمت بها مونرو، وهذا واضح في قصصها الاولى هو بلوغ الفتاة سن النضج وعلاقة هذا بعائلتها ومجتمع بلدتها الذي تعيش فيه. وانتقلت في المرحلة الاخيرة من اعمالها للتركيز على موضوع اخر يتعلق بالمرأة وهو مواجهة تحديات منتصف العمر كما في ‘الكراهية، الصداقة، المغازلة (التودد)، الحب، الزواج’ (2001) و ‘الهروب’ (2004). وفي النهاية فأهم ما يميز اعمال وقصص مونرو في مجال التجربة هو الاتحاد والتواصل بين القارىء والنص، فهو ينجذب اليه ليس على انه نص يحاكي حياته او انه نص محتمل الوقوع بل لانه يتحدث عن الواقع والتجربة الانسانية، التي تعبر عنها الكاتبة عبر نص موجز يحمل في طياته عمق الرواية، وهو ما دعا البعض للتساؤل ان كانت مونرو تكتب قصة قصيرة ام رواية، وايا كان الحال فنص مونرو يحتوي على ما تحتويه الرواية او اكثر كما يقول اليكس كيغان.This is the latest accepted revision, accepted on 12 October 2013.
حياة
ولدت اليس آن ليدلو في وينغهام في مقاطعة اونتاريو، كان والدها روبرت اريك ليدلو مزارعا لديه مزرعة للذئاب وحيوانات المينك ويتاجر بفروها، اما والدتها فهي ان كلارك ليدلو التي عملت مدرسة. بدأت مونرو الكتابة القصصية في سن مبكرة حيث نشرت اول اعمالها في عام 1950 عندما كانت طالبة تدرس اللغة الانكليزية والصحافة في جامعة ويسترن اونتاريو. وعملت اثناء دراستها كنادلة في مطعم وكجامعة للتبغ، وكسكرتيرة في مكتبة عامة. في عام 1951 غادرت الجامعة حيث كانت تدرس الانكليزية كي تتزوج زميلا لها في الجامعة اسمه جيمس مونرو، وانتقلت معه الى دانداراف في غرب فانكوفر حيث كان يعمل في متجر. وانتقلا في عام 1963 الى فيكتوريا وفتحا مكتبة لا تزال تعمل حتى الان. ولم تبدأ مونرو بالكتابة والنشرعمليا الا في عام 1968 بإصدارمجموعتها الثانية ‘ رقصة الظلال السعيدة’ والتي حازت على جائزة ‘الحاكم العام’ والتي تعتبر من اعلى الجوائز الادبية في كندا. واتبعت هذه بمجموعتها ‘ حيوات النساء والبنات’ (1971) وهي مجموعة من القصص المتداخلة في احداثها لدرجة جعلت البعض يتعامل معها كعمل روائي وليست كقصص قصيرة. وبنفس التقليد اصدرت عام 1978 مجموعتها الرابعة ‘ الخادمة المتسولة: قصص فلو وروز′ ونالت على هذا الكتاب جائزة الحاكم العام مرة ثانية. في الفترة ما بين عام 1979 -1982 رحلت الكاتبة وزارت استراليا والدول الاسكندنافية والصين، وبنفس الفترة عينت كاتبة مقيمة في كل من جامعتي بريتيش كولومبيا وكوينزلاند. وفي الفترة ما بين 1980 -1990 نشرت اربع مجموعة قصصية. كما نشرت عددا من قصصها في المجلات الادبية والمتخصصة بشؤون الساعة في امريكا وكندا منها ‘نيويوركر’ ، ‘اتلانتك مونثلي’، ‘ غارند ستريت’، ‘مادموزيل’، ‘باريس ريفيو’. وظلت مونرو تكتب في مجال القصة القصيرة على الرغم من قولها عام 2006 وهي توقع نسخا من مجموعتها ‘ المنظر من صخرة القلعة’ ستتوقف عن الكتابة ضمن هذا الجنس الادبي لكنها تراجعت واصدرت اعمالا اخرى مثل ‘سعادة غامرة’ (2009). وحظيت بعض اعمالها باهتمام الشاشة الكبيرة حيث عولجت قصتها ‘ الدب جاء الى الجبل’ في فيلم واخرجته سارة بوليز، وكذا قصتها ‘بعيدا عنها’ وقامت ببطولته جولي كريستي وغوردون بينسنت، الذي عرض في مهرجان تورنتو الدولي عام 2006، ورشح للاوسكار.
القدس العربي