رزان زيتونةصفحات سورية

انتصارات جديدة للجيش الحر!

رزان زيتونة

غالبا ما يرفض معظم الثوار وأنصار الثورة، الإشارة إلى أخطائهم المرتكبة باسمها، بحجة أن ذلك يصب في مصلحة النظام. تعزز مواقف أولئك، صيحات المترددين وأنصاف الثوار، الذين يتصيدون الأخطاء ويستخدمونها وسيلة لإعلان مخاوفهم وترددهم، فتكون كلمة حق أريد بها باطل. لذلك، لم يكن هذا الدور ممكنا إلا للثوار أنفسهم، لكياناتهم الثورية، تنسيقياتهم، منابرهم وإعلامييهم. ومع ذلك، ندر أن قام الثوار بهذا الدور، ربما للسبب نفسه أعلاه، التخوف من أن يصب النقد في مصلحة النظام وأن تستخدمه أبواقه ضد الثورة وأهلها.

لكن بيان المجلس الثوري العسكري في ادلب، الصادر بتاريخ 27-7-2012، كان واضحا في رسالته لنا جميعا. للنشطاء والتنسيقيات والكتاب والمثقفين والمقاتلين والمترددين. وهو قد سبق في هذه الخطوة آمالنا جميعا.

وبغض النظر عن حيثيات وتفاصيل البيان، فقد أخبرنا، أن الثورة لا تضعف بانتقاد أخطاء ترتكب باسمها، وأنه من غير المفيد مراكمة الأخطاء والتعامي عنها إلى حين تعذر إصلاحها أو مواجهتها.

وأخبرنا أن الثورة لا تبرر الخطأ ولا تتغاضى عنه “لأن الوقت غير مناسب”، بل أنها بالذات، الوقت المستمر والمفتوح لرفض كل ما قامت لأجله انتفاضة شعبنا وبذلت في سبيله الدماء.

يشعر المرء بالشفقة على بعض المعلقين على البيان، الذين قرأوا فيه انتصارا لروايات النظام وادعاءاته. خطوة جريئة من الجيش الحر كتلك، لا يمكن أن تقابل إلا بالانحناء احتراما لأولئك الذين يقاتلون بدمهم لأجل الحرية، من غير أن ينسوا ما يقاتلون لأجله.

وهذا البيان لم يكن استثناء ضمن أدبيات الجيش الحر مؤخرا، فقبل أيام، كان هناك أيضا بيان مصور لقائد المجلس العسكري في دمشق وريفها العقيد خالد حبوس، أعلن فيه عن مبادئ المجلس، ومن ضمنها، التمسك بالمبادئ الدولية فيما يتعلق بمعاملة الأسرى، التأكيد على سوريا حرة ديمقراطية تعددية، حرية الفكر والتعبير، سيادة القانون، رفض الإرهاب والتطرف، وغير ذلك.

الجيش الحر بقياداته الحقيقية على الأراضي السورية، يخطو خطوات مهمة في هذا الوقت الخطر، الذي يسعى فيه النظام إلى إدخال البلد في فوضى ودمار شاملين كثمن وحيد لرحيله المؤكد.

عسى أن تتوج تلك الخطوات بمدونة أو وثيقة تتضمن هذه المواقف والمبادئ، وتصدر عن كتائب وقيادات الجيش الحر على امتداد أرض الثورة، وعسى أن نقف جميعا إلى جانب الجيش الحر في مواقفه تلك ونمنحها ما تستحق من التركيز الإعلامي والدعم في الخطاب والممارسة.

بيان صادر عن المجلس العسكري بمحافظه ادلب

تلاه  العقيد عفيف سليمان رئيس المجلس

بتاريخ 19-7-2012 تم اختطاف صحفييين اجنبيين «هولندي وبريطاني» في المنطقة الحدودية الشمالية، من قبل إحدى المجموعات المجهولة، وحاول الجيش الحر جاهداً الوصول إليهم وتحريرهم بسلام عبر الضغط على المجموعة المعنية، وتم ذلك يوم أمس بفضل الله وعليه، فإن المجلس العسكري بمحافظة إدلب، يعلن أنّ من قام بهذا العمل هم مجموعة مسلحة لا تنتمي إلى المجلس، ولا إلى الجيش السوري الحر، ولا تعبّر عن النهج الثوري الذي اختطه أبطال الميدان في مواجهة الظلم والاستبداد خلال مسيرة الثورة المجيدة كما أنّ هذا العمل لا يعبّر عن الشعب السوري، ولا ينتمي إلى منظومته الاجتماعية بشكل من الأشكال، ونحن نرحب بكل الصحفيين الشرفاء من عرب وأجانب، ونرجو منهم التواصل مع المجالس العسكرية الميدانية لتنظيم تحركاتهم وتأمين انتقالهم حفاظاً على سلامتهم ومنعاً لاستغلال النظام وأعوانه لأي عملية غير منظمة في استهداف الصحافة في محاولة لتشويه للثورة السورية العظيمة إن المجلس العسكري يتعهد أمام الله والوطن بأن يتم محاسبة ومعاقبة كل من يقوم بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة، وكل من يعتدي على سيادة البلاد أو تسوّل له نفسه تنفيذ اجندات خارجية أو منحرفة تحت غطاء الثورة السورية، وإننا نؤكد على أنّ هذه المجموعات يسهّل النظام وجودها ويدعم امتدادها لوضع العصي في دولاب الزمن، وهيهات، فالثورة ماضية حتى النصر وعاشت سوريا حرة أبية

صدر في يوم الجمعة 27-7-2012

المجلس العسكري الثوري في محافظة إدلب

من طلعنا عالحرية / جريدة لجان التنسيق المحلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى