بيانات الانتفاضة

انتفاضة دمشق…والدعوة للانشقاق الكبير.


    ائتلاف اليسار السوري

    يتابع جميع السوريين التطورات الثورية الكبيرة التي حفلت بها العاصمة دمشق في اليومين الماضيين، مع العلم بأن ما يغطيه الإعلام هو أقل مما يحدث في العاصمة المنتفضة، التي تؤكد ثبات الثورة وتقدمها الدائم نحو النصر في مقابل ضعف السلطة وتشتت قواها وانحدارها نحو مرحلة التفكك المستمر والمتسارع.

    الشعب الآن يخوض احد أهم معارك الثورة، وعلينا أن لا نخطأ القول بقصر ما يحصل على كونه معركة عسكرية حاسمة مع النظام، إنها انتفاضة شعبية دمشقية مفتوحة، تستخدم فيها الثورة كل قواها وقدراتها وجميع أشكال النضال الممكنة، العسكرية والشعبية، فما يعطي الحدث الدمشقي كل تلك الأهمية هو عدم اقتصاره على العمل العسكري، وإنما مشاركة الشعب بكل إمكانياته وطاقاته الثورية في “انتفاضة دمشق” (وذلك منذ بداية الثورة لكنها تصاعدت في اللحظة الراهنة)، حيث نشهد بالإضافة للاشتباكات المسلحة في أحياء العاصمة، قطع الطرقات، والإضرابات، والمؤازة الاجتماعية من الأحياء الأخرى، والمظاهرات المستمرة وتعطيل مظاهر الحياة في العاصمة، كل ذلك يشتت قوى الأمن ويضعف معنويات عناصر السلطة، ويقرب، الثورة من إعلان مرحلة العصيان المدني الشامل.

    ومهما كان مصير “انتفاضة دمشق”، فإن الثورة الشعبية مشتعلة في كل سوريا وممتدة إلى مناطق أوسع، ومتصاعدة بقوى جديدة، ومهما حملت لنا الأيام القادمة من أخبار حول سيطرة النظام على أحياء دمشق الثائرة، وحتى لو وصلت إلى أن شعلة “انتفاضة دمشق” قد اطفئت، فإننا سنستمر بالثورة لنشعل دمشق مجدداً، وليكن الانهيار الشامل والحقيقي لنظام الحكم المطلق والنهب المطبق الذي أذاق الشعب جميع صنوف العذاب والحرمان.

    إن معركة دمشق سوف تهز النظام بكل تأكيد، وسوف تضعف المعنويات وتعزز من التشققات. اليوم على جميع السوريين أن يبعدوا أبنائهم عن مؤسسة الجيش، فالجيش العربي السوري وبعد سحب قطعاته من الجولان المحتل، فإن مهمته الرئيسية والوحيدة باتت العمل ضد الثورة، وأن يلعب دور سفاح الحرية عوضاً عن دور حامي حرية الوطن والشعب، السلطة تجر عناصر الجيش الخائفة والمترددة إلى القتال مع الشعب، لكن الثورة الشعبية سوف تنير طريق هذه العناصر وتهزها وتحثها على الانشقاق، وهذه دعوة لأهالي المجندين والضباط في الجيش العربي السوري أن تساعدوا أبناءكم على كسر جميع تقاليد الخضوع العبودي للجيش القاتل، هذا الخضوع الذي يحول أبنائكم إلى آلات مسلحة ويجعل منهم مجرد أدوات جبانة لقمع تطلعات الشعب نحو الحرية.

    لقد استيقظ الوعي الثوري الديمقراطي عند جميع أبناء سورية، ونحن على ثقة بأن جنود الجيش العربي السوري اللذين هم أبناء الشعب الثائر، سوف يتمردون على سلطتهم، وسيحطمون الخوف وتقاليد الخضوع العسكري التي تكبلهم، إن روح الحرية وثورة الشعب قد دخلت جميع الثكنات العسكرية، ودخلت قلوب جميع الجنود والضباط، وإن الظروف الخطيرة التي يحياها الجنود والتي تصعب من انشقاقهم باتت تتحطم تحت ضغط الثورة، وهي الفرصة المناسبة لانتقال جزء من القطعات العسكرية إلى صفوف الشعب لتقاتل معه في سبيل الحرية الشاملة والحقوق الكاملة، في سبيل سيادة الشعب المطلقة الحقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى