بيانات الانتفاضة

انحسار الخبر السوري في الاعلام يمنح تغطية للمجازر


 أمس كان شعبنا السوري على موعد مع جريمة مرعبة فسقط في عملية إجرامية واحدة في مدينة “الحولة” قرب حمص ما يزيد على مئة شهيد من المدنيين، بينهم عشرات الأطفال في يوم تصادف انه ذكرى استشهاد الطفل حمزة الخطيب العام الماضي على يد القوات الأسدية نفسها. ونحن في “رابطة الصحفيين السوريين” نتوجه نحو جميع المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان والسلم العالمي وجرائم الحرب والإبادة، ومناشدتها للتدخل السريع والجاد من أجل إنقاذ وطننا وهو يتعرض لعملية إبادة ممنهجة، غرضها إنزال العقاب بأبناء شعبنا لمجرد مطالبتهم بأدنى ما تكفله الشرائع الإنسانية والمواثيق الدولية من حقوق.

إننا في رابطة الصحفيين السوريين نحمل مجلس الأمن بالذات كل المسؤولية عن الدماء التي تسفح يومياً في سوريا، ونؤكد أن خطة كوفي أنان قد وصلت إلى نهايتها، وأصبح من واجب المجلس أن يعلن فشلها في حل الأزمة الخطيرة التي تعصف ببلادنا منذ أربعة عشر شهراً، بل أن يعترف بأنها كانت أحد العوامل التي شجعت النظام على الإمعان في عمليات القتل والقمع غير الإنساني، وأن يبادر إلى اتخاذ إجراءات عملية رادعة ترغم النظام على الكف عن جرائمه، وتنزع الشرعية عنه، وتعتبره نظاماً مارقاً، ومصدر خطر مباشر على السلم العالمي.

اننا نحمل جميع الدول الداعمة لهذا الإرهاب مسؤولية ما يحدث، ونخص منها روسيا والصين وإيران، داعين مجلس الأمن إلى الضغط الجادّ على هذه الدول لترفع الغطاء عن نظام الجريمة، وتفسح الفرصة أمام الشعب السوري كي يعبر عن إرادته في نيل حريته، وبناء دولته الديمقراطية المدنية، دولة القانون والمساواة.

ونود أن نلفت انتباه وسائل الاعلام إلى أن انحسار اهتمامها مؤخراً بالخبر السوري، سواء عن طريق تراجع ترتيبه في نشرات الأخبار أو تقلص المساحة الزمنية المخصصة له أو التعامل معه بـوصفه حدثاً “رتيباً ومتكرراً” لا يستحق اهتماما كبيراً، إنما يتنافى مع واجباتها الأخلاقية والمهنية، ويوفر للنظام ما سعى إليه منذ انطلاق الثورة، أي القتل تحت حجب التعتيم والكذب مما دأب عليه طيلة تاريخه الأسود. لذلك نحث وسائل الإعلام العربية والدولية، ومن منطلقات مهنية، أن تعطي اللخبر السوري الاهتمام الذي يستحقه، خاصة أنه يمتلك كل مقومات القصة الاخبارية.

إن ضمائرنا لا تسمح لنا بالتزام الصمت، ونحن كإعلاميين مؤمنين بإنسانية رسالتنا لا يسعنا أمام ما يحدث إلا أن نعزي أبناء شعبنا العظيم على مصابهم هذا، داعين للشهداء بالرحمة، وللعائلة السورية الواحدة بالصبر الجميل، ومؤكدين في الوقت نفسه أن إرادة الشعب ستكسر إرادة القتلة في النهاية، وأن النصر لكلمة الحق..

المجد للشهداء.. المجد للثورة..

26/05/2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى