بانة “أيقونة حلب” التي دوّنت أيام الحصار والقصف
بانة العابد، طفلة سورية من مدينة حلب، تعرف باسم “الأيقونة الحلبية”، حظيت بشهرة عالمية عبر تغريداتها بموقع تويتر الذي يتابع حسابها فيه أكثر من 352 ألفا حول العالم، نقلت أوضاع السوريين المحاصرين بحلب الشرقية قبل الخروج منها إلى تركيا حيث التقاها الرئيس رجب طيب أردوغان.
المولد والنشأة
تبلغ الطفلة بانة العابد من العمر سبع سنوات (ولدت عام 2009) وعاشت طفولتها بحي القاطرجي بحلب الشرقية.
قصة حلب
بدأت قصة بانة مع الشهرة عندما فتحت بمعية والدتها مدرسة اللغة الإنجليزية حسابا على موقع تويتر يحمل اسم بانة يوم 23 سبتمبر/أيلول 2016، كانتا تنقلان فيه بالإنجليزية من مسكنهما معاناة سكان المدينة، وتطالبان بوقف المذابح فيها.
وبرعت الطفلة بانة في توثيق معاناة المدينة في تغريداتها المؤثرة، وتصويرها لجانب من القصف الذي تتعرض له مدينتها، وبثه على شبكة الإنترنت، حتى تحولت إلى أيقونة لفتت إليها أنظار العالم، حيث تواصل معها كثيرون وتفاعلوا معها، أبرزهم مؤلفة سلسلة هاري بوتر البريطانية “كي.جي رولنغ” التي راسلتها وأهدتها نسخا إلكترونية من أعمالها.
وتمكنت بانة من تسليط الضوء على الوضع الإنساني داخل أحياء حلب المحاصرة، وعملت من خلال تويترعلى نقل معاناة السكان تحت القصف والحصار، وناشدت العالم أجمع بأن يحميها ويحمي عائلتها.
ونشرت على حسابها صور ومقاطع فيديو لها مع أخويها وهم يناشدون المجتمع الدولي للمساعدة في وقف قصف المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة السورية.
ومن التغريدات التي نشرتها بانة عندما كانت ضمن المحاصرين في حلب “نحن على يقين أن الجيش يستولي على المدينة الآن، وسنراكم أيها العالم العزيز في يوم آخر”. وبعد هذه التغريدة انقطع حساب بانة من تويتر.
وقد أثار انقطاع بانة ووالدتها فاطمة عن التغريد قلق رواد موقع التواصل الاجتماعي، ما دفع المغردين إلى إطلاق وسم بالإنجليزية “أين بانا؟”.
وكتبت فاطمة أنها تخشى استهداف الجيش لها ولأسرتها بسبب التغريدات، وأبلغت بعض المتابعين لها أن منزل الأسرة تم قصفه وعرضت صورة لابنتها وهي مغطاة بالتراب.
وقالت في تغريدتها “الليلة فقدنا بيتنا الذي تم قصفه وتحول إلى أطلال. لقد رأيت أمواتا وكنت قاب قوسين من الموت، ونحن الآن نتعرض لقصف شديد. ونحن الآن بين الموت والحياة، نرجوكم ادعوا لنا”.
الخروج
تمكنت الطفلة السورية بانة يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 2016 من الخروج إلى مناطق سيطرة المعارضة رفقة عائلتها على متن حافلات الإجلاء من أحياء حلب المحاصرة.
وبعد خروجها قالت بانة كما نقل الناشط هادي العبد الله عبر حسابه على فيسبوك من ريف حلب بعد مقابلة معها “انقصف بيتنا وطلعنا من تحت الأنقاض سالمين. شكرا”. وأضافت أن المهجرين الذين خرجوا عبر الحافلات عانوا كثيرا خلال الرحلة، حيث لم يجدوا طعاما ولم يكن هناك سوى الماء.
استقبال أردوغان
حظيت بانة يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2016 باستقبال الرئيس التركي بقصر الرئاسة في أنقرة مع عائلتها حيث أعربت الطفلة عن سعادتها باللقاء بعد يومين من خروجها مع العائلة من شرق حلب المحاصر.
ونشرت الرئاسة التركية تغريدة عبر تويتر ظهر فيها أردوغان والطفلة جالسة على ركبتيه إلى جانب أفراد عائلتها، حيث علق أردوغان في التغريدة بقوله “سررنا بقيام ابنة حلب بانة العابد بزيارتنا مع عائلتها في قصر الرئاسة” مضيفا “تركيا تقف دائما إلى جانب الإخوة السوريين”.
وغردت الطفلة بانة على حسابها في تويتر قائلة إنها “سعيدة جدا للقاء أردوغان”.
يُذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد عندما سئل في مقابلة مع قناة دانماركية في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2016 عن بانة قال “إنها لعبة بروباغندا ولعبة وسائل الإعلام”.
وقد منح مشاهدو الجزيرة الطفلة الحلبية بانة العابد لقب شخصية الأسبوع في حلقة يوم 3 ديسمبر/كانون الأول من برنامج “سباق الأخبار” وحصلت بانة على 56% من الأصوات.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016