بعد قرار الجامعة العربية سوريا إلى أين؟
محمود جلبوط
أعتذر من “بعض” المنتفضين السوريين أن أقطع عليهم ابتهاجهم وهم في غمرة فرحهم بعد تلقيهم نبأ تبني جامعة الأنظمة العربية لمطلبهم الذي خصصوا له “جمعتهم” الماضية ألا وهو تجميد عضوية النظام السوري فيها بل أن هذه الأنظمة , شقيقة النظام السوري , قد زادت على مطلبهم طلبا , من خلال الغمز وليس التصريح , من الجيش السوري , أهم مؤسسة في النظام , للعب دور مثيليه في مصر وتونس في خلع “قائده العام” إن أراد له دورا في المرحلة القادمة , وينصحه , بشكل غير مباشر طبعا , أن لا يتخذ الحالة الليبية مثلا له , أو حتى اليمنية بشكل نسبي , وإلاّ سيكون مصيره ومصير قائده كمصير مثيله الليبي , ويعذرني أعضاء المجلس الوطني السوري : “الممثل الشرعي الوحيد” للشعب السوري إن شعروا بأن توقيت مقالتي ليس مناسبا لطرح تخوفاتي واستفهاماتي وتساؤلاتي حول مستقبل سوريا : كوطن ومجتمع وسياسة , وعن طبيعة دور سوريا القادم وولائها وتحالفاتها المستقبلية وعن مصير الجولان وفلسطين ولبنان ودورها المستقبلي في قضية الصراع العربي-الصهيوني والعلاقة المستقبلية مع الكيان الصهيوني وراعيته أمريكا ومع أشقاء النظام السوري البائد بعون الله .
وهل الوطن السوري الحالي , الموروث عن الاتفاقية الاستعمارية العتيدة سايكس بيكو , في خطر؟ والخطر هنا أقصد به معنيين: إيجابي وسلبي : أي بمعنى أن يتبلور الحراك الانتفاضي السوري إلى حراك ثوري فيضيق على جسد سوريا العربية ثوبها السايكس بيكي الموروث فتتجاوز “مكوناتها” الدينية والمذهبية والطائفية والقطرية إلى فضائها العربي الكبير أم سيجهض الحراك الانتفاضي بفعل قوى الثورة المضادة بسعي أشقاء النظام السوري البائد فيترهل هذا الثوب على جسدها الجديد مما سيضطرها لخلعه لحساب ثوب”شرق أوسطي جديد” بعد أن يتحول طابعها العربي إلى مجرد موروث ثقافي لحساب “المكونات” الإثنية والطائفية والمذهبية كما بشرنا أحد أطراف المعارضة في إحدى مقالاته لتشجيع الطيف الكردي في المشاركة إلى جانب إخوانهم العرب في الحراك الانتفاضي.
نعم إن الحراك الانتفاضي السوري بل الوطن السوري بكليته , هذا إن لم نقل المشرق العربي بأجمعه , لفي خطر : إن أمن المنتفضون السوريون جانب “أشقاء النظام” المخلوع أم الهارب أم المقتول , لا فرق جوهري , وسلموا مهمتهم في إسقاط النظام لقوات الناتو كما فعل الليبيون والعراقيون من قبلهم بدلا من من متابعة تألقهم الانتفاضي والسعي لانضمام دمشق وحلب إليهم لتكتمل ثورة حقيقية.
سيسقط بشار الأسد بالتأكيد وسينضم إلى أشقائه السابقين بانتظار القادمين . فبعد أن نزف الشعب السوري كل هذا الدم الغزيروالطاهر لخلع ذاك الخوف الذي اعتمد عليه النظام لإعادة إنتاج الاستبداد في سوريا على مدار ما يزيد عن أربعة عقود , لن تعود بالطبع ساعة التاريخ في سوريا إلى الوراء أبدا كما يحلم النظام ويرتجي , بل نكاد نؤكد أن النظام قد توسل بذاك الخوف في العقد الأخير لتأبيد حكم عائلة الأسد ليس هذا بيت القصيد ولكنه في السؤال الكبير : إلى أين؟ أي مستقبل يجهز السوريون لوطنهم؟
ولأن شكل الوطن ومستقبله يحدده طبيعة الصراع وطبيعة التحالفات وطبيعة التحرك السياسي ومجاله وحضور البرامج السياسية أو غيابها وتغييبها , ينبغي أن نراجع ونتابع حتى في دواع الانتفاض والانقلاب على النظام السوري : إن كانت دوافعها استبداد النظام وفساده وطبيعته الكولونيالية التي أفقرت الناس , وبسبب تقصيره في تحرير الأرض الوطنية ودوره في المشاركة بضرب أسس بناء حركة تحرر عربية تقف صدا منيعا في وجه تمدد المشروع الصهيوني كما أخمن أم أن الأمر , وكما يكتفي “البعض” من خلال نقاشات خضناها معا أو من خلال شعارات رددت من قبل بعض المشاركين في الحراك الانتفاضي أو بعض الناشطين على الفضائيات الخليجية والتي ملأت صفحات الانترنيت أنأى بنفسي عن ذكر بعض أمثلتها , يقتصر على هويته الطائفية والمذهبية كون رأس النظام ومعظم رؤساء كوادره الأمنية تنتمي للطائفة العلوية ؟ . على قوى الانتفاض السوري أن تقرر وتختار بين أن تصعد من انتفاضتها لتضم إليها كتلة الأكثرية الصامتة في مدينتي حلب ودمشق لتحسما أمريهما فتتحول إلى ثورة تطيح بالنظام دون التضحية بأمن البلد باستسجلاب قوى الاستعمار ليدمر البلد تحت ذريعة حماية المدنيين فيعرض سوريا وكل المشرق العربي للخطر مما سيترك تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها وعلى قضية الصراع العربي-الصهيوني.
لا خلاف على ضرورة إسقاط النظام : لأن هذا النظام , بخلاف ما يرى بعض من اليساريين والقوميين(وهنا لا أحتاج لذكر من يدافعون عن النظام لهويته أو هويتهم الطائفية والمذهبية) ضحايا ممارسة النظام الأيديولوجية التضليلية فتبنوا ادعاءه بأن الأمر يتعلق بمؤامرة تستهدفه ومازالوا يصرون على أن يجدوا فيه نظام “ممانعة” وظهير المقاومة والمتصادم مع الامبريالية والصهيونية فقط بسبب رغبة أمريكا في تغييره من السلطة وبسبب حفاظه شكلا على الخطاب القومي البعثي الذي يدعيه , يظهره ويغيبه حسب الحاجة والقرب والبعد من سيده الغرب , بالرغم من مرور زمن طويل على حسم الصراع في داخل البعث لصالح الفئة الكولونيالية المتجددة ممثلة بمجموعة حافظ الأسد بعد أن تخلص من رفاقه بزجهم في السجن ليموتوا الواحد تلو الآخر خلف قضبانه بعد انقلابه العسكري عام 1970 , وما كان ليستتب له الأمر لولا مباركة أمريكا وأنظمتها العربية الذين يتخلون عنه اليوم ويستعدون لتوقيع وثيقة إعدامه بعد أن احترق ورقه.
إن المؤامرة الكبرى التي حيكت , كما نراها , ليس ضد سوريا وشعبها وحسب بل ضد كل المنطقة العربية وشعوبها هي حكم تلك الفئات الكولونيالية والكولونيالية المتجددة لمواطنيها بالحديد والنار : فأذلتهم واسعبدتهم واستباحت آدميتهم , وبنت علاقتها معهم على أنهم تبع وعبيد ومرابعين لديها , وتآمرت مع الامبريال العالمي لنهب ثروة البلاد وجهد العباد وشتتت شملهم وذرذرتهم طوائف وفرقتهم مذاهب لتسودهم ومن اعترض إما قتلته أو أودعته السجن أو نفته.
لا يحب أن يرى المدافعون عن النظام السوري من بعض القوميين واليساريين أنه يقر للعدو الصهيوني فيما اغتصب من فلسطين من خلال اعترافه بقراري مجلس الأمن 242 و338 , ولا يجدونه سوى “مدافعا” عن المقاومة و”ممانعا” للمخططات الامبريالية الصهيونية , و لم يلحظوا أبدا أنه لم يقاوم أبدا في سبيل الدفاع عن أرضه عند احتلالها من قبل العدو الصهيوني ولم يبذل أي جهد يذكر لتحريرها بعد احتلالها وعلى مدار أكثر من 40 سنة بل أمن للعدو قضمها واستيطانها , ولم يحرك ساكنا عندما ضمها على اعتبارها أرضا “إسرائيلية” على الرغم من امتلاكه جيشا مليونيا , وأجهزة أمنية مليونية , أثقل على الشعب في قوته وماله وأمنه وفتح خزينة الدولة على مصراعيها لبنائها وتجهيزها , ولم يحركها ويوجه بنادقها إلا إلى الوراء كما أوضح الفنان علي فرزات عبر أحد رسومه الكاريتورية لقتل الشعب واستباحة أمنه وحرياته في سوريا ولبنان والمخيمات الفلسطينية فيه .
هل نسي هؤلاء القوميون أن هذا النظام انضم إلى تحالف الناتو في حرب الخليج الأولى لتدمير العراق إلى جانب “أشقائه” العرب في “الجامعة العربية” الذين يتهيئون اليوم لطرده منها ؟ وهل نسوا أن هذا النظام هو الذي أوكلت إليه أمريكا حماية المشروع الانعزالي في لبنان بمباركة نفس “الجامعة العربية” عام 1975 لكي يجهز على المشروع الإصلاحي للمقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط حينئذ ثم تخلصت منه نهائيا باغتياله , و شارك القوات الفاشية الانعزالية بارتكاب مجزرة مخيم تل الزعتر؟
هذا النظام وقف إلى جانب القوى الطائفية ممثلة في أمل في حرب المخيمات وسعى حثيثا وساند حزب الله في مساعيه لجعل المقاومة ضد العدو الصهيوني بعد احتلاله لجنوب لبنان إثر غزوه له 1982 ذات لون مذهبي واحد ضد القوى التقدمية في جنوب لبنان لكي لا تزاحمه في التواجد في صفوف أهل مذهبه .
هذا النظام هو الذي فتت لحمة النسيج الاجتماعي للمجتمع السوري على مدار حكمه من خلال ممارساته التمييزية الطائفية للدرجة التي دفعت الناس أن يتفننوا في استخدام لهجة أهل القرداحة(يكثرون من القاف حد الفكاهة) لتسيير أمورهم أو لدرء اعتداءات الأجهزة عليهم , سعى جاهدا وبكل السبل لتجريف التربة الاجتماعية من أي رأي سياسي مخالف سوى التمجيد بشخص الرئيس كقائد أوحد ممجد ومؤله. زرع في كل حي فرع مخابرات حوّل الشعب إلى مجرد بصاصين على بعضهم و”عواينية” يتجسسون على بعضهم: الولد على أبيه والأخ على أخيه والجار على جاره والموظف على الموظف والعامل على العامل والطالب على الطالب وتحول الشعب إلى مجرد موالين ممالقين رقاصين ودبيكة في مناسبات أعياد ميلاد القائد وحركته التصحيحية وإنجازاته ومكرماته, وفتح السجون على مصاريعها لمن لا يرضى أن يكون عبدا أو مرابعا له , أطلق شبيحته لتسلب وتهرّب وتغتصب وتفرض الخاوات وتقتل وتروع المواطنين مما دفع عوام الناس لأن يبحثوا عن خلاص مما هم فيه حتى ولو على يد إسرائيل فخلق بذلك كل المبررات لبعض من القوى السياسية المنافسة له لتمثيل القوى الخارجية في السعي لاستجلاب الاستعمار من جديد تحت ذريعة “حماية المواطنين” ونشر “الديموقراطية” وحماية ” حقوق الإنسان” ومحاربة “الإرهاب” فهل حمتها هذه القوى الامبريالية أصلا عندما احتلت العراق وأفغانستان وقبلها فلسطين .
إن الإيغال بدم الناس يدفع أصحاب الدم للقبول بأي خلاص حتى ولو قدم على ظهر دبابة “إسرائيلية” كما يتوهمون , وأكبر مثال صديقي الفلسطيني عدنان إدريس الذي يسكن بالقرب مني في المنفى أمضينا سنواتنا العشر معا ليس له لا بالعير ولا بالنفير بالنسبة للنظام السوري بل كان يختلف معي بسبب معارضتي للنظام وينصحني بالتخفيف منه على الأقل ممالئة لأتمكن من زيارة سوريا للقاء إخوتي وأهلي , فقد أمضى عمره يرى فيه “ممانعا” و”مقاوما” إلى أن قتل الشبيحة والأجهزة الأمنية نجله في مخيم خان الشيح وهو الشهيد الشاب جهاد بطريقة همجية وما تبع ذلك من منع أفراد عائلته من تشييعه ودفنه , قال لي عندما زرته لأطيب خاطره وأواسيه : يجب إسقاط هذا النظام المجرم حتى ولو على يد “إسرائيل” . موقف صديقي عدنان يثير في ذاكرتي موقفا آخر عندما كنت أقبع ورفاقي في إحدى معتقلات النظام أثناء الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 للقضاء على المقاومة الفلسطينية , حينها غمرني قهر أني عاجز عن المشاركة مع رفاقي الفلسطينيين لقتال الكيان الصهيوني وفكرت بالإضراب عن الطعام منفردا تحت مطلب أن تفرج عني السلطات السوريا للالتحاق مع المقاتلين وتعهدي للعودة لتسليم نفسي إليهم عندما أفرغ من المشاركة بالقتال إن لم يتم استشهادي , ماذا تقول : أفكار رومانسية تتناسب مع سن العشرينات لشاب فلسطيني , سيطر علي القهر حينها حد البكاء مما دفعني للانزواء وتحاشي الاختلاط مع رفاقي , وفي إحدى الليالي كان فيها جيش شارون الصهيوني قد وصل إلى مشارف بيروت أتاني رفيق لا داعي لذكر أسمه يفرك يديه حماسا ويقول بما معناه : متى يصل شارون إلينا ويفتح لنا باب السجن ويخلصنا من هذا الكابوس , فطار صوابي وهممت بضربه لولا تدخل رفيقنا عمر قشاش الذي راح يخفف عني ويشرح لي كيف تدفع مظالم هذا النظام بعض الناس للتفكير بالخلاص ولو على يد أعداء الوطن .
عندما اتخذت في المعتقل مع بعض رفاقي موقفا منددا بهجوم الناتو في حرب الخليج الأولى عام 1991 على العراق بمشاركة عربية ساهم النظام السوري فيها هاجمنا البعض الآخر من رفاقنا وأطلقوا علينا تسمية ” الصداميين” لأنهم رؤوا أنه ينبغي الخلاص من صدام المجرم الأحمق ولو حتى بتدمير العراق , هذا الموقف دفعني لأتفهم موقف بعض العراقيين الذي قابلناهم في المنفى الأوربي الذين كانوا متحمسين للخلاص من صدام بأي طريقة ثم ندموا على فعلتهم هذه بعد ما شاهدوا ما فعل “المنقذ” الغربي لهم ولبلادهم . يذكرني هذا الموقف بالهجوم الذي تعرض له بعض من جاؤوا من داخل سوريا من هيئة التنسيق إلى القاهرة لمقابلة الأمين العام”للجامعة العربية” والرافضين لتدخل قوات الناتو لإسقاط النظام في محاولة لإعطاء فرصة أخرى للمبادرة العربية تنجي الوطن من غزو قوات الناتو من قبل بعض مؤيدي المجلس الوطني”الممثل الوحيد” للشعب السوري واتهامهم لهم بأنهم “أسديين”. يخجل المرء من طريقة تعاطي بعض الناشطين السوريين دعاة الثورة مع هؤلاء المناضلين الذين قضوا معظم سنوات عمرهم في سجون النظام وأقبية تعذيبه ومنافيه وقد أسرف النظام في قمعهم وعائلاتهم عندما كان أغلب الذين تناولوهم بالتقريع والتجريح جزءا من دبيكة النظام ورقاصينه إلى عهد قريب .
من حق من أمضى جلّ عمره لإسقاط النظام لتتحرر سوريا من أغلالها فتكون منيعة وقوية , لتحرر أرضها وتساهم في تحرير باقي الأراضي العربية في فلسطين وغير فلسطين , لتكون فصيلا هاما من فصائل حركة تحرر عربية تشكل صدا منيعا في وجه مد المشروع الصهيو-الامبريالي في منطقتنا العربية وتشارك في طرد القواعد العسكرية للامبريال الغربي من المنطقة العربية لنهب ثرواتها , لتحفظ لمواطنيها كرامتهم وتؤمن حريتهم وترفع عن كاهلهم ظلم واستغلال وتحكم طبقة الكومبرادور في لقمتهم وترفع عنهم الضيم والحيف بجميع أشكاله فتعدل بينهم (بسبب سعيهم لتحقيق هذه الأهداف والأحلام أهدر النظام معظم سنوات عمرهم بين سجن وملاحقة ومنفى وحطم حياتهم العائلية وسرق منهم فلذات أكبادهم وحرمهم من لقاء إخوتهم وأفراد عائلتهم) من حقه أن يسأل “ثوار اليوم”إن تحقق لهم هدفهم في إسقاط النظام :
1-ما شكل سوريا التي تسعون لبنائها وما طبيعة نظامها؟
2-ما مصير بالجولان المحتل بعدئذ وكيف ستعدون لتحريرها؟
3-ماموقف سوريا المستقبل من الصراع العربي-الصهيوني والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة ؟
4-ماموقفكم من انتفاضة البحرين وكيف سيكون موقفكم أيضا من احتمال انتفاضات أخرى من المحتمل أن تندلع في البلاد التي تخضع لحكم الأنظمة التي تتوسلونها أن تساعدكم لإسقاط نظامكم؟
5-ما موقفكم من مبدأ المقاومة ومن المستحسن ألا نذكر حزب الله لحساسية الموقف إن كان بسبب ما أشيع عن مشاركة بعض عناصره في قمع المنتفضين أو لجهة انتماء المذهبي , ولن نخصصها لا بالفلسطينية ولا اللبنانية , وما هو السلوك الذي سيتبع اتجاه محاولات الغرب الامبريالي العبث في منطقتنا وتفتيتها لتسهيل نهب ثرواتها وتبعيتها؟
6-هل يكفي شعار “يلا إرحل يابشار” أو “ما منحبك” أو “دولة مدنية لكل مواطنيها” كافيا لأجندات التغيير القادم في سوريا.
ومن هنا أجدني أؤكد إن طريقة وأسلوب وكيفية وأسباب إسقاط النظام تحدد بلا شك معالم سورية المستقبل كوطن وبنية اجتماعية ودور ومهام.