صفحات العالم

بقاء الأسد يصعّب الحل الانتقالي


    روزانا بومنصف

أسقطت الدول الكبرى التي شاركت في اجتماع جنيف مواقفها المستمرة من الوضع السوري على نتائج الاجتماع. فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعلن على الاثر أنَّ وثائق الاجتماع لا تتضمن اقصاء الرئيس السوري بشار الاسد وشنّ حملة متكررة على المعارضة السورية منتقداً داعميها، في حين اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان لا مكان للاسد في العملية الانتقالية وكذلك الامر بالنسبة الى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. هل نجح اجتماع جنيف ام فشل؟

ساد الترقب الاوساط السياسية والديبلوماسية المعنية في الساعات التي تلت الاجتماع في انتظار معرفة تفاصيل الاتفاق ودقته وجديته، لكن المواقف الديبلوماسية الغربية العلنية بدا انها تعكس وفق مصادر متابعة استمرار الخلاف على تفسير ما اتفق عليه في موضوع بقاء الاسد او عدم بقائه، وسارع كل منها الى الايحاء ان تقدماً حصل انما وفق وجهة نظره ومع بقاء كل طرف على موقفه وتحقيقه ما يريده منه. فالأميركيّون اوحوا انهم حققوا تقدما على خط عدم احتمال بقاء الاسد، بينما عكس الروس وجهة نظر مناقضة. علما ان ما ورد في بيان جنيف ان الحكومة الانتقالية تتشابك بتوافق الاطراف الداخليين يترك مجالا كبيراً لدور للاسد ترفضه المعارضة ومعها الغرب، لأن الاسد بات مسؤولاً عن قتل أكثر من 15 ألف سوري خلال ما يزيد على سنة من الثورة.

وتخشى المصادر المعنية ان تنسحب عملية اسقاط الدول مواقفها على اجتماع جنيف على التفسيرات اللاحقة له تماما على ما كان سائداً ابان خطة المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان حول موقع الاسد في معادلة الحل. وفي حين كان يفترض باعلان جنيف ان يعبر عن موقف دولي واحد وصوت دولي ضاغط وموحد من الوضع السوري وفق ما اراد انان، فان ما اعلن في المؤتمرات الصحافية لوزراء خارجية الدول الكبرى التي عقدت بعد الاجتماع اظهرت استمرار تعدد الاصوات وعدم وجود رؤية موحدة حتى للقرارات الجديدة التي اتخذت، الامر الذي يدعو الى التساؤل عن سبل ترجمة التفسيرات على خطة انان وتأليف حكومة انتقالية تضم السلطة والمعارضة والقدرة على ذلك في ظل استمرار وجود الاسد في السلطة. فمن المحبط ان تدور الحلول في الاطار نفسه الذي انطلقت منه مع الدول العربية من دون قدرة على الاختراق على نحو يعطي رسالة قوية حول وجود اتفاق دولي. وتخشى هذه المصادر ان يكون اجتماع جنيف تجنب الايحاء بانفجار ازمة دولية كان نبّه اليها انان في حال عدم التوافق في حين ان خطة الحل قد لا تكون هي الجواب لحل الازمة فعلا في الظروف الحالية.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى