بلد أحبّتنا وأحببناها
بدرالدين حسن قربي
محافظة ادلب، ليست أرضاً طيبة وليست تيناً وزيتوناً وكرزاً وفليفلة حمراء وليست بخضارها وفواكهها وزعترها وحسب، بل هي بمركزها وبلداتها وأريافها وجبالها وسهولها ورجالها وشبابها ونسائها وصباياها طِيبةً وطهراً وأصالة وشجاعة وأخلاقاً ومودة. جاءت ثورة الياسمين السورية تكشف عن جوهر أصيل في بنيتها، أكّدت أخوتها ونخوتها وشهامتها ونصرتها وتسامحها وشجاعتها. لن أخص مكاناً منها لأنك حيث كنت، مدينةً أو بلدة أو قرية أو جبلاً أو سهلاً أو وعراً، فأنت في محافظة أكّدت المؤكد وجدّدت القديم مع مدن سورية أخرى كتابة تاريخ بدم المئات من شهدائها شيباً وشباباً وأطفالاً ونساءً.
أفخر بحمص عاصمة ثورتنا فخري بإدلب التي سيّرت أول قافلة إغاثية من شاحنات مليئة بالمساعدات لأهلنا في حمص، وأفخر أني معارض لنظام هو بالتأكيد أعتى وأفسد نظام عرفه التاريخ الحديث، ولكن فخري يزيد يوم يكون أول تجمع علني للمعارضة عقب الثورة السورية كان في ادلب. وأنها من أوائل المحافظات التي انطلقت تظاهراتها نصرةً لأهلنا في درعا ودمشق مع بداية انطلاقة ثورة الياسمين. وأفخر بالثورة السورية التي عمت سوريا أرضاً وشعباً وإن تبدّت في مكان دون آخر، ولكن أزداد فخراً أن النظام بكل فجره وعهره ورصاصه مااستطاع أن يجمع من أهل المدينة مجموعة تخرج هاتفة له مصفّقةً ومؤيدة مما عرف بمسيّرات الولاء. أعتزّ أن من أبطالها ورجالاتها الأحرار تأسس الجيش الحر ومن قبلهم الضباط الأحرار. أفاخر أن سهولها وجبالها تؤوي هاربين من قمع النظام وقتله جاؤوها يعيشون في كنف ثوارها وأهلها يشاركونهم الأمل والألم ويروون معاً بدمائهم ثراها المبارك والطاهر. أفاخر أن فيها كانت أول مظاهرة مصوّرة متحدية تطالب بإسقاط النظام ورحيله وعلى جنباتها تقف دبابات القمع وقناصة الشبيحة والأمن. أفاخر أن رجال حوران كانوا أول من كسّر تمثالاً عملاقاً لحافظ الأسد ولكني أذكر كل من نسي، ومن لايتذكر أن أول صرماية رميت على حافظ الأسد مع بداية حركته الانقلابية على رفاق دربه وأصحابه كانت في مدينة ادلب. أفاخر بأنها دفعت ضريبة عالية من شبابها ودماء أحرارها وحرائرها، وعدد شهدائها شهادة وشاهد على تضحياتهم وفدائهم. أفاخر بأنها في جمعة الزحف إلى ساحات الحرية أجخرجبت أثقالها فكان قرابة ثلث المظاهرات السورية عدداً فيها (107 نقطة). أفاخر بكل مناقب محافظتي كما أفاخر بمناقب كل مدينة وبلدة وجبل وسهل في أرض البطولات السورية، لأن هذه المدينة المباركة بتينها وزيتونها وماحولها، هي عينة من أرض البطولات السورية على امتداد الشام وماحولها يمناً وخيراً وبركة. نفاخر ونرفع رأسنا عالياً بكل شهيد من شهداء ثورة الحرية والكرامة التي تؤكد للطغاة على مر العصور أن للحرية رجال، وأن للكرامة أبطال وأن للسوريين رايات، وللنخوة والشهامة قامات. نسأل الله أن يتقبلهم ويعوّضنا وأهلهم خيراً، وأن يعافي المصابين والجرحى، ويحسن خلاص أسرانا ومعتقلينا، ويذهب بالنظام القامع والقاتل وقد اقترب أجله إلى سواء الجحيم.
ولئن كنّا نقول من قبيل التحبب والتودد ابتسم فأنت في حمص، فإننا نقول لكل عابر من ديارنا، ارفع رأسك فأنت في أرض عبق جبالها الزعتر والكرز، وفي تربها الأحمر القاني يسكن التين ويعمّر الزيتون، امتدادر وأصالة لشجرة يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، وأنت في حمى الشهداء الكرام وأرضهم الطاهرة ممن عملوا مع أهلهم في كل أنحاء سوريا للخلاص من أعتى أنظمة القمع والفساد في العالم، وسطروا مجداً لاينسى.
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=AHDzO9OBYp0
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=saMlrsm24T4
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=r50Y_LoIrO4
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=rnFzJRboVfM