حكم الباباصفحات الثقافة

بمثابة إعلان: عن عضويتي في رابطة الكتاب السوريين


حكم البابا

إما أن جماعة رابطة الكتاب السوريين يعانون من مشكلات في السمع منعتهم من الرد على إلحاحي، أو أنهم يعانون من صعوبة في فهم مؤدى جملة ‘أنا منسحب من الرابطة، وأرجو أن تحذفوا اسمي من قائمة الأعضاء في موقع رابطتكم الالكتروني’ التي رددتها على مسامع بعضهم مراراً منذ شهور وحتى اليوم.

وإما انهم يعتبرونني طائشاً وانفعالياً ولا بد أنني سأعود يوماً ما إلى رشدي ولذلك لا يستحق كلامي أن يؤخذ على محمل الجد، أو أنهم يحتاجون لـ’كومبارس’ لملء صفحة الأعضاء في موقعهم، فبعد تأسيس الرابطة بقليل أعلنت على صفحتي على موقع التواصل الالكتروني (الفيسبوك) انسحابي من الرابطة لأسباب قلت حينها انها شخصية، ورفضت ابتلاع أي طعم من كل الصنانير الفضولية التي مدّت باتجاهي وحاولت أن تصطاد مشكلة علنية، تستخدمها ضد الرابطة، واكتفيت بشرح أسبابي لبعض الأصدقاء من أعضاء الرابطة، لكن كل ذلك لم يشفع لي عندهم في منحي أقل من دقيقة يستغرقها مسح اسمي من قوائمهم.

كانت أسبابي للانسحاب وقتها والتي لم تعد سريّة اليوم بعد ما أثير مؤخراً حول الرابطة من اتهامات وردود، تتلخص في أمرين، الاستئثار بالقرار الذي تحكّم به شخص أو شخصان، رغم كوني واحدا من الخمسة عشر عضواً المؤسسين وقتها كما قال لي الشاعر نوري الجراح حين فاتحني بشأنها قبل اعلانها، والذي كان قد وضع فيتو على اسم الدكتور عبد الرزاق عيد، فقلت له في نفس المكالمة انه من غير اللائق أن تبدأ رابطة للكتاب في عهد الحرية بقوائم سوداء، أما الأمر الثاني فهو حشر أسماء ناشطين سياسيين ومدونين في رابطة محترفة للكتّاب، ومع كامل احترامي لنضال هؤلاء إلاّ أنني أظن أنه لا توجد نقابة مهنية للأطباء أو حتى للحلاقين، تقبل بعضوية شخص من خارج مهنهم حتى لو كانوا من كبار المناضلين، وهو ما يجب أن ينطبق على نقابة كتّاب.

وقتها لم يكتف السادة المشرفون على الرابطة بتجاهل طلبي، بل ذهبوا إلى حد الاتصال بي لأرشح نفسي لانتخابات الرابطة، وتجاهل الشاعر نوري الجراح كل ما قلته عن انسحابي كأنه لم يسمعه، وألح علي في ترشيح نفسي، في حين طلب مني الصديق حسام الدين محمد أن أرسل طلباً للانسحاب، فقلت له اني لم أقدّم طلباً للعضوية لأقدّم اليوم طلباً للانسحاب، وكان كل همّي وقتها أن لا أثير مشكلة تضاف إلى مشاكل وشجارات كل أشباه المؤسسات التي نشأت بعد الثورة السورية.

لا أريد أن أدخل في مهاترات أو ردود مع أحد، لكني اليوم وبعد الرعاية التي افتتح بها مؤتمر الرابطة التي أحمل شرف عضويتها برتبة شاهد زور كما يؤكد ذلك موقعها الالكتروني، أظن أن من حقي أن أرفض التحول إلى مجرد ورقة في صندوق انتخابي لأي كان، حتى لو كان بتزكية من الدكتور برهان غليون والأستاذ جورج صبرا، فالسيدان غليون وصبرا ومع احترامي لثقافة الأول ونضال الثاني، يحتاجان لمن يزكيهما أمام السوريين اليوم، أكثر من قدرتهما على تزكية أحد، خاصة بعد الأداء الفاشل لهما ولمجلسهما الوطني في خدمة الثورة السورية، وفي رهنه ومحاولة رهن الثورة السورية لقرارات ومخططات دول عربية واقليمية.

من حق أصحاب رابطة الكتاب السوريين أن يبيعوها نقداً أو بالتقسيط، أو يؤجروها بدون أثاث أو مفروش، وباليوم أو بالشهر أو بالسنة، ولكن ليس من حقهم أبداً أن يعتبروني قطعة من العفش المباع أو المؤجر، ويحتفظوا باسمي في قائمة أعضائهم على موقعهم الالكتروني، وأطلب منهم بدلاً من البحث عن حجج يحاولون بها اقناع أنفسهم بأنهم على صواب وأنا على خطأ، أن يبادروا فوراً لتلبية طلبي المتواضع، وسيعرفون حينها بأن هذا أكثر قراراتهم صوابية، وهذا أفضل لكلينا!

كاتب من سورية

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى