بيانات الانتفاضة

بيان بشأن التمديد غير الديموقراطي لرئيس المجلس الوطني


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان بشأن التمديد غير الديموقراطي لرئيس المجلس الوطني

تابعت الثورة السورية والمهتمون لها، وأعضاء المجلس الوطني باهتمامٍ بالغٍ اجتماع المكتب التنفيذي للمجلس الوطني، الذي انعقد مؤخّراً في الدوحة، وكانت المفاجأة ما تمخّض عنه هذا الاجتماع، من تمديد ثلاثة أشهر جديدة للدكتور برهان غليون لرئاسة المجلس الوطني؛ بذريعة أنَّ الظرف الراهن الآن هو للإعداد لمؤتمر أصدقاء سورية، وليس لتغيير قيادة المجلس.

إنَّنا في التيّار الوطني السوري إذ نتحفظ بشدّة على هذا التوجّه من بعض أعضاء المكتب التنفيذي، نضم صوتنا إلى جمهور المتظاهرين في الشارع السوري، الرّافضين لهذه الأساليب الإقصائيّة وغير الديموقراطيّة. ونعلن ما يأتي:

1ـ إنَّ قرار التمديد هذا باطلٌ قانونياً، وفقاً للنظام الداخلي للمجلس؛ لوجوب أن يمرّ مثل هذا الإجراء عبر الأمانة العامة للتصويت عليه.

2ـ إنَّ من أهمّ الأهداف التي قامت الثورة السوريّة المباركة لأجلها إبطال السلوك غير الديمقراطي، والسلوك الاستبدادي والانفرادي لبعض الأشخاص في مواقع المسؤوليّة، على حساب القاعدة الشعبيّة العريضة. فقد انقضى عند السوريّين ذلك العهد الذي راجت فيه ثقافة أنَّ شخصاً ما واحداً كائناً من كان هو الرئيس التاريخي، والاستثنائي، والملهم، ورجل المرحلة، والضامن لتحقيق أهدافهم. وإنَّه لمن المستهجن جدّاً أن يسلك أعضاء في المكتب التنفيذي في المجلس الوطني ـ الذي يُفتَرضُ أنَّه الممثّل للثورة السوريّة ـ هذا المسلك الاستبدادي الانفرادي نفسه.

3ـ إنَّ جلّ أعضاء المجلس الوطني، والسوريين في الداخل والخارج، يتابعون بقلقٍ بالغ وبرفضٍ شديد، خضوع قرارات المكتب التنفيذي في المجلس الوطني لتصوّرات أشخاصٍ محدودين، يوجهونه حيث يظنون أنه المصلحة للثورة وللسوريين.

4ـ إنّ التمديد للدكتور غليون بهذه السابقة الخطيرة يستوجب التوقّف ومحاسبة أعضاء المكتب التنفيذي، بعد حجب الثقة عنهم، والدعوة لاجتماع الهيئة العامّة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وللعمل على تغيير القيادات التي أثبتت عجزها عن مواكبة فكرة الديمقراطيّة والتعدديّة.

5ـ إنَّ التفكير لدى معظم أعضاء المجلس الوطني بدأ يتجه إلى أحد خيارين: فإمّا أن تتمّ الدعوة إلى اجتماع عاجل للهيئة العامّة للمجلس، لمراجعة أعمال المكتب التنفيذي وآليات مواقفه واتخاذ القرار فيه، ولانتخاب رئيس للمجلس، سواءٌ أكان الدكتور غليون أو غيره؛ وإمّا تعليق عضويتها في المجلس، والبحث خارجه عن أطرٍ أخرى، تحترم الديموقراطيّة التي يدفع السوريون ثمناً لها من حياتهم ودمائهم، وتؤمن قولاً وفعلاً بتداول السلطة، وتمثّل الثورة السوريّة بشكلٍ مشرّف، وترتقي إلى مستواها النبيل، وتدعمها وتدعم جيشها الوطني الحر، وتلبّي حاجاتها الحقيقيّة من الدعم المادي، وليس مجرّد الاجتماعات والمؤتمرات والبيانات.

إنَّ التيّار الوطني السوري باعتباره مكوّناً أساسيّاً في المجلس الوطني ليأمل أن يبادر أعضاء الأمانة العامّة في المجلس، إلى اتخاذ الإجراءات السريعة والفعّالة للانضباط بنظامه الداخلي، ولتكريس مبدأ الديمقراطيّة، ولتصحيح مسار المجلس، ولإنقاذه من هذا الاضطراب، حتى تعود ثقة الثوّار فيه إلى سابق عهدها، بل إلى أفضل ممّا كانت عليه.

النصر للثورة السورية المباركة والنبيلة، والرّحمة للشهداء الأبرار.

      التيار الوطني السوري – المكتب السياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى