بيانات الانتفاضة

بيان تجمع الطريق للشباب المدني السوري حول الموقف من المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي والجيش

 ا

من تجمع الطريق للشباب المدني السوري

 يتّسم الوضع الميداني ّللثورة السورية المجيدة, شهراً بعد شهر, بالمزيد من التعقيد, تحت وطْأة ظرف موضوعي صعب, ومحاولات ٍللمصادرة والتلاعب, تقوم بهاقوىً أو دولا ٌ خارجيةٌ ذات مصالح, أوجهاتا ٌداخلية, تضع – بخبث ٍبالغ أحياناً-, مطامحها الضيقة مرةً, ومشروعها الإيديولوجي الخاص مرةً أخرى, وتقدمه كأولوية سابقة على الأولوية الشعبية التي لاتراجع عنها, والتي التأم تحولها الإرادة الوطنية الجامعة, فيإسقاط منظومة الحكم القائمة, بكل رموزها وأشكالها, لبناء الدولة المدنية الديموقراطية التعددية, دولة القانون والحريات.

 لذا, فقد كان واجباً على المعارضة الوطنية, لم ّالشَّمل, والاجتماع على كلمة حق, وكان الإصرارُ الشعبيّ ُالضاغط ُنحو خيارتوحيد المعارضة, هاديا ًوملهماً استطاعت – تحت سقفه, ومن مبدأ الالتزام الوطني والأخلاقي بأهداف ثورته -, استطاعت قوىً تمثل طيفا ًواسعا ًمن فسيفساء المعارضة السورية, التوحّد تحت لواء “المجلس الوطني السوري”, وإعلانَ التزامها غيرِ القابل للمساومة, بأهداف ثورة الكرامة, فيإسقاط نظام الرعب والأمرالواقع, وبناءِ نظامٍ سياسيّ ٍجديد, ينطق عن ضمير الشعب السوري, وجوهره الحضاري ّالخلاق.

إننا في تجمع الطريق, وانطلاقا ًمن كوننا جزءأً من الحراك الشعبي على الأرض, وكون العمل الميداني يشكل محور اهتمام التجمع ونشاطه, وكوننا, بالتالي, أكثر التزاما بهواجس الشارع المنتفض, وبهمه اليومي, إذا صح التعبير, فإننا –إذ نعلن تأييدنا الصريح للمجلس الوطني, والتزامنا الاستراتيجية الثورية التي يتبناها -, فإننا ندعوه إلى العمل على التواصل مع باقي أطياف المعارضة الوطنية, وأهمها هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي, لتوحيد الجهود وتكثيف العمل, لتحقيق الغايات المنشودة لثورة للشعب السوري.

إننا في تجمع الطريق, إذ نفهم تمام امخاوف هيئة التنسيق, لجهة تجنب السقوط في فخ الاقتتال الأهلي, الذي يجهد النظام لدفعنا إليه دفعاً, أو اجتلاب التدخل العسكري الخارجي المباشر, لما سيجره من ويلات, فإننا ندعوها –أولاً- إلى الاعتراف بالمجلس الوطني, لكونه حظي بتمثيل الشارع المنتفض وثقته, كما ندعوالمجلس الوطني, ثانياً, إلى الاستمرار في الإنصات إلى نبض الشارع المتظاهر, واستلهام روحية خطابه من صوت الشباب الثائر في ساحات التضحية والكرامة, وإلى إعلاء صوت العقل, وتحكيم المنطق السياسي في معالجة الإشكالات التي تفرزها الحالة الراهنة, للَجْمِ أيِّ انحراف ينحو بالثورة منحىً لاينسجم مع الغايات النبيلة التي قامت لأجلها, وكبح كل مشروعٍ من شأنه الدفع باتجاه انفلاتٍ أهليٍّ يمزق النسيج الوطني المتجانس في سورية, ويرتفع عائقاً منيعاً في وجه الثورة, ورافداً جيدا ًلخطاب النظام الكاذب, الذي ماانفك ّيجدد اتهامه للثورة في كل لحظة, بأنها ذات هوية طائفية, وبأنه – أيالنظام – ضمانة استمرار الكيان السوري.

إننا في تجمع الطريق للشباب المدني السوري, نعالج قضية “الجيش السوري الحر”, من زاوية الحرص على الحفاظ على الطابع المدني الذي وسم الثورة السورية منذ بدايتها, ملتزمين بالتأييد الشعبي العريض لهذه الحالة النقية التي يمثلها الجيش الحر في خضم الثورة, وهو الذي انطلق من رحْمها, ولبى نداء الشعب, ورفض منطق القتل, وتمرّد على واحد من أعتى الأنظمة, وأكثرها إغراقا ًفي الدموية, وتورطا ًفي القمع.

إن تأييدنا للجيش الحر, مشروط – أولاً-, بالتزام الأخير بحماية المظاهرات ومنع استهداف المتظاهرين والأحرار والناشطين, والتزامه بنوعية نشاطه ثانياً, لجهة الحرص الشديد على عدم الإضرار بالمدنيين, إنْ بشكلٍ مباشر, أوبمصالحهم.

كما ندعو كلاً من المجلس الوطني, والجيش السوري الحر, إلى رفع مستويات التنسيق, لأننا نرى أن من شأن هذا تمهيد الطريق أمام تبلور دور الجيش الحر, كضمانة لسلمية الثورة وعدم عسكرتها, وحصر التسلح في إطار شرعيٍّ واحد وواضح في مرجعيّته, وإن هذا كفيلاٌ من وجهة نظرنا, بتوسيع آفاق العمل الثوري, والتعجيل بتحقيق الأهداف العليا للشعب السوري.

المجد والرحمة لأرواح شهداء الثورة السورية

والنصر لثورتنا

تجمع الطريق للشباب المدني السوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى