بيان تيار اليسار الثوري في سوريا
اليسار الثوري في سوريا
الوحشية لن تكسر ارادة الجماهير الثائرة
منذ نهاية الشهر الفائت تصاعد انفلات الة القتل و الدمار للطغمة الحاكمة من عقالها، مع طرح الخطة العربية التي طالبت بتنحي الطاغية لصالح نائبه، حيث اقتحمت قواتها العسكرية و ميليشياتها العديد من المدن و البلدات. و قد استفاد هذا النظام الدموي من نقاشات مجلس الامن المتواصلة و التي منعته الحكومتان الروسية و الصينية ، باستخدام الفيتو، من تبني قرار يدينه، ليقوم بهجوم وحشي و مدمر على احياء مدينة حمص مقترفا فيها مجزرة بشعة جديدة في يومي 3-4 شباط تضاف الى المجازر المستمرة له بحق جماهير الشعب الثائرة و الصامدة .و تستدعي هكذا بربرية للنظام الحاكم موقفا حازما من كل القوى و الضمائر الحية و المحبة للعدل و الحرية في العالم بإدانتها و التنديد بها و الدعوة لمحاسبة مرتكبيها. و الحال ، فانه بالرغم من التضحيات و الالام العظيمة التي تقدمها جماهير الثورة الشعبية، الا أن نظام القتلة قد باء بالفشل الذريع في مسعاه لسحق الثورة وكسر ارادة الشعب الثائر.
ان الجماهير الشعبية في ثورتها العظيمة تسطر اروع صفحات البطولة و التفاني و الشجاعة و النبل في مواجهة واحد من اعتى انظمة القتل و الترويع في المنطقة ، و هي تعرف بحدسها و خبرتها ان الدول المعنية بالملف السوري انما تعنيها مصالحها الانانية القريبة و البعيدة اكثر مما يعنيها تضحيات و الام الشعب السوري في ثورته، لهذا فإن الجماهير الثائرة لا تراهن سوى على قوتها الذاتية و ارادتها الخلاقة التي ستقهر و تسقط نظام عائلة الاسد الدموية. و تعلم أيضا أنه بقدر ما تمتد المشاركة الجماهيرية في الثورة لتشمل من ما يزال مترددا او خائفا ، و بقدر ما تبرز و تتسع قوى الحراك الثوري التي تحمل راية الحرية و المساواة و العدالة الاجتماعية لتشكل حاملا قادر على منع الوقوع في فخ و مستنقع الطائفية التي يدفع لها نظام الاستبداد الساقط و قوى الثورة المضادة، بقدر ما يتحقق ذلك، يعني ان المسار الثوري قد طرق درب تخفيف الالام و التضحيات و التسريع في سقوط النظام، و فتح الافق لبناء سوريا الجديدة القائمة على الحرية و الديمقراطية التعددية القائمة على اساس المساواة لكل مواطنيها بلا تمييز على اساس الجنس او العرق او الدين .
لكي نمنع تكرار مجزرة حمص و المجازر الاخرى التي ترتكبها الطغمة الحاكمة، فإننا نشدد على اهمية ان يعرف النظام الفاسد انه انما يواجه الشعب السوري كله بمختلف مكوناته، و ليس احياء من مدن او مدينة هنا او بلدة هناك . ردنا ، الذي يجب أن يستمر في كل الساحات هو ان من يواجه الدكتاتورية، التي لا لون طائفي حصري لها، هو كل السوريين و السوريات في كفاحهم الرائع من اجل الحرية. و لهذا السبب فشل النظام في تقسيم الحراك الثوري، و لا سيما على اساس طائفي ، ليتسع الطوق الشعبي الرافض له. و على هذا الاساس سيفشل دائما. فالشعب السوري واحد و موحد في صراعه ضد الطغمة الحاكمة.
لقد برهن الاضراب العام الذي اعلن في نهاية العام الماضي عن فعاليته في شل ، و لو بقي محدودا، قدرات النظام الاقتصادية و العسكرية، مثلما رفع الاضراب من سوية الوعي السياسي للثائرين. و اليوم اذ اعلن عن حركة عصيان عام لمدة ثلاثة ايام، احتجاجا على مجزرة حمص فإننا لا ندعو فقط ، كل المناضلين اليساريين الى المشاركة الفعالة و الدعوة له، بل اننا ندعوهم ايضا الى تفعيل و متابعة حركات الاضراب(بمطالب سياسية و اقتصادية و اجتماعية) و العصيان المدني و التوافق عليها مع كل قوى الثورة، لأن هذه الاشكال النضالية هي وحدها القادرة عل شل امكانيات و قدرات النظام المادية و اللوجستية في التحرك و القمع.
يا نشطاء سوريا الثوريون
لنتابع تصعيد حملات الاضراب و العصيان من أجل شل هذا النظام الدموي بنضالاتنا المشتركة و بطاقات الشعب السوري الثائر وحده، و هي طاقات لا حد لها، و بناء الهيئات و المجالس المحلية لإدارة شؤون الجماهير الثائرة بنفسها، فالنظام الدكتاتوري يترنح رغم كل ادعاءاته الزائفة بالتماسك.
فإننا بتضامن و وحدة الشعب السوري و مقاومته الجبارة يمكننا سريعا اسقاط نظام عائلة الاسد
أيها العمال و الفلاحون و الطلبة و العاطلون و الموظفون…… أيها الكادحون و المعذبون في سوريا ….. معا نحو الاضراب العام الجماهيري على الصعيد الوطني
المجد لشهداء الثورة
و النصر للشعب السوري الواحد…. الواحد
دمشق في 5 شباط 2012