بيان حزب العمل الشيوعي في الخارج
حزب العمل الشيوعي في سورية
مضى ما يزيد عن الشهر الواحد على بدء ثورة 15 آذار في سورية، وقد غطت الاحتجاجات السلمية معظم أنحاء الوطن، بينما ما تزال سلطة الاستبداد تشن حرباً حقيقية، متعددة الأشكال والطرائق ضد جموع المتظاهرين، سعياً إلى زج المجتمع ككل في أتون خيارات حادة تهدف إلى دبِّ الذعر وخلخلة الثقة بين أبناء المجتمع، بل وزعزعة الكيان المجتمعي الذي يثبت اليوم أكثر من أي وقت مضى تشبثه بحقوقه الطبيعية المشروعة التي حرم منها على مدى عقود؛ الأمر الذي تجلى بأنبل الشعارات التي تنبذ العنف والطائفية وتعكس الروح الوطنية الفذة وتجسِّد وحدة الشعب وحقه في الحرية والكرامة.
لقد حاول النظام تصوير الانتفاضة على أنها احتجاجات لمجموعة صغيرة من المواطنين السوريين تُعد على أصابع اليد وترتبط بالخارج مع جماعات أو خصوم تفترضهم ديماغوجيا النظام حسب الحاجة والظرف….الخ) ومع امتداد حجم المظاهرات وجد نفسه مضطراً للاعتراف بالحراك الموجود في الشارع مع الإبقاء على فرضية وجود عناصر تخريبية تندس بين المتظاهرين. ومع الاتساع المضطرد لحجم الحراك بدأت وسائله الإعلامية بفبركة تهم جديدة ضد المتظاهرين في بانياس وحمص وسواهما… بوصفهم تمرداً سلفياً مسلحاً يتوجب القضاء عليه.
إن شعبنا يعرف حق اليقين أن الإصلاح الذي انتظره طويلاً لم يتمخض إلا عن تكريس الاستبداد والإثراء السلطوي والفساد والمحسوبيات، مقابل المزيد من البؤس الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع. أما الحريات السياسية والديمقراطية وإعادة توزيع الثروة الوطنية وتلبية المطالب المعيشية لجماهير شعبنا، وهي استحقاقات لا تقبل التأجيل، فقد قوبلت، ومعها أيضاً دماء الشهداء والجرحى من المتظاهرين، بالتجاهل والممانعة وإدارة الظهر.
إن الممارسات القمعية السافرة التي تقوم بها أجهزة النظام الأمنية، وكذلك المناورات التي تمارسها أجهزته السياسية والإعلامية على السواء، ليست سوى رفض لمنطق العقل والحوار، وإصرار على التهرب من دفع المستحقات ما جعل الشارع السوري يفقد ثقته بكل الوعود القديمة-الجديدة للنظام، ويستمر في ممارسة الضغط من أجل تحقيق مطالبه العامة المشروعة بوصفها الحصن المنيع في وجه جميع المخاطر الخارجية والداخلية معاً، ووحدها الكفيلة بقطع الطريق على الغلاة من أي جهة كانوا، والرد على كل الدعوات الغريبة عن نسيجنا المجتمعي الواحد بكل أطيافه.
إننا في حزب العمل الشيوعي-هيئة الخارج نعلن انحيازنا التام لمطالب شعبنا السوري، والوقوف مع نضالات شبابنا السلمية والديمقراطية، مؤكدين أننا مدعوون جميعاً، قوى وطنية وأحزاب ومنظمات مدنية وحقوقية وفعاليات سياسية واجتماعية واقتصادية، في الداخل والخارج وأكثر من أي وقت مضى، إلى نبذ الصراعات الهامشية وتفعيل الحوار الوطني والتنسيق والتعاون في مواجهة المخاطر، والتصدي لمزاعم السلطة ونبذ وإدانة التحريض الفئوي وكل مظاهر العنف، والتشهير بمثيريها، والسير يداً بيد مع أبناء شعبنا لمواجهة الاستبداد وانتزاع حقوقنا.
إن الأزمة التي أوصلتنا إليها سياسات النظام عبر عقود لم تعد تقبل الترقيع وسياسة الرشوة وتجزيئ الحلول التي تطرحها السلطة، لأن المطلوب هو التعامل مع جذور هذه الأزمة المركبة لا مع أعراضها الثانوية، ومع الكل المجتمعي لا مع فئات انتقائية. ما يؤكد للمرة الألف أن قوى الشعب وطاقاته وإرادة أبنائه المخلصين هي الطرف الحاسم في تقرير مصير البلاد والسير بها إلى بر الأمان، ومن ثم تأسيس دولة الحق والعدالة والديمقراطية. وإن أي حل أوَّلي للخروج من هذه الأزمة لا بد أن يشتمل على:
ـ الإلغاء الفوري لحالة الطوارئ، ما يعني كف يد الأجهزة والقوى الأمنية وسحب الشبيحة والأشباح من الشوارع، وإلغاء المحاكم الاستثنائية، وكذلك الأحكام العرفية الصادرة عنها.
ـ إجراء التعديلات الدستورية الشاملة بما في ذلك إلغاء القوانين والمواد المجحفة (القانون 49 والمادة الثامنة من الدستور).
ـ إطلاق الحريّات العامّة وفي مقدمتها حريّة التعبير والتظاهر…
ـ تمكين جميع المواطنين السوريّين من ممارسة الحقوق السياسيّة التي كفلها لهم الدستور السوري وإصدار قانون عصري للأحزاب ووضع قانون الجمعيّات موضع التطبيق.
ـ إطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة وسواهم من معتقلين سياسيين ومعتقلي الرأي، وفتح تحقيق حيادي لمعرفة من كان السبب في قتل الأبرياء منذ انطلاق التظاهرات حتى الآن، والسماح بعودة المنفيين والتحقيق بمصير المفقودين.
ـ محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين في أي موقع كانوا.
المجد للشهداء والحرية لشعبنا
حزب العمل الشيوعي في سورية / هيئة الخارج
الاثنين 18 نيسان/أبريل 2011
: pacs.s yr@gmail.com