بيانات الانتفاضةعائشة أرناؤوط

بيان فرديّ

 


عائشة أرناؤوط

أنا الموقعة أدناه إيماناً مني:

بأن “أي قمع يمارس ضد شعبٍ ما أو حتى ضد فرد واحد، ماهو إلا قمع يمارس على الجميع، وأن أي انتهاك لحرية شخص هو انتهاك لحرية كل إنسان.”

بان انتفاضة الشعب السوري من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية مرتبطة عضوياً بانتفاضات الشعوب العربية الأخرى المطالبة بكرامتها وحريتها، وتحديداً الشعب الفلسطيني الذي مازال يناضل منذ أكثر من نصف قرن ضد الاحتلال والقتل والاضطهاد والتشرد والحصار.

بأن انتفاض أي شعب في العالم أجمع ضد الطغيان والوحشية والوأد الجسدي والفكريّ يخصنا جميعاً كبشر. فالضمير الذي يحتضن الحرية لا يفرق بين شعب وشعب ولا بين فرد وفرد.

لهذا أجد من واجبي أن أقابل بمنتهى الريبة وكامل الحذر ما نشهده من محاولة التفاف حول الثورة السورية الذي يقوم به برنار هنري ليفي وأقرانه لمصادرتها من أجل أهداف معروفة وأخرى قد لا نتوقع هولها.

تلك الدعوة الموجهة تحت اسم (SOS Syrie) إلى لقاء سينظَم يوم الاثنين ٤ تموز/ يوليو ٢٠١١ في قاعة سينما السان جرمان دي بري، في باريس بتوقيع كل من:

La règle du jeu, France Syrie démocratie et Change in Syria For Démocracy

وتحت ستار مساندة انتفاضة الشعب السوري، إنما تمثل إساءة بالغة لشعبنا النبيل ونصلاً مسمّماً لتقطيع أوصال المعارضة في الخارج.

قد يكون لدى بعض المشاركين السوريين المذكورة أسماؤهم قناعة بالترحيب بأي دعم أو مساندة بغض النظر عن طبيعة مصدرها، وهي قناعة ملتبسة قد تقود إلى انزلاقات نحن في غنى عنها، أما الآخرون فأغلب الظن أنهم  وقعوا في حبائل هذا الفخ المنصوب تحت غطاء “دعم الشعب السوري” وأنهم لا يعرفون تاريخ السيد “الباطني ليفي” الحافل بالمناورات والتضليل والتمويه وتشجيع التدخل العسكري “لحماية الشعوب ! “. تاريخ حافل يجعلني أكتفي بمؤشرين أخيرين ولن يكونا آخرَيْن بالتأكيد:

1/ ألقى السيد ليفي كلمة افتتاح  مؤتمر ” الديمقراطية والتحديات” الذي أقامته السفارة الفرنسية في تل أبيب بالمشاركة مع الصحيفة  الإسرائيلية “هاآرتز” بتاريخ 30 أيار/مايو 2010، قال فيها من بين ماقال: “لم اشهد في حياتي جيشاً ديمقراطياً كالجيش الإسرائيلي، فهو يطرح على نفسه كثيراً من التساؤلات الأخلاقية. هناك شئ حيويّ  في الديمقراطية الاسرائيلية لم نعهده من قبل…”.

قد يكون من المفيد هنا التذكير أن هذا المؤتمر أقيم خلال فترة تولّي “برنار كوشنر” لمنصب وزير الخارجية الفرنسية، وأن السيد ليفي كان يشيد بديمقراطية الجيش الإسرائيلي،  بينما كانت قوات خاصة من هذا الجيش تستعد لمواجهة ست بواخر من “أسطول الحرية” المحمّل بالغذاء والأدوية في طريقه نحو غزة. حيث شنت هجومها فجر اليوم التالي في المياه الدولية مما تسبب في قتل أكثر من 19 متضامناً وإصابة أكثر من 26 آخرين. وقتها وصفت مصادر عديدة تلك الأحداث بـ “المجزرة” و “الجريمة” و”إرهاب الدولة”.

2/ أعلن السيد ليفي أنه خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس 2 حزيران/ يونيو 2011،  قام بنقل رسالة إليه من المجلس الوطني الانتقالي الليبي. أتجاوز هنا فحوى الرسالة المُغرض الذي قام بتوليفه السيد ليفي، لأشير إلى أن المجلس الوطني الانتقالي نفى بشكل قاطع تسليمه أيّ رسالة من قبل الثوار.

لنفتح أعيننا جيداً أيها السوريون ولنحذر المشعوذين والحواة، وإلا سيكون الأوان قد فات حين نشهد المسرحية القادمة “مفوّض الثورة السورية قي الأقاليم المريبة” !

لابد من التنويه أخيرًاً أنه، إيماناً مني بالحرية كجوهر، ليس من حقي أن أمنع أحداً عن مساندة أيّ شعب. لكني لن أكون طرفاً إلا مع الشرفاء منهم، وذلك حرصاُ على ثورتنا النبيلة وإجلالاً لشعبنا السوري العظيم الذي تذوق الحرية حين تحرر من عبودية الخوف والرهاب وتحصّن من أمراض الطائفية التي حُقن بها خلال ما يناهز نصف قرن.

وردة على جبينك أيها الشعب السوري العظيم المتماسك، يا من يتابع باستبسال خارق طريقه نحو أفق الحرية، رغم فداحة القرابين اليومية التي تقدمها من لحمك ودمك.

 

باريس في 2 تموز/يوليو 2011

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى